يُروى أن امرأة عجوزًا عُرفت بتقواها وصلاحها كانت تسكن في بيت متواضع في أطراف القرية. على الرغم من فقرها الشديد، كانت دائمًا تردد:"الله كريم، ولن يخذلني أبدًا."ذات يوم، اشتد الفقر على المرأة حتى نفد كل ما لديها من طعام. جلست في بيتها ورفعت يديها إلى السماء قائلة:"يا رب، أنت رازقي، وأنت تعلم ما في قلبي. لن أطلب العون إلا منك، فأنت الكريم الذي لا يرد من لجأ إليه."في الجوار، كان هناك رجل ثري لكنه معروف بسوء طباعه، وكان يستمع لدعاء المرأة من خلال نافذتها. قرر أن يسخر منها ويثبت لها أن طعامها ليس من عند الله، بل منه هو. أمر خادمه أن يحضر سلة مليئة بالطعام، وطلب منه أن يضعها أمام بابها دون أن يخبرها من أرسلها.في صباح اليوم التالي، فتحت المرأة بابها لتجد السلة مليئة بالطعام. أخذتها بسعادة، وقالت وهي تنظر إلى السماء:"الحمد لله! علمت أنك لن تخذلني أبدًا."في تلك اللحظة، خرج الرجل من مخبئه وقال لها بسخرية:"يا عجوز، الطعام ليس من الله كما تقولين، بل أنا من أرسلته لك!"نظرت إليه المرأة بابتسامة واثقة وقالت:"أما أنا فأعلم أن الله هو الرزاق، ولو شاء، لجعل حتى عدوّه سببًا لإيصال رزقي."العبرة:حسن الظن بالله يقود المؤمن دائمًا إلى الطمأنينة، مهما كانت الظروف. الله لا يترك عباده، ويُجري أقداره برحمته، حتى لو كان ذلك من خلال أعدائهم.