*** بسم الله الرحمن الرحيم ***
***السلام عليكم ورحمة الله وبركاته***
هذا موضوع أردت أن أكتب فيه من فتره ولكن كنت أريد الإستعانه ببعض الكتب أو أستدل ببعض القصص أو المواضيع التي تسند الموضوع وهو :
حسن الظن ومقابله سوء الظن...
لأني وجدت الكثير من الأمثله في حياتنا لهذا الموضوع ونجد الكثير ممن حولنا يُكثر من سوء الظن بالناس وممكن يسيء الظن بأقرب المقربين منه فتجدي الزوج يسيء الظن بزوجته والعياذ بالله وهي الشيفه العفيفه التي لايُمسك عليها شيء والصديق يسيء الظن بصديقه ويبادله التهم في موضوع ما بينهم وحتى بين الأخوه والأخوات لم يسلموا من هذا الموضوع وكيف أن الجميع لايلتمس أيعذر لأخيه أو صديقه أو غير ذلك ولهذا أحببت أن أضع هذا الموضوع بين أيديكم .....
إنّ حُسن العلاقة فيما بين أفراد المجتمع الإسلاميّ ، وسلامة صدور أبنائه ، من أهمّ الأمور التي تُعين على تماسك هذا المجتع وتؤدي إلى وحدته وقوّته .
وثمّة أمور عدّة يقوم عليها حسن العلاقات كما يقوم البناء على قواعده وأسسه ، فإذا لم توجد هذه الأمور فإمّا ألاّ يقوم هذا البناء ، أو أنّه يقوم واهياً واهنا ينهار لأدنى هزّة تعتريه .
ومن هذه الأمور اجتناب سوء الظنّ ما أمكن التماس سبيلٍ إلى حسن الظنّ . وقد جاء في القرآن الكريم كلام صريح في هذا ، حيث يقول الله عز وجل : ( يا ايّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم ) . وممّا يستدعي الوقوف والتأمّل في هذا البيان الخالد الأمرُ باجتناب كثير من الظنّ لأنّ بعضه إثم ، ولمْ يأت التعبير القرآنيّ ليقول إنّ صاحب الظنّ يأثم ، بل اعتبر أنّ الظنّ ذاته هو إثم ، مبالغة في النهي عنه والتنفير منه . وإذاً علينا اجتناب كثير من الظنّ مخافة القليل الذي هو إثم . وممّا لا ريب فيه أنّ الحريص على آخرته يدرك مقاصد هذا الخطاب ومراميه ، ويبادر إلى التطبيق والامتثال ، نجاة بنفسه من الإثم والنار .
ولربّما جنحت النفس جنوحا شديدا إلى سوء الظنّ ، ويزداد هذا في حقّ من لا تحبّه ولا تميل إليه . بل ربّما سعت إلى التفتيش والبحث عن الأدلّة المرجّحة لسوء الظنّ في كلمة قيلت ، أو فعلٍ صدر من بعض المسلمين . لكن على المسلم العاقل أن يجاهد النفس الأمّارة بالسوء ويصرفها عن هذا بالتماس الأعذار للأخ الذي رغبت بإساءة الظنّ فيه بسبب بغضها له ، أو عدم انسجامها معه ، أو نفرة طباعها من طباعه . وليعلم المسلم أنّه إن جاهد نفسه ورجّح حسن الظنّ فإن الأجر كبير وعظيم لما فيه من مخالفة للهوى وخضوع لأمر الله تعالى . وليتصوّر الأخ الذي انزلق في منحدر سوء الظنّ أنّ واحداً ممن يحبّهم ولهم عنده حظوة ومكانة ، قال مثل تلك المقالة ، أو فعل مثل ذلك الفعل الذي أساء به الظنّ عندما صدر ممّن لا يحبّه ، كيف كان يدافع ويلتمس الأعذار ، ويكافح وينافح لتبرئة من يحبّ . فليفعل هذا مع بقيّة إخوانه ، ولا يجعل الدفاع عن أخيه المسلم في ظهر الغيب وحسن الظنّ به محصوراً في عدد قليل لا يعدوهم إلى غيرهم .
