الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه
الحمد لله الذي من علينا وتفضل علينا بابتلاء وهم يجثم على قلوبنا المحزونة صباح مساء
الحمد لله الذي كتب علينا حياة مختلفة عن بقية عباده
بقية عباده الذين يعيشون الاستقرار النفسي والفطري
لم يعرفوا نوبات الاكتئاب الشرسة والحزن الدفين التي تلازمنا
وتجعلنا كمن علق في عنق زجاجة
فلا هو بقادر على الخروج إلى الفضاء الرحب الذي يتنفسه بقية الخلق
ولا هو - من جهة أخرى – يملك القدرة على الهدوء النفسي وراحة البال – وما ذلك والله بأيدينا-
بل هي سنة الله في خلقه تلح علينا كلما أشرق صبح جديد....
بقية العباد يعيشون النمو الطبيعي والصحي لمشاعر الارتباط والحب
ثم الانتماء والاستقلال
فالأمومة وما تحمله هذه الكلمة من نعم لا يقدرها حق قدرها إلا من حرم منها
--------------------------
الأمومة
ليست عبئا في مقابل ما تقدمه للأمهات
من إشباع للنفس في حاجتها للتفرع والامتداد والبذل الغريزي والعطاء
والأنس بكائن جديد لم يكن - في وقت مضى- شيئا مذكورا
وملء حيز شاغر في القلب
لا يملئه والد ولا أخ ولا قريب ولا بعيد
ولا يسد إلا بكلمة (ماما)
وبدونها يكون جرح القلب الذي لا يندمل
ألم يشتاق زكريا عليه السلام إلى الولد حتى بعد أن شاب وكبر
(وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)
ما أجلها من نعمة عندما يكون المرء فردا
ثم يتفرع بقدرة الله ليصبح أفرادا
هم أحب إلى الإنسان من نفسه
ماأجملها
وماأعظمها
وماأقل الشاكرين لها
-----------------------------
في المقابل
سيأتي وقت يصبح هذا الحزن الأليم في قلوبنا المجروحة
اخف وقعا وإيلاما
فقط
وفقط
لنستذكر سويا
حال من هم دوننا
ووضع من هم اقل منا في كل شئ
----------------------------
عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ : انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله . كما رواه غيره بلفظ : انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم . وفي رواية : نعمة الله عز وجل ....
-----------------------------
لنقارن حالنا وهمنا مع من هم دوننا في الكثييير
لنصل إالى أن مشكلتنا التي أرقتنا
وهمنا الذي أتعب قلوبنا
مقارنة مع هموم غيرنا هو في الواقع
لاشئ
--------------------------
أين نحن ممن فقد الأمن والأمان في بقاع الأرض التي طحنتها الحروب والقتل المقيم
ممن أنهكه الفقر والعوز وأصبح شغل يومه البحث عن قوت يومه
ممن فقد العافية وصحة البدن لسبب أو لآخر
فكيف يطيب العيش بدون العافية؟؟!!!
ممن فقد نعمة الأهل والإخوان
من لقطاء وضحايا ظروف خاصة
ممن كتب عليهم البلاء فوق البلاء
كالمسلمين في فلسطين والعراق
والآن سوريا
واكبر من ذلك كله من فقد نعمة الإسلام والإيمان
فما قيمة الحياة بلا إيمان؟
----------------------------
إن أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن - ، زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينجبن،
ولم ذلك أوتين إيمانا وعلما وعبادة ويقينا
-----------------------------
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه عاش حياته منافحا عن الدين
ومات اسيرا في سجن القلعة بدمشق
ولم يتزوج قط
ومع ذلك يقول وهو في أسره :
( مايصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري؛ إن رحت فهي معي لا تفارقني, إنَّ حبسي خلوة, وقتلي شهادة, وإخراجي من بلدي سياحة)
--------------------------
الإيمان هو خير مايؤتى المرء
ولا يعطيه الله إلا لمن يحب
