يمكن ان يدخل الشك قلب عامل في محطة لبيع الوقود،إذا جاءه رجل غريب الهيئة والملابس وفي يده كيس يخفي داخله صفيحة فارغة, وعيناه تتلفتان في كل مكان , ويطلب هامسا خمسة لترات من الوقود, لكن الشك لن يساور ذلك العامل إذا جاءته امرأة تطلب شراء اللترات الخمس ذاتها , وسيقول لنفسه :"ربما تحتاج إليها في البيت لتشغيل موقد أو مدفأة. مسكينة لم تجد من يساعدها فجاءت بنفسها .
كانت الساعة الثانية بعد منتصف ليل صنعاء ,عندما شم الجيران رائحة دخان. وخرجوا من بيوتهم ليجدوا بيت "أبو أسامة " يشتعل .وحاولوا اقتحام الباب, لكنه كان وصودا ,فاتصلوا بالشرطة ,وبخاصة أنهم يعرفون أنفي الداخل ثلاثة أطفال,وأمهم "أم محمد "التي سبق لها أن حاولت الانتحار منذ عشرة أعوام ,وطالما هددت بقتل أطفالها لتعاقب زوجها.
وجاء الشرطة ,وانضمت إلى الجيران ,في محاولة إقناع الأم بفتح الباب, لكنها رفضت , ولم يرق قلبها لصراخ صغارها وتوسلاتهم .وكانت رائحة الغاز تتسرب من المنزل مع رائحة الدخان المتصاعد .ولكن توسلات الصغار تخترق قلوب من هم خارج المنزل, ويسمعونهم .يقولون :خلاص يا ماما أخر مرة , وكأنهم ظنوا أنها تريد تخويفهم ومعاقبتهم على ذنب لا يعرفونه .كان محمد ابن السنوات العشر يصيح,وكذالك أخته سوسن,ابنة الأربع, التي لا تحب أمها في الدنيا مثلما تحبها. وكان صوت بكاء أسامة ابن الست سنوات, يثير الحزن والرعب معا.
ولم تفتح الباب , وقضى الأطفال الثلاثة نحبهم , وأمهم تتفرج .
وقالت الأم, البالغة من العمر 35عاما , أمام المحقق , إنها فعلت ما فعلت بعدما أظلمت الدنيا في عينيها ,ولم تعد تجد أمامها سوى الانتقام , وذكرت أنها تزوجت للمرة الأولى في حضرموت, برجل ظنت أنه سيأتي لها بالجنة , لكنه أذاقها العذاب , فحاولت الانتحار بالحبوب القاتلة , ثم أنجبت منه طفلها "محمد". وقالت إنها تزوجت برجل آخر وأقامت في صنعاء, وأنجبت أسامة وسوسن وقالت لنفسها "جاءتك الجنة مجددا "وإذا بالجحيم هوا لذي يأتي . وتفاقمت مشكلاتها مع زوجها وأهلها , فقررت أن ترحل عن الدنيا وتأخذ معها أطفالها , حتى لا تتركهم لدى زوجة أبيهم لتضطهدهم , على الرغم من أن تلك الضرة كانت في خيالها فقط ,ويؤكد أبوها وزوجها أن هذا لم يحدث , وأنها تتوهم ذلك بسبب استيلاء الشكوك والوسواس على تفكيرها , وهو ما كان يجعلها دائمة الغضب والتوتر . ولكن تلك المرأة ترى أن أهلها وزوجها هم القساة , وان الدنيا ظلمتها , وقست عليها منذ الصغر . وقالت إن زوجها أكمل مشوار القسوة "كل يوم شجار ومشكلات , على اتفه الأسباب " ولم تجد , وهي تتحدث للمحقق , نقطة بعينها تنطلق منها , فمرة تقول إنها تريد أن تلبس البنطلون وتي شرت فمنعها زوجها , وأن أهله كانوا يدعونها " الأمريكية" أهذا يعقل ؟قتلتهم لأن زوجك رفض أن ترتدي الملابس الأميركية ؟ وأجابت "فقير ويتحكم " لا والله لن أسمح له . كل ما في الأمر , أنه ظالم وقاس ويريد أن يقتلني كمدا وينتقم مني , وقالت إنه تزوج عليها بأخرى في حضرموت , وذهب إليها ليلة الجريمة , فأرادت هي أن تنتقم منه وتقتله كمدا وتمزقه,فأحسنت الانتقام وتباهت بأنها لم تقتله أو تنتقم منه وحده . بل انتقمت من نفسها وثأرت لنفسها , من كل ما عانته منذ طفولتها , وقتلت أيضا طفلها الأكبر "كي لا ينتقموا منه" وعاد المحقق يسأل : ألم تحرك عبارة يماما, فيك شيئا ولم تطرق قلبك ؟ ألم تذكرك بأنك أنت جربت الام الولادة , وأرضعت وربيت وكبرتي ؟ ولم تبك أو تتلعثم أو تقف, بل اندفعت لتقول " لأنني أحبهم قمت بذلك , أنقذتهم من التعيسة . أنقذتهم من هذه الدنيا التعيسة .أنقذتهم من أبيهم وزوجته , أنقذتهم من ظلمه , وأردت أن آخذهم معي لن أستطيع فراقهم ,فقررت أن آخذهم . ما ذنب "محمد " أن ينتقموا منه , فيقتلوه ؟ قتلته أنا . أما سوسن فأحرقت بها قلب أبيها " لكنهم فا رقوك. وأجابت ولكن أباهم أحرق وتمزق وهذا يكفي ؟ وكان رجال الشرطة قد فشلوا في خلع الباب الحديدي الذي تقف الأم خلفه بينما أطفالها يموتون فاضطروا إلى إحداث فتحة في المنزل المجاور واستبقت المرأة وصول رجال أل الإنقاذ فأطلقت أسطوانة الغاز وصبت ما تبقى من الوقود على ملابسها وملابس زوجها ,واشتعلت النار فيها لتزيد من حجم الحريق وكثافة الدخان .وتحدثت للشرطة وللمحقق في وقت لاحق عن تلك الفترة من الجريمة فقالت إن الأطفال كانوا نائمون حتى ذلك الوقت .وإنها أيقظت الابن الأكبر فسألها :"ماذا تريدين يماما ؟ فقالت : سآخذكم معي إلى الجنة" فقام فرحا وقام معه أخوه وأخته لكنها سمعت صيحات الجيران ومحاولات اقتحام المنزل فخشيت أن يدخلوا "قبل أن تذهب بمعية الأطفال إلى الجنة " فتناولت سكينا وطعنت كل واحد منهم طعنة في القلب وسألتها مراسلة "زهرة الخليج "ألم ترتعش يداك وأنت تمزقين قلوب أطفالك حتى الصغير منهم ؟قالت لم يكن هناك مجال لذلك . كان شريط الأحداث المؤلمة يمر في عيني كا فيلم حزين " لكنني لم تستطع يداي أو لأني أحسست بأن الطعنات لم تكن مجدية " وتذكر الزوج تهديدات زوجته لكنه لم يصدق عينيه عندما رأى جثثهم وشاهد ما فعلت بهم فأنهار باكيا وقال إنه فعل كل ما يستطيع حتى يرضيها وترك عمله في سبيل هذا لكنها "كانت نكدية وسريعة الشك والغضب ولا تستطيع أن تحيا من دون شجار " ويقول إنها كانت تهدده دائما بأن تقتله وتقتل أطفاله لكنه لم يكن هوأوغيره يتوقعون أن تتنكر لعاطفة الأمومة "ومن الذي يجرؤ على أن يشكك في حب الأم أطفالها ؟ لم يتخيل أن تحمل سكين لتقتله "فكيف قتلت أطفالها خنقا وطعنا ؟ " وأدرك لكن متأخرا أنها نفذت أبعد ما كان تهدد به ويتمنا لو أنها قتلته ليرتاح لكنها بفعلتها تقتله كل يوم ألف مرة " إنها كتلة شر متحركة " وأضاف كانت تعالج لدى طبيب نفساني ولم يكن هذا كافيا ليقنعني بأن الأم يمكن تذبح أطفالها فا لمختلات عقليالايؤذين أطفالهن وإن ألحقن الأذى حتى بأنفسهن " وحاولت أن تقتل المحقق في القلم وهددته ؟ وكان له الحق أن يخاف فمن تقتل أطفالها يمكن أن تقوم بما هو أبعد من ذلك . وتروي وتفصل كيف قتلت أطفالها وتتكلم بيديها وبحركات وجهها . قلبها وحده لم يكن حاضرا وهي تروي اقتربت المعاول من جدار بيتها ولازالأطفالهامتشبثين بالحياة . فلم يجدا لخنق بالغاز أو حرارة ودخان حرق المنزل وكاد المنقذون ورجال الشرطة يصلون قبل أن تصل إلى الجنة فأضافت جريمة أخرى أكثر بشاعة : كتمت أنفاسهم بيديها وهي تجلس عليهم فأطفأت هم واحدا بعد الأخر حتى سوسو الصغيرة لم ترحمها ؟ قالت كنت أحبها جدا وأدللها صحيح أنني كنت عندما أغضب أضربهم جميعا وأخرج غيظي من الدنيا في أجسادهم ولكن كنت أحن عليهم أحيانا انطلقت الأم القاتلة بعد جريمتها البشعة لتلحق بهم وطعنت نفسها طعنة واحدة لكن النفس حبيبة لم تستطع أن توجه لجسدها طعنات أخرى ووصل رجال الشرطة أمام هول المشهد وأسرعوا يغلقون أسطوانة الغاز ويخمدون الحرائق ....هذه القصة حقيقية حدثت عام 2002 .

