حســــــــــافة يا بنت بلدي !!

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم ..

عزيزتي بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
ريم ، هِند ، حَنان ، عَبير ، خُلود .. أياً كان إسمكِ فأنتِ المعنية بهذهِ الكلمات دون سواكِ ، وأملي فيكِ كبيرٌ أن تنصفي إيثاري لكِ دون سواكِ - بعد أن خصصتُ العنوانَ لكِ وحدكِِ - بأن تقرأي الموضوع كاملاً وأن تتفكري في مضمونه مرة ، واثنين ، وثلاثة .. فقد كتبته لكِ ولأجلكِ ، ولأجل أن أساهِم ولو بجُزءٍ يسيرٍ في تصحيح نظرتكِ للحياةِ التي أعيشها وتعيشيها ويعيشها كلّ كائن حي ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
أمرك يشغل بالي منذ فترةٍ ليست بالقصيرة ، وفي كل مرةٍ أعقدُ العزمَ على أن أكتبَ الموضوعَ الخاصَ بكِ أجدُ من وفرةِ الكلماتِ وغزارةِ الأحرفِ ما يجعلني في حيرةٍ مِن أمري ، بأيّ الكلماتِ أبتدئ حَديثي مَعَك وأي الأحرف أشرفها بالكتابةِ دون مثيلاتِها !
وقد تفاجأتُ وأنا أرى أحرفي تتسابقُ كي أسطرها وأنثرها على ثرَى الموضوع ، كلّ حرفٍ يطمحُ أن ينالَ شرفَ الظهورِ كي تكتحلَ عيناكِ بقراءتِهِ قبل أقرانِهِ ، ولكني ما لبثتُ أن تفاجأتُ وتملّكتني الدهشة حِين رمقتُ أحرُفي كلٌ مِنها يركلُ صاحِبَهُ ويؤزهُ كي يجعلهُ يحل مكانهُ .. ولعلّ أحرفي على حقٍ بذلِك ، فمقامُ كهذا المقامِ صعبٌ على الأحرفِ الصمودَ فيهِ ، إن لم تستند إلى قلبٍ صادقٍ ، ومشاعر أخوية جياشة ، مفعمةٍ بالحبِ والإخاءِ وبذلِ المعروفِ وحب الخيرِ للغيرِ ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
لن أذكر لكِ بعضاً من أخبارِ مثيلاتِك في وقتٍ مضى ، لن أستشهدَ لكِ بسيرةِ عائشة الطاهرة أو فاطمة أو زينب أو أسماء رضي اللهُ عنهُنّ أجمعين .. فلديّ يقينٌ لاشكَ فيهِ أنكِ تعلمي عنهُنّ الشيءَ الكثيرَ وتُدركي منزلتهن في الإسلامِ رغم صِغَرِ سنهنّ آنذاك .. كُنّ رضي الله عنهُنّ صغيراتٍ في السن ، بل أولاهن توفى عنها زوجها صَلّى اللهُ عليهِ وسلّم وهي ابنة ثمانية عشر ربيعاً ، ومع صِغَرِ سنها إلا أن الإسلام حفظ لها تميّزها وفضلها وكانت هي المُخبرة عن كثيرٍ من جوانبِ وأخبارِ المُصطفى صَلّى اللهُ عليهِ وسلّم ، ولا يختلف الحالُ كثيراً عنها لدى مثيلاتها اللاتي استشهدتُ بأسمائِهنّ ، فلِكلّ واحدةٍ منهُنّ من المَواقف الخالدةِ والصور المشرقةِ ما يجعلنا نرفع أكفّ الضراعةِ إلى اللهِ بأن يجعلَ بناتنا وفتياتنا مثلهُنّ وعلى نهجهن ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
مالي أراكِ بمنظرٍ لا يرضي ربكِ ولا يرضي نبيكِ أو يرضي أحداً من الشرفاءِ في عصركِ ؟ وبحالٍ لم أعهد مثيلاتكِ في السنّ - في عهدٍ قريبٍ مضى - يُعرَفنَ بِهِ ؟ فعباءتكِ يا بنت بلدي تغيّرت عما كانت عليهِ في وقتٍ مضى ، وإهتماماتكِ أيضاً تغيّرت ، بل حتى نظراتكِ وإبتساماتكِ وضحكاتكِ أراها تغيّرت عما كانت عليه قبل فترةٍ وجيزةٍ تقصرُ ولا تطول ..
ويؤسفني أن أذكّركِ بأن من جُملةِ المتغيّراتِ في حياتكِ هو شرفكِ وعفافكِ وطهركِ الذي أصبحَ مرتعاً خصباً للكلابِ الضالةِ من أبناءِ جنسي من الشبابِ الذين وَجَدوا ضالتهُم المنشودة فيكِ بإهمالكِ وتسيّبكِ وبحثكِ المتعطش عن الموضةِ والعصريةِ - كَمَا زَعَموا وتزعُمين - وإن كَلفكِ ذلِكَ الغالي والنفيس ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