وقد يقول مسئ الظنّ مدافعاً عن نفسه : إنّه إنّما يحسن الظنّ بزيد وعبيد لثقةٍ بهم آتية من خبرة ومعرفة . ولو أنّنا تتبّعنا الأمور وسبرنا غورها لوجدنا أنّ نفور هذا المسلم من بعض إخوانه وإساءة ظنّه بهم إنّما كان نتيجة خلافات شخصيّة أو غير شخصيّة ، أو أثراً لتنافر الطباع ، أو لغيرة أو منافسة أو اختلاف في الرأي ، أو نتيجة تراكم سوء الظنّ على مدى سنين ، ممّا جعله يختزن صورة شوهاء لأخيه يفسّر على ضوئها سلوكه وأقواله ، وهذا كلّه لا يجيز سوء الظنّ ، ولا يعطي المسلم الحقّ في ذلك .
أيها الإخوة إنّ ضمور سوء الظنّ بالمسلمين الأخيار والتماس الأعذار لهم أمارة رجحان العقل وقوّة الدين .
وإنّ ممّا يؤدّي إلى الخلاف وإلى انتقاص الناس والنيل منهم أن يضع المسلم قضايا إداريّة أو تنظيميّة فيها مجال واسع للنظر والرأي ، موضع قضايا وردت فيها نصوص قطعيّة الثبوت ، قطعيّة الدلالة ، فيسوّي بينهما ، ويشنّ حربا شعواء على كلّ من لا يرى رأيه ، حتى في هذه الأمور.
إنّ كثرة ذمّ الناس والنيل منهم والطعن الدائم في أقوالهم وأفعالهم وحملها على أسوأ محمل ، وسرعة انتقاصهم وتصديق قالة السوء فيهم ، أمارة مرض النفس وضيق الأفق ، وضعف الخشية من الله ، وقلّة الإحساس بمراقبة الله سبحانه للعبد ، وهي في الوقت ذاته علامة طفولة التفكير ، إذ إنّ الإنسان كلّما ارتقى فكره قدّر ظروف المسلمين الآخرين وأدرك مقاصد آرائهم ، والتمس الأعذار لهم ، وأحسن الظنّ بهم .
أمّا الذي يعذر نفسه ويشتدّ على غيره ويحمل عليه .. فهذا ينطبق عليه ما جاء في الأثر : " إنّ أحدكم يرى القذاة في عين أخيه ولا يرى الخشبة في عينه " . وفي هذا ذمّ لأصحاب هذا المنهج الرديء في التعامل مع المسلمين ، حيث يعمد الإنسان إلى تبرئة نفسه أو تصغير عيوبها ، بينما يُضخّم عيوب الآخرين ولا يقبل لهم عذرا ، وكأنّه نسي أو تناسى ما دعا به النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن اشتغل بيوب نفسه : " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ". رواه البزّار بإسناد حسن .
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله ربّ العالمين
http://www.ikhwan-muslimoon-syria.org/09da3wa/trbia/husnthan.htm
ويأتي في المقابل سوء الظن الذي من المفروض الإبتعاد عنه وجعل حسن الظن هو الأولى منهوالأفضل..
ألا ما أقبـح سـوء الظـن...؟؟؟!!!
نفوس تتحطم...
بيوت تتهدم ..
وأسر تتشرد..
وصلات تتقطع...
وأعراض تتهم..
وصور مضيئة تشوه...
ومجتمعات تتردى، والسبب:
سوء الظن..!!!!!!!!..
سوء الظن مهلكة، وبلاء لا يكاد الناس يسلمون منه...
ذاك الذي يشنع على غيره بسوء الظن، لا يشعر بنفسه إلا وهو متلبس بسوء الظن، مهما زعم الإنسان أنه بعيد عن هذا الداء فهو واقع به...
فهذا الداء الخفي، له دافع من خير، ودافع من شر..
فهذا يسيء الظن بقصد الشر والفتنة، وذاك يسيء الظن بقصد الخير والعافية، وكلاهما في الحقيقة سيء الظن، ولو أن القاصد للخير ما قصد إلا الخير، إلا أن إساءته الظن بأخيه المسلم لربما كان أشد وطئا وفتنة وأثرا ممن أساء الظن قاصدا للشر والوقيعة..
