نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

حتى لاينكسر العفاف

ملتقى الإيمان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
أما بعد :
فهذه كلماتٌ وعبارات لا أحسبها إلا نبعت من قلبي وسرت في عروقي وامتزجت بدمي وخالطت شغاف فؤادي …
أهديها إلى تلك الفتاة التي شغف قلبها بحب ذئب من الذئاب البشرية فعلقت عليه أحلامها الوردية وأمنياتها النرجسية.
وفي المقابل فهي تحمل قلباً يكن الكره والبغض لكل من يقف في طريقها ولو كان من أولئك الأخيار الناصحين الذين يأمرونها بالمعروف وينهونها عن المنكر أو على أقل تقدير لاتعترف لهم بفضل بل هم في نظرها متطفلون، يتدخلون في خصوصيات غيرهم، ويحرمونهم من حرياتهم الشخصية … إلى تلك الفتاة التي لم تطلع في الحقيقة على مقاصد هؤلاء ولا هؤلاء.
أهدي باقتي هذه التي لن تجدي فيها بإذن الله إلا زهوراً خلابة أو رياحين فواحة راجياً من الله أن تزكوا حياتها بطيب عبيرها.
تساؤلات ؟؟
أختي العزيزة :
ألم تجل في خاطرك هذه التساؤلات . . لماذا يأمرونني أولئك الأخيار بالحجاب والستر ؟ لماذا ينهونني عن التبرج والسفور والفساد؟ ماذا يريدون منــــي ؟ ما غايتهم ؟ ما هدف دعاة الإصلاح عموماً من العلماء والدعاة مما يوجهونه من نصح وإرشاد ؟
ماذا نريد ؟؟
أختي الكريمة :
إن رجال الهيئة والعلماء والدعاة عموماً يحبون لك كل خير ويخافون عليك من كل شر . . .
يريدونك امرأة معتزة بدينها ، ملتزمة بشرع ربها ، واقفة عند حدوده ، راجية ثوابه ، مبتعدة عن عقابه ، مسارعة إلى مرضاته .
يريدونك رمزاً للعفاف ، وشعاراً للفضيلة ، ونبراساً للشرف والكرامة ، وعلماً للستر والحشمة ، ومناراً للحياء والطهر .
يريدون أن يحافظوا على عفافك وكرامتك وشرفك وسمعتك وسمعة أسرتك . . يسعون ليضفوا عليك جلابيباً من الحياء ويكسونكِ أثواب الستر والحشمة . . يريدون أن يبقوك في كنف الفضيلة بعيداً عن كل رذيلة . . يريدونك كالكوكب المضيئ المتلأليء العالي في جو السماء، والمشرق بانوار العزة والشموخ، عزة بالإسلام وقيمة، وشموخاً على الباطل بجميع صوره . . . يريدونك فتاة عزيزة بحجابها ، حريصة عليه ، مقدرة لأهميته ، وأثره ومسيس الحاجة إليه ، فهي تتعبد الله بذلك فهو بالنسبة لها عبادة لا عادة ، تبذل جهدها حتى تستتر وتتحشم فلا يرى منها الرجال الأجانب شيئاً . . .
يريدونك لبنة صالحة مصلحة ، نافعة مفيدة ، ناشرة للخير والهدى ، مساهمة في رفعة دينها وإعلاء رايته ، ورُقي مجتمعها وحضارته ، كالزهرة الجميلة الفاتنة ذات الرائحة الزكية الرائعة تفوح عبيراً وطيباً أينما وضعت . . . يسعون جاهدين ليحموك من دعاة الرذيلة ولصوص الفضيلة . . . يبذلون قصارى الجهد حتى لا يبتزك قراصنة الأعراض أهل السوء والفساد …
فلا يريدون أن يمسك أحدٌ بسوء ولو كان ذلك بنظرة أو كلمة … يريدون أن تدخلي عش الزوجية وأنت رافعة رأسك بشرفك ، شامخة بعفافك ، فتعيشين عيشة هنيئة لا مكدر فيها و لا منغص بعيدة عن الشكوك ، والظنون السيئة فلسان حال أحدهم (( إن أُريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ))( ) وشعاره (( وأنا لكم ناصح أمين )) ( ) ونداؤه (( يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد )) ( ) .
والنتيجة
فتكوني بذلك يا فتاة الإسلام درة مصونة ، ولؤلؤة مكنونة ، وجوهرة محفوظة ، لا تمتد إليها أيدي العابثين ولا تصل إليها أعين اللاهثين . . .

