حجاب من الفحم

ملتقى الإيمان

اخواتي الغاليات قرأت هذه القصة واحببت أن اشارككن اياها لما فيها من عظة وعبرة ..

قالت الأخت اليوغسلافية وهي تتحدث الفصحى:

"عندما غزانا المد الشيوعي كنت حينها صبية في العاشرة من عمري، وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه، وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها.

وكنا قبل هذا المد الخبيث نعيش في أمان على كل شئ .......
على أموالنا .. وأعراضنا.. وديننا..
فلما ابتلانا الله بهذا الطاغوت الذي لا يرعى في مسلم إلا ولا ذمة، تغيرت أحوالنا، فما كنا نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان، وكانت أمي تنام في حجابها خوفاً أن يداهم الحراس الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل.

وكان أول عمل قام به الشيوعيون هو هتك الستر. فقد هدموا الجدر الفاصلة بين منزل ومنزل، حيث كانت عالية للمحافظة على الحرمات، فأبوا إلا أن يجعلوا ارتفاعها لا يزيد على متر واحد .. فكنت أنا وأمي لا نستطيع أن نظهر في حديقة الدار إلا ونحن متحجبتان؛ بل كانت أمي تغطي حتى وجهها وهي تقضي بعض الأعمال في حديقة الدار"

عجبت والله من صلابة الإيمان في قلب تلك المسلمة غير العربية، أشاهدتن معي كيف أنها تنام في حجابها خوفاً أن يداهمهم أحد في الليل!! ولا تظهر إلا بحجابها في حديقة دارها ؛ لأن ارتفاع الجدار ليس كافياً ليسترها عن جيرانها.

وهل تردن المزيد عن هذه المرأة الصالحة؟ إذن سأكمل عليكن ما روته لي ابنتها – تلك الأخت اليوغسلافية- .

قالت: "فما اكتفى الشيوعيون بذلك ؛ بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل صورة فوتوغرافية تبرزها في هويتها".

ولسنا بصدد العجب من هذا فهو يحصل في أغلب البلاد للتحقق من الهوية الشخصية ؛ ولكن العجب كل العجب من موقف تلك الأم الصالحة . أتدرون ماذا فعلت؟ قالت لي ابنتها بالحرف الواحد:

"عندما جاءنا جنود الدب الأحمر، وأبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء .. يومها ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة، وهي تردد وتقول: كيف سأكشف وجهي أمام المصور؟ وهو يركز نظره علي ثم يأتي أتباع الدب الأحمر ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي .. ماذا أفعل؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيق تحمله .. وبينما نحن في حيرة من أمرنا وقد تألمت جداً لبكائها وحرقتها؛ إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحماً أسود وقال لها: خذي يا أم فلان ولا تجزعي .. خذي هذا.. قالت : وماذا أنا فاعلة به ؟

قال: أصبغي به وجهك! .. وقنعيه بالسواد فلا تبدو ملامح جمالك حين تكشفين عن وجهك أمام المصور وستظهر الصورة قاتمة . فأخذت والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه سيكفي . فلما لطخت وجهها بلونه الأسود وقنعته به اختفت كل معالم جمالها، فانفرجت أساريرها، ولا زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم الأسود تقف شاهدة لأمي وأبي أمام الله يوم القيامة في غيرتهما على دينه"
ثم أظهرت لي الصورة من حقيبتها .. فوقفت مما أرى .. فلم أصدق ما تراه عيني لولا أني قد سمعت قصتها..
أين نحن من تلك المرأة اليوغسلافية .. ؟ فوالله إننا لنقف أمام هذه الصلابة الإيمانية متوشحين برداء الخجل .. ويبرز أمامنا شبح التقصير .. فنحن العربيات المسلمات اللواتي يفهمن حروف ومعاني القرآن الكريم وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها .. هل نلتزم مثل التزامها .. ؟ هل يخطر ببالنا أن نفكر مثل تفكيرها؟ ويل لنا من تقصيرنا .. نسأل الله أن يرحمنا، وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً...

وما أجمل الحياة حين يخالط الإيمان بشاشة القلب.. وما أروع أن تعيش المرأة المسلمة في ظل دينها الحنيف الذي يحقق لها الأمن النفسي والحماية المادية .. وما أعظم أولئك النسوة المؤمنات اللاتي يرين دينهن أغلى ما يملكن في هذه الدنيا، فلا يفرطن في أي أمر من أوامره صغيراً كان أو كبيراً، وإذا ما تعرضن للابتلاء في الدين كان منهن من الصمود ما يحاكي الجبال الرواسي، وإذا ما اشتد عليهن البلاء هداهن الله بإيمانهن إلى ما يحفظ عليهن دينهن وكرامتهن مصداقا لقوله تعال: (إن الذين ءامنوا وعملو الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) يونس،الآية :9. وقوله: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)التغابن، الآية: 11.

إن الصدق في أخذ هذا الدين بقوة يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد أمرنا سبحانه أن نسأله من فضله ... فهل نحن فاعلون؟

----

تعليق : من المؤسف أنني لم أعرف اسم كاتبة الموضوع وأستميحها عذرآ لنشرى القصة على صفحات المنتدى واسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيها خيرآ ويجزى هذه الأم الثابتة على الحق خير الجزاء والتي تبين لي أنها كانت من سكان يوغوسلافيا ... وأود لو أننا نقوم بمناقشة هذه القصة والفوائد الموجودة فيها والعبر المستخلصة... فكم من أخ وأخت وأنا منهم ممن قصرو بالكثير من الواجبات والطاعات ولم ينتهو عن المحظور وانتهكو ماحرم الله من دون أى فتنة بل هى النفس المقصرة الأمرة بالسوء لاأكثر ...ولاحول ولاقوة الا بالله ..
3
341

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هياتم2006
هياتم2006
لله درها حافظت على حجابها رغم الظروف التي حولها والمخاطر الي قد تتعرض لها
ولكنه الإيمان اذا خالط شغاف القلوب تهون امامه المصائب الكبار
اما بعض بنات المسلمن هداهن الله ممن توفرت لهن جميع الظروف من الآمن والآمان فنجد التساهل في الحجاب
wafa_redrose
wafa_redrose
وفوق هذا تخجل المرأة في ان تخرج بدون ماكياج ورتوش حتى ولو كانت محجبة ..انظرن لهذه المرأة سيبدلها الله هذا الفحم اجمل زينة واجمل نور في الجنة ..هنيئا لها
مدام وائل
مدام وائل
والله جسمى قشع يا وفاء

يارب من عليا الان بالنقاب يارب يارب يااااااااااااااااااااااااااااارب