HELEN

HELEN @helen

عضوة نشيطة

حركات الصلاة

ملتقى الإيمان

حركات الصلاة تقدم خدمة جليلة لتنشيط المضخة الوريدية الجانبية.. وتقي من الإصابة بمرض دوالي السَّاقين، جنباً إلى جنب مع كل الفوائد الروحية والاجتماعية الجمة للصلاة".

هذا ما أثبتته دراسة حديثة للدكتور توفيق علوان ـ أخصائي الجراحة العامة بجامعة الإسكندرية ـ ناقشت الدراسة كل ما يتعلق بدوالي السَّاقين تشريحياً وفسيولوجياً، وجراحياً، موضحة الأسباب الحقيقية للمرض، وكيفية تجنبها، والتأثير المذهل للصلاة كعامل وقائي من الإصابة بدوالي الساقين.

دوالي الساقين مرض يعبر عن خلل شائع في أوردة الساقين، يتمثل في ظهور أوردة غليظة ممتلئة بالدماء المتغيرة اللون على طول الطرفين السفليين، وينجم عن عوامل عديدة منها: الأسباب الوراثية، والمتاعب الخلقية؛ ، فقد لوحظت تغيُّرات جذرية في عدد صمامات الأوردة في الساقين، إذا ما كانت الحالة وراثية، وبحسب زيادة أو نقصان تلك التغيرات في الصمامات تزيد أو تنقص خطورة حالة الأوردة، كما يعتمد ذلك على مدى قوة أو ضعف المضخة الوريدية الجانبية.

كما وُجد أن دوالي الساقين تكثر نسبتها في الدول الفقيرة والنامية، واتضح أن النساء أكثر عرضة للإصابة بها من الرجال بسبب الحمل المتكرر، مضافاً إليه كل سبب يؤدي إلى ارتفاع الضغط بالتجويف البطين.

إضافة إلى أن السمنة وتقدم العمر يؤديان إلى تراكم الدهون خلال جُدُر الأوردة، مما يؤدي ـ غالباً ـ إلى حدوث دوالي الساقين.
وقد ثبت أن أولئك المعرَّضين ـ بحكم وظائفهم ـ لمكابدة الوقوف لفترات طويلة، سرعان ما تتنغص حياتهم بظهور تلك العروق الدميمة المنتشرة على طول الأطراف السفلية.

وتؤدى الاضطرابات المتعاقبة في عمليات تجلط وسيولة الدماء، عاجلاً أو آجلاً، لحدوث الجلطة الوريدية العميقة أو السطحية بمضاعفاتها المعلومة، وأشهرها دوالي الساقين.

أما عن السبب العائد إلى الاضطرابات الهرمونية في الجسم، فقد لوحظ تزامن دوالي الساقين مع عجز الغدة الدرقية عن الإفراز.. وكذا قصور عمل المبايض في النساء، إذ تم اكتشاف خلل التوازن الهرموني الأنثوي حال الإصابة بدوالي الساقين.

وتُعتبر تشوُّهات الساقين والتغيرات الجلدية من أبرز أعراض وعلامات الإصابة بدوالي الساقين، إضافة إلى تلك الآلام المبرحة التي تتراوح شدتها بين طفيفة ومتوسطة إلى حادة، وقد يصير الألم وخزاً عقب فترات الجهد العضلي المكثف، أو شداً على الساقين، أو إحساساً ظاهرياً بالجهد والإعياء، وتتركز مواطن الألم عادة بالساقين وفي حالات نادرة بالفخذين.. وعندما يبالغ بعض المرضى في إهمال الدوالي فإنهم يفاجَأون بحالة من النزيف الدموي المزعج عبر الأوردة المتضخمة، كما يُعتبر انهيار وظيفة الطرف السفلي من أعراض الإصابة بالدوالي.