ما مثلهم ؟
إن عمل رجال الهيئة يافتاة الإسلام كمثل السياج المنيع يٌبنى حول الدار لحمايتها ودفع الشر عنها ، وهم كذلك يتجشمون المصاعب والمتاعب رغبة في دفع الشر عنك بكل ما أُوتوا من قوة . . .

من المستفيد ؟ ومن الخاسر ؟

والمستفيد الأول من كل ذلك هو أنتِ . . . نعم أنتِ يا أُخيَّه وكذلك فيما لو حصل خلاف ذلك فأنت ـ عياذاً بالله من كل شر ـ الخاسر الأول لأنك سوف تخسرين ، شيئاً لا يعوض أبدأً ، وحياة المرأة بعفافها فإذا ذهب فقد خسرت كل شيء وكان ذلك بداية كل شر ، وسبب كل حسره وندامة . . .

ما الذي يدفعهم إلى ذلك ؟؟

أختي الماجدة :
إن الذي يدفعهم إلى ذلك . . . أولاً هو حديث النبي e ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )( ). وكلنا يحب أن تبقى محارمه محفوظة مصونة من كل باغٍ للشر ، وثانياً شفقتهم وخوفهم عليك من كل مكروه و سوء ، فعندما يرى أحدهم فتاة قد تجرأت على حدود الله وبدأت تلعب بأعواد النيران ، فخاطرت بعفافها وشرفها ، فركبت مع فتى أحلامها واختلت به وفي لحظات مزق العفاف وطويت صفحات من الشرف ثم حصل أن قبض عليها رجال الهيئة فارتسمت على قسمات وجهها إثر ذلك جميع معان الذل والعار و الفضيحة و الشنار ، وسالت على وجنتيها دموع الأسى والندامة حينئذٍ يعتصر قلب الناصحين ، المحبين الخير لها والخائفين الشر عليها ، ويدمى فؤادهم ويندى جبينهم وتدمع مقلهم أساً وحسرة ، شفقةً وألماً على ما حصل ، ويتمنى أحدهم أن لو لم يقع ذلك ولو كلفه الأمر الشيء الكثير ولكن قدر الله نافذ، فيسعى جاهداً أن لا يقع غيرها في ذلك الوحل العفن والمستنقع الآسن .

إذن لمـاذا الشدةُ والقسوة ؟ ؟

ومع هذا كله فإنه قد يحصل أحياناً جفوة في المعاملة وقسوة في الأسلوب لكن لتعلمي يقيناً أن هذه هي مقاصدنا وتلك هي غاياتنا ، وما يحصل من قسوة فنرجو منك أن تلتمسي لنا فيها العذر ، ولتعلمي أنها شفقة عليك ورحمة بكِ ، ولتنظري يا أُخيَّه إلى المقصد والغاية ليسهل عليك ما يحصل من شدةٍ في الأسلوب فيما لو حصل ، ثم نحن بشر من البشر والخطأ وارد فقد قال رسولناe: ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) .
تساؤلات أخرى

أختي المصونة :
ألم يدر في خُلَدِكِ تساؤلات أخرى ؟ ؟ ؟
ماذا يريد منكِ أهل الشهوات من الشباب المنحرفين ؟
لماذا يسعى أحدهم خلفكِ ؟ ويبتسم في وجهك ؟
لماذا كلمات الإطراء والثناء والإعجاب ؟
لماذا يتحدثون معك بلغة الحب والغرام والعشق والهيام ؟
لماذا تلك المعاملة الحانية … فتارة يتجول معك بالسيارة . . . وتارة في الحدائق . . . وأخرى في المطاعم ؟
لماذا يقدمون تلك الخدمات ؟ ؟ ؟
لماذا يشعرك أحدهم دائماً أنه لا يصبر عنك وأنك شغلت جميع حياته وأن صورتك لا تفارقه . . . ؟
أتُراه يريد أن يكوِّن معك علاقات شريفة وصداقات بريئة تعلوها المحبة والود فقط ؟؟
أم أنه حب التعرف على الجنس الأخر ؟ أم إن الدافع له الفراغ والملل ؟
أم أنه يريد شيئا أخر ؟

ماذا يريدون … ؟ ؟

أختي العفيفة :
والله الذي لا إله غيره إن كل ما ينعق به الشباب الضائع اليوم من هدفه من إقامة علاقاته بالفتيات إنه كذب وافتراء ولا أقول ذلك من فراغ بل عن خبرة ودراية بأحوال الشباب المنحرف . . . إنهم وبكل صراحة يريدون منك أعز شيء عليك ، إنه الذي به تشرفين وتفخرين ، وبه تعيشين ، إنه أغلى ما تملكه الفتاة من متاع الدنيا ، إنه عنوان شرفها وكرامتها ، وشعار عفافها وأصالتها ، ودليل محافظتها ، لا عزة للفتاة بدونه بل الذل و الخزي ، ولا سعادة لها بفقدانه بل التعاسة والشقاء ، ولا شرف لها بذهابه بل العار والفضيحة ، وليت ذلك يكون على الفتاة فحسب ، بل على جميع أسرتها .
إنهم يريدون منك قضاء شهوة ثم يضربون بمشاعرك و أحاسيسك بل ومستقبلك كذلك عرض الحائط ، ويرمون بك كما يرمي أحدهم منديله ويطأ عليه بقدمه . . ثم يبدأ مشوار البحث عن ساذجة أخرى يضحك عليها ويغرر بها . .
إنهم يريدون منكِ ما يريده الذئب من الفريسة ، فهل يا تُرى يُصبح الذئب في يومٍ من الأيام صديقاً حميماً لفريسته ؟ ؟ ؟
إنهم يريدون أن ينزعوا عنك جلابيب الشرف والكرامة ويمزقوا لباس الستر والحشمة الذي يحميك من كل لئيم .
قد كشف الله عن مقاصدهم وأهدافهم وهو العليم بهم كما قال (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) ( ) فقال عنهم ((ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيماً)) ( ) فهذه الآية على قصرها تبين حقيقة ما يريد أهل الشهوات ، إنهم يريدون للناس أن يميلوا ميلاً عظيماً عن المنهج الإلهي الراشد و المرتقى الصاعد والقمة السامقة والطريق المستقيم إلى طريق الهوى والشهوة والفسوق والإباحية (( ومن أصدق من الله حديثاً )) ( ) (( ومن أصدق من الله قيلا )) ( ).


عجباً ! ! ! كيف يحصل جميع ذلك ؟ ؟

ويحصل ذلك عندما يستغل أولئك الأوغاد ما جُبلت عليه المرأة من عاطفة جياشة وميل للرجل استغلالاً سيئاً ودنيئاً مبنياً على المصلحة الذاتية و المنفعة الشخصية لهم ويقابل ذلك ثقة مفرطة تصل إلى حد الغفلة والسذاجة من جانب الفتيات تجاه ما يسمونه بفتى الأحلام . . . وشريك المستقبل فتنظر أنه إذا قال صدق وإذا وعد أوفى ، وأنه مأمون الجانب ، ذا قلب طيب مفتون بحبها ، بريء من كل شر ، سليم من كل سوء ، وهو في الحقيقة ذئب غادر وثعلب ماكر ، فيستدرجها أحدهم . . . حتى تقع مع سكرة الشهوة وطغيان العاطفة في أمور يهددونها بها فيما بعد كرسالة معطرة بخط يدها أو صورة لها أو شريط مسجل بصوتها وغير ذلك ومن ثم يضغط عليها بذلك حتى ترضخ له كلما أراد ، ومرة تلو مرة حتى تصبح تلك الفتاة والعياذ بالله بغياً من البغايا، وربما أشرك بعض زملائه اللئام معه في ذلك ، ولربما أخبر آخرين عنها حتى يصطادوها مرة أخرى. . .
تذكري . . تذكري . .

