omnada1

omnada1 @omnada1

عضوة جديدة

حب الله تعالى

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم.
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282.
حبُّ الله تعالى.
الحبُّ شعور تعيشه الروح، فالجسد الميت لا يشعر بأي مشاعر، والحب شعور يخفق له الفؤاد موطن الإحساس بالحياة، وتتأثر به الجوارح، وحبُّ الله شعور تعيشه الروح وينطق به اللسان، والله - تعالى - هو الذي خلق الروح والفؤاد وأنطق اللسان (أحب الله).
أحب الله ... كلمة لا تنطقها روح وفؤاد ولسان قد شغلهم هوى الدنيا الفانية،
أحب الله ... كلمة ليست حروفاً تنطق من اللسان، ولكنها كلمة ينطقها الفؤاد والروح واللسان والجوارح، وهذه الكلمة تحتاج إلى الكثير من الصدق والإخلاص وصفاء النفس وترك معاصي الدنيا وأمورها الفانية، وتحتاج إلى إقامة العبادات التي أنزلها الله في كتابه وبلّغها لنا حبيبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل لمحةٍ ونفس، كما تحتاج حفظ كتابه المُنزل على رسوله وأمته الذين يسمعون كلام الله فيتبعون أحسنه – صلوات الله عليهم - وتحتاج أيضاً إلى الفقه والزهد والورع والتقرب إلى الله - تعالى - بالعبادة والتذلل إليه بالدعاء.
والروح تعرف خالقها الله - جلَّ جلاله - وتحبه بالفطرة، قال تعالى: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } الروم:30 ، لذلك تعشق الروح والجسد تكرار ( أحب الله )، وتستمتع كل الجوارح ببركة هذه الكلمة، وتشعر بمعاني السلام والرحمة والحنان والجود والكرم وكل صفات الله - تعالى - تتدفق من هذه الكلمة.
فهو الله القائل في كتابه: { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} الصافات:75، فهو الله الذي أجاب نوحاً حين ناداه، وسمع يعقوب في شكواه، ورد إليه يوسف وأخاه ورد النور إلى عينيه، وأمّن سيدنا يونس في بطن الحوت، وحفظ سيدنا موسى في اليم والتابوت ورده وجبر خاطر أمه وأخته، ونجّى سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار، وأعطى سيدنا سليمان ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وأسمعه لغة الطير وأفهمه معانيها، وعندما خاف سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - في الغار، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تخف ولا تحزن إن الله معنا، فنصرهم الله.
فهذه هي الشكوى إلى الله والتوكل عليه، فإذا شكوت فلا تشكِ لأحدٍ غير الله تعالى، فهو الذي خلق روحك وفؤادك وجوارحك، وهو الله القائل في كتابه: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة:28.
فإذا كنت محباً لله شاكياً له متوكلاً عليه متذللاً له بالعبادة والدعاء أن يعلمك، فسيرزقك – سبحانه - العلم الذي ينير فؤادك وجوارحك، وسيرزقك حبه، ويخلطه في دمك ولحمك وعظمك، فعلم الله تعالى لن يتواجد إلا للذين اصطفاهم وفضلهم على عباده.
فهو الله - تعالى - القائل في كتابه:{ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} سورة البقرة 282، وسبحانه لا يرد سائل، فهو الله القائل عن عبده: وإن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة.
فلا يكون العبد أكرم من سيده.
وهو الله القائل: ما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها.
فهو الله – سبحانه - الذي خلق الروح، ثم خلق الفؤاد والجوارح، ثم بعث فيهما الروح، فتقربك إلى الله - تعالى - سيرزقك علم كتابه، ويخلطه في دمك ولحمك وعظامك، ويجعلك من العلماء والزاهدين، ويمنّ عليك بحبه، وإذا أحبك نادى على ملائكته: إني أحببت فلان فأحبوه، فينادي الملائكة على أهل الأرض: إن الله قد أحب فلان فأحبوه، فيتوافق الحب بين أهل الله وبينك، في الأرض وفي السماء، فتكون من الذين أحبهم الله وأحبوه.
فأعد النظر إلى هذه الآية الكريمة وتدبر فيها، فإذا نظرت إليها ببصرك وروحك وفؤادك وجوارحك ستترك أمور الدنيا الفانية وكل معصية لله، والآية هي: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} البقرة:28.
فكيف ترجع وتعود إلى الله - تعالى - وروحك وفؤادك وجوارحك لم ينطقوا ( أحب الله) ؟
