"حصاد الصبر"
اكتب لك هذه الرساله فى مناسبه مهمه فى حياتى أردت أن أشركك معى فيها وأن أذكرك بدورك الذى قد تكون نسيته الأن فى إتمامها ، فأنا مهندس شاب بوزارة الرى عمرى 38 عاماً .
اما بداية القصه فلعلك تذكر الرساله التى نشرتها منذ أكثر من عامين بعنوان" الإصرار" وكانت لسيده تروى لك فيها عن جارتها الشابه الجميله البالغه من العمر 29 عاما وتقيم بجوارها فى شقه وحدها .. وتقول لك هذه السيده الفاضله فى رسالتها أن قصة هذه الفتاه قد بدأت منذ سنوات حين كانت فى طريقها إلى كليتهابجامعة عين شمس فصدمتها سياره مسرعه وحملها الماره إلى المستشفى فتبين أنها قد أصيبت للأسف بشرخ فى العمود الفقرى ، وبعد رحلة عناء طويله بالمستشفات فى الداخل والخارج ، رجعت إلى حياتها جالسه فوق مقعد متحرك وفى هذه الأثناء لبت أمها نداء الرحمن وسط زهول هذه الشابه الجميله والتى واجهت كل ذلك بإيمان جعله الله فى ميزان حسناتها .
ووجدت نفسها بعد ذلك وحيده فى مسكنها الخالى بعد زواج الإخوه وإنشغال الأب الذى يقيم فى مسكن أخر بحياته وأعماله ، وأصبحت وحيده تقوم بشئون نفسها وتنظف شقتها وتطهو طعامها ، وطلبت منك هذه السيده السيده الفاضله أن تكتب لجارتها الشابه أن الإعاقه ليست نهاية الحياه وأن أحلامها ممكنه التحقق حين يأذن الله بذلك.
ونشرت الرساله ورددت عليها بما ألهمه الله لك من كلمات طيبه ومشجعه ورائعه وحانيه جزاك الله بها خيراً ، ولن أطيل عليك فكنت أنا فى هذه الفتره أمر بأزمه نفسيه شديده بسبب عاصفه الأحزان التى هبت على حياتى قبل فتره قصيره ، وليلة نشر هذه الرساله كان ألمى قد بلغ منى حدا مضاعفا ، وشكوت إلى صديق متدين ما يضيق به صدرى فنصحنى بأن أدعو ربى فى صلاة الفجر كل ليله بهذا الدعاء " ربى إنى لما أنزلت إلىّ من خير فقير " وسألنى لماذا لا أمضى هذه الليله معه فى المسجد حتى نصلى الفجر معا عسى أن يذهب الله عنى الحزن ، وإستجبت لما نصحنى به وأمضيت تلك الليله معه فى المسجد قائما أصلى أو جالسا أقرأ القرأن الكريم أو متاملاً فى صمت .. وفى الصباح خرجت وإشتريت الصحيفه وقرأت فيها قصة هذه الفتاه ووجدت نفسى أكتب إليك معلقا على قصتها وراوياً قصتى .
