&مسلمة&

&مسلمة& @ampmslmamp

عضوة فعالة

....حتى لاننساهم ....رواية عودة الذئب .....

الأدب النبطي والفصيح

روايــة

عــــــــــــــــودة

الذئــــــــــــــب

الرواية عندى ليس مذكورا فيها اسم الكاتب لكن بحثت على الشبكة ووجدت رواية عودة الذئب تأليف سامية أحمد فلا ادرى هى نفس الرواية أم لا



جلس شاردا على حافة صخره كبيره.يتأمل قطرات الماء التى تسيل ببطء وانتظام من أوراق الشجر معلنه انتهاء الشتاء القارص وبداية الربيع

رفع عينيه من أوراق الشجر ومد بصره بعيدا..... بعيدا

خلف قمم الجبال التى تغطيها الثلوج ...

هناك ...حيث ترك قلبه

عاوده الحنين والشوق للعوده الى هناك...اليها...

اصطدم الهواء البارد بوجهه فاستنشقه بعمق وكأنما برغم البعد يجد فيه رائحتها ..

تمنى لو يتشبث بأنفاسه...ببقايا عطرها الذى يدفئ قلبه

أيها القائد.....

غادر شروده وحنينه والتفت الى محدثه الذى قال :
انهما بانتظارك

قال ببطء وبعد صمت :
حسنا...أنا قادم

القى بنظره حانيه أخيره اليها هناك...بعيدا

زفر بقوه وعزم....ولمعت عيناه ببريق قوى وهو يقول :

سأعود............

.................................................. ..

دخل الى الحجره...وسلم على الرجلين اللذين كانا بانتظاره بحراره

القائد :
كيف كانت المهمه ؟؟ وما هى آخر الأخبار؟

الأول :
لقد جمعنا كل المعلومات اللازمه عنه ..ولكن... يبدو أن الأمر سيكون شديد الصعوبه

القائد فى هدوء :
لكن الأمر يستحق...لاتنسى أنه شديد الأهميه بالنسبة لنا...لا بد من احضاره الى هنا....لابد أن يكون تحت أيدينا

الثانى :
أيها القائد ان المسافه طويله للغايه...والأمر شديد الخطوره قد نتعرض للكشف فى أى وقت ..لن نستطيع انجاز المهمه

القائد بعزم :
لابد من انجاز المهمه مهما كانت التضحيات .. سنحضره الى هنا مهما كان الثمن .. لدى خطه محكمه

أخذ القائد يشرح خطته لمعاونيه وبعد أن انتهى

الأول :
حقا ..خطه شديدة الإحكام ...ولكن؟

ألن يشك فى الأمر؟؟


القائد وابتسامه شديدة الدهاء تنبت على زاوية فمه :
الطمع أقوى بكثير من أن يدع له فرصه للشك...
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

iam-here
iam-here
شدتني البداية

وبانتظار تتابع الرواية

شكرا لك مسلمة
&مسلمة&
&مسلمة&
جزاك الله خيرا أختى
(2)

أطلت الشمس الدافئه تقبل وجه النيل الجميل وتنثر حبات اللؤلؤ والماس فوق مياهه الصافيه لتزيده جمالا وبهاء فى أحد أيام الربيع الدافئ الذى يلقى بثوبه الأخضر الزاهى على الأشجار التى ترقص فرحه على أغنيات الطيور الشجيه

ملء محمد عينيه بذلك المشهد الرائع الذى يخلب القلوب والألباب وهو يقود سيارته عابرا فوق كوبرى قصر النيل فى وسط القاهره والذكريات تأتى اليه من كل مكان

ذكريات الفتوه والشباب ....أيام عديده قضاها فى أحضان ذلك البلد الدافئ الحنون وجامعة الأزهر العريقه ....وحى الدراسه...... ومدينة البعوث

قطع ذكرياته عندما وصل الى وجهته...الى شارع محمد على الشهير...أوقف سيارته واتجه الى شارع المغربلين سيرا على قدميه

وفى هذا الشارع الضيق العريق ...جلس على مقهى صغير ليشرب كوبا من الشاى المصرى المعطر بالنعناع الذكى الذى اشتاق اليه طويلا

أثار وجوده فضول أهل المنطقه فهو غريب عن أهل الحى الذى يعرف بعضهم بعضا.......أخذوا يتأملونه بوسامته الشديده ووجهه الأبيض المشرب بحمره والذى يختفى أغلبه تحت ذقنه شديدة السواد الا من بعض شعيرات بيضاء تناثرت فوقها