فهو الله الذي يؤتي المُلك من يشاء، وينزع المُلك ممن يشاء، ويُعز من يشاء، ويُذل من يشاء، ويُخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويرزق من يشاء بغير حساب.
حُبُّ الله من إسرار إجابة الدُعاء.
كلنا لنا ذنوب بل إننا خُلقنا لنُذنِب ونتوب، وذلك كما ثبت في الحديث التالي عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث عن محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة عن أيوب، أنه قال حين حضرته الوفاة: « قد كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم ».
ولكن البعض منا له بركة في الدعاء لا توجد للآخرين، وسر هذه البركة في ثلاث:- أولا في حب الله -تعالى - وثانياً في شدة الثقة بالله، وثالثاً بتطهرنا لله من المعاصي.
فكم من عاصٍ دعا الله وقلبه مُفعمٌ بحبِّ الله، أُجيب دعاؤه! وكم من جلف القلب كثير العبادة ( فيما يبدو للناس ) لا تدمع له عين لله –تعالى - انتهت حياته فيما لا يُرضي الله، لبُعد قلبه عن السعي لحب الله -تعالى.
لذلك كان في مقدمة رقية العلاج من الأمراض والشياطين وأئمة الكفر إشارة بأنه ما دعا بهذه الرقية مُحبٌ لله – تعالى - إلا أجابه الله بكرمه، فلا قيمة للإيمان ما لم تُصقل مشاعرنا فيكون الله ورسوله أحبُّ إلينا مما سواهما.
وبناءً على قول بعض العارفين بالله - تعالى: إن المرء يفهم ما يَجِدُّ عليه من علمٍ بمخزونه الثقافي، لذلك أرجوك أخي القارئ أن تتلمس حُبَّ الله من خلال فهم الآيات المباركات التالية، فاقرأ معي بتمعن وتلمس حُبَّ الله بمعرفة ما يُحبُّ الله -تعالى:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة 24، { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} الصف4، { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة 222، { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} آل عمران 56 ، { فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} آل عمران 76، { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران 109، { وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة 195، { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة 42.
ومن أجل أن نُحبّ الله يجب أن نبتعد عما لا يُحبُّه الله – تعالى - فتلمس أخي الكريم ما لا يُحبُّه الله – تعالى - في فهم الآيات المباركات التالية:
{لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً} النساء 148، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} الأنفال 58، { وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران 57، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} القصص 47، { فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} آل عمران 32، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} الحج 38، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} لقمان 18، { وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} البقرة 276، { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} النحل 23، { وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأنعام 141، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة 190، ، { وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} البقرة 205.
حُبُّ الله وشدة ثقتنا بالله وحرصنا على التطهر من المعاصي وجوه لمبدأ واحد، فلا تحصل واحدة بدون أخواتها، وباب المعرفة لها هو معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته، تأملوا - رحمكم الله - كتاب الله الكريم، ألا تلاحظون أن مُجمل الآيات تنتهي بالإشارة إلى اسم أو صفه لله تعالى!
القرآن الكريم نُزِّل كرماً من الله علينا، وله جُملة من الأهداف، أهمها تعريفنا في الله تعالى، ومن دون أن نتعرف إلى الله تعالى لن نفهم الفقه، ولا أصول الدين ولا الحكمة، وأهم من ذلك كله لن نستطيع أن نُحبّ الله –تعالى - ولا أن نثق بجلاله، ولن نرى طريق التطهُر من المعاصي.
