waft air

waft air @waft_air

محررة ذهبية

حتى تحفظ دينك أحفظ لسانك فلا الحق لأهله مردود ولا الباطل به مدفوع

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت الموضوع لسببين:_
1-نصيحه لي ولكل وحده تحمل هم
أخوانها المسلمين في كل مكان .
2- كثير من الوقائع والأحداث التي نراها في زماننا
تبينها لنا السنه النبويه بأحاديث صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقتنا هذا فتنه فمن وقف لها يعتقد أنه يتصدى لها أخذته معها .
وألزم على الإنسان حفظ دينه وحسناته فلا تضيعها في الدفاع عن عن ناس معينه أو ذم ناس أخرى.

~~~~~~~~~~~~~~~~~
(1)مايحيط الأمه من خطر

أخرج أبو داود ـ واللفظ له ـ وأحمد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:

(57) "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ".

قال الآجري في "الشريعة" (1/ 372 ـ طبعة دار الوطن) بعد أن ذكر التحذيرمن مذاهب الخوارج، والصبر على جور الأئمة، والدعاء للولاة بالصلاح، والطاعة لهم ما أمكنه، وإن أمروه بمعصية لم يطعهم قال: "وإذا دارت الفتن بينهم لزم بيته، وكفَّ لسانه ويده، ولم يهو ما هم فيه، ولم يعن على فتنة، فمن كان هذا وصفه كان على الصراط المستقيم ـ إن شاء الله ـ".

ويشبه ما تقدم من البيان ما أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وهو في "الصحيحة" (1380) عن أهبان عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

(58) "إذا كانت الفتنة بين المسلمين ، فاتخذ سيفاً من خشب " لكن الرواية جاءت في صحيح ابن مـاجه (3199) ؛ وفيها زيادة إيضاح لأنها اشتملت على سبب ورود الحديث ؛ فعن عديسة بنت أهبان قالت :

"لما جاء علي بن أبي طالب هاهنا البصرة ، دخل على أبي، فقال : يا أبا مسلم ! ألا تعينني على هؤلاء القوم؟ قال: بلى، قال: فدعا جارية له، فقال: يا جارية ! أخرجي سيفي. قال : فأخرجته، فسل منه قدر شبر، فإذا هوخشب ، فقال: إن خليلي ابن عمك ـ صلى الله عليه وسلم ـ عهد إلي إذا كانت الفتنة بين المسلمين فأتخذ سيفاًمن خشب، فإن شئت خرجت معك. قال: لا حاجة لي فيك ولا في سيفك" .

لذلك نقل المناوي في "فيض القدير" كلام الطبري موضحاً : قال الطبري: "هذا في فتنة نهينا عن القتال فيها وأمرنا بكف الأيدي والهرب منها، إذ لو كان الواجب في كل اختـلاف يكـون بين طائفتين مسلمتين الهرب منه، وكسر السيوف؛ لما أقيم حد ولا أبطل باطل، ووجد أهل الشقاق والنفاق سبيلاً إلى استحلال ما حرم من أموال المسلمين وسفك دمائهم بأن يتحزبوا عليهم، ونكف أيدينا عنهم، ونقول: هذه فتنة، فما نقاتل فيها".

إلى أن قال: "فتعين أن محل الأمر بالكف إذا كان القتال على الدنيا أو لاتباع الهوى أو عصبية".

(2) الصبر:

وقد تقدم في النشرة أهمية خلق الصبر والتديُّن به لله حسبةً، خاصة في الفتن، وقد أخرج أبو داود في "سننه" عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَا أَبَا ذَرٍّ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ:

(59) "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟ ـ يَعْنِي الْقَبْرَ ـ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَوْ قَالَ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ، أَوْ قَالَ: تَصْبِرُ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا ذَرٍّ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّمِ؟ قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلا آخُذُ سَيْفِي وَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي؟ قَالَ: شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذَنْ، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قُلْتُ فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: فَإِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ، يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ".

والحديث أخرجه ابن ماجه، وأحمد، وهو صحيح.

(3) كف اللسان:

وعلى المسلم أن يحذر الوقوع في الذنوب، ومن الذنوب تحريك اللسان في معصية، وقد أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمراً عاماً بأن نملك ألسنتنا ، فقد روى الطبراني وهو في "صحيح الجامع" (1387) عن الحارث بن هشام ؛ قال : يا رسول الله ! حدثني بأمر اعتصم به ؛ قال :

(60) "أملك عليك لسانك".

وأكد على ذلك في الفتن بقوله لعبد الله بن عمرو في الحديث الذي أخرجه أبو داود، والحاكم، وأحمد وهو في "الصحيحة" (205): قال عبد الله بن عمرو : "بينما نحن حول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ ذكروا الفتنة، أو ذكرت عنده، قال:

(61) "إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه. قال ( الراوي ) فقمت إليه فقلت له: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة". وفي رواية قال:

(62) "عليك بخاصتك، ودع عنك عوامهم". أخرجه الدولابي في "الكنى" وهو في "الصحيحة" (206).

