حجر إسماعيل
الحجر هو ما بين الركن الشمالي والركن الغربي وأرضه مفروشة برخام، وهو مستو بالشاذروان الذي تحت إزار الكعبة، وعرضه من جدر الكعبة من تحت الميزاب إلى جدر الحجر سبعة عشر ذراعًا تقريبًا، وما بين بابي الحجر عشرون ذراعًا، وعرضه اثنان وعشرون ذراعًا، وذرع الجدر من داخله ذراع أو يزيد قليلاً، ومما يلي الباب الذي يلي المقام ذراع ويزيد قليلاً، وجدر الحجر الغربي ذراع ويزيد قليلاً، وجدر الحجر من الخارج مما يلي الركن الشامي ذراع ويزيد قليلا. والجدر ملبس رخامًا، وفي أعلاه في وسط الجدار رخامة خضراء، وقد حُولت هذه الرخامة فجُعلت تحت الميزاب بما يلي الكعبة.
وللحجر بابان، باب يلي المشرق مما يلي المقام، وهو خمسة أذرع.
وباب من المغرب وهو سبعة أذرع.
وله مخرج لسيل الماء من تحت الحجارة في ثقب بين حجرين – وارتفعت أرضه شيئًا بعد أن تكسرت من وطئ الناس، فقام أبو العباس عبد الله بن محمد بن محمد بن داود بإصلاحها، كما ارتفعت أرضه مرة أخرى بعد إصلاحها في خلافة المعتضد بالله.وهو من الداخل ثمانية وثلاثون ذراعًا، ومن الخارج أربعون ذراعًا.
وقد ورد في فضله أحاديث منها عن عروة عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ما أبالي "]صليتُ في الحجر أو في الكعبة. والحجر جزء من البيت كما روت عائشة- رضي الله عنها.
عن ابن أبي علقمة عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كنتُ أحب أن أدخل فأصلي فيه، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فأدخلني الحجر فقال لي: صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروا حين بنوا الكعبة؛ فأخرجوه من البيت.
وعن المبارك بن حسان الأنماطي قال: رأيتُ عمر بن عبد العزيز في الحجر فسمعتُه يقول شكا إسماعيل- عليه السلام- إلى ربه حرَّ مكة فأوحى الله إليه "إني أفتح لك بابًا من الجنة يجري عليك منه الرُّوح إلى يوم القيامة"، وفي ذلك الموضع تُوفي، قال خالد: فيرون أن ذلك الموضع ما بين الميزاب إلى باب الحجر الغربي فيه قبره.
ففي الحجر قبر إسماعيل- عليه السلام- كما روي عن عبد الله بن صفوان الجمحي قال: حفر ابن الزبير الحجر، فوجد فيه سفطًا من حجارة خضر؛ فسأل قريشًا عنه فلم يجد عند أحد منهم فيه علمًا، قال: فأرسل إلى عبد الله بن صفوان فسأله فقال: هذا قبر إسماعيل- عليه السلام- فلا تحركه قال: فتركه.
وكانت الحجر حجارته بادية، وأمير المؤمنين يحج فرآها فقال: لا أصبحن حتى يُستَر جدار الحجر بالرخام فدعا بالعمال فعملوه على السرج قبل أن يصبح، وجدد رخامه المهدي، وكان تبطين البلاط بالرخام عام 161، وكان رخامًا أبيض وأخضر وأحمر وكان مداخلاً بعضه في بعض أحسن من هذا العمل، ثم تكسر؛ فجدده أبو العباس عبد الله بن داود بن عيسى وهو أمير مكة سنة إحدى وأربعين ومائتين، ثم جدد بعد ذلك سنة ثلاث وثمانين ومائتين في خلافة المتوكل.
ويبدو من القراءة التاريخية أن الحجر كان محل اهتمام من الملوك والأمراء، سواء كانوا ملوك وأمراء الحجاز ومكة أم أمراء وملوك الدول العربية والإسلامية؛ فقد قام بتجديده وعمّره الناصر العباسي سنة 576، والمستنصر العباسي سنة 631، والملك المظفر صاحب اليمن سنة 659، والملك محمد بن قلاوون سنة 720، والملك علي بن الأشرف شعبان سنة 781، والملك الظاهر برقوق سنة 801، ثم جرت إصلاحات مختلفة فيه سنة (822، 826، 881)، وعمّره الملك قانصوه الغوري (916)، والسلطان قايتباي سنة 888، والسلطان عبد المجيد خان 1260.
هذا ولم تجرِ عادة بوضع كسوة على الحجر، غير أنه في عام (852) وصلت كسوة إلى الحجر مع كسوة الكعبة من مصر؛ فوُضِعت في جوف الكعبة، ثم كُسي بها الحجر من الداخل في السنة التالية.
الجلوس في الحجر
روى ابن جريج أنه كان يجلس مع ابن عباس في الحجر، وكان لعبد المطلب مفرش في الحجر لا يجلس عليه غيره، ولا يجلس معه عليه أحد، ولم ينل شرف الجلوس عليه إلا النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو غلام؛ فقد دخل الحجر وأراد الجلوس عليه، ولكن القوم منعوه من الجلوس عليه، فقال عبد المطلب، دعوا ابني فإنه يحس بشرف، أرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغ عربي قط.
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "
لو كان عندي سعة قدمت في البيت من الحجر أذرعًا، وفتحت له بابًا آخر يخرج الناس منه، وعن سعيد بن جبير أن عائشة- رضي الله عنها- سألت النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفتح لها الباب ليلاً؛ فجاء عثمان بن طلحة بالمفتاح إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله: إنها لم تُفتَح بليل قط؛ فلا تفتحها، ثم قال لعائشة: إن قومك لما بنوا البيت قصرت بهم النفقة؛ فتركوا بعض البيت في الحجر؛ فادخلي فصَلِّي فيه

للامانة منقول