اولمرت :عمليات الاغتيال ستستمر ,وحياة وراحة شدروت اهم من غزة :
-------------------------------------------------------------------------
قال رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود اولمرت انه ورغم الارتفاع في عدد الإصابات المدنية في اوساط الفلسطينيين في قطاع غزة جراء عمليات القصف الإسرائيلي فان إسرائيل ستستمر في عمليات الاغتيال بواسطة القصف الجوي .
وقال اولمرت الذي كان يتحدث في مؤتمر قيساريا الاقتصادي الذي انهى اعماله اليوم انه " يأسف على ما يحدث لسكان غزة لكن حياة ورفاهية سكان سدروت أهم من حياة ورفاهية سكان غزة ", مضيفا أن إسرائيل ستستمر في "تصفية نشطاء الإرهاب حتى لو كلف ذلك الأبرياء حياتهم"
,وأكد أن "محاربة الإرهاب ستستمر دون تردد وبصورة أكثر هجومية ,وان الحكومة ستستمر في عمليات الاغتيالات "
ويذكر أن اولمرت كان صرح أثناء لقاء مع العاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية انه في البتراء في الأردن انه في حالة تبين انه لا يوجد شريك فلسطيني فان إسرائيل ستتخذ خطوات من طرف واحد يضمن خلالها الطابع اليهودي لإسرائيل.
الشيخ خالد حمدان
إنها هدى غالية ابنة الاثنتي عشرة سنة من عمرها ، من سكان غزة هاشم ، لقد لمع نجمها هذا الاسبوع في كل وسائل الاعلام ، وتحديدا منذ يوم الجمعة بعد الظهر عندما داهمتها وأهلها قذيفة غاشمة اودت بحياة كل عائلتها ، الأب والأم والأخوة وما كان ذنبهم الا أنهم خرجوا للاستجمام على شاطئ غزة ، هروبا من شدة الحر ، فما علموا انهم على موعد مع حمم المدافع والبوارج ...!!
وفي هذا المصاب الأليم تظهر هدى ... ولكن كيف تظهر ؟
تظهر وهي تبحث عن أبيها بعد ان فقدت أمها وأخوانها وأخواتها ... واذا بالأب الحنون ملقى على تلة من الرمل ، وقد فارق الحياة ... وكان الله في عون هدى وهي تنادي أباها لعله يسمعها ... فأخذت تصرخ ... وتصرخ ... ولا مجيب !!
فيا له من مشهد رهيب تقشعر له الابدان ، وتذرف منه العيون ، وتدمى من هوله القلوب !! ولله درها ... وما اصبرها ... وما أجلدها ... وما أوعاها !!
لما طلبت من مصور الكاميرا ان يصور أباها وان يصورها على هذا الحال !! ببراءة الاطفال ، وكأنها ارادت بذلك ان تفضح الاحتلال وممارسات الاحتلال ، ولكن هدى ما علمت ان الاحتلال قد اعتاد على بث مثل هذه الصور ، وما عادت تفضحه مثل هذه المشاهد !!
ولكنها ايضا ما علمت انها قد فضحت بتلك الصور الأمة كلها ، والعالم أجمع ، وقد الهتهم انطلاقة المونديال من مدينة ميونخ في ألمانيا ، ولعل اختيار التوقيت والحدث كان مناسبا لتنفيذ الجريمة !!
نعم ... وببراءة الاطفال ومن عظيم حبها لأبيها ومن شدة هول المصيبة أخذت هدى تصرخ وتبكي وتنادي وقد خارت قواها ،وما عادت تقوى على الوقوف فخرت الى جانب أبيها وهي تصرخ وتبكي وتنادي ....
ولكن من يسمع هدى ... وصرخات هدى ... وبكاء هدى .... !!