قام بعض رواد المقهى باستثارة فضول صاحب المقهى (الحاج جاد الله) ليعرف من هذا الضيف الغريب وما الذى اتى به فى ذلك الشارع الشعبى الضيق

اتجه الحاج جاد الله الى الطاوله التى يجلس اليها الغريب

جاد :
السلام عليكم

التفت اليه محمد وقال بابتسامه شديدة الوقار :
وعليكم السلام ورحمة الله ..تفضل بالجلوس

جلس صاحب المقهى وهو يقول بابتسامه ودوده :

يا مرحب يا مرحب....حضرتك مش من هنا؟

محمد بود مماثل :
أنا من بلاد بعيده

جاد الله :
يا أهلا وسهلا ...حضرتك أول مره تيجى مصر؟

محمد باقتضاب :
أنا أزهرى ...

جاد الله :
واسم الكريم ايه؟

محمد :
محمد..

جاد الله :
يا مرحب يا شيخ محمد ..أى خدمه؟

محمد :
أبحث عن السيده فتحيه أم سلطان

جاد الله:
مراة الأسطى بسيونى؟ أهه ..بيتها فى الزقاق اللى على يمينك ده.... البيت التالت

محمد :
جزاك الله كل خير..سأذهب اليهم بعد أن أنتهى من الشاى

جاد الله بفضول :
انما لامؤاخذه يعنى..أنا مش حشرى ولا حاجه..

هو حضرتك تعرفها منين؟..وعاوز منها ايه؟


التفت اليه محمد ببطء ورماه بنظره قويه أخجلته بشده

فضحك بخجل :
ها هأ ..لا مؤاخذه..البيت أهه ..هما ساكنين فى الأرضى

يا اسطى بسيووووووونى ...يابا ...يابو سلطان...يا اسطى بيسووو

يلتفت الجميع صوب الصوت ...الى فتى وسيم يدخل الحاره بصخب غير عادى مشاكسا بيديه فى مرح كل من فى طريقه

جاد الله بتأفف :
يافتاح ياعليم ..ايه اللى حدفه علينا ده؟ ما كنا مرتاحين من وشه بقالنا اسبوع

ربنا يعدى اليوم ده على خير


يتأمل محمد الفتى باهتمام شديد ويركز نظراته عليه وهو يشرب كوب الشاى ببطء

يقترب الفتى من المقهى وهو يقبل أصابع يده بصوت ملحوظ ويقول :
صباح الفل يا عم جاد

جاد الله بضيق :
ما كنا مرتاحين...ياترى أنهى مصيبه حدفتك علينا

استرها يارب


الفتى :
الله الله ..جرى ايه ياعم جاد؟ هو أنا كنت جوز أمك؟مالك كده واخدنى عالحامى؟

جاد الله :
اطّرّق يله من هنا لحسن أقوم أمسح بيك الشارع

الفتى :
ليه كده بس ؟ دانا كنت جايبلك طلبيه جديده ...وبسعر مهاود

جاد الله :
تغور من وشك...ربنا يكفينا شرّك

ينظر الفتى تجاه محل الميكانيكى المواجه للمقهى ويشير بيديه بالتحيه :
صباحك قشطه ياعم فرغلى

يظهر على وجه فرغلى الإشمئزاز ويدير ظهره له ولا يرد

ينظر الفتى لجاد الله :
بالراحه شويه عليا يا عم جاد..مش كفايه أبا بسيونى ...طردنى من البيت و مش عاوز يبص فى وشى؟

جاد الله :
من عمايلك السوده..كفايه البهدله اللى اتبهدلها بسببك جرجروه عالقسم وسين وجيم.....مخدرات ؟؟يابن ال...ولا بلاش

انت يله مش هاتبطل شغل الشياطين ده


يلاحظ الفتى أن محمد لم يحول عينيه عنه منذ بداية الحوارفيركز نظراته عليه وهو يقول مخاطبا جاد بمسكنه :

طب والله برئ ..دول حتتين حشيش عمى الواد قطوشه هو اللى دبسنى فيهم

يا عمر ...يا عمر ..

