حرارة عين

الأدب النبطي والفصيح




كان المنظر جميلا حين جلستُ على كرسي خشبي حذاء ضفاف نهر متدفق الشلال، أطرقتُ صامتا أتفكر في هذا المخلوق العظيم الجميل ، الذي تنبيك عن عظمة خالقه (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) يذكرني صفاء مائه بقلب طفل مكث معي لسنوات من عمري، ثم ارتحل مجبرا بعد أن عصرته الأحداث، وشيبت عوارضه السنين.
**
أبهرتني أشعة الشمس الذهبية المترسلة على صفحاته ، لتزيدني إعجابا، وتمعنا في هذا الجمال الرباني الباهر الذي لا ينتهي، وتفاؤلا بمستقبل يجبر تلك الهزائم والانكسارات، فقد أخذتُ عهدا على نفسي ، ولن أحيد عنه ماحييت _بإذن الله _ أن أكون أقوى من كل الظروف، متحديا لكل عوائق الطريق من آلام وأحزان ودروس موجعة، فهذه سنة الحياة، وعلي مواجهة ابتلاءاتها، والصبر عليها، والرضا بها!.
***
لم يقطعني من الحديث مع نفسي والتأمل والتفكر في هذا الصنع البديع ، إلا أصوات ضحكات متتالية ؛ انطلقت بالقرب مني!!، لم أتعجب من ذلك! فالمكان لا يخلو من زائر ، فهو جاذب ومرتع خصب للمتعبين من هموم هذه الحياة، والمتعرضين لآلام وصدمات نفسية وعاطفية أكثر من غيرهم!!.
أرسلت بصري متسللا بين أغصان الأشجار الكثيفة الملتفة، ليرى أمامة شابة جميلة!، اعتلت قسمات وجهها علامات السرور والفرح اللا منتهي، تملأ ضحكاتها المفعمة بالتفاؤل والحياة الأرجاء، تلوِّح بيدها لشخص ما قادم إليها من الجهة الأخرى.كثافة الأشجار التي غطت جهتي حالت بيني وبين رؤية تفاصيل الأحداث ، لكن بقيت الأصوات واضحة الحروف وإن كانت همسا!!

****
تقدم الشخص بخطوات مسرعة حتى وصل لمبتغاه، أشتقت إلييييك..وأنا كذلك .. تعانقا عناقا حاراً ممزوجا بالدموع مع أصوات الزفرات التي ظلت مصاحبة لهما وقتا ليس بالقصير.!!!!!لقد كانت تجربة مرة لم أستوعبها قالت له.نعم، من أمر التجارب التي مرت علي في حياتي، وأرجو أن يكون درسا نتعلمه لباقي حياتنا.رد عليها.
****
سكتا لبرهة من الزمن لأسمعَ بعدها بكاء وحشرجة صوت : لم أكن أتوقع أن يأتي يوم أكرهك فيه، تغير قلبي تجاهك فـ " في غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال" .

***
أما أنا حتى في الأحلام لم يدر في خلدي لحظة؛ أن يضيق صدري منك، قال لها !!!.ضمها إلى صدره لتحدثه ودموع الذكريات المؤلمة تسيح على خديهما : كنت أضيق بكَ ذرعا حين أرى وجهك بعد أن ثملت بك حبا، وصرت لي هواء أتنفسه، كيف حصل ذلك ؟ لا أعلم!ما أهوننا على الله إن عصينا أمره، ثم انتحبت باكية !!!

****
نعم صدقت : ما أهوننا على الله إن لم نقيد نعمه بشكره، قد حال بيننا وبين قلبينا وما استطعنا لإرجاعهما سبيلا حتى شاء الله رحمة منه _سبحانه_ وفضل .كم مرة قلت لك : لـ"*ـنستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان*" لكنك ما فتئت تخرج أسرارنا ، وتتباهى بنشر خصوصياتنا ، حتى حل بنا ما حل!!.

***
هو درس يا حبيبتي ولن يتكرر ما حيينا، فما جنيت من عرض الخصوصيات إلا الحسرة والندامة ، حتى أوشكت على فراقك الأبدي...مر اليوم وهما يستذكران ابتلاء حل بهما ففرق جمعهما وشتت شملهما ، حتى ضاق كل منهما بالآخر ، بل ضاقت بهما الأرض بما رحبت ، وما علما سبب ذلك، وما توصلا لحل سبيلا، وهما اللذان كتبت قصة حبهما للمخلصين ودُرس وفاؤهما ذات يوم للعاشقين !، لتفرق بينهما عين حاسدة أحرقت حبا، ومزقت قلوبا ، وطمست ذكريات، فصيرت حياتهما جحيما، ألما وأنينا، ذرفت عيون قلبيهما دما، قبل عيني رأسيهما دمعا.

**
كنت أعاني لمجرد رؤيتك ، أو سماع صوتك، أو الكتابة إليك!! لكنني عزمت على فعل كل ذلك، رغم كل الوجع والألم، فقط أستذكر ماضيك الجميل، فأجاهد نفسي لأدخل سرورا عليك باتصال أو رؤية أو رسالة، وإن كانت الحقيقة عكس ذلك، كانت أيام عصيبة وعصيبة جدا ، ظننت حينها أنها البداية النهاية لعلاقتي بك ، تنهدت تنهيدة عميييقة ثم انهارت ليضمها إليه مرة أخرى .

***

ماض وانتهى يا حبيبتي عانينا الأمرين ،والآن الحمد لله ، فإياك أن تتوقفي عند حدث أو مأساة انطلقي.مر الوقت سريعا وهما يستذكران تلك الذكريات المثيرة والمريرة ، ثم تجبر بكلمات ود، وذكريات حب صادق وكيف ضحى كليهما براحته ، بغية أن يدخل سرورا على محبوبة، وهكذا يكون الحب، يحتاج تضحية، وأثرة، وإحسان ظن ، وصبرا، لينتصر على قطاع طريقه، من شياطين الإنس والجن.

***
عادا أدراجهما بعد سماعي لحديثهما المشوق لأقف مصدوما متوجسا ، لأكتشف في الحال، كم كنت مقصرا ذات يوم حين رحل عن حياتي من كان كظلي دون سبب!!.

****
لم أعره اهتماما وقتها كونه من تركني عامدا دون عذر أو إنذار!، فأنا لست من الذين يتسولون الحب ولو من أقرب قريب ا!!، وكرامتي فوق عاطفتي وحبي.

***
اعتدت منذ الصغر أن أعصب على جرحي رغم الألم وإن كان يثعف دما، رحل الحبيب وترك جرحا عميقا غائرا في فؤادي لم يبرأ إلى اليوم، تفرقنا، وتشتت شملنا وأفكارنا وأحلامنا، وما شككت في لحظة أنها عين كما فكر هذان الحبيبان، لينجوا من فتنة الفراق المحققة بأعجوبة .

***
نهضت من على الكرسي مشبكا يدي فوق وجهي أتمتم كفارة المجلس ، وليس في رأسي إلا استحضار ذكرى فراق صديقي الذي رحل دون رجعة .

***
استرجعت كلام الزوجين وكيف وصل زواجهما لحافة الانهيار لولا عناية الله لهما، بسبب عين خبيثة، كما زعما!!.

***
نظرتُ نحو السماء نظرة إحباط ويأس داهماني عنوة وقد اعتلتني تنهيدة مريرة بعد استجلابي لذكريات جميلة ظننتها ارتحلت منذ زمن، لأهمس في نفسي متفائلا: وما يدريكَ لعلها عين حاسدة أصابتنا ، هب أننا سنعود كما كنا يوما إن علمنا بالعائن !!!! ولكن أنى لنا ذلك ؟
فقد فات الآوان.



**

طييييييييييييييف
6
198

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أهلا بعودتك الغنية طيف اليمن الجميل !!
انسجمت مع فصول قصتك المسترسلة ..
وأراني أحتاج لقراءتها ثانية لأتمعن
بتفاصيلها
احسنت التعبير ياغالية
فلك كل الشكر ..
ومتعينا بين فينة وأخرى بعطاء قلبك وقلمك الرائعين
بوركت
المحامية نون
المحامية نون
مرحباً طيف...
عدت مع كتاباتك الجميلة المميزة
قصة رائعة ذات مغزى.
لا تحرمينا حروفك الشيقة
بارك الله فيك 🌷🌱
طيف اليمانية
طيف اليمانية
أهلا بعودتك الغنية طيف اليمن الجميل !! انسجمت مع فصول قصتك المسترسلة .. وأراني أحتاج لقراءتها ثانية لأتمعن بتفاصيلها احسنت التعبير ياغالية فلك كل الشكر .. ومتعينا بين فينة وأخرى بعطاء قلبك وقلمك الرائعين بوركت
أهلا بعودتك الغنية طيف اليمن الجميل !! انسجمت مع فصول قصتك المسترسلة .. وأراني أحتاج لقراءتها...
شكرا لك من أعماق قلبي ، مرورك سعادة
طيف اليمانية
طيف اليمانية
مرحباً طيف... عدت مع كتاباتك الجميلة المميزة قصة رائعة ذات مغزى. لا تحرمينا حروفك الشيقة بارك الله فيك 🌷🌱
مرحباً طيف... عدت مع كتاباتك الجميلة المميزة قصة رائعة ذات مغزى. لا تحرمينا حروفك الشيقة بارك...
بارك الله فيك محاميتنا وبارك في قلمك الجميل ، أسعدني مرورك
حنين المصرى
حنين المصرى
عود أحمد طيف
عساك دايما بخير ومنورة الواحة
جميل ما خط قلمك هنا فلا تغيبي علينا بمداده