اسنى @asn_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

أين اختفى حنان الأمومه
ذاب كما يذوب الثلج عند بداية نسائم الربيع
حسبنا الله ونعم الوكيل
ذاب كما يذوب الثلج عند بداية نسائم الربيع
حسبنا الله ونعم الوكيل

الحمدلله على نعمة العقل
الله يعافيهم ولايبلانا
مستحيل تكون بعقلها اكيد مريضه نفسيا اكيد اكيد .
مافى ام تسوى كذا باولادها والدليل انها تتعالج عند طبيب نفسى .
الله يعافيهم ولايبلانا
مستحيل تكون بعقلها اكيد مريضه نفسيا اكيد اكيد .
مافى ام تسوى كذا باولادها والدليل انها تتعالج عند طبيب نفسى .

الله يعافيهم ولا يبلانا..
فعلا لا استطيع التعليق من هول المفاجاة..
لكنها مريضة نفسيا والمريض النفسي يجب ان تكون عليه رقابة اكثر من ذلك..ويمكنه ايذاء الاخرين حتى اغلى الناس اليه وهو غائب العقل..ويظن بانه ينقذهم من شر ما!
اذكر انني شاهدت بام عيني من احرقت بيت ابيها وطعنته عدة طعنات ..دون ان يهتز لها جفن..الا ان الله نجاه من الموت..وكانت مريضة نفسيا اسال الله لنا ولها العافية والسلامة..
كان من الواجب مراقبتها اكثر من ذلك.. او فصلها عن الاطفال الذين ماتوا دون اي ذنب سوى ان امهم مريضة نفسيا..
حسبي الله ونعم الوكيل..
فعلا لا استطيع التعليق من هول المفاجاة..
لكنها مريضة نفسيا والمريض النفسي يجب ان تكون عليه رقابة اكثر من ذلك..ويمكنه ايذاء الاخرين حتى اغلى الناس اليه وهو غائب العقل..ويظن بانه ينقذهم من شر ما!
اذكر انني شاهدت بام عيني من احرقت بيت ابيها وطعنته عدة طعنات ..دون ان يهتز لها جفن..الا ان الله نجاه من الموت..وكانت مريضة نفسيا اسال الله لنا ولها العافية والسلامة..
كان من الواجب مراقبتها اكثر من ذلك.. او فصلها عن الاطفال الذين ماتوا دون اي ذنب سوى ان امهم مريضة نفسيا..
حسبي الله ونعم الوكيل..

الصفحة الأخيرة
الله ينتقم منها