حديث مكذوب الدعاء الذي هز السماء « ياودود .. ياذ العرش المجيد »

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهط


فتاوى :

لفظ الحديث :
عن أنسِ بنِ مالكٍ قال : " كان رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ، يكنى أبا معلق ، وكان تاجراً يتجرُ بمالٍ لهُ ولغيرهِ ، وكان له نسكٌ وورعٌ ، فخرج مرةً فلقيهُ لصٌ متقنعٌ في السلاحِ فقال : " ضع متاعك فإني قاتلك " ، قال : " ما تريدُ إلى دمي ؟ شأنك بالمالِ " ، قال : " أما المالُ فلي ، ولستُ أريدُ إلا دمك " ، قال : " أما إذا أبيت فذرني أصلي أربعَ ركعاتٍ " ،قال : " صل ما بدا لك " ، قال : " فتوضأ ثم صلى فكان من دعائهِ في آخرِ سجدةٍ : " يا ودودُ ، يا ذا العرشِ المجيدِ ، يا فعالُ لما يريدُ ، أسألك بعزكِ الذي لا يرامُ ، وملكك الذي لا يضامُ ، وبنورك الذي ملأ أركانَ عرشك ، أن تكفيني شرَ هذا اللصِ ، يا مغيثُ أغثني قالها ثلاثاً ، فإذا هو بفارسٍ أقبل بيدهِ حربةٌ رافعها بين أذنى فرسه ، فطعن اللصَ فقتله ، ثم أقبل على التاجرِ فقال : " من أنت ؟ فقد أغاثني اللهُ بك " ، قال : " إني ملكٌ من أهلِ السماءِ الرابعةِ ، لما دعوت سمعتُ لأبوابِ السماءِ قعقعةً ، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهلِ السماءِ ضجةً ، ثم دعوت ثالثاً فقيل : " دعاءُ مكروبٍ فسألتُ اللهَ أن يوليني قتلهُ ، ثم قال : " أبشر " ، قال أنسٌ : " وأعلم أنهُ من توضأ ، وصلى أربعَ ركعاتٍ ، ودعا بهذا الدعاءِ استجيب له مكروباً كان أو غير مكروبٍ .


قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :
حديث موضوع ، لوائح الوضع والصنع عليه ظاهرة ، أخرجه ابنُ أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " ( 38 / 23 ) حدثني عيسى بنِ عبدِ اللهِ التميمي قال : أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي ، عن موسى بنِ وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس قال : ..... فذكره .
قلت : وهذا لإسناد مظلم ، لم أعرف أحدا ممن دون الحسن ، غير موسى بن وردان ، وهو مختلف فيه ، وقد قال فيه أبو حاتم : ( ليس به بأس )
فالآفة إما من ( الكلبي ) المجهول ، وإما ممن دونه
والحسن ? وهو البصري ? مدلس ، وقد عنعن ، فالسند واه
فمن الغريب أن يذكر ( أبو معلق هذا في الصحابة ، ولم يذكروا له ما يدل على صحبته سوى هذا المتن الموضوع بهذا الإسناد الواهي !
ولذلك والله أعلم ، لم يورده ابن عبد البر في ( الاستيعاب )
وقال الذهبي في التجريد ( 2 / 204 ) : له حديث عجيب ، لكن في سنده الكلبي ، وليس بثقة ، وهو في كتاب ( مجابي الدعوة )


ويلاحظ القراء أنه قال في الكلبي : ( ليس بثقة ) وفي هذا إشارة منه إلى أنه لم يلتفت إلى قوله في الإسناد ( وليس بصاحب التفسير )
لأن الكلبي صاحب التفسير هو المعروف بأنه ليس بثقة ، وقد قال في المغني : ( تركوه ، كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين ، وتركه ابن القطان وعبد الرحمن )
ومن الغرائب أيضا : أن يذكر هذه القصة ابن القيم في أول كتابه ( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ) من رواية ابن أبي الدنيا معلقا إياها على الحسن ، ساكتا عن إسنادها !


السلسلة الضعيفة ( 5737 ) ص 530- 532




الحديث الموضوع: هو المكذوب، المختلق، المصنوع.

والتمسية مأخوذة من الوضع بمعنى الاختلاق، يقال: وضع الرجل الحديث:افتراه وكذبه واختلقه ..



?????????????????????????????????????????????????????

الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا نعلم دعاء هزّ السماوات، ولكن هناك دعاء في قصة مشهورة تنسب لأبي معلق الأنصاري رضي الله عنه قيل إنه أحد الصحابة، ولا نعلم صحتها إلا أنها أوردها هبة الله اللالكائي في (كرامات الأولياء) (1/155)، والحافظ ابن حجر العسقلاني في (الإصابة) (7/379)، ونسبها لابن أبي الدنيا في (مجابي الدعوة) بإسناده عن أنس ابن مالك قال: "كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغرماء يدعى أبا معلق وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك ورع، فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإني قاتلك، قال: شأنك بالمال. قال: لست أريد إلا دمك. قال: فذرني أصلي. قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى، فكان من دعائه: (ياودود، ياذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني) قالها ثلاثاً، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذنى فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني الله بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة، لما دعوت سُمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانياً، فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثاً فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب".
ولو صحت القصة، فلا يجوز الاعتقاد في هذا الدعاء وفضله، لأن ذلك متوقف على نص صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان هذا الدعاء في نفسه حسناً، ولعل الله يستجيب به لمن دعاه، وأفضل من ذلك دعاء الكرب: لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.
ودعوة ذي النون التي لا يدعو الله بها مضطر إلا استجاب الله له وهي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
والله أعلم.

مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
0
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️