حريصٌ كل الحرصِ على إحترامِ مشاعرك وعدمَ التعرض لِمَا يُزعجكِ أو يُحرجكِ ، ولكن إلى متى سأظل أداري وأوراي وأغضّ الطرف ؟ أننتظر حتى يعُم الفساد وتعُم البلوى وتنتشر المصائب بين ظهرانينا بسببِ الحياءِ والحرجِ الإجتماعي ؟
لذا سأكتبُ لكِ عما يدور في خاطري وإن أطلتُ أو صارحتُ .. فمن أجل العفةِ والطهارةِ وحفظِ الدرِ المكنونِ تهونُ الصعاب ويُبذل الغالي والنفيس ، ولا خير فينا إن لم يُؤخذ على يد مُـخطئنا حتى يُصحح الخطأ ويُجبر الزلل ، ولا عَيبَ في أن نخطِئ وإنمَا في أن نعلَم بالخطأ ونـُـصرّ عليهِ حين نغضّ الطرفَ عن حُرمَتِهِ وإثمِهِ وشناعةِ وقعهِ على أصحابِ النفوسِ السويةِ الصالحةِ ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
احترتُ من أين أبدأ ، وازدادت حيرتي مع رغبتي الصادقةِ في عدم الإطالةِ حتى لا تملي من قراءةِ الموضوع قبلَ إتمَامِهِ ، ولكني أجدُ مَسَاحة من البياضِ في قلبكِ وقلبِ كل أنثى أناشدكِ من خلالها بأن تعي الخطر المحيط بكِ ، والذي قد يترتبُ على تبذلكِ وعصيانكِ لأوامر ربكِ ووضعكِ لحجابكِ وإهمالكِ للتمسُكِ بالدينِ ، وبحثكِ الدؤوبِ عما اسّتجدّ من الموضاتِ بإختلافِ أصنافِها وأشكالِها ، وأن تعِي حَجم العار الذي قد يعود عليك وعلى أهلكِ ووالديكِ وعائلتكِ بسبب تهاونكِ في التحرّز من الكلابِ الضالةِ من الشبابِ الذين تستعِر لديهُم الشهوة الدنيئة فيبحثوا عن سقطِ المتاع من فتياتِ بلادي مِمّن يجدوا لديها تهاوناً في الدِين ورغبة في التحرر من القيودِ العُرفية - كَمَا زعموا - فيجتمع المنحوس مع خايب الرجا ويخرج لنا مجتمع تنتشرُ فيهِ الجريمة ويصبح المعروف فيه مُنكراً والمنكر مَعروفاً ، نسألُ الله الحفظَ والصون ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
هل حقاً ما سمعتهُ من بعض الشبابِ مِن أنّ إغواءَ الفتياتِ وجرّهم إلى أوكارِ العارِ والرذيلةِ أصبحَ في عصرِنا وفي زمانِنا أسهل منه في وقتٍ مضى ؟ هل يصحُ ما قيلَ عن فتياتٍ تخدعهُنّ سيارة ؟ وجوال ؟ وضحكة ؟ وغمزة ؟ ووردةٌ حمراء ؟ وشعرٌ مصفف ؟ ورسالة بلوتوث ؟
كنتُ سأنتظرُ منكِ أن تجيبي لكِن خوفي عَلى بناتِ بَلدي جَعَلني أستعجل الإجابة فسألتُ إحدَى أخوَاتي - وهي طالبةُ بالمَرحلةِ الثانويةِ - عن هذا الواقع المؤسف فأجابتني بمَا أسالَ دَمعي وأدمَى قلبي حين ذكرت لي بأن الطالبة التي لا تعرف الشباب ولا تكلمهم تعتبرُ شاذة في بعضِ المدارس وبعضِ الفصول ..
وعضدَ قولها - وهي صَادقة صَدوقة - ما ذكرهُ لي أحد زملاء الدراسة من أن أخاه الأكبر لهُ صديقةٌ جديدةٌ في كلّ أسبوعٍ ، وحين سألتهُ عمّا يمكن أن يدور بينهما رَمَى عليّ بالعبارةِ التي أقضّت مضجعي أياماً ، فقد ضاق صديقي من كثرة أسئلتي وأجابني مُصارحاً بأن ما يدور بينهما يستلزمُ منهُ أن تأخذ الفتاة حبوب منعِ الحمل ويشرفُ صديقها على أخذها لهذهِ الحبوب حتى لا يجدُ ما يُعلقه بها إن أرادَ رَميها والبحث عن فريسةٍ أخرى ..

لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كيف يهدأ لكِ قرارٌ ويطمئنُ لكِ بالٌ وأنتِ تبيعي شرفكِ وعرضكِ بثمنٍ بخسٍ لمن يبحثُ عن شهوتهِ فقط، ثم يرميكِ كما تُرمَى الخِرقة البَالية ؟ لا أعمّمُ تساؤلي لكلّ الفتياتِ فالخيّراتُ منهنّ كثرٌ والحمدُ لله ، ولكن هذا التساؤل المؤلم أرسله لمن صدّقت في يومٍ من الأيامِ بأن هنالكَ شابٌ يحترمها ويقدّرها بإسم الحب ، نعم قد يحترمك ويقدرك ويكيل لك عبارات المديح والكلام المعسول الذي يتقطر حُباً وعطفاً ورومانسية ، لكنه لم يقم بهذا كله إلا رغبةً في النيل منكِ أكثر ومن شرفكِ وعفتكِ وطهركِ ، وهذا ما يُفسرهُ إبتعادهُ عنكِ حالما يتمكن من مبتغاه وتبدأي بالطلبِ منه كي يتقدمَ للزواجِ حتى يستر ما يُمكن ستره ، ولكن هيهات أن تَجِدي لديهِ ما يُحقق مُرادك ويشفي جِراحك ، فهُو خبيثٌ قذرٌ يتمنى لو ماثلهُ المتجمع بأكمله في خبثهِ وقذارتهِ ولا وجودَ للزواجِ في قاموسِهِ إطلاقاً ، وإنما هي علاقلاتٌ محرمةٌ بمجرد ما ينتهي مِن علاقةٍ يبدأ بأخرى وكأن الأمر هيّنٌ سهلٌ .. وهُو في حقيقتِهِ زنى صَريح وتعدٍ على حُرماتِ البيوت وتدنيساً لعفافٍ طالما ظل صامِداً عزيزاً شامِخاً في وجهِ مَن يبحثُ عَن النيل مِنه ..

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
لم أكتب الموضوع لأجل التحدثِ عن هذهِ المسألةِ تحديداً ، ولكني وَجَدتُ أحرفي تسيلُ دُون تحكّم مِني حِين طَرَأ في بَالي علاقات مثيلاتك مع الشباب بحجةِ الحبِّ والحياةِ العصريةِ ، وأقسم لكِ غيرَ حانثٍ بمن رَفَعَ السَمَاء وبَسَطَ الأرض وهو الذي يعلم صدقي وكذبي بأني سمعتُ مِمّن يجالسُ هؤلاءِ الكلاب الضالة من الشبابِ بأنهُم لا يَحمِلونَ في نُفُوسهم أدنى تقديرٍ وإحترامٍ للفتاةِ التي تتهاونُ مَعَهُم وتسلِمَهُم نفسها ، بل هي في نظرهم أداة لتفريغِ الشهوةِ والتسليةِ ، وهي في نظرهم أحقرُ وأذلُ من أن يفكروا يَوماً من الأيامِ بالإقترانِ بها وإختيارها زوجة للمستقبلِ ثم أمّاً للأبناءِ والبناتِ ، فلمَ تستبدلي الذي هُو أدنى بالذي هُو خير ؟ لمَ تستبدلي العفة والطهارة والشراكة المقدسة المتمثلة في الزواجِ بالعلاقاتِ المحرمةِ الموبوءةِ التي لا تليق بحفيدات عائشة الطاهرة وفاطمة وزينب وأسماء رضي اللهُ عنهُنّ أجمَعين !!

