حسن العمل

للمؤمن في أيام دهره نفحات. وهو مأمور بالتعرض لها عسي ان تصيبه نفحة من هذه النفحات يسعد بها ولا يشقي ابدا..فكلما خرج المؤمن من ذكري مباركة إلا وهلّت عليه أخري. فأيامه كلها طاعة وذكر لله وتفكر في خلقه. وهو مأمور بأن يكون علي إستعداد دائماً كالمتأهب للرحيل ينتظر الوقت الذي ينادي عليه فيه للانضمام لموكب الرحل بزاده وزواده فإن لم يكن معه زاد فسوف يضع يده تحت رأسه نائماً في منتصف الطريق ينتظر قضاء الموت فيه ولن يذكره أحد..تفهم الصالحون هذا المعني جيدا وعملوا لاجله. فوقف أحدهم يوما قائلاً أليس إذا سافر أحدكم سفرا أخذ معه زاداً قالوا بلي. قال فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون. قالوا دلنا علي زاده قال؟ حجوا حجة لعظائم الامور. وصلوا ركعتين لوحشة القبور. صوموا يوما شديدا حره لطول يوم النشور..السوق عامرة. وعما قليل تصير خاوية بدون أهلها فهلا ملتمس حسن البضاعة. ومن طلب حسن البضاعة سارع بالتعجيل في الحضور. فالنائمون غافلون لايوقظهم من نومهم إلا منادي الحساب بان قوموا لرب العالمين وعندها يقول الذين عملوا السيئات "ربنا أرجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل" فيكون قولهم هذا ضربا من العبث بالقول. يستحقون عليه التبكيت بالفعل..وكل الناس يفسدون فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. وأهل الدثور لهم الاجور. ببذل اموالهم قربة لله. وللفقراء التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل فإن لم يفعلوا فقد تركوا حسن البضاعة وصار بيعهم مغبونا وذكرهم مذموماً.
الايمان عري موثوقة إذا إنفرط إحداها انفرط سائر العقد. فأولها التصديق ومن بعده العمل ثم الإخلاص. فبدون عمل لايكون للتصديق فائدة ويصير الاخلاص غيبا غير موجود. والرسول الكريم يستحثنا علي العمل بقوله "اعملوا وكل ميسر لما خلق له" والعمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم.

منقول

:27: