السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوان هو جزء من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
روى مسلم (2607) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ
وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا . وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى
الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) .
والحديث ليس غريبا علينا .. ولطالما استشهدنا به في كلامنا عن فضيلة الصدق والترغيب فيها
وذم الكذب والتحذير منه .. مذ كنا صغارا ..
لكن لأول مرة أنظر جليا في كلمة (( يتحرى الصدق )) و(( يتحرى الكذب ))
و(( يتحرى )) في اللغة بمعنى يبحث عن الشيء حتى يجده ويجتهد ويبالغ في ذلك ..
كتحري رؤية الهلال فننتظر ظهوره لحظة بلحظة .. وتحري قضية ما بالبحث عن
ملابساتها حتى تتبين لنا الحقيقة
فكيف نبحث عن الصدق حتى نجده
وهل منا حقا من يجهد نفسه في البحث عن الكذب !!!
نعم :
- عندما أتهاون في نقل أخبار من مصادر غير موثوقة كالرسائل الالكترونية بمختلف طرقها (( بلاك بري – واتس اب – البريد الالكتروني .. الخ )) فأنا (( أتحرى الكذب ))
- عندما أسارع بالنقل عن صحف ومواقع ثبت عدم مصداقيتها فهذا (( تحرٍ للكذب )) عندما أنشط في نقل الاشاعات بدون دليل ونشر البلبة بين الناس .. أحيانا على سبيل التندر .. فأنا أتحرى الكذب
- عندما أنقل ما يعجز العقل عن تصديقه من قصص وروايات لا طائل من ورائها بهدف الحصول على سبق صحفي وزيادة اعداد المشاركات .. حتما أتحرى الكذب عندما أنقل موضوعا ليس لي وأنسبه لنفسي أوأذيله بكلمة منقول بشكل لا يكاد يرى قياسا بحجم الموضوع فأنا أتحرى الكذب
حتى
(( يكتب عند الله كذابا ً ))
قيل في شرح (( يكتب عند الله صديقا )) و (( يكتب عند الله كذابا )) ..
يحكم له بذلك و يستحق الوصف بمنزلة الصديقين و ثوابهم او بصفة الكاذبين
و عقابهم و المراد اظهار ذلك للمخلوقين اما بأن يكتبه بذلك ليشتهر بحظه في
الصفتين في الملأ الاعلى و اما بأن يلقي في قلوب الناس و ألسنتهم كما يوضع
له القبول او البغضاء ))
أي يشيع بين الناس وفي الملأ الأعلى أن (( فلانة )) كذابة
ولا يعفي في ذلك كوننا نكتب بأسماء حقيقية أو مستعارة
وأسأل من منا حقا تتحرى الصدق في ما تنقله
؟؟؟
من تجهد نفسها في تدقيق الأخبار والمعلومات قبل أن تلصقها على هذه الشبكة ..
حتى وإن كانت في صالحنا ووفق ما نتمنى ؟؟
من تُعمل عقلها ولو قليلا في ما تنقله .. بعض ما ينقل يستعصي على العقل تصديقه
ولو رأيته بأم عيني لكذبتها في حين أننا أصبحنا ننقل أشياء لا تعقل بثقة كبيرة
وكأننا كنا طرفا فيها وشاهدا عليها !!!! ..
ننقل أحداثاً أقسم صاحبها على صدقها .. ولم نر الحدث ولا نعرف صاحبه
فهل نتحمل تلك الأيمان ؟؟
(( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ))
فكيف بما لم نر ولم نسمع !!!!
أسأل الله أن يرزقنا الصدق في الأقوال والأعمال .. ويجنبنا الكذب وما يقرب إليه
وأن يكتبنا مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا
ربي يسعدك دوووووووم
أسأل الله أن يرزقنا الصدق في الأقوال والأعمال .. ويجنبنا الكذب وما يقرب إليه
وأن يكتبنا مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا
آميــــــــــــــن