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
هَل خَطَرَ ببالكِ مستقبلكِ بعد عشر سنين وعشرين سنة وأربعين سنة ؟ هل خطر في بالكِ أنكِ سيمُر عليكِ يوماً تكوني فيه بمفردكِ مع إبنتكِ المراهِقة .. هل ستحذريها من الكِلاب الضالة من الشبابِ وأنتِ التي خالطتيهم وجالستيهم وخضتِ معهم تجارب متعددة بحثاً عن الحبِّ الزائف والمتعةِ الزائلة دون أن يتحقق لكِ مُرادكِ .. بل قبلَ أن يخطر ببالكِ مستقبلكِ مع بنتكِ .. تفكَري بمهلٍ ورويّة ، هل سيتقدم لكِ أحدٌ من الراغبين في الزواجِ ؟ وإن سلّمنا بأنه تقدمَ فهل تظني بأن المجتمع سيغفر لكِ زلاتكِ المتكررة وسيتكتم على ماضيكِ السيء والمنيل بستين نيلة حين يسأل عنهُ من تقدّم لكِ ؟ وَلا توهمي نفسكِ بأن ما تقومي بهِ لا يعلم بهِ أحدٌ سواكِ أنتِ والشاب الذي يشاطركِ العلاقة الآثمة ، وسأسوق لكِ المثال الآتي لتُدركي بأن المجتمعَ لا يَرحَم ..

إحدَى بنات بلدي ، عمرها كعمر أخواتي ، ولهَا في قلبي مِن الحرصِ والإهتمامِ كمَا لأخواتي .. تدرسُ بإحدى المدارسِ الثانوية في المدينةِ التي أقطنها ، وتنتمِي إلى قبيلةٍ مشهورةٍ جداً ومَعروفة على مُستوَى البلاد بأكملها ، تعَرّفت هذهِ الفتاةُ على أحدِ الكلابِ الضالةِ من الشبابِ في أحدِ الأسواق ، واستمرت علاقتها مَعَهُ لأكثر من ثلاثِ سنوات .. تظن المسكينةُ بأن علاقتها سريّة ولا يَعلم عنها أحَد ، والواقعُ المؤسفُ هو أنّ صديقهَا الحَبيب - كما تزعُم - قد قامَ بهتكِ سترها ونَشَرَ إسمَها وصورتها بين أصحابهِ وأخوانهِ ، وقد جمعتني إحدى الجلسات بأحدِ إخوانِهِ الذي قام بسردِ الحادثةِ على أذني وأعقبَها بفتحِ جواله وإطلاعي على صُورِهَا وعلى مقاطع فيديو وهي تلهو وتمرح مع عشيقها المزعوم ..

هل كانت تظنُ هذهِ الفتاةُ أن أحداً من الناسِ يعلمُ عنها شيئاً ؟ وهل مَرّ بخلدِها أن أمرها سيكون له من الشهرةِ ما يجعلُ شاباً مثلي - لا تربطني بهَا أدنى علاقةٍ أو صِلة - أعرفُ إسمَهَا وعمرها وعِطَرها المفضل والمكان الذي تمارس فيهِ الرذيلة والعار مع عشيقها وإسم أبيها وأمها وعنوان منزلها ورقم هاتفها ولو أردتُ أن أمسي وأصبح ورقمها منتشرٌ لدى ألفٍ من الكلابِ الضالةِ من الشبابِ لفعلت ولو دار بخلدي أن أهددها بصوَرها ومقاطعها لفعلتُ !!
فلماذا تبيعي نفسكِ وشرفكِ أيتها الأخت الموقرة وأنتِ التي كفل لكِ الإسلام حياة رغيدة وعيشاً هنيئاً ومستقبلاً مشرقاً واعداً إن أنتِ تمسّكتِ بإلتزامكِ وعفتكِ وحيائكِ ولم تدعي لسفهاءِ القولِ والعملِ مسلكاً عليكِ ولا مَدخلاً !!

بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
دعينا من كلّ ما مضى ، وأتركي عنكِ المَاضي الأسود أياً كانت نتائجهُ وسلبياته .. ألقِ بالآلامِ والمواجعِ خلف ظهركِ وأقبلِي بنفسٍ متلهفةٍ إلى الخيرِ متعطشةً إلى البرِ والمعروف ، مشتاقة إلى الطاعةِ والقرآنِ ، وعاقدة العزم على التكفير عَمّا مضى ، أقبلي بتفاؤلٍ جديدٍ وعزمٍ جديدٍ وهمّةٍ جديدةٍ ودعيني أهمسُ في أذنيكِ بقولِ الحقِ تباركَ وتعَالى ، وقولَ الحقِ تباركَ وتعالى ..

لا تجعلي الماضي المؤلم - إن وُجد - يُثني عزيمتكِ ويقلل من رغبتكِ في الإقبال على ربكِ وإستبدال السيئات بالطاعات ، لقد جربتي المعصيةَ شهوراً وسنوات ، فجرّبي الطاعة أياماً وساعات ، وستدركي الفرقَ الكبير والبونَ الشاسعَ بَين من يُرضي إبليس ويُغضب ربه، وبين من يُرضي ربه ويُغضب إبليس ، ولا يوسوس لكِ إبليسُ اللعين بأنكِ قد أخطأتِ وأن خطأكِ يمنعكِ من أن تكوني إمرأةً صالحةً فالعبرةُ دائماً بكمالِ النهاياتِ لا بنقصِ البدايات ..

جَدِدي عَلاقتكِ مع ربكِ وأعلمي أنهُ يقبلُ التوبة ويعفو عن السيئاتِ ويعين عبدَه وأمتَه على توبتهم وأوبتهم إليه ، إلتجئي إليهِ في الثلثِ الأخيرِ مِن الليلِ بقلبٍ كسيرٍ ودمعٍ غزيرٍ ، أطلبي منهُ العونَ والمددَ كي يتقبلكِ في الطائعاتِ المُنيباتِ ، أسكُبي العبرات ، وانطرحي على عتبة أبوَاب رحمته ومغفرته ، أجعلي رضاهُ هدفكِ الأسمى وغايتكِ الأنبل ، ولا تزيدكِ أخطائكِ الماضية إلا حِرصَاً وإقبالاً على ربكِ للتكفيرِ عمّا مَضى وليَرَى ربكِ منكِ خيراً حتى تسعدي في العاجلة ، وتُهيئ لك السعادة في الآجلة بأضعافِ أضعافِ ماهيَ عليهِ في العاجلة ، بلغني اللهُ وإياكِ منزلةَ الأنبياءِ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ على سررٍ متقابلين في جناتٍ ونهرٍ في مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مقتدرٍ ..


بنت بَلَدي المُوَقرَة ..
أعتذر إليكِ عن الإطالة ، وأعتذرُ كذلِكَ عن التحدّث بهذهِ الشفافيةِ وما ذاكَ إلا رغبةً صادقةً في أن نتداركَ ما يُمكن تداركُهُ ، فبناتُ بلدي هنّ أخواتٌ لي ولكلّ شريفٍ غيورٍ ، والتعرّض لهُنّ كالتعرّض لبناتِنا وأخواتِنا .. وأؤكدُ على أن إختياري لهذا الموقع الطيب لكتابةِ هذهِ الكلماتِ فيهِ لا يَعني إقراري بوجود عيّناتٍ مِمّا تحدثتُ عن بَعض أخبارهِنّ فيهِ ، وإنما هي مشاعر من قلبٍ مكلوم علّها أن تقع بين يَديَ من تهِمهَا هذهِ الأخبار وهذهِ الإهتمامات فيكتب اللهُ لهَا بهَا صَلاحاً وتغيّراً في الحالِ إلى الأحسنِ والأكمَل ..
أدعو الله أن يَكتبَ لهذهِ الكلماتِ القبولَ في أوساطِ من تُنقل إليهِم ومن يطّلع عَليها ، وأسألهُ أن يَحفظ فتياتنا وفتيات المسلمين من كلّ سوءٍ ومكروهٍ ، وأن يَهدي شبَابَ وفتياتَ المسلمين لما يُحبهُ ويرضاهُ ويجعلهم صَالحينَ مُصلِحين مُسعَدين في الدّارين ..

