**حديث النفس**

الأسرة والمجتمع

(1)


اصمتي.. اصمتي..لم اعد اتحملك..لا أريد سماع صوتك ..ولا كلمة
اكرهك اكرهك اكرهك..



صرخت سما بأعلى صوتها وحملت كأس الماء الذي كان على الطاولة لترميه بكل ما أوتيت من قوة على الحائط
وواصلت صراخها بشكل هستيري لينفجر قلبها ويعبر لسانها عن سنين من الكتمان..



انت اسوأ من وجد على الأرض..
انت وحش متسلط..اخطبوط تحيط اذرعك بالناس من كل صوب لتخنقيهم..انت اسوأ من قابلت في حياتي..
لو تحققت لي امنية وحيدة لتمنيت ان تختفي من على وجه الأرض..





اطلقت سما زفره حاره وابتسامة كسيره على وجهها وهي تتخيل هذا المشهد التي تمنته ان يتحقق في الواقع وتمنت ان تخرج ما في جعبتها من حزن دفين ..
وتساءلت في قلبها ..لم لا يستطيع الانسان التخلص من همومه؟؟؟
وانا التي ما آذيت انسانا قط؟؟



انا التي عندما كنت في السادسه كان يجافيني النوم حين ارى العم محمود قد بح صوته وهو يحاول ان يبيع ما تحمله عربته الصغيره من مكسرات والعاب..
فأتساءل كيف سيعيل أسرته؟؟وانا لاأعرف عنه شيء سوى اسمه؟؟
والذين في عمري يحلقون بأحلامهم في قصور الشوكولا والألعاب



انا التي كان يصيبني الهم وانا في السادسة وارى تلميذه معي في المدرسة لا أعلم حتى اسمها يبدو عليها الفقر (ومريولها) المدرسي غير مكوي ويبدو عليه القدم وقد تحول لونه من الأبيض إلى الأصفر من كثره الاستخدام!! فلا أستطيع تناول فطوري من كثرة التفكير فيها!!



انا التي كنت ابقى مستيقظة حتى سماع مؤذن الفجر وانا في الرابعة (وحتى بلغت سن الرشد) ليس امام التلفاز بل على صوت بكاء والدتي أو بسبب صوت شجار وصراخ بينها وبين والدي..ومع ذلك كنت الوحيدة التي اقابل صويحباتي في المدرسة بإبتسامة مشرقة تخفي خلفها قلباً مشبعّاً بالهموم..وانا الوحيدة التي ما اشتكيت!!



كنت ومازلت احمل قلباً حساساً مليء بالحياة ينبض بالأشياء ومع ذلك اُبتلى بامرأة على النقيض فاقدة للإحساس ذات أطوار غريبة ولا أستطيع التخلص منها هي كمثل ظلي بل أسوأ فالظل لا يلازمك في كل وقت...بينما هي تلازمني في كل وقت وحين



تخنقني بصوتها القبيح ..أغلق عيني هرباً من نظراتها المميته ولكن هيهات لي الهرب فمخيلتي تعذبني بصورتها في كل حين وصدى صوتها يرن في أذني في كل وقت..



آخ تعبت منها.. هي همي هي مرضي هي موتي بالتأكيد..
0
354

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️