جاتني رساله راقت لي كثيرا واحببت ان اضعها لكم لتعم الفايده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد آلمني ما أصابك كما يؤلمني ما يصيب المسلمين في أقطار الأرض وأسأل الله لوالدك الشفاء من كل داء.
لا بأس أن نبكي ونحزن لأننا بشر ضعفاء.
وقلقك من عدم صبرك شعور جيد كونه يدعو إلى المزيد من الصبر وأسأل الله تعالى أن يزيدنا فهما وعلما.
أما خوفك من أن تكوني متذمرة من قضاء الله تعالى فلا داعي له لأن كل من أراد وجه الله تعالى في مصيبته وإن أصابه ضعف وعجز فلا يعني تذمرا، فالإنسان تعتريه حالات ضعف مقارنة بالآخرين فلا يعني ذلك خطأ أو ذنب كون ذلك هو أقصى ما يمكن فعله.
(لايكلف الله نفسا إلا وسعها)
(اللهم لا تحملنا ما لاطاقة لنا به)
إنما ذلكم الشيطان ليحزن الذين ءامنوا، بل قولي الحمد لله الذي ابتلاني ليرفعني ويصطفيني، هذا هو حسن الظن بالله الذي يقود إلى أفضل مما نظن.
أما الذي تطلبين من الوصول إلى الحد الأعلى في الصبر فإنما هو الرضا ثم الشكر على هذه الحال، ونسأل الله تعالى أن يوصلنا لأعلى المقامات في ذلك بلطفه وكرمه.
والمنهي عنه هو الجزع والتذمر المؤدي إلى الاعتراض على قضاء الله تعالى ونفي حكمته في ذلك وهذا أمر خطير (خسر الدنيا والآخرة)؛ ليس يقع إلى ممن جهل الله تعالى ومقاديره في الكون وممن استسلم لشيطانه.......
(المصيبة لدى المسلم بحر من الحسنات والدرجات)
فبارك الله فيك ولعل هذا من محبة الله تعالى لعبده فهذا مجال التنافس في بر الوالدين ووصول الدرجات، فله الحمد وله الشكر وإليه الرجوع.
أرجو من كل من أصابته مصيبة أن يتذوق عظم لذة حمد الله تعالى والإكثار من ذلك عند الشدة... طمأنينة... حكمة... صبر.... توجه.... يقين.....ياااااه
الحمد لله الذي عرفنا به فكان ملجأنا وملاذنا في كل حال.
آسف جدا على الإطالة في كلامي فهذا أكثر ما يمكن اختصاره وجزاكم الله خيرا وسهل أموركم.