
نرى كثيراً من الناس يقعون في مصائب وأزمات؛ فيدعون الله كثيراً، فإذا تأخرت الإجابة استحسروا، وتركوا الدعاء، وقالوا: لا يريد الله أن يستجيب لنا، ونحو ذلك من الأمور، أولئك أناس أساؤوا الظن بربهم، ولو أحسنوا الظن بالله لما تركوا الدعاء ..
قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء) ، وقال الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله) ، وقال الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني)
سئل الشّافعيّ : كيف يكون سوء الظّنّ بالله ؟ قال : الوسوسة ،و الخوف الدائم من حدوث مصيبة ، و ترقّب زوال النّعمة ، وكلّها من سوء الظن بالرّحمن الرّحيم .
ان إحساس المؤمن بأنّ زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بفؤاده الطمأنينة ..
ومن قنط من رحمة الله، وأيس من روح الله؛ فقد أساء الظن بالله، ومن ظن أن الله يعذب أولياءه وعباده الصالحين وهم محسنون؛ فقد أساء الظن بالله، ومن ظن أن الله يترك خلقه سدى معطلين لا رسول ولا كتاب؛ فقد أساء الظن بالله..
واقراي هذا الحديث اختي ..
قال أبو هريرة -وهذا الحديث قد ورد مرفوعاً وفيه شهر بن حوشب حسَّن حديثه بعض أهل العلم، وورد موقوفاً على أبي هريرة بإسناد حسن-، قال أبو هريرة: "بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء، فجاء الرجل من سفره، فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته سغبة شديدة، فقال لامرأته: أعندك شيء؟ قالت: نعم أبشر، أتاك رزق الله"، المرأة ما عندها شيء لكن ظنت بالله ظناً حسناً، وتوكلت على الله توكلاً قوياً، "قالت: أبشر أتاك رزق الله، فاستحثها، فقال: ويحك ابتغي إن كان عندك شيء، قالت: نعم هنيةً" اصبر، اصبر "ترجو رحمة الله" ترجو رجاء قوياً، امتلأ قلبها باليقين أن يأتيها رزق من الله، "حتى إذا طال عليه الطوى والجوع، قال: ويحك، قومي فابتغي إن كان عندك خبز فأتيني به؛ فإني قد بلغت وجهدت، فقالت: نعم الآن ينضج التنور" انتظر لا تعجل على الفرن، "الآن ينضج التنور؛ فلا تعجل، فلما أن سكت عنها ساعة، وتحينت أيضاً أن يقول لها"يرجع ويطلب مرة أخرى، لما ظنت أنه سيقول الآن لها مرة أخرى، "قالت هي من عند نفسها: لو قمت فنظرت إلى تنوري"، وتنورها ليس فيه إلا الحجارة،"فقامت فوجدت تنورها ملآن جُنُوب الغنم، ورحييها تطحنان" الرحيان تطحنان، والتنور ملآن جنوب الغنم، "فقامت إلى الرحى فنفضتها، وأخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم" قال أبو هريرة: "فوالذي نفس أبي القاسم بيده عن قول محمد صلى الله عليه وسلم: (لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها لطحنتها إلى يوم القيامة) رواه أحمد