لذلك فالصمت في الفتن نجاة، فعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت: يا رسول الله! ما النجاة؟ قال:

(63) "أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك". رواه الترمذي، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، وهو في "الصحيحة" (890).

وأخرج الترمذي، وأحمد، وغيرهما، وهو في "الصحيحة" (536) عن عبد الله بن عمرو مرفوعا:

(64) "من صمت نجا".

قال ابن بطال في "شرحه لصحيح البخاري" (10/33): "وقد كره السلف الكلام في الفتنة".

ولا يعني هذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلقاً في الفتن، ولا يشكل هذا على العاقل الحكيم مع ما يقوله ـ عز وجل ـ في كتابه العزيز : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، لأن الفتن دركات، ولسوادها درجات، ولها وقفات وبعثات، وإنما أخبر النبي ما أخبر، وخوَّف من فتن حادة، فيها لهيب عذاب الهرج والمرج. أو خوَّف من ليس فقيهاً في الدين. وإلا فقد جاء عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ فيما أخرجه أبو نعيم بسند صحيـح قال : "يا أيها الناس ألا تسألوني؟ فإن الناس كانوا يسألون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، أفلا تسألون عن ميت الأحياء؟ فقال: إن الله ـ تعالى ـ بعث محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب؛ فحيي بالحق من كان ميتاً، ومات بالباطل من كان حياً، ثم ذهبت النبوة، فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكاً عضوضاً، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه، والحقَّ استكمل، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافاً يده، وشعبةمن الحق ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه ؛ فذلك ميت الأحياء" .

وهذا يعني أن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قسم الناس إلى أربعة أقسام :

قسم عامل بمقتضى الكتاب والسنة الصحيحة لا يخشى في الله لومة لائم، وهذا خيرهم . حيث استعمل وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكمة وفي محلها.

وقسم عامل بمقتضى الكتاب والسنة الصحيحة لكنه عطل وسيلة منها وهو استعمال اليد ـ مع العلم أنه لا يستعمل هذه الوسيلة إلا لحكمة وبحكمة ولأنه في موقع المسئولية ـ لكنه عطلها لسبب ما "إما لدنيا ، أو لهوى ، أو لعصبية" فهذا ترك شعبةمن الحق . وقسم أضعف من سابقه حين عطل لسانه ويده فترك شعبتين من الحق . والقسم الأخير هو ميت الأحياء الذي عطل اللسان والقلب.

ولا يعني أنه إذا وقعت الفتنة أنه لا بدمن الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل من الحكمة أحياناً في الفتن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ فيما أخرجه ابن أبي شيبة ، وأبو نعيم : "ليأتين عليكم زمان خيركم فيه من لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، فقال رجل من القوم: أيأتي علينا زمان نرى المنكر فيه فلا نغيره؟؟!!! قال: والله لتفعلن، قال: فجعل حذيفة يقول بإصبعه في عينه: كذبتَ والله، (ثلاثاً) ، قال الرجل : فكذبتُ وصدق".

(4) الاعتزال:

وتقدم معنى الاعتزال في الفتن في الحديث (56) وفيه: "فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِه".

وأخرج الحاكم في "المستدرك" وهو في "الصحيحة" (1478) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:

(65) "أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم، أنجى الناس منها صاحب شاهقة، يأكل من رسل غنمه، أو رجل من وراء الدروب آخذ بعنان فرسه، يأكل من فيء سيفه".

وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

(66) "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبَّع بها شَعَف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن".

رواه مالك، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

وأخرج الحاكم، وهو في "الصحيحة" (698) عن ابن عباس مرفوعاً:

(67) "خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه ـ أو قال برسن فرسه ـ خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه، أو رجل معتزل في باديته يؤدي حق الله الذي عليه".

وجاء هذا المعنى فيما أخرجه أحمد وهو في "الصحيحة" (2259) عن ابن عباس أيضاً مرفوعاً:

(68) "ما في الناس مثل رجل آخذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس".

وفي رواية عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال:

(69) "خير الناس رجل تنحى عن شرور الناس". والحديث في "الصحيحة" (5/329).

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث رقم (67): "أو رجل معتزل في باديته"، فقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم _من محاسن فعل الرجل في الفتنة الاعتزال في البادية، أو جعلها رخصة له . وإلاَّ فمعلوم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ منع من ذلك وجعل التعرُّب من الكبائر، فقد أخرج الطبراني في "الكبير" وهو في "الصحيحة" (2244) عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المنبر يقول:

(70) "اجتنبوا الكبائر السبع، فسكت الناس فلم يتكلم أحد، فقال: ألا تسألوني عنهن؟ الشرك بالله، وقتل النفس، والفرارمن الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، والتعرُّب بعد الهجرة".