عندما كنت أُحاول أن أدعو بعض الذين أُشربوا فقه المُرجفين المُتنطعين جُلف القلوب، قائلاً له سجل اسمك عند الله في رابطة الرقاة بالدعاء التالي: ( اللهم يا عالم بمكاني وسامع دعائي وشاهد عليّ ووكيلي، سجل اسمي عندك في رابطة الرقاة ووجه من الآن وحتى مماتي، ذِكري وعبادتي لجلالك، إلى حيث توجه رقية رابطة الرقاة لتحرق إبليس والشياطين وأئمة الكفر الظالمين).
كان يردُ عليّ: ( ولنفرض أن الله لم يقبل دعائي ) ؟
سبحان الله أين الثقة في الله -تعالى؟ وأين المعرفة بالله الذي قال: { وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر 60، الله جلا جلاله وعد بالإجابة فكيف نشكُ في قوله؟ أين المعرفة بالله وقد جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ثم إن الله يقول أنا ثم ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني }.
المرجفون المتنطعون جُلف القلوب يقولون: وكيف نثق أن الرقية ستوجه إلى حيث تحرق الشياطين وأئمة الكفر؟ سبحان الله – تعالى - وكيف تجرؤن أن تعيشوا من دون التوكل على الله– تعالى؟ ألا يكفيكم أن يكون الله وكيلاً بتوجيه الرقية إلى حيث يعلم جلاله أنها تحرق الشياطين وأئمة الكفر؟!
أخي في الله إن كنت تبحث عن تزكية نفسك لتتمتع بمعية الله – تعالى - وبالخشوع له ولتعيش بسلام في حماية الله – تعالى - سأهمس في أُذنك بكلماتٍ أقسم بجلال الله لو وزنت بمال الأرض لوزنته وهي: ابدأ بفهم أسماء الله الحُسنى وصفاته من ( موسوعة أسماء الله الحسنى للدكتور محمد راتب النابلسي )، وأفهم تفسير القرآن الكريم من ( في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب )، وستعلم بعد قراءة القليل من الصفحات الفرق بين الذين يُدّرِسون التوحيد والعقيدة على موائد المُرجفين المُتنطعين جُلف القلوب، وبين الذين يُدّرِسونها بأرواحهم، وستعلم الفرق بين الذين تخرج كلماتهم من حناجرهم وبين الذين سقوا كلماتهم بدمائهم، بدماءٍ زكيةٍ لامست نور الله – تعالى.
ارجع أخي في الله للآيات السابقة وادرس تفسيرها من كتاب ( في ظلال القرآن )، وتلمس ما يُحبُّ الله وما لا يُحبّ، وزكِ نفسك، فأنفاس المرء خطواتٌ إلى أجله قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9)} الشمس.
منذ فترة قرأت خبر عن أطباء في الأردن حصلوا على الدكتوراه من بحثٍ أثبتوا فيه أن الذبائح التي تُذبح من دون ذكر اسم الله – تعالى - عليها تتلف لحومها أسرع بكثير من الذبائح التي تُذبح مع ذكر اسم الله – تعالى - عليها، رغم أن طريقة الذبح واحدة، ولقد كرر الأوربيون التجربة مرات وتأكدوا من النتائج ثم صمتوا !!
سأقول لكم أكثر من ذلك: إن الله هو النور، وإن قرآنه نورٌ من نوره، فإذا حُفظ في القلب، سكن نور الله القلب وتغيرت خلايا الجسد فيزيائياً فضلاً عن التغير الروحي، لذلك كثيراً من حالات العلاج في القرآن الكريم التي أتابعها وتباطأ علاجها، عادت للتسارع بعد أن بدأ المرضى بدراسة أسماء الله الحُسنى وتفسير سورة البقرة من ( في ظلال القرآن)، بل إنني تفاجأت بمعلومة عظيمة، ألا وهي أن هذا هو الطريق الأقوى لعلاج الأمراض وفك السحر، سبحان الله لهذا الخير الجديد الذي يلحق في الشهيد سيد قطب - رحمه الله.
وأرجو ممن قرأ هذه الرسالة أن يكرر دعاء الله – تعالى - لي ويقول:
يا الله يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أمدد عبدك أبا عمر بجندك، والمال، وأمدده بالعز والتقوى والعلم والقوة والنصر وأكشف على بصيرته وأفتح عليه فتوح العارفين.
للحصول على مزيد من أسرار حب الله تعالى نرجو الرجوع لكتاب العلاج بالتقوى والقرآن الكريم من الموقع:
www.alroqia.info
www.alraqi.info
في حال وجود أي استفسار نرجو أن لا تحرمونا شرف خدمتكم:
email@alraqi.info
إن خدمة المسلمين شرف لنا نتقرب به لله تعالى.
{وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء.
أخوكم أبو عمر
مهندس طاقة وتحكم
2
340

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الصبوووووورهk
^إماراتيه وأفتخر^
بارك الله فيج وكثر الله من امثالج