وقد تعرض لمثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم في زوجه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها..
والقصة تبدأ وجيش المسلمين قافل من غزوة بني المصطلق، حصل أن عائشة ذهبت لقضاء الحاجة، فلما عادت فقدت عقدها، فرجعت تبحث عنه، فجاء الذين يحملون هودجها، فحملوه ووضعوه على ظهر الناقة وهم يظنون أن عائشة فيه، وكانت جارية حديثة السن لم تثقل، وسار الجيش..
وجدت عائشة العقد وعادت فلم تر للجيش أثرا، فمكثت في مكانها، وهي تظن أنهم سيفقدونها ثم يعودون إليها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع في مؤخرة الجيش رجلا يكون عينا وحافظا، وكان صفوان بن المعطل، فجاء فرأى عائشة رضي الله عنها فاسترجع، ثم أرخى لها الدابة، وما كلمها، فركبت، وسار بها، حتى دخل المدينة ظهرا، على مرأى من الناس..
فوقع بعض الناس فيهما بالإفك، وكان الذي تولى كبره المنافق عبد الله بن أبي بن سلول، وهلك من هلك، وتناولوا عائشة بما هي بريئة منه، ومكثوا على هذا شهرا، لا ينزل الوحي ..
ولنا أن نتصور كيف يكون حال النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة في هذه المدة ..
لقد كانت مأساة كبرى، حيث لم يكن المنافق ابن سلول وحده الخائض في هذا الإفك، بل بعض الصحابة أيضا كحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش ..
لقد بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم أن صار يستشير أصحابه في فراق أهله، وأسامة بن زيد يقول:
" يا رسول الله! أهلك، وما نعلم إلا خيرا" ..
وأما علي فيقول: "يا رسول الله! لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير" .
وعائشة تبكي الأيام لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس مستعذرا يقول:
"من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا"..
حتى إذا طال البلاء قال لعائشة:
"يا عائشة! فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه".
فأجابت:
"إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث، حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال: { فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون}"..
فأنزل الله تعالى براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك:
{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}
لقد كانت حادثة الإفك درسا كبيرا لكل من يقدم سوء الظن على حسن الظن.
القلوب لا يعلم ما فيها إلا رب العباد، قد يبدو للإنسان شيء فيحمله على وجه سيء، ويكون الحق في الوجه الآخر، والأمر لا يقتصر على الأعراض، بل في كل شيء، يجب على الإنسان أن يقدم حسن الظن، ولا يقدم سوء الظن، ولا يحكم على شيء إلا إذا تأكد من الأمر مائة بالمائة، أي يكون يقينا تاما..
أما لو طرأ نوع احتمال للبراءة من التهمة، ولو واحد في المائة، فينبغي التوقف، وتقديم هذا الاحتمال الضعيف 1% على الاحتمال القوي 99%، هذا واجب شرعي، وعليه تقوم أحكام كثيرة ..
فمثلا لو جاء أربعة يشهدون على فلان بالزنا، يستمع إلى شهادتهم، فإن اتفقت شهادة ثلاثة، واختلفت شهادة الرابع، جلدوا جميعا حد القذف..
انظر إلى حرص الشارع البالغ على تقديم حسن الظن على سوء الظن، ولذا جاء في الأثر :
( ادرءوا الحدود بالشبهات) ، فالشبهات تدرء الحدود وتعطلها .
ولو رأى إنسان آخر يسجد لصنم أو يذبح عند قبر أو يطوف به، ما جاز له أن يكفره، على الرغم من أن الفعل كفر لا شك.. لماذا؟ .
لأنه ربما كان معذورا بجهالة أو غفلة أو مكره على ذلك، ففرق بين كون الفعل كفرا والفاعل كافرا، فالفعل كفر نعم، لكن فاعله لا يكفر حتى تثبت في حقه الشروط وتنتفي الموانع ، أي تقام عليه الحجة الواضحة، بحيث لا يؤاخذ إلا بجريرة واضحة ثابتة يقينا، لا يؤاخذ بالظنة ..