يلتفت الجميع الى الصوت ...لفتاه تطل من شرفة بيت فتحيه وهى تقول :
تعالى أمى عاوزاك

يشير الفتى بيده وهو يقول :
ماشى ..جى على طول

جاد الله :
يالله يله غور من هنا ...وبطل شغل اللبط بتاعك ده

الفتى :
ماشى يا معلم...أنا رايح أشوف أمى

يتابعه محمد بعينيه حتى يغيب داخل بيت فتحيه أم سلطان ثم يسأل جاد الله :
ابنها؟

جاد الله بانفعال :
ابنها مين؟ الله يحرقه...دا واد ابن (...)

يلتفت اليه محمد ويرميه بنظره قاسيه

فيرتبك جاد الله ثم يستعيد هدوءه :
ولا مؤاخذه..أصله مش ابنها ....هى مربياه بس ....بيقولوا انه ابن الدكتور صابر اللى كانت بتشتغل عنده من 17 سنه

يكمل جاد الله باهتمام من وجد مستمع جيد :
الدكتور ده كان بيسافر كتير ..وهو اللى اداها الواد ده ...جالها بيه فى ليله ووصاها عليه واداها فلوس ..وقالها ان اسمه عمر الديب

ضحك جاد الله بسخريه :
أهه حاجه كده زى الأفلام العربى

يظهر ان الواد ده ابنه من ...أستغفر الله...أصله ماكانش متجوز...ومالوش قرايب...ولما جوزها بسيونى عرف...شال الواد وراح على بيت الدكتور علشان يرجعهوله..لكن مالقاهوش...

البواب قاله ان البوليس قبض عليه ولحد النهارده محدش يعرف راح فين

الأسطى بسيونى ومراته ما هانش عليهم يرموا الواد فى الشارع..ربوه وسط عيالهم ورضعته على بنتها زينب ...البت اللى كانت بتنادى عليه من شويه

لكن تقول ايه...بلوه واتحدفت عليهم


محمد بهدوء :
لا يمكن أن نحاسب انسان على خطأ ارتكبه غيره

جاد الله :
انت أصلك ما تعرفش....الواد ماتمرش فيه اللقمه الحلال اللى كالها فى بيت الأسطى بسيونى...مشى فى كل السكك البطاله اشى سرقه على نصب على مخدرات ..عامل زى المنشار...همه يجيب فلوس وبس

حتى المدرسه..مافلحش فيها ...كان بيسرق العيال ..وطلعوه منها بفضيحه

مش بقولك...دا واد ابن (...)


نهض محمد بحده ووضع بضعة ورقات نقديه على الطاوله وهو يقول باقتضاب متجهما :
شكرا على الشاى ...السلام عليكم

ورحل بخطوات سريعه مودعا بنظرات العجب والدهشه من جاد الله

دق محمد باب منزل فتحيه أم سلطان

فتح الباب فوجد عمر أمامه ينظر اليه باستغراب وريبه

عمر :
مش انت اللى كنت قاعد مع جاد الله القهوجى ؟؟

محمد بثقه وهدوء :
السلام عليكم ..أريد التحدث الى السيده فتحيه أم سلطان

عمر بريبه :
نقولها مين؟

محمد :
صديق للدكتور صابر عبد التواب

جلس محمد على الأريكه البلديه فى انتظار السيده فتحيه وجلس أمامه الأسطى بسيونى الذى قدم مسرعا من دكانه عندما ناداه عمر

جلست السيده فتحيه بعد أن قامت بنفسها بتقديم واجب الضيافه للضيف الذى بدأ يتحدث اليهم قاطعا كل نظرات التساؤل والشك فى العيون :

أنا محمد ...صديق الدكتور صابر عبد التواب

تعرفت على الدكتور صابر عندما كان مكلفا من قبل نقابة الأطباء المصريه بمهمه انسانيه طبيه فى بلادى

وتصادقنا كأعز الأصدقاء...وقبل سفره قدم لى الدعوه لزيارته فى مصر..ولم أره منذ سبعة عشر عاما وطوال هذه المده لم تتح لى الفرصه لزيارة مصر..وعندما تحسنت الأحوال واستطعت الحضور الى مصر ...ذهبت لزيارته ولم أجده


فتحيه بأسى :
لا حول ولا قوة إلا بالله

بسيونى :
البوليس قبض عليه من 17 سنه ومحدش يعرف له طريق جره

محمد بدهشه :
لماذا ؟؟

بسيونى :
والله ما حد عارف ...أهم بيقولوا سياسه ..وناس بتقول انه كان مع الجماعات

تجهش فتحيه بالبكاء :
دا كان راجل سكره...ما يستحقش اللى جراله...الله يجازى اللى كان السبب