٭ هل سمعها اشقاؤها في غزة والضفة ، فأيقظهم ذلك المشهد ، ونبههم بأن الاحتلال هو الاحتلال ، وان الاحتلال ما زال يستهدفهم جميعا ، بل ويجثم على صدورهم ، ويكبت انفاسهم ، فلماذا الاقتتال إذن ؟ وعلى ماذا ؟
ولماذا الحرق والتخريب للمؤسسات العامة ، ولمصالح الناس ومحلاتهم ؟!
٭ وهل سمعها إخوانها من العرب والمسلمين ؟
وتحديدا هل سمعها الحكام من الملوك والاحرار والرؤساء ؟! وماذا فعلوا ...؟! أم كغيرها من الصرخات ... والصرخات ... وقد اعتادوا على سماعها ... وما عادت تؤثر فيهم ، ولا تثير فيهم نخوة ولا حمية !!
وان سلمنا ان هذه الصرخات الدامية لا تؤثر فيهم ... مع اننا بتنا لا ندري ولا نعلم ما الذي يؤثر فيهم ... فأين دور ابناء الأمة وشعوبها ؟!
ومع ان الخير لا ينعدم في هذه الأمة ... وهناك وقفات أبية وكريمة للاخيار من الاحرار من ابنائها ... ومن ابرزها يوم ان وقفت الأمة بكل شعوبها عند استشهاد الطفل محمد الدرّة بين يدي والده !!
ولكن اسأل نفسي ولا ادري لِمَ لم تؤثر صرخات هدى على ابناء جلدتها !! والله الذي لا إله إلا هو ... انني أكاد اقطع واجزم بأن هدى ما كانت تؤدي مشهدا تمثيليا تراجيديا .. إنما كانت تبكي وتصرخ من اعماق قلبها مجزرة رهيبة بأعز ما تملك في حياتها !!
فما السر في هذا الصمت اذن ؟ أم ان كل الأمة لاهية ومشغولة في المونديال ؟!
وهل يعقل الا تخرج في الأمة كلها الا مظاهرة يتيمة واحدة من السودان منددة بهذه الجريمة النكراء ؟!
٭ وهل سمعها العالم بكل حكوماته ومؤسساته وبرلماناته ؟
أين العالم الحر ؟ وأين الحرية التي يتشدق بها ، ويروج لها ؟ أم اصيب بالصم والبكم والعمى ؟!
وأين هيئة الأمم ؟ وأين مجلس الأمن ؟
مع اننا نعلم ان هذه المؤسسات لم تفلح بقراراتها ، ولا تكون ملزمة الا اذا كانت علينا ... كما هو الحال في فلسطين والعراق وافغانستان !!
أم هو الكيل بمكيالين ... فهناك من البشر من هو إرهابي وغير ارهابي ، وهناك من السلاح ما هو ارهابي وغير ارهابي كذلك !!
٭ واخيرا نواسي أنفسنا ... ونواسي كل الاخيار والاحرار في العالم بكلمات بريئة ورائعة نطقت بها هدى .. رغم ذهولها وصعوبة حالتها النفسية ... وكأن ربها وخالقها هو الذي انطقها بها لتكون الجواب الشافي الكافي لكل سائل ، ولتكون حجة على الجميع !!
اذ سُئلت في مقابلة لها مع الجزيرة ماذا ستفعلين تجاه هذه الجريمة ؟ فأجابت : سآخذ حقي ، فسئلت : ومن سيعطيك هذا الحق ؟ فأجابت هدى وبمنتهى الوضوح والبراءة ... ربنا ... جل جلاله .
هكذا أدركت هدى هذه الحقيقة ، بأن العالم كله يقف موقف العاجز الضعيف، فسلّمت أمرها الى الله ... لا إله إلا هو فهو القاهر فوق عباده .
نعم هذا عزاؤها وعزاؤنا إن صُمّت كل الآذان ... وتعامت كل الأبصار ... فإن الله تعالى هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ... وهو الذي يعلم السر وأخفى ، وهو الذي أحاط بكل شيء علما ، وهو الذي لا يعجزه شيء .. ولا يفوته شيء ... وهو على كل شيء قدير !!
{ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين