
بسم الله الرحمان الرحيم
{هذا الحديث ليس حكرا عليّ بل أعتبره حديث كل نفس
فإليكـنّ الحوار و ما دار و للحديث شجون و أطوار ...}
دوما نكون على بوابات الإنتظار نترقب من يعبّر لنا عن الشكر و الثناء
و لا نقابل إلا بالشحّ و الجفاء أو النكران و عدم الوفاء
فتصيبنا الخيبة و نتعلّق بالرجاء فكم جميل أن نشعر بمن يقدم لك الولاء
و لكن لمَ ننتظر و ننتظر إلى حدود اليأس و التذمر؟
لمَ لا نحسن لأنفسنا ونمدحها حتى نستشعر بالإرتواء بعد الخواء؟
لمَ لا نسعد أنفسنا بدل جلدها و ندمّرها و نستنقصها كأننا لها أعداء؟
أسئلة و استفهامات خرساء وجدت الجواب الشافي بعد هذا الحوار الذاتي
بحديث الروح للروح فكان النقاء و الإرتقاء........

الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا ممن خلق وفضلني تفضيلا
هذه المقولة حفرتها في قلبي و رفعتها شعارا
وجعلتها نبراسا أهتدي به ودرسا أقتدي به
وأرددها بصوت و بصمت أستشعرها بقوة
و تدفعني أقوى و تشحذ عزيمتي و تمدني
بطول نفس و همّة و حماسا فيترآى لي شريط
حياتي بالوان قزحية و بريق أنوار تشع من داخلي .
.أمرّ أمام المرآة فأتوقف وأسترد أنفاسي
وأرى بوضوح فضل الله و نعمه عليّ ..
رغم أنني مثل أغلبكن ترعرعت في بيئة قاحلة
تعاني الجفاف العاطفي و الجدب الوجداني
ككل مجتمع يعاني من شحّ المشاعر فيبخل عليك
حتى بكلمة إعجاب او إطراء فتتحسر و تتذمر
وقد تمر بك أويقات تحتاج الى مجرد لمسة حانية
أو من يربت على كتفك أو من يصفق لنجاحك
أو حتى يومىء برأسه استحسانا و تقديرا
و لكن نصتدم بالتغافل و التجاهل فنركن و ننزوي
و ربما هناك من تنتحر مشاعره و تخمد شعلته
و في أحيان كثيرة نحتاج الى من يضمنا و يشعرنا
بالامان و العطف و ينسينا الاحزان و الغربة
و لكن سامحهم الله لا يزيدوننا الا مرارة و حسرة
و لا يجودون حتى بابتسامة رضا التي قد تكون
لها مفعول السحر فتظل زفرة محبوسة و آهة مخنوقة
ننتظر وننتظر و ربما يمر قطار العمر ولا من مودع أو مشجع

نظرت الى مرآتي و أعدت نرتيب حياتي ..
أعد و أجمع وأطرح أولاوياتي فسبرت أغوار ذاتي
فابهجني وأثلجني ما رأيت.......
رغم القساوة و الحرمان و الخذلان رأيت نفسي
كنبتة ريانة مزدانة بالخلق و الأخلاق و طيبة المعدن
فاستجمعت شجاعتي و اعترفت لنفسي بانني انسانة
جيدة رغما عن الظروف و غصبا عن البشر
فلمَ أزلزل ثقتي وأخلخل دعائمي و أخلّ توازني؟
فأنا انسانة بما تعنيه الكلمة
ألست الابنة البارة..و الطالبة المثابرة؟؟
وأعطي بلا حدود و أجود بما موجود
و الزوجة الخدوم و الام الرؤوم
ألست من تميزت في كل شيء أو أغلبها
أبحرت في العلوم و الثقافة و أدمنت الفنون
و أتقنت الاشغال و أجدت الطبخ و لدي الحس
الذوقي وأحسن الاختيار و اتخاذ القرار..
غمرني شلال من العواطف و انا أواجه نفسي
و أستخرج منها ما هو جميل فاغرورقت عيوني
بدموع فرح نديّ واعترفت لها باجلالي و حبي لها
فيا نفسي استميحك عذرا فقد أدركت
أنك طاهرة الباطن و الظاهر ..
نقية السريرة و الطوية و شفافة الشخصية
فلماذا أنتظر نظرة عطف قد لا تأتي و لا أبادر بمكافأة نفسي~؟

فمن التسيس أن أنتهج أسلوبا سلسا وأبهج نفسي
بنعم الله كجلسة حميمة و خلوة علاجية و محادثة
روحية
كالاستلقاء و الاسترخاء و التأمل في الكون و جماله
البديع و أستمع الى الهدي المنير وأحسن عبادتي
و أذكر ربي و أناجيه ألا بذكر الله تطمئن القلوب
وأحاسب نفسي و أزن أعمالي لأشعر بالسكينة
الروحانية
واكثر المتع و أنا في مملكتي أدير بيتي بحكمتي
وأضفي عليه لمساتي و سحري الخاص و رمنسيتي
فأنا تروق
لي الانارة الخافتة و قد أضيء الشموع وأنثر البتلات~~~

وأتطلع الى السماء و أراقب النجوم و تحرك الغيوم
و أحاكي القمر ثم قد آخذ دفتري وأكتب خواطري
لأنفس عما بداخلي أو قد آخذ الفرشاة و أرسم
بالألوان ما ينطبع في وجداني
وأميل كثيرا الى عشاء عائلي ودّي حميميّ
و للخروج من الضغوطات و الابتعاد عن الضجيج
السمعي و التلوث البصري و التحرر من الروتين
و الرتابة
قد أفر الى عشقي الآخر الرومنطيقي أي الطبيعة
الغنّاء فانطلق في الروابي و اتسلق الجبال
و أزحف على الرمال
وأحيي ذلك الطفل الذي بداخلي و أروم الذهاب
الى ما يريح الاعصاب و يزيل التوتر
الى عالمي الازرق ,البحر فارتمي في أحضانه
و أجلس على شاطئه و قد اكتفي بالنظر إلى امتداده
و عنيف أمواجه و تكسرها على الصخور و انكسار
ضوء القمر على الماء فأستمع الى سمفونية خالدة
و أستمتع بنعم الله و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها
فكم تشتكي و تقول انك معدم***و الارض ملكك و السماء و الانجم
أحاسيس جميلة انتابتني فكن جميلا ترى الوجود جميلا
فلا تكبتي نفسك و اصغي الى حاجياتك ولبي رغباتك
المشروعة ..فلنفسك عليك حق و أغدقي عليها
بالحلال المباح.. فنفس ليست سعيدة لا تعطي
الآحرين السعادة وفاقد الشيء لا يعطيه
وأقر صراحة أن استشعار الدفء العاطفي يولد
السلام النفسي الداخلي ~~~~~~~~

أؤكد أن هذا الحديث الروحي الشفّاف يشفي نفوسنا
من أسقامها النفسية و عللها الجسدية
و نكون أحياء لا أمواتا على قيد الحياة
و أكرر هذا حديث ليس خاصا بروح الفن بل هو لكل نفس
تواقة للتغيير
لنصالح أنفسنا و نتصالح مع الآخرين لتصلح الحياة
و يحلو العيش في ظل ملكوت ربّ العالمين ~~
و تم الحديث و الحمد لله
بقلم روح الفن:26:
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحلو هو مرورك و ردك الوردي
وش لي بالعمر أمد الله عمرك بالطاعات
و رزقك الزوج التقي النقي مثل هذا ]
و دمت بالخيرات
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته