حين وصلني في ذلك العام تراقص قلبي فرحا ،
وأنشدت طربا،
وأنا أقلب بين يدي حبيباً طالما حلمت بلقياه ..
و بفضل الله تحقق ..
ذلك هو حاسوبي ذلك الذي أُغرِمتُ بحبه ..!
فصار كظلي بل أضحى جزءاً من تفاصيل حياتي الدقيقة.
أحببته حبا جماً ..
فغرّه تعلق قلبي به ..
ليفجر مفاجأته لي في مناطحة أغلى مقتنياتي مكانة..
من كتب ويراع ودواة وأوراق...
لكنه أفاق بعد انتشاء...
وتنازل بعد ارتقاء...
فنسيج الود العريق الذي ربط بيني
وبين مكتبتي وأقلامي ...
وقف حائلاً دون جماح سطوته!!
ليرجع حاسراً مستسلماً...
قانعاً بمكانه الذي وضع فيه .ومرت أيام الحياة متسارعة..
وإذا بضيف جديد أنيق يتسلل إلى حياتنا..
في ظل بهرجة اتباع كل جديد.
وصلني جوال لم أعره اهتماما حينها..
مرّ اليوم واليومان وهويقبع في زاوية الهجر ...
فقلبي لايزال معلقاً بالحاسوب
الذي زاحم في حبه أغلى كنوزي ..
لم ييأس وظل يبعث شرارات إغراءه لقلبي ..
ومع الأيام لان له قلبي و وجداني
لأسقط صريعة هواه دون تحفظ أو أدنى مقاومة
عبر دورات حاورت تفكيري ..!
انتقلت من عالمي الذي شيدته زمنا..
من واقع مألوف أعيشه مع من حولي ..
لأرتبط بعالم افتراضي جديد ..
صار في غمضة عين من جل اهتماماتي.
عشت عالمي هذا أتنفس أحبة أصبحوا لي هواء مشبعاً حباً،ووداً ،وشغباً، وحتى همّاً.
تعلوضحكات سعادتي معهم حينا..
عبر شاشة هاتفي المرهق
فأبث لهم أفراحي وأتراحي بأحرف
قد تترجم أحياناخطاً..
أما المتواجدون بجانبي فهم يرون في شخصية
جديدة أدمنت الصمت ترشقهم بين فينة وأخرى بابتسامة باهتة تعلن وجودها ..!
فتعلو قسمات وجوههم ،علامات التساؤل !
زاحم الساحر الأنيق كراريسي وكتبي ،
وحاسوبي وأقلامي، بل...و مصحفي.!!
*
وضعته أرضا على عجل ،أبحث عن أخبار عالمي الجديد ،ليُذبح وتينه أمام ناظري، بتيار قد امتلأت قريحته حقدا وحسدا ،على من تربع على عرش قلبي فأنساني كل من حولي.
خارت قواي، وانهارت فرائصي وصحوت فجأة
وأنا أقلب بين يدي شاشة سوداء، ينبعث من خلالها دخان
قضى على من سلب لبي من زمن ليس بالبعيد،
ليرديه خطأ فنيا في شحنه أمام ناظريَ قتيلا.
ساخت بي أرضية غرفتي ،
مشبكة يدي على رأس اعتلاه هم لم أشعر بمثله ..
ووجه متجهم بائس ..!
لم أملك من الأمر إلا آه مكتومة ..
حبست صيحاتها يد خجلى وضعت على فم مكلوم
لتختق صيحات الفراق المر .
منصاتي دوراتي..أخواتي...عالمي الجديد .....
كل هذا رحل بكبسة زر خاطئة ..
عشت في ظلمات بحر لجي من هم ضياع جميع ملفاتي
لكن الله ذكرني بنعمه علي إذ هداني لحفظ جميع ملفاتي
في بريدي وهنا حمدت الله و تنفست الصعداء..
وانقشعت سحائب همي .
*
عدت إلى نفسي التي ارتمت في أحضان الغفلة..
متخيلة رسول الموت يستل روحي عنوة ..
وحضرني موقف البعث وقد بُعِثرت القبور،
وحُصِل مافي الصدور،وانكشف المستور..
هنا تمنت نفسي لو أن لها بريدا إلكترونيا
تسترجع من خلاله بيانات حسنات ارتحلت مع مظالم الناس ،وتزيل منه بيانات آثام اثقلت المحتوى...
تذكرت هذه النفس كم مرت بها ايام وهي الكاسيةالعارية .. المغرمة بالاغنية ، المقتفية أثر الغيبة والنميمة..
المفتونة بالعطر يفوح عبيره أينما سرت ويثير الغرائز ،
تمنت حينها لو أنها لم تسير بخيلاء بلباس يصف مفاتنها
وهي تعلم حرمته ..
ولم تتيه بين الناس متبرجة..
تمنت لو لم يخترق نظرها محرما ..
تمنت لو أنها تمتلك ذاك البريد لتعمل حذفا كليا
لكل ماضيها الذي قادها إلى معصية ربها..
تحرقه فلاتبقي له أثرا وتعيده صفحةبيضاء
تمضي عليها اعتذارها لمحبوبها المعظم، ومعبودها الأوحد، عما بدر منها وتنشده بصدق ..
علمت حينها كم كانت مفرطة ،لاهية،مقصرة..
تمنت لو أن لها قصة حريق جوال..
تعرفها بالمعنى الحقيقي الذي خلقت من أجله،وتمنحها فرصة جديدة للأعتذار
لكن أنّى لها ذلك؟؟
طييييييييييف
طيف اليمانية @tyf_alymany_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جميلة وهادفة قصة جوالك اختي طيف
وصلت لنا عبرة كبيرة بمعان سلسة وتسلسل جميل
سلمت يداك حبيبتي ودمت بود وحب دائمين غاليتي
وصلت لنا عبرة كبيرة بمعان سلسة وتسلسل جميل
سلمت يداك حبيبتي ودمت بود وحب دائمين غاليتي
الصفحة الأخيرة
عشت مع قصة جوالك وما تحمله من معاني ورمزيات
وما انتهت به من تذكير واعتبار ..
وأحييك على هذا الطرح الهادف المعبر
راجية لك استمرار التقدم ودوام مشاركتنا بحروفك الممتعة
وبوركت .