وفي ذلك بيان وتنبيه إلى أنه يجب كذلك علينا في حياتنا أن نقدم حسن الظن على سوء الظن مهما بلغت بنا الشكوك، فأحوال العباد وما في قلوبهم والظروف التي تحيط بهم لا يعلمها إلا الله تعالى، فالتسرع بالحكم عليهم يفضي إلى بلايا ومصائب يكون فيها خراب النفوس والبيوت والسمعة والعرض ..
وإذا كانت عائشة قد نزل فيها قرآن يبرؤها، فغيرها لا يمكن أن يحظى بمثل هذا الشرف .
ولقد جاءت الآيات في حادثة الإفك محذرة من هذا الذنب العظيم المفسد للقلوب والصلات المشوه للسمعة، قال تعالى:
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين }.
إن المؤمن يطلب المعاذير، وإن المنافق يطلب الزلات، وقد قيل: التمس لأخيك ولو سبعين عذرا.
من عرف النفس البشرية في ضعفها ونسيانها وغفلتها وذهولها قدم الاعتذار على التهمة، والتسامح على المؤاخذة، وحسن الظن على سوء الظن ..
كثيرا ما ينسى الإنسان نفسه، ويقع في أمور لا يحسب لها حسابا، ويتلبس بالشبهات وهو لا يدري ولا يقصد، فإذا رآه من لم يعرف بشرية الإنسان ربما آخذه واتهمه بسوء النية..
لكنه لو كان يدري ما الإنسان في نسيانه وذهوله لما آخذه ولقدم الاعتذار له، فالمنصف يعلم من نفسه أنه قد يخطيء دون قصد الخطأ، وقد يتلبس بالشبهة وهو لا يقصد، وكذا الناس مثله، ومن ثم يقدم الاعتذار ..
وهنا مبحث أصولي:
لازم المذهب مذهب أم لا؟ ..
الراجح: أن لازم المذهب ليس بمذهب إلا إن التزمه صاحبه، وتعليل ذلك:
أن الإنسان يتكلم بالكلمة وقد لا يقصد ما وراءها من لوازم، بل هو ذاهل عنها، ومثاله:
من يؤوِّل صفات الله تعالى، بدعوى تنـزيه الله عن مشابهة الخلق، لازم هذا المذهب نفي الصفات، ونفي الصفات حقيقته نفي لوجود الله، وهذا كفر، فهل يكفر المؤوِّل؟ ..
الجواب: لا، لأنه لا يدرك أن هذا لازم لمذهبه ..
وكذا لو وجد لإنسان قولان في مسألة ما.. أحدها صريح في المعنى، والآخر محتمل، يحتمل المعنى الأول ومعنى آخر، فالعدل وحسن الظن يوجب حمله على المعنى الأول الصريح.. والظلم حمله على المعنى الآخر المحتمل ..
وهكذا نجد كلام الشارع وأصول الفقه والدين كلها تؤكد على قضية حسن الظن، والبعد عن إساءة الظن، يقول الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم }.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا) .
قال ابن الأثير: " أراد بالظن الشك الذي يعرض للإنسان في الشيء فيحققه ويعمل به" .
-------------------
إن سوء الظن آفة كبيرة تنخر في المجتمعات والأسر والصداقات، ولعل المرء إذا اتخذ إجراء سلبيا تجاه آخر، من قطيعة أو نحوها، وكان الآخر يستحق ذلك، فذلك لا يؤسف عليه، لكن المشكلة فيما إذا كان بريئا، هنا تقع الفواجع والمصائب على أناس أبرياء، فليس من السهل أن يتهم الإنسان بما ليس فيه..
ونحن في كلامنا هذا نحاول علاج هذه الآفة الخطيرة، من خلال التأكيد على أهمية حسن الظن، وتقديمه على سوء الظن، والإنسان تمر به مواقف لا يرى فيها إلا وجها واحدا، يرى إنسانا في أمر ما فلا يراه إلا مسيئا عاصيا، فربما تكلم فيه ونشر خبره، ثم إذا اتضح الأمر وبانت الحقائق ظهر له أنه كان مخطئا، وهذا هو الذي لا يريده الله تعالى منا، لذا الواجب التحرز التام ..
