كان أخوه سجيناً على ذمة قضية ، ومحكوم بالقتل تعزيراً ، وكان هناك في السجن ضابطٌ يحسن إلى أخيه ويحبه ، ويسمح لوالده ووالدته وإخوته بزيارته أثناء مناوبته ، فلما أحس أخو السجين بأنه أكثر على الضابط أرسل له هذه الأبيات :
أيا ( ...... ) قد مسنا الوهن
وضاقت بنا الأيام والأرض والوطنْ
وحلت بنا اللأواء حتى ظننتها
نهاية ما يجري علينا من الفتنْ
لقد كنتَ واللهُ الشهيدُ مناصراً
ونعم أخٍ يرجى إذا اشتدت المحنْ
أيا صاحب الوجه الكريم وإننا
لفي حرجٍ مما نريد وفي شجنْ
ولكنَّ أمي لم تزل في دموعها
بقلبٍ كسيرٍ من جراحاته يئنْ
كذاك أبي لم يستفق من مصيبةٍ
فجاءته أخرى والأسى فيه مقترنْ
وإنا وإن طال الزمان لفي رضاً
بما قدر الرحمن والصبر لم يلنْ
فوالهف نفسي كيف ( ..... ) لم يعد
إلينا وقالوا صار في الأسر قد سجنْ
فلو كنتً تقوى أن نراه زيارةً
خصوصيةً نلقاهُ فيها ونطمئنْ
إذا لم يكنْ فيها عليك تكلفٌ
ودمت بخير الحال يا معطي الحسنْ
فأجابه الضابط برسالة فورية :
أ(.....) لا تحزن فما ينفع الحزنْ
وما قدر المعبود لا بد أن يكنْ
وما يعلمُ الإنسان ما خير أمرهِ
أفي العيش في الدنيا أم الموت والكفنْ
و ( .....) مرهونٌ بمقدورِ ربه
لذاك تراه اليوم في السجن مرتهنْ
لو اجتمعت من أجل ( ..... ) أمةٌ
فلن ينفعوا إلا بما الله قد أذنْ
وإني أرى ( ..... ) في كل ليلةٍ
فأطلقُ آهٍ والفؤادُ له يئنْ
وما حيلتي إلا زيارة والدٍ
تحيطُ به مما ألمَّ به المحنْ
ووالدةٍ تبكي شباب بنيها
تكاد لما يجري لـ ( ....) أن تجنْ
أيعقل ما يجري وتهمي دموعها
كأنَّ زماناً ضمَّ ( .... ) لم يكنْ
زيارتهُ والله حقٌ وواجبٌ
ولو كان في وسعي لأوصلته السكنْ
ثم مرتْ الأيام وصدر الأمر بتنفيذ الحكم ، ورحل ( ..... ) إلى الدار الآخرة ، رحل وهو يحمل بين جنبيه كتاب الله حفظاً وتطبيقاً ، رحل وقد ترك بصماته في السجن ، فقد كان صاحب همة ونشاط ، وإماماً لأحد العنابر ، يصلي بالسجناء الفروض الخمسة ، فرثاه أخوه بهذه الأبيات :
حرموك حتى الضم والتوديعا
ورموك في ساح القصاص سريعا
فتعجبوا لما أتيتَ مكبراً
ثبتَ الجنان مسارعاً ومطيعا
لا توثقوه فليس ( .... ) الذي
يخشى المماتَ وينثني ترويعا
والله يا ( .... ) ما زلتَ الذي
ملأ الفؤاد محبةً وولوعا
ما زلتُ أذكرُ صوتك الهادي إذا
حدثتني متهيباً وسميعا
ما زلتُ أذكرُ بسمة الثغر الذي
كم كان تالٍ للكتاب خشوعا
أبكيك ؟ لستُ ألام إن ما أبسلتْ
جفني الدموع وقطعتْ تقطيعا
أنا ما بكيتُ على القضاء تسخطاً
كلا ولستُ من البلاء جزوعا
لكن قهر ذوي الرجولة من يدٍ
دنيا يعد لدى الكرام فظيعا
رباه ( .... ) الحبيب يبيت في
قبرٍ فوسع نزله توسيعا
رباه ألهمنا اصطباراً بعده
واجعل كتابك في الحسابِ شفيعا
رباه قد عظمت مظالمنا ولا
إلاك ينجي العبد إن هو ريعا
رحمه الله وأعلى درجته في حنات النعيم

نسجتُ أكفاني @nsgt_akfany
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الكلمات حين تخرج من القلوب الصادقة فإنها تعانق القلوب الرحيمة الشفيقة ، وتختلط بالمشاعر المرهفة الرقيقة .
جعلنا الله وإياكما من أهل القلوب الرحيمة وشكراً على التعقيب .
جعلنا الله وإياكما من أهل القلوب الرحيمة وشكراً على التعقيب .

لا تزال هذه الأحداث حية في ذهني بروعة هذا الشعر الذي نقلها
فرحم الله موتانا وموتى المسلمين
فرحم الله موتانا وموتى المسلمين
الصفحة الأخيرة
انا لله وانااااا اليه راجعوووووووووووووون
اختي نسجت اكفااااااااني لقد هزت كلماتك مشااااااااعري حتى اذرفت عينايه وقلبي بكا احس بمشااااااااعرك
وكلمات جدا رائعه
الله يرزقه الجنه