هز محمد رأسه بأسف وتنهد بحزن

بسيونى :
انما حضرتك بتتكلم عربى كويس؟

محمد يلتفت اليه :
أنا أزهرى ...تعلمت فى الأزهر ..وقضيت فى مصر فترة شبابى

يلتفت محمد الى عمر الجالس قبالته وينظر فى عينيه وهو يقول :
أنت عمر؟

عمر بريبه :
ايه ...انت تعرفنى؟

يظهر شبح ابتسامه على زاوية فمه وتطل من عينيه نظره غريبه :

أنت الذئب

ينظر اليه الجميع بدهشه شديده

عــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــر


يشق المكان صوت رهيب يفزع كل من فى البيت

يجرى عمر الى الشرفه :
ايه ....فيه ايه يا ريس فرغلى؟

فرغلى بغضب :
انزلى هنا يابن الديابه لا أطلع أشرحك

عمر بغضب :
ايييييه انت هاتشتغلى؟

طب أنا نازلك....


يخرج من المنزل جريا ويقول :
جرى ايه؟ واقف تسيحلى فى وسط الحاره؟حصل ايه

فرغلى يمسكه من ملابسه :
فين ايراد الورشه يا (...) يا حرامى؟

من ساعة ما اصطبحت بوشك وانا بقول اليوم ده مش هايعدى على خير


عمر يدفع يده :
ماتشتمش....وانا مالى أنا ومال ايراد الورشه؟

هو أنا جيت جنبك؟ماتشوف مين اللى دخل الورشه النهارده


مفيش حرامى وابن (...) فى الحاره غيرك..ودينى اما قبيت بإيراد الورشه لأبيتك متفشفش فى أحمد ماهر

حووووووده...كتفه


يحيط به صبيان الورشه ويمسكوا بيديه

عمر بغضب :
هى دى المرجله ؟ بتخليهم يكتفونى؟

يبدأ فرغلى بالضرب فيه بوحشيه وهو يقول :
فين ايراد الورشه ..انطق يا حرامى

يتجمع كل من فى الحاره ويقفوا متفرجين الا من بعض التعليقات :

مش حرام ..كلكوا عليه؟

أحسن تستاهل...دا حرامى

يصرخ عمر من الألم ويسب فرغلى الذى رفع يده لتنزل على وجه عمر...لكنها لم تنزل.... لأن يدا أخرى أشد قوه اعترضتها

التفت فرغلى بغضب الى الشخص الممسك بيده ليصطدم بعينين يملؤهما غضب مخيف وصوت صارم يقول :
يكفى هذا

ارتبك فرغلى بشده لكنه قال :
محدش يتدخل بينى وبين ابن ال(...) ده...دا سرق ايراد الورشه

عمر وهو يبكى :
والله ما سرقت حاجه...هو انتوا ماعندوكوش حرامى غيرى؟

محمد بصرامه :
كم المبلغ؟

ينظر اليه فرغلى بدهشه:
200 جنيه

يعطيه محمد المبلغ ببساطه وهو يقول :
خذ المبلغ ولا تلمسه

ينتهى الموقف وينفض الجمع وهم بين مذهول ومتعجب من هذا الغريب الذى يدفع مالا لرجل لا يعرفه من أجل انقاذ لص لا يعرفه

مسح عمر دموعه فى كمه وهو ينظر بدهشه لهذا الغريب

قال محمد باقتضاب :
تعالى أريد أن أتحدث اليك

نهض عمر وانطلق خلفه بصمت وفضول لا مثيل له حتى وصلا الى حيث ترك السياره

فتح محمد باب السياره وهو يشير الى الباب المقابل ويقول بلهجه آمره :
اركب

تردد عمر ونظر اليه بارتياب

قال محمد منهيا تردده :
هل تحب أن تكسب مالا؟

اتسعت عينا عمر بلهفه :
أنا خدامك

محمد بصرامه :
اذا اركب

ركب عمر وانطلق محمد بالسياره ليدور بينهما حديث طويل
&مسلمة&
&مسلمة&
3)