================
الصلاة طبيب
================

توصلت الدراسة إلى جملة من الحقائق منها: أن الأوامر الإسلامية الملزِمة لكل مصلٍ بأن يؤدي كل حركة من حركات الصلاة تقريباً بالفترة الزمنية نفسها، بحيث تكون في كل صلاة فترتان زمنيتان في وضع الوقوف، يقابلهما أربع فترات زمنية مساوية في شتى الأوضاع المنشطة لحركة الارتجاع الدموي صوب القلب، يعضدهم ويؤازرهم سقطة مفاجئة من الوقوف إلى السجود، تؤدي إلى أقصى استفزاز لجميع أعضاء المضخة الوريدية الجانبية.

أما الجلسة المطمئنة بين السجدتين ففيها ينعم الوريد براحة حقيقية، وبتأمل الصلاة الرباعية نجد جلسة التشهد ذات الطول النسبي بين الركعتين الأوليين والأخريين ـ مؤدية إلى تأكيد الارتياح العام بالجسم عموماً والطرفين السفليين على الأخص.
فإذا جاء التشهد الأخير ـ وهو إجباري ملزم عند آخر كل صلاة مفروضة أو مستحبة ـ تكون الصلاة بذلك قد بدأت بالقيام وانتهت بالجلوس، وفيما بين ذلك تضمنت سلسلة من الحركات المتضافرة تضافراً محكماً، والمتعاونة تعاوناً حكيماً، كلها تؤدي إلى أقصى تنشيط للسحب الدموي المستمر من الأقدام حتى مدخل القلب، وبذلك تُسدى أجلّ الخدمات لأولئك المجبَرين على الوقوف في وظائفهم ولفترات زمنية توشك على ألا تترك أوردة سيقانهم إلا وقد ضعفت بشدة.

وبيَّنت الدراسة أن الأمر الإلهي القاطع بأن يؤدي كل مسلم صلاته المفروضة في وقتها المحدد لها ـ دون أدنى تراخٍ أو تأخير ـ ليؤدي اضطراراً يسفر عن تقسيم اليوم الطويل إلى فترات زمنية متقاربة للغاية في قيمتها، مما يتيح قدراً مُرضياً من الراحة لأولئك الملزَمين بالوقوف إجباراً، تبعاً لطبيعة وظائفهم.

================
الجسد الذاكر.. لا يمرض
================

وأشار الدكتور توفيق علوان إلى أهمية الحركة الدائبة للشفاه في الصلاة بالأذكار والدعوات والقرآن، مما يستلزم من الفم والفكين حركة مستمرة لا تهدأ حتى في الصلاة السرية التي لا يرتفع فيها الصوت بالقرآن، مؤكدة أن ذلك يؤدي إلى تنشيط مستمر لحركة الدماء الوريدية في الشبكة الدموية المحيطة بمؤخر الفك، إذ تتشعب الأوردة داخل وحول العضلة الرئيسة المحرِّكة للفك السفلي.

إن الحركة الدائبة التي لا تهدأ للفك السفلي أثناء الصلاة، تُهيِّج نشاط تلك الشبكة بأسرها، مؤدية إلى درجة لا يُستهان بها من ارتجاع الدماء الوريدية للقلب.

وأوضحت الدراسة ـ في جانب منها ـ الحكمة الخفية في قصر ركعتي السنة قبل الفجر في أنها ربما تكمن في إرادة تنشيط المضخات الوريدية بتمرينات سريعة عقب فترة طويلة من الخمول والتراخي والكسل أثناء السبات عميق.. وكذلك عند نهاية اليوم تكون ركعات الشفع والوتر قصيرة، وربما يكون ذلك رحمة بالجسد المنهك من اليوم الحافل بالأحداث والمكابدة، وخصوصاً أوردة الأطراف السفلى؛ إذ تصمد وحدها لعبء السعي المرير من أجل لقمة العيش، والكفاح المضني لمواجهة تقلبات الدهر وصروف الزمان.. عافاكم الله جميعاً.
1
417

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

gentle_wind
gentle_wind
سبحان الله
سبحان الله
سبحان الله




اختي HELEN

بارك ربي فيك