حياااااااااااكم الله
هذه أول مشاركه لي بهذا المنتدى ,, وأتمنى تعجبكم ,, وتراها منقوله من مجلة روائــع
في قرية من القرى الجميلة , والتي اكتست جبالها بالخضرة , وسالت أوديتها بالأمطار , وصدحت فوق غصون أشجارها الأطيار , وتفتحت في جنانها الأزهار , وجد رجل هرم يبكي بكاء حارا , كادت روحه تخرج مع هذا البكاء , وصاحب بكاءه إكثاره من الحوقله (لا حول ولا قوة إلا بالله ) , وكان اسم هذا الرجل عبد الله .
وبينما هو على هذه الحالة من البكاء مر عليه رجل له هيبة ووقار ولما شاهده يبكي دهش لحاله وأستفهم قائلا : ما الذي جعل هذا الكهل يبكي كل هذا البكاء ؟ فواصل الرجل سيره ميمما وجهه إلى حيث يجلس ذلك الكهل , ولما شاهد الكهل الرجل يقترب منه حاول إخفاء بكائه , وكتم عبراته , وقام بمسح دموعه التي بللت لحيته البيضاء , وحاول ربط جأشه , وبعد وصول الرجل إليه ألقى عليه التحية الطيبة المباركة قائلا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , فرد عليه الكهل تحيته بتحية أحسن منها ....
سأله الرجل عن سبب بكاءه قائلا له : لماذا تبكي يا عم ؟ فقال له الكهل : لقد تذكرت حادثة مؤلمة مرت علي منذ أربعين سنة !!! ما مر علي حادثة أصعب منها في حياتي يا بني ثم أجهش في البكاء مرة أخرى , فقال الرجل وما هذه الحادثة التي جعلتك تبكي كل هذا البكاء يا عم ؟ فقال له : لقد كان في القرية التي أقطنها أنا وأهلي أسرة كريمة ولديهم فتاة عمرها 17 سنة آية في الجمال ومثال في الأخلاق والأدب اسمها هند وكنت أحبها حبا طاهرا , وكانت تبادلني الشعور نفسه , وكان عمري ما يقارب العشرين عاما , وقامت والدتي بخطبة هذه الفتاة لي وذلك لما رأت أنني أرغب الاقتران بها , وقد وافق أهل الفتاة على طلبي وبدأت أرتب أموري وقررت السفر إلى مدينة بعيدة لمدة عامين لكي أعمل وأجمع ما يسد حاجتي في الزواج , وقمت بتوديع والدتي وطلبت منها الدعاء لي في السجود وفي ظهر الغيب , وقمت بالذهاب إلى منزل خطيبتي هند , وقمت بتوديعها ووالدها وجميع إخوانها , وسافرت وغادرت بلدي ميمما وجهي شطر ذلك البلد ...
وصلت إلى ذلك البلد وتحصلت على عمل مناسب لي وأعطاني صاحب العمل أجرا مناسبا , وكان صاحب العمل رجلا خلوقا يخاف الله ويراقبه ويحثنا على صلاة الجماعة , ووجدت في ذلك البلد أحد أبناء بلدي وأسمه عصام وأخبرته بأنني قد خطبت وسألني قائلا : من هي الأسرة التي قد خطبت منهم وبعد إخباري له تغير وجهه وأصابه هم لا أعرف سببه !!, واتضح لي أنه يعرفهم تمام المعرفة , وأظهر لي أن هذه الأسرة لا تناسبني وحاول إقناعي بتركهم لكنه لم يظهر لي سببا مقنعا مما جعلني لا أكترث لما قاله , واستغربت منه إصراره على إقناعي .
وبعد عدة أيام عاد صاحبي إلى بلدنا وتقدم لخطبة الفتاة التي تقدمت لخطبتها فرفض أهلها أول الأمر ولكنه أغرى والدها بالمال مما جعله يقتنع بالأمر ورفضت الفتاة تحقيق رغبة والدها في ذلك وقالت له : يا والدي إن فعل ذلك الرجل محرم إذ أنه قد خطب على خطبة أخيه عبد الله وقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك , وقد أعطينا الرجل الأول موافقة ولا يجوز لنا أن نتراجع عن موافقتنا السابقة بدون عذر شرعي مقنع , فقال لها والدها لن تتزوجي إلا من هذا الرجل وإذا عارضت سوف أضربك ضربا شديدا وحاولت والدتها التدخل لكن زوجها هددها بالطلاق وبعد ذلك أعطى الموافقة الصريحة للرجل وعقد له قرانه رغم رفض الفتاة لهذا الرجل وتزوجت به زواج إكراه لا زواج رغبة .
وحصل كل هذا وأنا لا أعلم عن ما حدث شيئا , وكنت أحسب الأيام وأعد الليالي وكلما مضى يوم ازددت فرحا لذهابه وذلك حرصا مني في انقضاء المدة التي اتفقت عليها أنا و صاحب العمل عليها , ومضت الأيام وانقضت المدة وحان وقت عودتي إلى قريتي الصغيرة ومسقط رأسي وكنت في قمة السعادة , ورحلت إلى بلدي والأشواق تسبقني والآمال تدفعني , وكتبت قصيدة من قصائد الشوق لخطيبتي هند , وقررت أن أعطيها القصيده بعد عقد القران , ووصلت إلى بلدي وطرقت الباب على والدتي وفتحت الباب لي وقبلت رأسها ويدها ولكنها أجهشت بالبكاء وطأطأت رأسها فظننت أن بكاءها كان من شدة شوقها لي وفرحا بقدومي وما تمالكت نفسي وشاركتها البكاء ..
وبعد برهة من الزمن رفعت بصرها إلي ولم تتكلم بكلمة واحدة وإنما اكتفت بإطلاق بعض النظرات الغريبة التي جعلتني في حيرة من أمري وأخذت أسأل نفسي قبل سؤالي لوالدتي : ما الأمر ؟ وماذا حدث ؟ وبعد سكوتي بعض الوقت قمت بسؤال والدتي : ما الأمر؟ فقالت يا بني لقد حدث أمر قبل مجيئك بأسبوع , قلت لها وما الذي حصل يا والدتي ؟ قالت لقد تزوجت خطيبتك هند من صاحبك عصام الذي كان يعمل معك في ذلك البلد , وهي مكرهة على الزواج منه , فلم أتمالك نفسي وسقطت مغشيا علي إذا كان الخبر مثل الصاعقة علي , ومرضت عدة أيام , ومكثت مدة من الزمن تقتلني الأحزان وتعصف بي الهموم .
وتأثرت والدتي لحالي وأصابها المرض ، ولما خفت عليها أظهرت تجلدا وتصبرا ما جعل والدتي تطمئن علي وتحسنت حالتها ولله الحمد .
وبعد مدة من الزمن عرضت علي والدتي الزواج , فرفضت ذلك الأمر وقلت لها لا أفكر في الزواج إطلاقا , وسافرت إلى بلاد بعيدة ..
حاولت أن أسلو وأن أنسى الموضوع ولكن الأمر كان شاقا علي , والتجأت إلى الله وسألته العون فأعانني ولم أتزوج إلى هذا اليوم , ونسيت الحادثة أربعين سنة وبعدها عدت إلى بلدي , وبينما كنت أمشي في طريقي صادفتني امرأة وبادرتني بالسؤال قائلة : هل أنت عبد الله ؟ قلت : نعم , فقالت أما عرفتني ؟ قلت : لا , فقالت لي أنا هند التي خطبتها قبل أربعين سنة فقلت لها أأنت هند ؟! قال نعم هند ؟؟ فكان موقفا عصيبا علي , فقلت لها ما هي أخبارك ؟؟ فقالت لي : بعد زواجي بشهر توفي زوجي عصام , ولم أتزوج بعد ذلك على أمل أن ترجع إلي , ثم سألتني , وأنت ما هي أخبارك يا عبد الله ؟ فأخبرتها بما حصل لي وإنني لم أتزوج حتى الآن , فقالت لي : هل لك رغبة في الزواج بي يا عبد الله ؟ فقلت لها : بالتأكيد , وبعد ذلك ودعتها على أن أقوم بترتيب أمور الزواج , وبعد ذلك قمت بالذهاب إلى منزل أخيها الأكبر وليها الشرعي بعد وفاة أبيها وخطبتها منه وعقد لي قراني قبل عدة ساعات من الآن وحددنا موعد الزواج ...
تأثر الرجل من قصة الشيخ الكبير , واستعبر وبكى معه , لكنه تمالك نفسه وقال للشيخ : إن ما مر بك موقف عصيب ولكن ينبغي لك إن تستعين بالله , وإن تعيش ما بقي من حياتك عابدا لله , وسيعوضك الله على صبرك واحتسابك خيرا .
حقا إنها آمال تتجدد بعد أربعين سنة .
وقفـــــــــــــه :
أعلل النفس بالآمــــــــال أرقبهـــــــــــــــا
ما أضيق العيش لولا فسحـــة الأمل

بصمة مشرقة @bsm_mshrk
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




السديم, :
سلمتي على القصه رائعه بجد ............... دمتي .......سلمتي على القصه رائعه بجد ............... دمتي .......
حياك الله ,,, الأروع مرورك غاليتي :26:
الصفحة الأخيرة
رائعه بجد ...............
دمتي .......