um Abdul-Aziz

um Abdul-Aziz @um_abdul_aziz

عضوة شرف في عالم حواء

حتى تكوني سعيدة

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين و لا حول ولا قوة إلا بالله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

. أما بعد فإن موضوعنا اليوم هو أسباب السعادة
ولقد أخترت هذا الموضوع لعدة أسباب منها:-

o أن راحة القلب و سروره و زوال همومه و غمومه, هو المطلب لكل أحد وبه تحصل الحياة الطيبة ثم السرور و الابتهاج.
o انتشار الأمراض النفسية في هذه السنوات الأخيرة كالإكتئاب وخاصة النفاس و ما يشكو منه بعض الناس من ضيقة الصدر مع وجود الإيمان عندهم.
س: وهل وجود الإيمان وحده كافيا لوجود السعادة و الانشراح أم لابد من أمور أخرى ؟؟
لقد تبن يا أخوات أن السعادة لها أسباب دينية و أسباب طبيعية و أسباب عملية ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين و أما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه و سبب جاهد عقلاؤهم عليه فاتتهم من وجوه أحسن وأنفع .
وهذه الأسباب منهم من أصاب كثيرا منها فعاش عيشة هنية , ومنهم من لم يصب شيئا منها فعاش عيشة الشقاء, ومنهم من هو بين بين بحسب ما وفق له.
أسأل الله أن يوفقني و إياكن لها و أن يجعلنا من السعداء في الدنيا و الآخرة.


وإليكن أسباب السعادة :-
o أعظم الأسباب و أصلها هو الإيمان بالله و العمل الصالح,قال تعالى "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" النحل 97
الحياة الطيبة كما قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره " وذلك بطمـأنينة القلب و سكون نفسه وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه, ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا, من حيث لا يحتسب"إن إيماننا بالقضاء و القدر خيره وشره من أكبر أسباب السعادة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رُفعت الأقلام وجفت الصحف"
فإذا علم المؤمن أن الله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة فإنه لا يحزن لأنه يعلم أن الأمور مفروغ منها و مكتوبة عليه. وكيف يحزن؟؟؟ وهو يعلم أن هؤلاء البشر الذين حوله لا يستطيعون نفعه و لا ضره إلا بقدر الله . فلم القلق والحزن؟؟؟
وبناء على الإيمان بهذه العقيدة تجدين المسلم بين أمرين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذاك إلا للمؤمن"


فالمؤمن يواجه المحاب و المسار بالشكر عليها فلا يغتر ولا يفرح فرح اشر بطر. لأنه يعلم أنها من عند الله وأن الله قادر على أن يسلبها منه , ويعلم أنه بالشكر تدوم النعم " ولئن شكرتم لأزيدنكم " فيشكر الله بقلبه و بلسانه و بجوارحه فيكثر من الطاعات إن أعطاه الله مالاً تصدق منه لأنه مال الله إن أعطاه الله علما علّمه ونفع به.
أما إذا واجهته الأحزان فإنه يصبر ويحتسب لأنه يعلم أن هذه المصائب قد كتبت عليه قبل أن يخلق قال تعالى " وما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " الحديد 22 وتجدين المسلم في المصيبة مستقر النفس هادئ البال لعدة أمور منها :-


 عظم أجر الصبر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" يقول أحد السلف :- وجدنا أفضل عيشنا بالصبر . لما يحصل له من تكفير السيئات ورفع الدرجات "
 أنه ينتظر الفرج و أن الشدة لابد لها من فرج "إن مع العسر يسرا فإن مع العسر يسرا " و إن تأخر الفرج " حتى إذا استيئس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء" قصة المرأة العجوز التي أخذ أحد الوزراء في بغداد ما لها (لا تحزن )
 بل إن المسلم لا يضجر للمصيبة لأنه يعلم أن قد تكون علامة محبة الله له "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم " "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل "صحيح الجامع ولعلي أذكر هنا قصة على عظم الإيمان بالقضاء والقدر ..... هناك كاتب أمريكي – بودلي – مؤلف كتاب رياح في الصحراء و كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم وقد استوطن في فترة من حياته أفريقيا االشمالية بعد أن أسلم عاش معهم 7 سنوات .
19
962

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
يقول :- أن كثير من أصحاب المخدرات و السكيرين هناك يفقدون مثل هذا الإيمان بل إنه بعد هذه السنوات بدأ يُعالج كثيرا من أموره التي لا تأتي وفقا لما يريد بكثير من الطمأنينة و السكون إنه الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره وليس ذاك إلا للمؤمن .
إن الإيمان باليوم الآخر :- مما يجعل المسلم يشعر بكثير من الطمأنينة و السعادة حتى في أشد المواقف .