بقي أن أشير في ختامِ كلِمَاتِي هذهِ بأنّ بَلدِي الذي نسبتُ المخاطَبَة إليهِ لا أعني بهِ دَولتي الحبيبة فحَسب ، بل هُو كلّ مصرٍ من أمصَارِ أمّتنا الإسلاميّة والعربيّة ، مِمّن نفخرُ ونعتزُ بهِم وبمشاركتهِم إيانا في الدينِ .. الذين قيلَ فيهُم :


إذا اشتكَى مُسـلِمٌ في الصّينِ أرَّقني = وإن بَكَى مُسلِمٌ في الهِندِ أبكَاني
ولستُ أبغي سِوى الإسلام لِي وطنًا = الشامُ فيهِ ووادي النيــلُ سيّانِ
بالشامِ أهلي وبَغــداد الهوى وأنا = بالرقمتينِ وبالفسطـاطِ جيـرَاني
ومصرُ ريحانتي والـشامُ نرجستي = وفي الجزيرةِ تاريخِي وعُـنواني
وحيثمَا ذُكِرَ اســمُ اللهِ في بَلَـدٍ = عدَدتُ أرجــاءَهُ مِن لُبّ أوطَاني




لا تَنسَوني وَوَالِدَيّ مِن صَالِح دَعَوَاتكُم ..
أرَق تَحَايَاي وأعَطرَهَا لكُلِّ مَن شارَكَ أو أكتَفى بالزيَارَةِ ، وَجَزاكُمُ اللهُ خَيرَاً ..



هادئ الطباع ، عالم حواء
الجمعة 3 / 5 / 1426 هـ
34
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

more
more
فعلا الله يجزاك خير
تعطير الأنام
تعطير الأنام
سلمت يمناك بما كتبت

صدقت اخي هاذا حال البعض من الاخوات اللواتي ندعو لهن بالهدايه
ولكن لا ننسى بانهن قلة ولكن المثل يقول الشر يعم والخير يخص

اللهما اهديهن
اللهما اهديهن
اللهما اهديهن واهدينا على السراط المستقيم
اللهما نسالك حسن الخاتمة
دلع السعوديه
دلع السعوديه
شكرا
بصراحه بردت قلبي والله انا محتره علا بنيه في منتدى ثاني قاعده وتسوي تحريشات اغلب موضيعها عن تحرير المراء السعوديه مره جايبه سيره الحجاب ومره سياره ومره البطاقه ومعندها الا انا اهلي عطوني الحيره بس اشوف بنات عمامي وبنات الجيران مسسسسسسساكين ......واي قطعت قلبي يوم قالت مساكين ليسمعه مسكينهم اهلهم بسلاسل ....
وبصراحه اتوقع هي تعذبت وحرمينها وبعدين تزوجت وسوت ان هي واهلها متحريريا يازعم

وحاولت اكثر من مره اسجل بهذا المنتدى بس مايسجل علشان رد علا هذه البنيه لان يردون عليها ثتينه وحده دايما مايدتها ....حتى اني طلبت من وحده في المنتدى انها تسجلني بس ماردت علي .....

ومششششششششكور علا الموضوع الحلو
لاتقول حسافه لان الامل حي وماراح يموت الا ان تنتهي الحياه من هذا الكون
هادئ الطباع
هادئ الطباع

الموقرة more ،
وإياك .. بارك الله فيكِ وأشكرك على الرد .
Saraab
Saraab
جزاك الله خير على النصيحة
والله يهدينا و يستر علينا جميعا
آمين