وقد نشرت رسالتى بعنوان " العاصفه " ورويت لك فيها أننى مهندس شاب عمرى 36 - وقتها – وإنه كان لى ذات يوم قريب أسره صغيره وزوجه غير مصريه تزوجتها بالرغم من معارضة أهلى فى البدايه لزواجى من أجنبيه وإن هذا الزواج كان البدايه لعاصفة من الأحزان فى حياتى الخاصه حيث رحل أبى عن الحياه عقب زواجى مباشرة ، ومن بعده أمى أيضا يرحمهما الله ووجعل مسواهما الجنه إن شاء الله ، ثم لم يمض وقت طويل على رحيلهما حتى سقطت طفلتى الوحيده من الدور الثالث بسبب إهمال أمها فى رعايتها وأسترد الله - عز وجل – وديعته ولم أحتمل الحياه هناك بعد ذلك فطلقت زوجتى وعدت بلدى وعشت وحيداً بين أحزانى وألامى وفراق أعز الناس لدى فى الدنيا ولم يعد لى سوى شقيقان متزوجان ويقيمان فى أحياء بعيده ، وفى ختام رسالتى إليك تساءلت ترى هل تقبل هذه الفتاه الإرتباط بى على سنة الله ورسوله عسى ان يعوض كل منا الأخر عن أحزانه ؟
وبعد أيام من نشر الرساله زارتك هذه الفتاه فى مكتبك فوق مقعدها المتحرك يصحبها عمها ، وقمتم بتسليم العم عروض الإرتباط التى تلقاها مكتبكم بشأنها وفوجئت بعد أيام بإتصال من والدها بى يدعونى فيه إلى مقابلته فى بيته ، فتوجهت إليه مستبشرا أن يحقق الله لى أمنيتى فى السعاده والأمان ، فكان لقائى الأول بالأب فى مسكنه وشرحت للأب ظروفى ورغبتى فى الإرتبط بابنته فلمست منه التحفظ وعدم الترحيب ثم طلب منى الإنصراف بعد قليل لأن هناك زائرا أخر عن طريق بريد الجمعه سيحضر لمقابلته بشأن أبنته .
وإنصرفت متخاذلا وشكوت لصديقى الذى علمنى الدعاء المفضل ما لقيته من تحفظ الأب وعدم ترحيبه بى وأرجعت ذلك إلى ظروفى كمطلق ، فسألنى ولماذا لا تطرق بابا أخر كعمها مثلاً ، ونفذت نصيحته جزاه الله خيرا عنى ، وتم فعلا اللقاء بينى وبين الفتاه لأول مره فى بيت عمتها وفى حضور عمها ، فما إن إلتقيت بها وإلتقت بى حتى قضى الأمر الذى كنتم فيه تختلفون .. وشعرت بأنها الفتاه التى كنت أبحث عنها من قديم الزمان ، وقالت هى لعمتها إننى الشخص الذى رأته في أحلامها يأليها ويملأ فراغ حياتها بالحب والحنان واتفقنا علي الارتباط لكني علمت أن والدهالا يشعر تجاهي بالارتياح ويرفضني لاسباب مختلفه ومنها ظروفي السابقه ويشك
في نيتي في استغلال ظروف ابنته إلانسانيه وهكذا استفيد من مبلغ التعويض وقد حصلت عليه من جامعه عين شمس بعد الحادث الذي تعرضت وهو في البنك وديعه وحزنت وغضبت كيف يفعل الاب هكذا يصد شابا يرغب في الارتباط بها لمجرد ظن ليس عليه دليل وأي مال يمكن أن يسعي اليه شاب مثلي فقد طفلته الوحيده قبل عامين
ويعاني من وحدته وأحزانه؟؟
ولم أدر بما داربشأني بين الاب وأبنته وعلمت فيما بعد أنه رفضني بشده وتمسكت ابنته بي و بشدة وأعلنته برغبتها في الارتباط بي فاستجاب لها بضغط من شقيقه و شقيقته. وقرأنا الفاتحه أخيرا والحمد لله وبدون الدخول فى شروطه ومطالبه فقد وافقت عليها جميعا وإستجبت لكل ما أراده صهرى رغم صعوبة بعضه دون أى اعتراض من جانبى ورغم كل ذلك فقد كنت سعيد ومتفائل بفتاتى لحد لا يتخيله بشر فى حين كان الأب على ماهو عليه من تحفظ وعدم حماس .