فلا يحزن على ما يفوته من مال أو جمال أو صحة أو أنباء لأن الدنيا يسيرة قصيرة "و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا " ويقول صلى الله عليه وسلم " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء " لذلك الخنساء لما قتل أخوها صخر أخذت تبكيه و ألفت القصائد الطوال في رثائه وعلى العكس لما قتل أبنائها الأربعة في معركة القادسية وكانوا يقولون ماذا ستفعل الخنساء فقالت :"الحمد لله الذي شرفني بقتلهم جميعا وأرجو الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته . وكانت تقول صخر لا ارجوا أن أجمع معه ولكن أبنائي أرجو أن يجمعني الله بهم جميعاً " (المرأة التي تصرع- قصة أم الحارث أهبلت أجننت – حرام بن ملحان ).
إن السعادة الحقيقية هي في الإيمان و في طاعة الله قال تعالى " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون" "إن الأبرار لفي نعيم " في نعيم الدنيا قبل الآخرة . ويقول إبراهيم بن أدهم :- لو يعلم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف .
لعمرك ما السعادة جمع مالٍ ولكن التقي هو السعيد

 من الطاعات التي تجلب لك السرور و الطمأنينة الصلاة , فقد قال صلى الله عليه وسلم " وجعلت قرة عيني في الصلاة " وكان صلى الله عليه وسلم يقول "أرحنا بالصلاة يا بلال "وقال صلى الله عليه و سلم إذا نام أحدكم عقد عليه الشيطان ثلاث عقد فإذا قام فذكر الله انحلت عقد فإذا توضأ انحلت عقدة فإذا صلى انحلت عقد ثم أصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " وكان صلى الله عليه وسلم في المهمات العظيمة يشرح صدره بالصلاة كيوم بدر و الأحزاب و غيرها من المواطن لأن الله قال " واستعينوا بالصبر و الصلاة" فهل نحن لما نحس بالحزن على ما تعيشه الأمة هذه الأيام قامت و توضأت و صلت؟؟
ذكروا عن الحافظ ابن حجر صاحب الفتح أنه ذهب إلى القلعة بمصر فأحاط به اللصوص فقام يصلي ففرج الله عنه.لماذا نشعر بهذه الراحة؟؟؟ ...قال تعالى(( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا مثنى..... ))



الصدقة سعة في الصدر و قد وصف الرسول صلى الله عليه و سلم البخيل و الكريم برجلين عليهما جبتان فلا يزال الكريم يعطي و يبذل فتتوسع عليه الجبة و الدرع من الحديد حتى يعفو أثره ولا يزال البخيل يُمسك و يمنع فتتقلص عليه فتخنقه حتى تضيق عليه روحه لذا قال سبحانه " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " إن غل الروح جزء من غل اليد ( لا تحزن ).


الصيام قال صلى الله عليه وسلم " للصائم فرحتان" فكيف بمن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر أوكل اثنين وخميس.



الدعاء وذكر الله سبحانه قال تعالى : وقال تعالى: يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي عن الإكثار من ذكر الله فإن لذلك تأثيرا عجيبا في انشراح الصدر وطمأنينته و زوال همه وغمه ولذا يقول سبحانه الحجر 97-99
وإن من أفضل الذكر تلاوة القرآن و الانشغال بحفظه و تدبره و العمل بما فيه قال سبحانه شفاء من الأمراض الحسية ومن الأمراض المعنوية كالهموم و الشبهات و الشكوك .
قال أحد الصالحين أحسست بغم لا يعلمه إلا الله ,وبهمّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ مقيم فأخذت المصحف وبقيت أتلو فزال عني والله فجأة هذا الغم و أبدلني الله سرورا و حبورا مكان ذلك الكدر قال تعالى

قصة ابن تيمية في الحبس .
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
ومن الأذكار التي تزيل الهموم كثرة الاستغفار
فقد ورد في المسند " لا يقضي الله للعبد قضاءً إلا كان خيراً له" قيل لابن تيمية :حتى المعصية ؟؟قال : نعم إذا كان معها التوبة والندم والاستغفار و الانكسار
ولا حول ولا قوة إلا بالله قال عنها ابن تيمية : بها تحمل الأثقال و تكابد الأهوال وينال شريف الأحوال,فالزميها فإنها كنز من كنوز الجنة.