عمر :
انت مين يا عم الشيخ

محمد :
أخبرتك من قبل...أناصديق للدكتور صابر عبد التواب

عمر :
ماقولتليش..هاتدينى فلوس ليه؟

محمد :
سأعرض عليك عرض...ما رأيك أن تعمل معى ؟

عمر بتردد :
ماشى ...تحت أمرك..بس.....لامؤاخذه ازاى هاتشغلنى معاك وانت عارف انى حرامى؟

قال محمد فى هدوء : اع
تدت عدم الحكم على الناس الا من خلال تصرفاتهم...وحتى الآن لم يبدر منك ما يجعلنى أرفضك

عمر :
طب وكلام الناس؟

محمد :
أنا أرى الأشخاص بعينى وعقلى ...لا بكلام الناس

عمر بدهشه:
يااااه...انت بتفكر غير كل الناس!!

محمد :
لماذا طردت من المدرسه؟

عمر :
لا..أنا محدش يقدر يطردنى ..أنا اللى سبتها بمزاجى

محمد :
لماذا؟

عمر :
بصراحه زهقت منهم ..أصل المدارس مابتكسبش فلوس ..أنا كده أحسن

محمد :
كان بإمكانك العمل والدراسه معا

عمر : ال
صراحه قرفت من المدرسه باللى فيها

كنت ماشى كويس وميت فل و14 ..لحد أولى اعدادى..لحد ما الواد شوقى ابن الأسطى فرغلى ما اتنقل الفصل بتاعى


أكمل بسخريه مريره :
أبوه راح للمدرسه وقال لها ..الواد ده مايقعدش جنب ابنى ..أصله ابن (..) ..ومن يومها بقى الفصل كله يبعد عنى زى ما أكون جربان..أما شوقى بقى ..كان كل ماتضيع منه حاجه يلزقها فيا..ويشتكى للمدرسه انى سرقته.مع انهم كلهم عارفنى من سنين...ومن يومها وكل حاجه اتشقلبت

هز محمد رأسه بتفهم :
وكلما ضاع شئ أو سرق شئ ..فالسارق دائما موجود

عمر بسخريه :
عليك نور ...بس ...وعنها وسبتلهم المدرسه مطربقه على دماغتهم...وده كمان ريح عم بسيونى...ايه اللى يزنقه يصرف على عيل مش ابنه؟

محمد يهز رأسه بأسف :
وأنت لم تدخر جهدا لتؤكد لهم الصوره التى فى ذهنهم عنك ....صورة اللص

عمر بمراره :
لو كنت عمالتلهم قرد ...برده هافضل فى نظرهم ابن (..) ...وادينى خدتها من قصيرها وبقيت حرامى ...آل ضربوا لأعور على عينه..قال خسرانه خسرانه

محمد :
ما رأيك فى من يمنحك فرصه تثبت بها عكس ما يظنونه..تثبت جدارتك فى مكان آخر لا يعرفك فيه أحد...فى مكان لا يقيّم فيه الإنسان الا بعمله

عمر :
ايدى على كتفك

محمد محذرا :
ولكن احذرك فستسافر الى بلاد بعيده للغايه...والعمل هناك شاق تماما وقد لا تتحمله

عمر :
خليها على الله ...أنا بعون الله أفوت فى الحديد...وبعدين مش انتوا هاتدونى أجرى؟؟ خلاص ..قالوا ايش بلدك يا جحا؟ .قال اللى فيها الفلوس

محمد :
حسنا ...فلتجهز حاجياتك ...ولتعود لتودع أهلك...فقد يطول السفر الى سنوات

عمر :
يا عم قول يا باسط...أهل مين؟أنا ماليش أهل...دى حاره غجر...وكمان ماليش حاجات ...أهه على فيض الكريم

يقول عمر بعد تردد :
بس ..ليا سؤال....انت بتعمل كده ليه؟

محمد :
أخبرتك من قبل..من أجل صديقى الدكتور صابر..فأنا مدين له بالكثير
كما أنى أريد أن أثبت لك أن هناك من يعاملون الناس بتعاليم الإسلام

لا بنظرتهم الضيقه للحياه

ان من ينظر للحياه من خلال الإسلام ..يجدها أكبر بكثير مما يعتقد الناس


عمر بريبه :
لاموآخذه الكلام ده مش داخل دماغى

يعنى ...مافيه ألف واحد غيرى واحسن منى كمان ومعاهم شهادات ويستحقوا المساعده أكتر منى