تذكري دائماً أختي العزيزة أن طريق المعاكسات طريق تبتدئه المعاكسة باختيارها فالخطوات الأُول منها ، فحينما تعطيه رقم هاتفها أو تتجاوب معه في الهاتف حينما يتصل أول مرة وتتمادى في ذلك ، والرسالة المعطرة التي أهدتها له ، كل ذلك خطوات خطتها بكل إرادتها ولم يجبرها عليها أحد ولكن بعد ذلك سوف تكمل الطريق مكرهة مجبورة تحت ضغط الشريط الذي سجله أو الرسالة التي وصلت إليه منها ، ثم إذا فُجعت تلك الفتاة بعرضها فسوف يصور لها الشيطان أنه قد تحتم عليها الآن سبيل الغواية ولا سبيل سواه ، فالزواج غير ممكن فمن هذا الذي يرضى بامرأة زانية . . .
فحذاري . . . حذاري من أي تساهل وتنازل في أول الطريق و إلا فإنها النهاية .
الحذر .. الحذر
وطريق المعاكسات طريق يبدو أوله محفوف بالزهور والرياحين التي تظهر ولأول وهلة جميلة جذابة وذات رائحة خلابة ولكن بعد شيء من التدقيق والتأمل تجدين العكس تماما ... جمال ولطافة تخفي قبحا وشراسة ، لو نظرت جيدا لرأيت أن في انتظارك خلف هذه الزهور وحشا مفترسا يقطر فاه دما يريد أن يفترس عفافك وتنظرين يمنة ويسرة فلا ترين إلا أشلاء مزق عفافها وسفك دم كرامتها فهاهو يجري مهراقا ، تناديك بصوت عالٍ وتقول لك :" الحذر.. الحذر .. يا أختاه .. إنه العار والفضيحة ، لا تغرنك تلك البدايات الجميلة فالنهايات أليمة وقبيحة ، وهناك صوت آخر ينبعث من هذا الوحش المختبيء خلف هذه الزهور يناديك إلى الحياة السعيدة لتذوقي طعم الحب الحقيقي لتعيشي في كنفه .
أختي الكريمة :
ذاك أول الطريق وهذا آخره فكوني على حذر وحكمي عقلك لا قلبك وإياك والسير خلف العواطف فالعرض غالٍ وغير قابل للتجارب والتضحيات ، وهو كالزجاجة إذا كسرت لا تعود كما كانت.

نظـــرة المجــتمع ! ! !

وإذا منَّ الله تعالى على أحد هؤلاء الشباب بالهداية والاستقامة ، وأصلح الله حاله فسوف ينسى له المجتمع كل ما مضى وكأنه يقول :
نزوات شباب . . . وطيش مراهقة يغفر الله له ، ولن يضره شيء ، أما أنتِ يا أخيَّه فعفافك قد ولى وشرفك قد دُنس ولن يُرجعه بعد ذلك شيء أبداً ، ولن تحلمين بعد ذلك بالزواج وليس لك إلا تلك العلاقات المحرمة .

من هم المعاكسون ؟؟
إن هؤلاء ذئاب بشرية وكلاب إنسية ، إنهم قراصنة الأعراض ولصوص الشرف والفضيلة ، إنهم دعاة العهر والرذيلة ، إنهم قوم بلا أحاسيس ولا مشاعر بلا رحمة ولا إنسانية ، يبحثون عن مصالحهم وقضاء شهواتهم فقط ، لا يفكرون في مستقبل الفتاة التي يدعي أحدهم أنه يحبها وأنه غارق في عشقها كيف ستكون إذا فُجعت بعفافها وشرفها ؟ كيف ستعيش بعد ذلك ؟
إن ذلك كله لا يهمه ولا يعنيه فقد حصل على ما يريد ، يتحول أحدهم بمجرد أن تقع الفتاة في قبضته من حمل وديع إلى كلب عقور وحيوان مفترس . . .


وما أصدق الشاعر حينما وصف هؤلاء وذكر حيلهم قائلاً :

إن المعاكس ذئــب يُغري الفتـاة بحيلـة

يقول هيـا تعـالي إلى الحياة الجميلة

قالت أخاف العار والإغر اق في درب الرذيلة

والأهل والأخوان والجيران بل كل القبيلة

قال الخبيث بمكــر لا تقلقــي يــا كحيلة

إنــا إذا مــا التقينــا أمـامنــا ألـف حيـلـة

إنمــا التشـديــد والتعقيـد أغــلالٌ . . . ثقيلـة

ألا تـريـن فـلانــة ألا تـريـن . . الـزميـلـة

وإن أردت سبيـلاً فـالـعرس خيـر وسيلة

وانقـادت الشـاة للـذئب على نفـس ذلـيـلة

فيـا لفحـش أتتـه ويـا فعــال وبيلـة

حتى إذا الـوغد أروى من الفتاة غليلـه

قـال اللئيــم وداعــاً ففــي البنــات بديلــة


ما مثلهم ؟؟؟

مثلهم كمثل من يغرر بشخص حتى يجعله يمشي على شفا بئر خربةٍ سحيقة . تنبعث منها الروائح القذرة وتِسمع فيها أصوات الهوام والوحوش ، ومن ثم يُهوِّن عليه الأمر ويسهله عليه . . . وفي لحظة غفلة وإذ به يسرق أغلى ما معه ثم يدفعه فيتهاوى داخل ذلك البئر . . . تلك أختي الكريمة هي . . .
هاوية الرذيلة . . . هاوية الزنا ، و الاقتراب منها والمشي على شفاها تلك هي مقدمات الزنا نظرة . . . . فمهاتفة . . . فموعد . . . فلقاء . . . فسقوط في الهاوية ، لذلك فإن الله تعالى لم ينه عن الزنا فحسب بل نهى حتى عن الاقتراب منه فقال (( ولا تقربوا الزنى )) ( ) وتلك من محاسن الشريعة .

تأملـي حتى لا تخـدعي . .

أختي المصونة :
إن هؤلاء خانوا ربهم ودينهم وأمتهم ولن تكون تلك الفتاة بحال من الأحوال أعز ما لديهم ، إنهم لم يخشوا عذاب الله ولم يستحيوا من عباده المؤمنين ، فهل من المنطق والعقل أن يُصدق مثل هؤلاء في وعودهم و أقوالهم !!!
لو علمت يا أُخيّه ماذا يقول أحدهم لزملائه عندما يُغَرر بإحداكن !! وبأي لغة يتحدثون عنك !! حينها حتماً سوف تنكشف الحقيقة ويزول عنها كل ما يخفيها وتعلمين يقيناً إنما خُدعت بسراب العاطفة الزائف ووهمها الخادع ، إنهم حين يخلو بعضهم ببعض تعلو ضحكاتهم على تلك الفتاة المغفلة التي خدعوها وانطلى عليها الوعد الكاذب والأحاديث المعسولة ويتحدثون عنك بلغة الاحتقار والسخرية .
استمعي يا أختاه إلى أحدهم وهو يُخبر عن حاله وحال الشباب قبل الهداية وقد كان من أهل المعاكسات ، وذلك بعد أن منَّ الله عليه بالهداية لتزدادي يقيناً
يقول أحدهم بعد توبته : والحقيقة أنني لم أقرر الكشف عن قصتي إلا لإحساسي بالمسئولية تجاه الله ، ولتحذير بعض الفتيات اللاتي يسعين وراء وهم زائف اسمه الحب . . . كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بينا الطيش والعبث ، كلا بل أربعة فقد كان الشيطان رابعنا ، نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن إلى المزارع البعيدة وهناك يفاجأن أننا تحولنا إلى ذئاب لا ترحم ، لا نرحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ، ومات فينا الإحساس ، فلم نعد نُصغي إلى توسلاتهن ، وقد أصبحن في حالة يرثى لها . . .( ) .
ويقول شاب أخر : وقد رمز لاسمه ( ح . ز ) : ( إن الشاب حين يرفع السماعة بهدف المعاكسة ، لا يبحث عن حب بقدر ما يبحث عن التسلية فقط ، أما الفتاة فبحكم تكوينها ( النفسي ) وعاطفتها المفرطة فهي تنقاد بشكل كامل نحو عواطفها ورغباتها دون تفكير ، مما ينشأ معه شعور قوي جداً بالحب(! !)، والميل نحو الطرف الآخر ، ومن ثم فهي تنتظر نهاية هذه العلاقة بالزواج ، بعكس الشاب أو الرجل ، الذي يفكر بعقلانية أكبر )( ).
أختي الكريمة :
ألم تسمعي كذلك إلى تلك الآهات والصرخات التي أطلقها ويطلقها أولئك الفتيات المغفلات اللاتي وقعن في الرذيلة . . . وقعن فيما كان يحذرهن منه الناصحون فأصبحن عبرة لغيرهن وذلك لعدم اعتبارهن بأحوال غيرهن من الفتيات اللاتي سلكن نفس المسلك ، ولم يسمعن النصيحة والتوجيه فهاهن اليوم يتجرعن الآم الفضيحة و أصبحت إحداهن تعض على أصابع يديها حسرةً وندماً ولكن بعد ماذا . . . ؟ ؟ ؟
تقول إحداهن بعدما فقدت أعز ما تملك " فبنظرة من عيني . . وبعبث من أطراف أصابعي رسمت طريقي ، وأزلت عفافي ، وخلعت حيائي . . سقطت في الوحل وزللت في الهاوية ، وأصبحت ألعوبة في يده . . . حتى كان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فأمسك بنا رجل الحسبة . . . فإذا بي أستيقظ من سبات عميق وأزيل غشاوة على عيني ، ألقيت كل ما في قلبي وتوالت الصرخات من فمي مُعلنة قدوم الفاجعة ، وكانت بحق فاجعة ! ! ! في هذا اليوم سقطت الأقنعة وعادت المسميات إلى مواقعها الصحيحة . . . في هذا اليوم أيقنت أن ما كنت أسير فيه وهمٌ وسراب . . . . وأن صديقي وفارس أحلامي وحبيبي كمـا كنت أقول . . . لا يجوز أن يرى خصلة من شعري ولا جزءا من أضفري .
و أما ما كنت أُجمِّله وأُحُّسنه من علاقة وصداقة . . . فهو زنا وفاحشة ، في هذا اليوم . . . ظهرت الحقيقة فإذا به . . . زان وأنا زانية " ( ) .