ومن الأذكار الوقائية من الهم والحزن
قول "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن و العجز و الكسل و البخل و الجبن......" ودعاء "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصبة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي إليها معادي و أجعل الحياة زيادة لي في كل خير و الموت راحة لي من كل شر"رواه مسلم
فإذا لهج العبد بهذا الدعاء بقلب حاضر ونية صادقة مع اجتهاد فيما يحقق ذلك انقلب همه سرورا , وهناك أدعية علاجية لمن وقع في الهم والحزن وهو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أصاب عبدا همٌ ولا غم ولا حزن
فقال :- اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي و نور صدري و جلاء همي وحزني " إلا أذهب الله همه و حزنه و أبدله مكانه فرحا " صحيح الكلم الطيب.



ومن الأسباب التي تزيل الهم و الغم و القلق الإحسان إلى الخلق بالقول و الفعل و أنواع المعروف , وبها يدفع الله عن البر و الفاجر الهموم والغموم بحسبها ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب لأن إحسانه صادر عن إخلاص لله فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير يدفع عنه المكاره بإخلاصهقال تعالى النساء 114 . ومن جملة الأجر العظيم : زوال الهم و الغم و الأكدار ( كلام ابن السعدي)يقول الشيخ عائض القرني في كتابه لا تحزن " فإذا طاف بك طائف من هم أو ألمَّ بك غمٌّ فامنح غيرك معروفا , وأسد له جميلا , تجد الفرج و الراحة, أعط محروما , أنصر مظلوما ,أنقذ مكروبا , أطعم جائعا, عد مريضا , أعن منكوبا , تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك "
 والإحسان يكون للناس من أربعة أوجه : بالعلم – بالمال- بالجاه- بالبدن , ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ,إماطة الأذى عن الطريق , إطعام الطعام ,صلة الأرحام .
ومن أسباب دفع القلق و اشتغال القلب ببعض المكدرات, الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فالفراغ في النفس و الوقت تهيئ النفس حينها للغم والهم و الحزن لأن الفراغ يجلب لك ملفات الماضي و الحاضر و المستقبل و يجعلك في دوامة .(فالمرأة التي لا تعمل سواء داخل أو خارج المنزل تجدينها تحاسب فلانة و تحقد على فلانة و تكره فلانه لأنها قالت و قالت ..وصدق رسول الله "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ" فاشتغلي بعمل إن كان عبادة فهو عبادة أو أي شغل دنيوي و إذا صاحبتها النية الصالحة أصبح طاعة .


 وإن من أجل الأعمال التي يشغل الإنسان بها نفسه و تحصل له بها السعادة هو العلم النافع و العلم الشرعي , يقول ابن حجر ما طلب الله من النبي صلى الله عليه و سلم أن يطلب الزيادة من شيء إلا من العلم قال تعالى فأهل العلم هم السادة في الدنيا و الآخرة .


 ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " فالعلماء هم أشرح الناس صدورا .
 واشغلي نفسك بعمل دنيوي و اصطحبته النية الصالحة حتى يصبح طاعة كأن تجعلي شيئا من أعمال المنزل عليك كالطبخ مثلا أو أي عمل آخر و لا يأتيك الشيطان فيثبطك وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تكلفوهم ما لا يطيقون فإذا كلفتوهم فأعينوهم "وكان صلى الله عليه وسلم قائد الأمة في شغل أهله و تذكري أن أول المستفيدين أنت بما يحصل لك من القوة و النشاط و سعة الصدر , واختاري من الأعمال ما تميلين إليه ومما تأنس به النفس و تشتاقه كالكتابة بالكمبيوتر أو جمع الأوراق أو الملابس.
 ومما يدفع به الهم و القلق هو ما جمعه النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث العظيم احرص على ما ينفعك و استعن بالله ولا تعجز وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا و كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم. هذا الحديث جمع جملة فوائد تحقق السعادة منها .
قوله "احرص على ما ينفعك" فإذا أردت القيام بعمل فاجزمي و أعملي و إياك و التأجيل فتتراكم الأعمال فإن هذا من أسباب الهم .
um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
"واستعن بالله "أي أن العبد يحرص على ما ينفعه و يسأل ربه نجاح مقصده ليعينه على ذلك و يتوكل على الله , فكلما قوي القلب و اعتمد على الله و توكل عليه سلم من الأوهام و الخيالات السيئة , فكم ملئت بالمستشفيات من مرضى الأوهام و الخيالات و السبب هو ضعف التوكل على الله , إن المتوكل ليس للشيطان عليه سبيلا و المعافى من عافاه الله ووفقه قال تعالى أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه و دنياه تجدين ممن أصيب اليوم ببعض الأمراض النفسية هو خوفهم من العين أو السحر ولو أنهم حافظوا على الأذكار وتوكلوا على الله لكفاهم الله.
وفي كتاب لا تحزن "إن الإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث ولا يقاوم الملمات لأنه خُلق ضعيفا عاجزا إلا حينما يتوكل على ربه و يتق بمولاه" وإلا ما الذي جعل النار بردا و سلاما على إبراهيم إلا حين قال :- حسبنا الله ونعم الوكيل ,ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا .....


بعض الناس يحزن على كل كلمة يقولها ويتحسر ويندم فليعلم أن ما مضى فات وهو لا يعود و أعلم أنه بقضاء الله وقدره

وأبدأ فكر ماذا تفعل إن كان ذنبا فاستغفر الله وإن أخطأت على إنسان ففكر كيف تحسن إليه (فقد تعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحزن)
وهناك من لا يحزن على الماضي و لكنه يخاف من المستقبل يخاف من الفقر من المرض من زوال النعم و ليتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء " وفكر كيف تحفظ النعم وأنه بالشكر تحفظ النعم ووطن نفسك للإبتلاء لأن الدنيا لا تدوم .
ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع : استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"رواه البخاري. وفي الحديث "وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس"
فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل رآه يفوق جمعا كثيرا من الخلق في العافية و توابعها, وفي الرزق و توابعه مهما بلغت به الحال فيزول همه وقلقه.
رؤي رجل مقعد ضرير مريض وكان يقول الحمد لله الذي عافاني وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا . فقيل له : على من فضلك الله؟؟ فقال ألم يرزقني الله قلبا شاكراً و لساناً ذاكر وجسدا على البلاء صابرا.
وهكذا كلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة و الباطنة الدينية و الدنيوية , رأى ربه قد أعطاه خيرا كثيرا ودفع عنه شرورا متعددة ولا شك أن هذا يدفع الهموم و الغموم ويوجب الفرح و السرور ."وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة"
وفي قوله صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر "

عظيمتان:-

o الإرشاد إلى معاملة الزوج و القريب و الصاحب و المعامل وكل من بينك و بينه علاقة واتصال و ينبغي أن توطن نفسك على أنه لابد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه, فإذا وجدت هذا , فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ما ينبغي عليك من قوة الاتصال و الإبقاء على المحبة.
o فينبغي أن نسدد ونقارب و نعفو و نصفح و نأخذ ما تيسر و نذر ما تعسر و نغض الطرف أحيانا
o و الحازم هو الذي يوطن نفسه و يسأل الله الإعانة و أن لا يكله إلى نفسه " اللهم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"
o وفي الختام أدعوك أختي الكريمة ..أن نلحق بركب السعداء في الدنيا و الآخرة و ذلك بتحقيق معنى الإيمان بالله و العمل الصالح في أنفسنا وأن نجاهد أنفسنا و أسأله سبحانه أن يجعلنا من السعداء .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .


محاضرة لأختكم الداعية لطيفة السماري حفظها الله
أم علي_2005
أم علي_2005
بوركتي أختي أم عبد العزيز وشكووورة واهانك الله على فعل الخير
طيور السلام
طيور السلام
بارك الله فيك