وحددنا بفضل الله تعالى موعد عقد القران فى المسجد ورفض الأب ان يشترى لأبنته فستانا أبيض رغم قدرته الماليه كما لم يسمح لى أيضا بشرائه لها وقبلنا بذلك صامتين ، ورفض إستدعاء كوافيره لزينة المحجبات كما رفض أيضا ان تذهب معى لشراء الشبكه ، ةتم عقد القران فى تحفظ أقرب إلى التجهم والجفاء الصامت منه ورفض صهرى اى مظهر من مظاهر الفرحه والإبتهاج ، وإنصرف الأب عقب عقد القران وحملتنا السياره إلى مسكن زوجتى – حيث كنا إتفقنا على أن نقيم فيه لحين الإنتهاء من تجهيز المنزل الذى إشتريته من أجلها – فما أن اقتربنا منه حتي بدأ الفرح الحقيقي الذي لم نجده من قبل ..فلقد التف حولنا جيران زوجتي الطيبون ومنهم السيده الفاضلة التي كتبت لك عنها ,وبدأ الطبل والزمر والغناء وزغاريد وفرحه صادقه من قلوبهم
جميعاً فرحين بنا و أما السيدات والبنات جارات زوجتى الحبيبه فأحاطوها بالحب والحنان والقبلات لزوجتي وأخذن يداعبنها وانفعل جار علي المعاش واخرج مسدس وطلق اعيره فرح بنا وارسل لنا الجيران طعام وشربات وتروته وشاركونا فرحتنا حتي منتصف الليل وهم يوصوننا أن نبدأ حياتنا بركعتين شكرلله عسي أن يبارك لنا في حياتنا وصحبتنا .
وبدأنا حياتنا وكل منا كالارض العطشي الي الحب والحنان والعطف وكل منا يهتم بالاخر وأذا تاخرت قلقت عليه حتي لو فتره بسيطه ووجدت فيها ربة منزل رائعه ، وكنت فى هذه الأثناء أجهز لها منزلاً جديدا حصلت عليه من أجلها وكان المنزل رائعا وواسعا وبالدور الأرضى كما إننى إستأذنت المالك بأن أفتح بابا من المطبخ إلى الشارع ورفعت مدخله بحيث يصبح منزلقا ليسمح للكرسى المتحرك بالدخول والخروج ، كما إشتريت سياره مجهزه لزوجتى وكتبتها والشقه بإسمها كما أهديتها مقعدا متحركا جديدا وتوكيلا عاما عنى للتصرف بكل شىء وقد كان بودى أن أهديها الدنيا كلها.
وسعدت زوجتى بالمسكن الجديد وسرعان ما صنعت لنفسها صدقات جديده مع جيراننا الجدد لأنها تدخل القلوب بيسر وتجد دائما من يحبونها ويتطوعون لخدمتها ، ولم تمضى شهور حتى كان جنين الحب يتحرك فى أحشائها ولن أصف لك مدى سعادتى ولا سعادة زوجتى بهذه الهديه الربانيه ، وعندما إقترب موعد الولاده فحصلت من عملى على إجازه ودخلت معها المستشفى ولازمتها حتى وضعت مولادنا الأول ولقد فكرنا جديا فى أن نسميه بإسمك لولا أنه قد سبق منى النذر إلى الله سبحانه وتعالى أن أسميه إسميه إذا جاء ذكراً " عبد الله " وإذا جاءت أنثى " مريم " وقد أنعم الله علينا والحمد لله بعبد الله وهذه هى المناسبه السعيده التى أردنا أنا نشركك معنا فيها .
ومنذ إرتباطى بهذه الفتاه الطيبه الرائعه الجميله وقد هطل علىّ الرزق الحلال من عند الله بدون حساب والحمد لله .. حيث سافرت فى مهمه إلى أوغندا لمدة 8 أيام وحصلت على بدل سفر بالعمله الصعبه لأول مره فى حياتى كما حصلت منذ زواجى وحتى الأن على على مكافأت تفوق فى مجموعها كل ماحصلت عليه من مكافات طوال مدة خدمتى حيث كانت بأرقام فلكيه بالنسبه لمكافات الحكومه ، ولا طلب لزوجتى الأن إلى مضاعفة الإهتمام بالمعوقين ومشاكلهم .
وختاما .. فإنى وزوجتى لا نملك لك النهايه إلا الشكر والدعاء وأن تقبل منا هذا المصحف وهذه المسبحه رمزا للشكر والحب والعرفان .
وأنهى رسالتى إليك بهذا الدعاء الحبيب شكراً وإمتناناً لله رب العلمين " ربى إنى لما أنزلت إلىّ من خيرٍ فقير " والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
reme @reme
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
الحمدلله
جزاتس الله خير
جزاتس الله خير
الصفحة الأخيرة
الحمد لله على كل حال ، فعلاً محد يدري فين نصيبه ...