التبرج
تعريف التبرج: : قال صاحب "لسان العرب" (3/33) : (هو إبداء المرأة زينتها وإظهار وجهها ومحاسن جسدها للرجال وكل ما تستدعي به شهواتهم، والتبختر في مشيتها ما لم يكن ذلك للزوج .
فالتبرج يكون بأحد أمرين أو بهما جميعاً:
الأول : يكون بإبراز المحاسن كلها أو بعضها كالوجه، والعنق، والكفين، والساعدين , ولهذا أمر الله النساء بقوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن (
الثاني : يكون بالتبختر في المشي، وهذا وإن كان يأتي مقروناً بإبراز المحاسن إلا أنه قد يكون بدون إبراز المحاسن، ويدل على هذا قوله تعالى :{ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}
مفاسد التبرج
للتبرج مفاسد كثيرة وسأذكر أهمها وأعظمها :
1- : الإضرار العام، روى البخاري رقم 5096 ومسلم رقم 2741عن أسامة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله e : ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) وقال حسان بن عطية : (ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم) عند أبي نعيم في "الحلية"
والرسول e بين للأمة في هذا الحديث الفتنة العظمى التي هي خافية على كثير من الناس، لأن الفتنة كلما كانت خفية على الناس كلما كان ضررها أعظم وفسادها أعم، فالرسول e يجعل فتنة التبرج وغيرها الحاصلة من النساء أعظم فتنة تنزل بالأمة المسلمة. وقوله : ((بعدي)) دليل على أن الفتنة هذه لم تحصل في عصره وقد حصلت بعده فكان في هذا علم من أعلام النبوة , والسبب في ذلك أن كثيرا من المسلمين في أيامنا عظم جهلهم بالإسلام وجهلهم بمؤامرة الشرق والغرب على المرأة المسلمة ـ
وقوله عليه الصلاة والسلام : ((أضر على الرجال)) أضر، أفعل تفضيل تدل على المشاركة وزيادة ، ومعنى هذه الكلمة أن فتنة التبرج تشارك فتناً كثيرة في الضرر بالرجال وتزيد على ذلك ، وجاء لفظ فتنة) في هذا الحديث منكراً مسبوقاً بالنفي ليفيد العموم كما هي القاعدة المعروفة الأصولية ( النكرة في سياق النفي تفيد العموم) ففتنة التبرج فتنة تعم الرجال بما في ذلك الصالحين منهم كما سيأتي إيضاح ذلك، إذاً فمعنى (أضر) أي أن فتنة السرقة والخمر والكذب والخداع والغش والخيانة وغير ذلك من الفتن أقل ضرراَ من فتنة التبرج والسفور واختلاط النساء بالرجال.
فانظر ما أعظم هذه الفتنة على الأمة، وبعض الناس يحاول أن يتعامى عن هذه الأخطار، ويلبسها ثوب الحضارة والتقدم، فاتضح من هذا الحديث أن فتنة التبرج من أعظم الفتن لأنها تضر بالناس أجمعين، والمعصوم من عصم الله.
2- فتنة التبرج أعظم من كل فتنة مادية، قال سبحانه :{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}
فبدأ بذكر النساء لأن الفتنة بهن أشد، قال هذا جمهور المفسرين والآية جاءت للتنفير عن الحظوظ التي يحصل بسببها الشقاء والانحراف، ولهذا قال الله بعدها :{قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } ، وفي النساء يجتمع تزيينان:
تزيين الله لهن لأن الله فطر الرجال على الميل إليهن، لكن لا بد أن يضبط هذا الميل بالضوابط الشرعية .
التزيين الشيطاني، روى الترمذي رقم 1173وغيره عن ابن مسعود قال : قال رسول الله e : ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)).وعن عمر أن رسول الله e قال : ((ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)) وعند أحمد وغيره من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله e : ((رأيت شاباً وشابة فلم آمن الشيطان عليهما)) فالشيطان يزين المرأة للرجال خصوصاً إذا كانت متبرجة، فإن الشيطان يغريها بالرجال ويغري الرجال بها،
ألا فلتحذر النساء من مخالفة شرع الله تعالى .
كتاب حج المرأة المتبرجة
aisa1425 @aisa1425
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️