يصمت قليلا ثم يقول :
انت كنت تعرف أبويا؟

محمد ينظر اليه باعجاب ويقول ببساطه :
ربما

دهش محمد عندما لم يتلقى أى رد أو انفعال من عمر

محمد :
ألا يهمك أن تعرف انك لست ابن زنى؟

عمر بلامبالاه وهو ينظر بشرود الى الطريق :

ماتفرقش كتير...بالعكس ..كده أحسن..خلاص اتعودت

وبعدين مش يمكن لو عرفت أهلى أقع فى مصايب وقواضى؟ أمال يعنى ايه اللى يخليهم يرمونى الا اذا كانوا واقعين فى مصيبه؟

سوق يا عم سوق خلينا نشوف أكل عيشنا ..بلا أهل بلا هم

خلينا فى السفر والفلوس


وسافر عمر مع محمد بعيدا....بعيدا.....

الى أين؟

الى عالم مجهول...وحياه جديده...لا يعرف ما ينتظره فيها
&مسلمة&
&مسلمة&
(4)

نجحت المهمه..... لقد أحضرناه

أيها القائد....ايها القائد......هل سمعتنى؟


نزع القائد نفسه من شروده الذى اعتاد الجميع عليه والتفت ببطء الى محدثه و قال بهدوء :
هل آذاه أحد؟

الرجل :
لا ..لم يمسه أحد بسوء.....فقط عصبنا عينيه حتى لا يعرف الطريق

القائد :
وأين هو؟

الرجل :
فى الحجره التى فى نهاية الممر

القائد :
حسنا ...سأراه بنفسى

دخل القائد الى الحجره فوجد الأسير جالس على الكرسى وهوينظر اليه بمقت شديد

سحب القائد كرسى وجلس قبالته تماما

اندفع الأسير يقول بانفعال وتوتر شديد ونظرات الكراهيه تطل من عينيه كسهام حاده :
لن تحصلوا منى على كلمه واحده ...لقد قمتم باستدراجى بحيله خبيثه لكنكم لن تستفيدوا من ذلك مهما فعلتم

فأنا أفضل الموت على أن أبوح بأى كلمه..انزعوا أظافرى ...حرقوا جسدى...لكنى لن أنطق بكلمه


كان القائد يجلس هادئا صامتا وعينيه مركزتين فى عينى الأسير الزائغتين...كانت نظراته الثابته تشع بالقوه برغم لثامه الأسود السميك الذى يخفى وجهه والمغطى من أعلاه بعصابه خضراء مكتوب عليها كلمة التوحيد

قال بصوته الهادئ العميق الذى يزيد من توتر الأسير :

من قال أننا سنفعل أى شئ من ذلك ؟

أعرف تماما مدى عنادك ..وكم أنت صعب المراس


الأسير بتوتر منفعل :
اذا ماذا تريدون منى؟

القائد بهدوء شديد يحطم الأعصاب :
لا شئ....فقط سنستضيفك لبعض الوقت لنرى كم تساوى عندهم

الأسير :
لا ...لن تنالوا أى مكاسب على حسابى

القائد ببرود أشد من الثلج :
حقا ...أنت وحدك ...لا تساوى شئ...

لكنها رتبتك ..ترى ..كم تساوى من وجهة نظرهم؟


الأسير باستفزاز :
تتكلم تماما كاللصوص وقطاع الطرق

القائد بهدوء :
من وجهة نظرك فقط .....لقد اختطفت شخصا.....أو بضعة أشخاص

لكنكم اختطفتم بلدا بأكملها ...بكل ما فيها

وكل ما نفعله هو محاوله لإسترداد ما سرقتموه منا...استرداد أرضنا


الأسير :
انكم واهمون ....هذه الأرض لنا...وستظل لنا ..لأننا الأقوى

القائد بسخريه شديده :
هل تعتقد حقا أنكم الأقوى؟

سنرى.....سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل




..................................................



يااااااه يا مولانا ...ايه ده...دانتوا بلدكوا فى آخر بلاد المسلمين

صاح عمر وهو يركب السياره بجوار محمد

محمد :
لقد حذرتك من البدايه أنها بلاد بعيده والحياه فيها شاقه للغايه

عمر :
بس أنا كنت فاكر اننا هانركب لها مركب ..طياره...

لكن داحنا ركبنا كل الركايب اللى اخترعها البنى آدمين

طياره ومركب وقطر وعربيه..........يا خبر أبياااااض ..ايه ده؟؟

مافاضلش غير الصاروخ....واللى مجننى ...اننا عمالين نعدى على بلد ونسيب بلد ...ودنك منين يا جحا؟


ابتسم محمد ابتسامه صغيره وقال :
يبدو أنك معجب كثيرا بجحا؟

الأمر ببساطه أنه هناك توتر فى العلاقات السياسيه بيننا وبين الدول المجاوره ..لذلك اضطررنا الى تجنب العبور خلال أراضيهم

عموما أوشكنا على الوصول.


توقفت السياره ؟أمام منزل كبير بدورين له فناء كبير

ترجل الإثنان ودخلا الى المنزل ومعهما الأمتعه..

استقبل أهل المنزل محمد استقبالا حارا وأدرك عمر من حرارة الإستقبال أنهم عائلته

والغريب أن الجميع كان يتكلم العربيه الفصيحه

بعدها ..بدأوا يغدقون مشاعر الود والمحبه لهذا الضيف الجديد

وسلموا عليه وكانت لحظات التعارف تحمل مشاعر دافئه صادقه لم يعرفها عمر من قبل

السيده الكبيره ..ربة المنزل وزوجة محمد وهى أم لأربعه

مالك ...فتى يماثله فى العمر ودود مرح له ابتسامه طفوليه لا تختفى ابدا

زهرة فتاه جميله هادئه فى الخامسة عشر لها وجه ملائكى يزيده حجابها الأبيض جمالا ونورا

خالد ..طفل لطيف فى السادسه ..وزينب ..لم تتجاوز الثالثه

ازال استقبالهم الحار وترحيبهم الودود من نفس عمر كل توتر وخوف وزاد من شعوره بالأمان

بعد أن تناول الجميع الطعام .. طلب محمد من مالك أن يصحب عمر الى غرفته ليرتاح من عناء السفر

فى اليوم التالى......أخذه محمد الى حجرة المكتب وبدأ يتحدث معه

عمر :
ها يا مولانا....كلنا وارتحنا وكله تمام ...ايه بقى الشغل اللى هاشتغله؟

نظر اليه محمد طويلا وقال بهدوء :
لقد كان استنتاجك صحيحا ... أنا حقا أعرف والدك

عمر بضجر :
يا عم فضنا من دى سيره...مانا قلتلك مش عاوز أعرف حاجه

محمد :
لا تريد أن تعرف أن أمك كانت أختى؟

عمر بذهول :
أختك ؟؟....يعنى انت.....

محمد :
نعم ...أنا خالك أخو أمك

عمر بتوتر محاولا التغلب عليه بضحكه ساخره :
هأ هأ ...ايه؟؟ جرى ايه يا مولانا؟؟ انت هاتسوق فيها؟ خالى ايه وبتاع ايه؟

لا ...أنا محبش اللعبه دى...عاوز تلفنى بكلمتين وتبلعنى بلقمه واحده؟؟ لااااا دانتا ما تعرفنيش...دانا ابن سوق


يصمت محمد طويلا ..ثم يخرج من درج مكتبه صوره قديمه ويعطيها لعمر وهو يقول :
انظر الى هذه الصوره وتأمل وجوه من فيها

تأمل عمر الصوره مليا ..ودهش تماما عندما وجد احدهم يشبهه كثيرا

رفع عينين ملؤهما التساؤل والحيره الى محمد

محمد بهدوء :
هل لاحظت الشبه الكبير؟..انه هو

يهز عمر رأسه برفض وعناد وهو يقول :
شوف ...أنا ممكن أصدق أى حاجه...ممكن حتى أصدق لو قلتلى انى ابن الدكتور صابر...انما اللى انت بتقوله ده ..مش ممكن يدخل دماغى أبدا

أنا لا ابن ده ..ولا أنا من البلد دى..أنا عمر ..عمر الديب


اقترب محمد منه وقال بتفهم :
الدكتور صابر ليس والدك لكنه أنقذ حياتك ولم يكن باستطاعته أن يقول لخادمته أن اسمك

عمر ديساروف.....لم تكن لتستوعب ذلك أو يستوعبه أى من من حولها...لذلك أطلق عليك عمر الذئب


وضع محمد يده على كتف عمر بقوه ونظر فى عينيه مباشرة وهو يكمل :
نعم ..أنت حقا ذئب ......ذئب شيشانى

