بين انحناءات الفكر النيَّر
وغطرسة الحديث الثائر
تذوب الحروف في ثغر البوح،
وتصنع من الكلمات
شذرات معرفة،
وإضاءاتٌ عسجدية
تبقى ويبقى أثرها خالداً بين دفتي السنين
وتغمر الذاكرة بأزيز العلم النافع..!
فرحلة الكلمة عبر العالم الافتراضي
هي: سلوك وأخلاق
يستقيم معها مفهوم الرقيب
قال تعالى: ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
فـ قبل أن نتفوه بكلمة أو نكتب حرفاً لا بدّ أن نفكر
وإلا فالصمت أبلغ في هذا المقام
خيراً من الندم على زلة لسان تهوي بنّا إلى قعر جهنم..
يقول الشاعر:
ومامن كاتبٍ إلا سيَفنى *** ويبقي الدهرُ ماكتبت يداه
فلا تكتب بـ كفكَ غير شيءٍ *** يَسرّك في القيامةِ أن تراه
فلتكن الكلمة الطيبة شعار أخلاقنا، ورمز رُقينا
فهي سفيرة المحبة لكل القلوب،
وحمامة سلام في زمنٍ ضج بالصراعات الفكرية واللغوية،
وشارة القلوب النديّة، وعنوان الأرواح الشفافة،
وميزة الأنفس الطاهرة، ورونق العقول المستنيرة..
وفي هذه المساحة المُخضرة بالأملِ وزهر الزيزفون
سيكون لنّا معكنَّ وقفة تقدير
لكل ردٍ ضم تحت جناحيه.. كلمة طيبة
أو رسالة هادفة
أو نصيحة ثرية
أو رأي حكيم ..
هنا سنقطف باقةً من الردود المميزة في قسم: الأسرة والمجتمع
وتحت عنوان ( الكلمة أمانة )
فأقلامنّا ما هي إلا محابر لعقولنا
و ردودنا ما هي إلا ترجمان لأفكارنا،
وانعكاس لشخصياتنا..
ولصاحبة كل رد مميز وحكيم نقول:
استمري فأنتِ نجمة ساطعة في سماء قسمنا الحبيب
ورمزاً للرقي والخُلق الرفيع
فعند الرحيل ستبقى حروفكِ هذه نبراساً في عالم حواء،
وشاهدة لكِ لا عليكِ - بإذن الله - في يومِ لا ينفع به مال ولا بنون،
وستتجلى لكِ الدعوات بظهر الغيب من حيث لا تعلمين
فهذا هو الأثر الأقوى لكِ في دار الفناء
فشكراً؛ لسمو ذاتكِ ولعمق أفقكِ
وجزاكِ الله عنّا حُسن الثواب!!