وجاء معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "والتعرب بعد الهجرة"، في رواية أخرجها ابن جرير الطبري في "التفسير" موقوفة، لكن لها حكم المرفوع: فعنه أيضاً قال: "إني لفي هذا المسجد مسجد الكوفة، وعلي ـ رضي الله عنه ـ يخطب الناس على المنبر فقال: يا أيها الناس! إن الكبائر سبع، فأصاخ الناس، فأعادها ثلاث مرات، ثم قال: ألا تسألوني عنها؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! ما هي؟ قال: فذكرها، فقلت لأبي: يا أبت! التعرُّب بعد الهجرة كيف لحق ههنا؟ فقال: أي بني! وما أعظم من أن يهاجر الرجل، حتى إذا وقع سهمه في الفيء ووجب عليه الجهاد؛ خلع ذلك من عنقه، فرجع أعرابياً كما كان".

والحديث أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" باب الأعرابية (578)، موقوفاً عن أبي هريرة ، وفي لفظه : "والأعرابية بعد الهجرة". ومما جاء في خطورة التعرب بعد الهجرة ، ما أخرجه البخاري، ومسلم، وغيرهمامن حديث سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع! ارتددت على عقبيك؟ تعربت؟! قال: لا، ولكن رسول الله أذن لي في البدو.

وقد بين ابن الأثير معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "التعرب بعد الهجرة" في "النهاية" بقوله: "هو أن يعود إلى البادية، ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجراً. وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد".

ومقصوده بالردة: الردة الصغرى، التي لا تخرجه من الملة، فهي من الكبائر. قال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ (المتوفى 1349هـ) في كتابه "منهاج أهل الحق والاتباع": "وإذا كان المرتد بعد هجرته أعرابياً ملعوناًمن أجل خوف الجفا، ونسيان العلم، ولمصالح الإسلام، والأعراب إذ ذاك أحسن حالاً وأكمل عقولاً؛ فكيف الحال بالأعراب الذين لم يتمكنوامن معرفة الدين ومعرفة شرائع الإسلام في هذه الأزمان؛ فهم أحق وأولى بالعقوبة".

قال شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ : "ونحوه (التغرب): السفر إلى بلاد الغرب والكفرمن البلاد الإسلامية إلا لضرورة ، وقد يسمي ذلك بعضهم بـ (الهجرة)! وهومن القلب للحقائق الشرعية الذي ابتلينا به في هذا العصر، فإن الهجرة إنما تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، والله هو المستعان.

ولا يشكل هذا مع ما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (580) عن شريح عن أبيه قال: "سألت عائشة عن البدو؛ قلت: وهل كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبدو؟ قالت: نعم، كان يبدو إلى هؤلاء التلاع". قال في "النهاية": "يشبه أن يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه".

(5) لزوم البيت.

وتقدم معنى لزوم البيت في الحديث رقم (33) وفيه: "قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل علي داري؟ قال: فادخل بيتك"، والحديث رقم (54) وفيه: "وَالْزَمُوا فِيهَا أَجْوَافَ بُيُوتِكُمْ". والحديث رقم (61) وفيه: "الزم بيتك".

وأخرج الحافظ الحسن بن أحمد المعروف بـ "ابن البناء" في "الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت" (رقم:16) عن الفضيل بن عياض بسند حسن، قال: "في آخر الزمان عليكم بالصوامع، قلنا: وما الصوامع؟ قال: البيوت، فإنه ليس ينجومن شر ذلك الزمان إلا صفوته من خلقه". وكان يقول: "ليس هذا زمان الكلام، هذا زمان السكوت ولزوم البيوت".

وقد أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يلزم المرء في الفتنة بيته فقد أخرج أبو داود، وأحمد، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ

(71) "إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي" قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكُمْ".

وعن ابن عمر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استعمل رجلاً على عمل، فقال: يا رسول الله! خرلي، فقال:

(72) "الزم بيتك".

وعند الديلمي في "مسند الفردوس" وهو في "صحيح الجامع" (3649) عن أبي موسى مرفوعاً:

(73) "سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته".

وأخرج أحمد ـ واللفظ له ـ وابن ماجه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا فُسْطَاطٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ: لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، إِنَّكَ مِنْ هَذَا الأمْرِ بِمَكَانٍ، فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:

(74) "إِنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلافٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا فَاضْرِبْ بِهِ عُرْضَهُ، وَاكْسِرْ نَبْلَكَ، وَاقْطَعْ وَتَرَكَ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ، فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً فَاضْرِبْ بِهِ حَتَّى تَقْطَعَهُ ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ يُعَافِيَكَ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ". فَقَدْ كَانَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ، ثُمَّ اسْتَنْزَلَ سَيْفًا كَانَ مُعَلَّقًا بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ، فَاخْتَرَطَهُ فَإِذَا سَيْفٌ مِنْ خَشَبٍ، فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَاتَّخَذْتُ هَذَا أُرْهِبُ بِهِ النَّاسَ".



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حرم سي المهندس
بارك الله فيك وجعل ماكتبتية و نقلتيه في موازين حسناتك
غريبة في ويلز
غريبة في ويلز
جزاك الله خير
waft air
waft air
جزاكم الله خير
غادة الحنونة
غادة الحنونة
جزاك الله الجنه ووالديك
waft air
waft air
جزاك الله خير