اتسعت عينا عمر بخوف ...وسقط قلبه فى قدميه
&مسلمة&
&مسلمة&
(5)

لا........لا...... مستحيل

هتف الأسير بغضب :
لن تنالوا ما تريدون أبدا

لن تستطيعوا العودة أبدا....سنسحقكم سحقا

لسنا وحدنا هذه المره...الجميع يؤيدوننا


القائد :
نعم ...تحالف اللصوص الجبناء....أنتم تغضون الطرف عما يفعلونه هناك ...ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا

والمصلحه مشتركه......القضاء علينا


الأسير بتكبر وغرور :
هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير

القائد بسخريه لاذعه :
نعم ...كما كنا ...عندما حاصر القائد شامل سبعة آلاف من جنودكم فى جروزنى واضطررتم بعدها للخروج من أرضنا أذلاء صاغرين تحت مظلة المصالحه

نهض واقفا وهويكمل ببرود :
فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى

رحل .......وتركه وراءه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه


...........................................................


مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق :
شـ ..شـ..شيشان !! أنا...من الشيشان؟؟

هز محمد رأسه وهو يقول :
نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى كنت وأباك أصدقاء وأخوه فى الجهاد وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..أختى خديجه

تنهد محمد بعمق وهو يقول :
كان والدك طبيبا ..عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثه طبيه تابعه للجنة الإغاثه الإنسانيه المصريه... استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..كنا كأعز الأصدقاء...حتى....

قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمه ..جروزنى
استدعاه مدير البعثه الطبيه وأبلغه بموعد الرحيل ..عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................


اتسعت عينا عمر وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث :
لكن ايه؟

محمد وقد كسا صوته حزن عميق :
وجد البيت محطم وجميع من فيه قتلى...كان الجنود يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت

لكن ...سبحان الله ...استطاعت أمك أن تحميك ..أخفتك فى مخبأ لم يستطيع الجنود الوصول اليه

وعندما سمع الدكتور صابر صوت بكائك لم يدرى ماذا يفعل..؟

أخذك معه على متن الطائره المغادره..وأدخلك الى مصر بطريقه لا يعلمها أحد غيره

ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل ...فتركك عند خادمته الأمينه


ضاقت عينا محمد بشك :
ياسلام؟!!!!!!

وازاى عرفت انى سافرت على مصر؟؟


محمد :
ترك لى الدكتور صابر رساله مع أحد معارفى الذين كانوا يرافقون البعثه الطبيه

محمد :
وسبتونى 17 سنه؟؟؟؟

محمد :
الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....لقد غادر المجاهدون جروزنى ..تاركين كل شئ

ودارت معارك طاحنه لإستردادها...لم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان...ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعله ...لقد كنت صغيرا للغايه....

ولكن الآن ..تغيرت الظروف ..أصبحت رجلا..وخرج الروس من جروزنى....وعادت الحياه تسير


ابتلع عمر ريقه بصعوبه وقال وهو عاقدا حاجبيه :

وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم

محمد بود وهدوء :
نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا ..فى وطنك

نهض عمر بعنف وقال فى ثوره :
فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟

محمد بصرامه :
لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟

عمر بانفعال :
لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟؟ فى البرد والتلج والحرب !!! وفى بلد ما اعرفهاش..وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!

لا يا عم ..أنا مروح بلدنا ..ومتشكرين قوى على واجب الضيافه


محمد بغضب :
هؤلاء هم أهلك ..وأنت منهم أنت هنا عزيز كريم بينهم

زفر بضيق وهو يكمل :
أفهم تماما مشاعرك ...لقد ملء الوهن قلبك.. استسغت الحياه تحت الشمس الدافئه....واستطعمت الأمان والراحه وأصبحا همك الأكبر حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا

ضغط أسنانه بقوه وهو يقول :
لن ..أسمح ..لك ..أبدا

أهل هذه البلاد لا يتخلون عن أبناءهم مهما حدث


ينفعل عمر بشده :
محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضره...أنا مش ابنكوا

أنا ابن (...) ...سامع...ابن (....)


فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف

انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعنف

ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعنف

يأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد

وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضربه ويساعده مالك على النهوض

يقول محمد بغضب مخيف :
اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى

اياك أن تسب أباك أو أمك والا قتلتك


يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول :

لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء