*غفران*

*غفران* @ghfran_3

عضوة جديدة

حتى لا ننسى

الملتقى العام

حتى لا ننسى
"اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون"

لله در التاريخ ما اعجبه وما اغربه يعيد نفسه نفسه في تقليب صفحاته ، ولكن هل من معتبر او متعظ ؟! ام ترانا غلبت علينا عين البصر من ان نرى في عين البصيرة...
وكأن حالنا المزري وحال اخواننا ممن يعيشون تحت رنين زخات الرصاص وشظايا المتفجرات المتتالية ، وفوق نار تلظى وارض تلتهب بسعير قصف الصواريخ والمدافع ، تطلقها ايدي متوحشة آثمة وعقول بغيضة متكبرة وقلوب حاسدة مرتجفة ، وكأن حالنا بين هؤلاء ومن شاكلهم وايدهم عامة وبين عروبتنا الهمامة ، كحال اليتامى على مائدة اللئام.
ففي الماضي البعيد وقف سيدنا موسى على اشراف هذه الارض المباركة (فلسطين) يحض بني اسرائيل ان يدخلوها ويفتحوها بامر الله ، ولكنهم ركنوا الى الارض واعلنوا العصيان ، وجاهروا بالخوف والخذلان ، فقالوا : " اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون " فان كانت لكم الغلبة فانا معك نطيعك وندخل هذه الارض معكم ، وان هزمتم فانا هنا لن يلحقنا اذى
وسبحان الحي الذي لا يموت تتكرر المشاهد والاحداث ، ولكن الشخصيات تتبدل ففي حين من يدعون انهم من اتباع موسى ومن بني اسرائيل يعيثون في الارض المباركة( وفي سائر البلاد هم واذنابهم واشياعهم )الفساد والقتل والتشريد والاهانة لاهلها ، تقف عروبتنا الباسلة الابيّة من بعيد تنظر لحالنا تبكي تارة وتصفق تارة اخرى، لسان حالها يقول للطفل الفسطيني والعراقي والشيشاني وغيره وغيره من المسلمين " اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون" سلاحك الحجر والمقلاع واليك بعض هذه الدراهم ( اطعم الفم تستحي العين)
زعاماتنا المهابة تتراكض لاهثة لتحقيق _ سلام الشجعان _ بالاستجداء من امريكا مرة ومن اسرائيل مرة اخرى ومن هنا وهناك ، فهنا اجتماع طارئ وهنا مؤتمر قمة وهنالك شجب واستنكار ، والكل ينتظر وينتظر على احر من الجمر مخدوعين ، ويخرج القرار الشجاع مرة اخرى للدم العربي المهدور " اذهب انت وربك فقاتلا اننا ههنا قاعدون " واليكم هذه الدنانير الشحيحة فخزائننا فارغة تنتظرها مصروفات اكثر اهمية !!!!! مهمتكم ايها الابطال مقابل هذه الدنانير ان تحموا حدودنا بدمائكم حتى لا يتجاوزها اعداؤنا ، مهمتكم حماية القدس والاقصى حتى لا يقال ان المسلمين لا يراعون مقدساتهم ، اليكم هذه الدنانير حتى لا تقولوا اننا لا ندعمكم وسنستمر في مؤتمراتنا السريعة ورسائلنا الكثيرة ومفاوضاتنا المثمرة .

وهاهم مرة اخرى يغفلون عن دائرة التاريخ وتداول الايام ، ذلك التاريخ الماضي الذي اعطى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرصة لليهود للتعايش السلمي مع المسلمين ولكن هل نجح هذا التعايش ؟
نقضت بنو قينقاع المعاهدات والمواثيق ، ثم تتالى مسلسل النقض والخيانة من بني النضير وخيبر وبنو قريظة .. حتى تطهرت الدولة الاسلامية من عنصر اليهود .
فاذا كانوا قد خانوا الرسول العظيم عليه صلوات الله وسلامه ، ونقضوا معه العهود ولم يحترموا الاتفاقيات والمواثيق ، فكيف بنا وقد ابتعدنا وابتدعنا في هذا الدين .
فاذا كان البعض قد قرروا ان الفلسطيني وغيره من المستضعفين ليس لهم ان يحيوا كباقي شعوب الارض دون مستقبل زاهر ، دون اطفالهم الذين يمرحون بين الالعاب والمهرجانات والمفاجآت المبهجة ، دون الجديد من الكتب والدفاتر والقرطاسية الجميلة بعيدا عن الاحلام الناعمة الوردية ، فاذا قرروا ذلك واكتفوا لانفسهم باصدار القرارات والمراسيم والبيانات والشعارات الفارغة ، وقولهم انا ههنا قاعدون ننتظر فان كان لكم النصر والغلبة شاركناكم الفرحة معنويا وفعليا ، نشارككم في تقسيم الارض والدولارات والغنائم والسبايا والملذات والزعامات والوظائف والقيادات _ كما حدث في الماضي القريب_ وان هزمتم وكانت الغلبة لاسرائيل ومن والاها_ والعياذ بالله _ نكون قد حفظنا ماء وجوهنا وحفظنا حق الجوار لاولاد عمومتنا ، واحترامنا وذلنا لامريكا ومن سعى بسعيها .
لا يسعنا ان نقول بعد ذلك الا ان الله معنا حقا، لكم الله ياجنود الاقصى ، لكم الله يا شباب الاسلام ، لكم الله يا من تتصدرون واجهة الدفاع عن شرف العروبة والقدس والاوطان ، ليس معكم من قوة الا الله وكفى به من نصير يقاتل معكم ولن يتركم اعمالكم ولن يضيع تعبكم وحسرتكم ، يا امهات الشهداء ويا اخوات الشهداء ويا بنات الشهداء ، جميعا جميعا اعدوا لهم ما استطعتم والله معكم ... " ان الله يدافع عن الذين آمنوا .."
2
509

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سكارلت
سكارلت
اختي غفران

جزاك الله كل خير على المقال الرائع وفي الصميم

ربما جيلنا قد فاته الفوت ولا يملك الان الا الدعاء

ولكن مهمتنا الان في اعداد ابنائنا وبناتنا

عل الله جل وعلا ان يكرمنا بلقب امهات الشهداء

اللهم اااامين

بارك الله فيك اختي
*غفران*
*غفران*
جزاك الله خيرا اختي سكارلت
وربنا يسمع منك
شكرا لمرورك