- لا تحكم إلا بعد أن تتيقن، أي يصل بك اليقين إلى درجة أنك تقدر على الحلف على ما ظننت..
هذا الإجراء خطوة في كف الناس عن سوء الظن..
- وهناك إجراء آخر، وهو التأمل في حقيقة البشر، من حيث الذهول والضعف والنسيان ..
فإذا تأمل المرء في حقيقة البشر، وجد نفسه مرغما على التماس العذر لهم، وعدم مؤاخذتهم بما يصدر منهم من أمور يمكن حملها على الوجه الحسن، ولو باحتمال ضعيف..
- وهناك إجراء ثالث، وهو الأخوة، فإن أخوة الإيمان تحمل لزوما على تقديم حسن الظن بالمؤمن، فالمؤمن في أصل الأمر لا يريد شرا، والتعامل معه وحمل ما يصدر منه على هذا الأصل يوجب حسن الظن والبعد عن سوء الظن ..
- وهناك إجراء رابع لاتقاء سوء الظن، وهو البعد عن الشبهات ..
كما أنه يجب على المسلم إحسان الظن بإخوانه، كذلك يجب عليه البعد عن الشبهات، فيجب على المسلم ألا يوقع نفسه في شبهة قصدا وعمدا، بدعوى أنه لا يبالي بالناس، فمن لا يستحي من الناس لا يستحي من الله ..
فيجب أن يتحرز من الوقوع في الشبهات، فإن وقوعه فيها يفتح للشيطان طريقا عليه وعلى إخوانه، عليه بتشويه سمعته صورته، وعلى إخوانه ببث وساوسه فيهم، وإيقاعهم في الإثم بسوء الظن ..
فإن وقع في شبهة ما لسبب ما، فعليه أن يبادر إلى التوضيح وتجلية حقيقة الأمر لكل من رأى تلبسه بالشبهة كي يدفع عن عرضه، ويرحم إخوانه من إساءة الظن وتألم المشفق..
جاءت صفية رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو معتكف، ثم قام يقلبها إلى بيتها فمر بهما رجلان فأسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام:
(على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي)..
فقالا: سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا) ..
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين كيف أن على المسلم أن يدفع عن نفسه الشبهة..
فالإنسان قد يقع في الشبهة من طريقين:
الأول: أن يكون الأمر ليس فيه شبهة أصلا، لكن الناس قد ينظرون إليه على أنه شبهة، كما في قصة صفية رضي الله عنها، فمن المستحسن البيان والتوضيح إذا شعر بريبة الحاضرين.
الثاني: أن يكون شبهة في نفس الأمر، كمن رؤي يكلم امرأة أجنبية، ربما كانت تسأل عن الطريق أو غير ذلك، فمثل هذا لازم عليه أن يبين ـ لمن شك فيه ـ حقيقة القضية، ولا يتركه بشكه ..
عن الضحاك بن ثابت: نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد )؟ ..
قال: لا ..
قال: ( فهل كان فيها عيد من أعيادهم )؟ .
قال: لا :
قال: ( أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم ) ..
هذا الحديث مخرج على أنه قطع لدابر الشرك والذريعة إليه، لكن له أيضا وجه آخر..
وهو أن الإنسان إذا قدم عبادة لله عند قبر أو مكان كان يعبد فيه غير الله تعالى، عرض نفسه للتهمة، فالناظر إليه قد يظن أنه يقدم عبادته للقبر أو الوثن، فيسيء الظن به، فربما كان جاهلا فاستحل دمه قبل أن يستوثق، بدعوى أنه كفر بفعله، والكافر حلال الدم، ولا أقل من أن يرميه في دينه بالشرك، ولذا كان من الواجب الانتهاء عن العبادة في هذا المكان قطعا لدابر الشرك، وحفظا للعرض من التهمة بالشرك ..
وفي كل الأمور الأولى بالمسلم أن ينأى عن الشبهات وكل ما يشين ويعرض العرض للذم والتشوية، فإن بعض ذوي النفوس المريضة يعجبهم البحث عن الزلات وتضخيمها وأن يضيفوا إليها ما ليس منها، وهذا الصنف لا يمكن أن يخلو المجتمع منه، وحتى نتقي شر هؤلاء المغرضين فحتم أن يسعى المرء في الابتعاد عن كل شبهة قد تضره في دينه ودنياه..
فالابتعاد عن الشبهة يحقق فائدتين:
الأولى: سلامة العرض من الذم..
الثانية: عدم تحميل الناس مشقة البحث عن الأعذار لهذا الواقع في الشبهة، وقد علم أن أكثرهم يتضجرون من ذلك، ولذلك تراهم يسيئون الظن ابتداء، لأن إساءة الظن ليس فيها تكلف ولا مشقة، كما في إحسان الظن والتماس المعاذير..
ولذا كان الملتمس للمعاذير مؤمنا، أي مثابا على ذلك، لأنه يحزنه ولا يرضيه الطعن في أخيه، فيجهد نفسه وعقله ولسانه بالدفاع عنه، بينما الطالب للزلات منافق، لا ثواب له، لأنه لا يدفع عن عرض المؤمن، بل يتشفى ويشمت ويفرح بزلات المؤمنين، وتلك ليست من صفات المؤمنين ..
.......................
والسلام عليكم..
http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/17.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
,,, هنيـــ أم ـــده ,,, @hny_am_dh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زهرة جدة
•
جزاك الله خير ا اختي ونفع الله بك
إن هناك أسباباً كثيرة تعكر صفاء القلوب وتملأها حقداً وبغضاً .. وهأنا سوف أتكلم عن سبب من هؤلاء الأسباب وهو سبب خطير وهو " سؤ الظن بأخيك المسلم "
قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم "
قال العلامة الشيخ السعدي رجمه الله عند تفسير لهذه الآية " ……………… فإن بقاء ظن السؤ بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك ، بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ويفعل ما لا ينبغي "
وقال عليه الصلاة والسلام " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "
ولا تكون الظنون السيئة إلا من القلوب التي لا تخلوا من السيئات فتطلب في غيرها العثرات كما قيل :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونــــــــه ………... وصدَّق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عدوه …………………… وأصبح في ليل من الشك مظلم
ولذلك فإنه يجب على المسلم أن يكون ظنه بأخيه المسلم حسناً كما يحب هو أن يكون ظن إخوانه به حسناً
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً "
وكان الشافعي رحمه الله يقول " من أراد أن يقضي الله له بالخير فليحسن الظن بالناس "
ـــــــــــــــــــــــــــ
مشكووووورة هنووووووووو
:26: :26: :24:
قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم "
قال العلامة الشيخ السعدي رجمه الله عند تفسير لهذه الآية " ……………… فإن بقاء ظن السؤ بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك ، بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ويفعل ما لا ينبغي "
وقال عليه الصلاة والسلام " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "
ولا تكون الظنون السيئة إلا من القلوب التي لا تخلوا من السيئات فتطلب في غيرها العثرات كما قيل :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونــــــــه ………... وصدَّق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عدوه …………………… وأصبح في ليل من الشك مظلم
ولذلك فإنه يجب على المسلم أن يكون ظنه بأخيه المسلم حسناً كما يحب هو أن يكون ظن إخوانه به حسناً
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً "
وكان الشافعي رحمه الله يقول " من أراد أن يقضي الله له بالخير فليحسن الظن بالناس "
ـــــــــــــــــــــــــــ
مشكووووورة هنووووووووو
:26: :26: :24:
امــواج
•
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كم أنتي رائعة غاليتي
نحن حقاً بحاجة لمثل هذا الموضوع القيم والمفيد
جزاكِ الله عنا خير الجزاء ..
غاليتي .. هنوو .. اللهم أجعلها من أؤليائك المتقين وحزبك المفلحين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون
اختك ومحبتك في الله : امـواج
كم أنتي رائعة غاليتي
نحن حقاً بحاجة لمثل هذا الموضوع القيم والمفيد
جزاكِ الله عنا خير الجزاء ..
غاليتي .. هنوو .. اللهم أجعلها من أؤليائك المتقين وحزبك المفلحين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون
اختك ومحبتك في الله : امـواج
الصفحة الأخيرة