وتقول فتاة أخرى وهي تقص معاناتها : " . . . ثم طلب مني أن أقابله منفردة ، وفعلاً ذهبت معه في سيارته ، وبدأ الذئب في افتراس ضحيته . . والغريب أنني استسلمت له في البداية دون أي اعتراض . . وعندما عدت إلى منزلي شعرت بالذنب وتعذيب الضمير ، خاصة وأنه أخذ يغريني بالذهاب معه إلى شقة صديق له أتي من السفر لنسلم عليه ( ! ! ) . . ولكنني رفضت أن أذهب . . إنني أكتب هذه الكلمات ودموعي تتساقط على وجهي ندماً على ما فعلت وما آل إليه أمري ، ومصيبتي أنني قد تقدم إلىَّ خطاب كثيرون ، وعمري يجري وينساب من بين يدي ، وأخاف إن تزوجت أن أجني على الرجل الذي سأرتبط به ولا أكتمكم بأني – كإنسانة متعلمة – أتساءل مرات تلو المرات ما الذي أوصلني إلى هذا الحضيض ، هل هو الفراغ ؟ وكيف تحكمت به هذه العادة الضارة ؟ ؟ . . وإني وأنا في هذا العذاب أنصح كل فتاة أن تبتعد عن لعبة الهاتف لأنها من أخطر الأمراض . . ( )"
وتقول أخرى في قصتها المأساوية التي ترويها بنفسها:".... وطلب بعد ذلك رؤيتي وألح في ذلك إلحاحا شديدا ، وكل يوم يزداد إلحاحه وأخبرني أن هدفه هو رؤيتي فقط لا أكثر فقبلت بذلك بشرط أن يكون أول وآخر لقاء وأن يراني دون كلام فوافق على ذلك وقال لي : إن السعادة تغمره لذلك وأنه إنسان يخشى أن يصيبني أي مكروه وسوف يكون لي كالحصن المنيع ولن أجد منه ما أكره وأقسم على ذلك وحصل أن التقينا في أحد الأسواق الكبيرة في محل تجاري بعد اتفاق مسبق بيننا وفعلا لم يتعد اللقاء الدقيقة الواحدة ولكن الشيطان قام بدوره فزينه في عيني فكنت أراه قمة في الجمال والرشاقة وأصبح زوجي في عيني من أقبح ما يكون وهذه بداية النهاية ، ثم مرت الأيام بعد ذلك وكان كل يوم يمر يطلب فيه رؤيتي واللقاء معي وأنا أتحجج بأني متزوجة واشتد إلحاحه عليّ وأخذ يأسرني بكلامه المعسول وعباراته المنمقة وأصبحت أجد نفسي محبة له ومتعلقة به ولكن الخوف من العار والفضيحة لا من الله كان يمنعني من إظهار ذلك وحصل أن أراد زوجي السفر لخمسة أيام فأحسست أن هذا هو الوقت المناسب وفعلا سافر زوجي فاتفقنا على مكان نلتقي فيه وجاء في نفس الموعد وركبت سيارته وأخذ يجوب بي الشوارع ونحن نتجاذب أطراف الحديث ، وفجأة إذ بي في مكان مظلم لا أعرفه يشبه الاستراحة وما هي إلا ثوان معدودة والسيارة تقف ورجل آخر يفتح الباب ويخرجني بالقوة فأخذت أبكي وأصرخ وأستنجد بهم ولكن دون فائدة فقد ضربني أحدهم على وجهي فتألمت وخفت خوفا شديدا فقدت وعيي على إثر هذه الضربة ثم أفقت بعد ذلك وإذ بي في غرفة خالية وأنا شبه عارية وثيابي ممزقة . ثم أخذوني بعد ذلك بعد أن ربطوا على عيني وحملوني إلى السيارة ورموني في مكان قريب من البيت ، فدخلت بيتي مسرعة وأخذت أبكي وأبكي حتى جفت دموعي حيث تبين لي فيما بعد أنهم اغتصبوني فقد كنت أنزف دما فكرهت نفسي إثر ذلك وضاقت عليّ الدنيا بأسرها فأصبحت أبكي حتى أني لا أقدر على الرؤية بعدها ....... حاولت الانتحار عشرات المرات .. لم تعد الحياة تهمني أبدا .. مرت عليّ الأيام وأنا أتمنى الموت كل ساعة ..... ليتني لم أولد ولم أعرف هذه الدنيا .. ليتني لم أخلق ... كل شيء حولي أصبح بلا طعم ولا لون .. لقد فقدت أعز ما أملك .. بيدي هذه أحرقت نفسي وأسرتي .. هدمت بيتي وجميع حياتي ........"
فالعبرة . . . العبرة يا فتاة الإسلام
فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه .

يريـد أن يتـزوجـني ! ! !

أختي المباركة :
إنها سذاجة وحماقة أن تتوقع الفتاة أن زواجاً يمكن أن يتم عن طريق المعاكسات واللقاءات الغير الشريفة ، إنها نزوات شيطانية ورغبات شهوانية يقضيها الشاب مع الساذجات والحمقاوات من الفتيات ثم إذا أراد الزواج حقاً بحث عن فتاة شريفة عفيفة من أسرة محافظة حتى يبدأ الزواج معها بثقة وطمأنينة ، أما أولئك الفتيات اللاتي غرر بهن فإن إحداهن في نظره فاجرة . . . خائنة ، لا يمكن أن يتزوج بها فكما أنها خانت أهلها وتعرفت عليه فلربما خانته غداً وتعرفت على غيره وحتى لو حصل الزواج بينهما فإنه سوف يكون مليئاً بالشكوك والظنون السيئة ومن ثم ينتهي غالباً بالطلاق .

إذن … فأي الفريقين أحق بالاحترام والتقدير ؟؟

أختي المصونة :
لعلك بعد هذا اتضحت لك مقاصد أهل الخير والصلاح ومقاصد أهل السوء والفساد .
فهل يستحق أهل الخير والصلاح . . . أولئك الناصحون ذلك الكره والبغض الذي يُكنه البعض لهم ؟ ؟
هل يستحق أولئك المعاكسون تلك المحبة والود ؟ ؟
أي الفريقين أحق بالاحترام والتقدير ؟ ؟
من يسعى للحفاظ على عفافك وشرفك أم من يريد انتهاكهما ؟ ؟
من يريدك عزيزة كريمة أم من يريدك ذليلة خاسئة ؟ ؟
من يريدك مصونة غالية أم من يريدك مبتذلة رخيصة ؟ ؟
من يسعى لإلباسك لباس الستر والحشمة أمن يريد لك العار والفضيحة ؟ ؟
من يُضحي بماله ووقته وجهده من أجل أن يسمو بك إلى أرقى الدرجات وأرفع المقامات أم من يبذل ذلك لإيقاعك في شباكه فيمتع نفسه بك ويحصل على اللذة المحرمة ؟ ؟
لا أخالك يا فتاة الإسلام . . . ويا أمل الأمة تحتارين في الجواب وتختاري خلاف ما اختاره لك من يعلم السر وأخفى ، وأنتِ الفتاة الحصان الرزان ، العفيفة الطاهرة ، الشريفة الكريمة .
أختي الماجدة :
ما سطرته لك في أوراقي هذه إنما هو إملاء خاطر مكدود مهموم أرق مضجعه هجمات شرسة تسعى إلى تدنيس عفافك أعاذك الله من ذلك .... وتسطير قلم مكلوم يثعب جرحه دما في سبيل حمايتك ودفع الشر عنك ، فكان نتيجة ذلك أن ارتسمت لوحة جمالية أحسب أنها تقبل فيما لو أهديت إلى فتاة مثلك كريمة الأخلاق ، راقية التعامل ، شريفة النسب .
وذلك كله إنما هو خطوة عملية أولى إلى الأمام نحو حماية العفاف وحراسته .
فها أنت قد علمت مقاصد أولئك النفرالذين لا نحسبهم والله حسيبهم إلا مبتغين ما عند الله من جنة ورضوان ، فهم بالنسبة لك والد مشفق وأخ حنون وولد بار ، ينظرون إليك نظرة أمل بأن تكوني مربة الأجيال وصانعة الأبطال .

أختي . . . بارك الله فيك . . .

هذا شجن من شجون أهاتف به قلبك الطيب بنصح المحب ومحبة الناصح ، وإن في إيمانكِ ونقاء أعماقك ما يُطْمع فيك كل من يريد الخير بك ، والله أسأل أن يكلأك برعايته ويحيطك بعنايته ويهديك إلى كل ما فيه خير .

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
2
568

هذا الموضوع مغلق.

الداعيـــة
الداعيـــة
أخي الكريم نصر .. بارك الله فيك .. ونفع بك ..
ام اويس
ام اويس
بورك فيك اخي نصر كلام جدا رائع ولكن000000هل هناك 00اللهم اصلح فتيا ت الاسلام