انه أماننا في هذه الحياة الدنيا كلما ادلهم خطب أو اشتد كرب
انه كل شئ في حياة هي عند الله لاشئ
ولو كانت شيئا لما سقى منها كافرا شربة ماء
هل تأملت يوما الآية الكريمة (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)
-------------------------
هذه الآية هي واقعنا - نحن العزباوات - حقا وصدقا
نسينا في غمرة انشغالنا بهمنا ما هو أجل وأعظم
---------------------------
إن الإيمان بالله والتزام دينه راحة للقلب
وطمأنينة ورضا
فقط لنستزد من العلم والعمل
العلم بالله
وبدين الله
وبأوامره
وبما يقربنا إليه
لنستزد من طاعة الله
لنحسن صلاتنا وعباداتنا وعلاقاتنا
ليكن ذكر الله جنتنا ومستقبلنا
ولتكن ألسنتنا رطبة من الذكر والشكر
---------------------------------------------
اختي العازبة....
عندما يشتد شوق قلبك للذرية
فليس بيدك من حيلة إلا اللجوء للحي القيوم الذي بيده وحده الحول والقوة
أوصيك وأوصي نفسي بشدة
ب ( سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله)
فهي خير
أتعلمين كيف يكون ذلك؟
ألم يقل الله تعالى في سورة الكهف
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
جاء في السنن أن الباقيات الصالحات
هي ( سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، و الله أكبر)
حيث قال عنهن الرسول صلى الله عليه وسلم ( يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات ، وهن الباقيات الصالحات )
الله سبحانه وتعلى يقول (خير ثوابا ) و (خير أملا)
إذا فهذه الكلمات تمنحني أملا
هو خير
من المال
وأشد من أملي الذي أرجوه في أطفالي
الذين قدلا أراهم أبدا
------------------------------------
أرأيتن عزيزاتي؟
في حين أنه يوم القيامة
(لا ينفع مال ولا بنون)
بل (يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
الله اكبر
ما أقصر نظرتنا للحياة
إنها لا تتعدى الملموس المحسوس
في حين أن في ما اخبرنا الله عنه من الغيب
خير ونجاة وفرج وانس للنفس الحزينة
وما بقي من أمور النفس البشرية الأخرى فلا نملك تجاهها إلا الجهاد – جهاد النفس –
بالصبر
والتصبر
رجاء ماعند الله
-----------------------------------
أنصحكن جدا ونحن في هذا الشهر الفضيل بمتابعة ثلاثة برامج
لها أثر عجيب في ترسيخ مبدأ الرضا والقناعة
والصبر واليقين
*بالقرآن اهتديت للشيخ فهد الكندري
*أحلى رحلة للشيخ مشاري الخراز
*عبد الرحمن الفاتح لمقدمه عبد العزيز العويد
تمنحني أفكارها ومشاهدها وقصصها جرعات يومية من الرضا والقناعة والاحساس بالطمأنينة لاختيارات الله لنا دائما وأبدا....
------------------------
أخيرا
أهديكن أخواتي
بلسما عجيبا لكل مكروب ومهموم ومجروح ومحروم
فقط تأملن بيقين....
واعملوا بإيمان اماعند الله خير وأبقى
وإنما هي أيام تنقضي سريعا ثم ينقضي الحلم
ونجد الحياة الحق والجزاء بإذن الله عند ربنا الكريم
فقط اصبرن وصابرن واعملن واخلصن النية لله جل وعلا
والحمد لله رب العالمين دااائما وابدا
--------------------------------------------
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ».

الزمن الجمييل @alzmn_algmyyl
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

وسلمت يمناك غاليتي على عباراتك الأروع فمثلك يمنحني دافعا قويا للاستمرار فجزيتي خير الجزاء


عمري أنتي
أبدعت في الكتابة
أسأل الله أن يجزيك خيرا ويرزقك زوجا صالحا محبا حنونا خلوقا
ويعلي شأنك ويوفقك في حياتك ...
قلمك فصيح ماشاء الله ووصاياك ثمينة
وفعلا برنامج أحلى رحلة حتى إخواني الصغار ينتظرونه بفارغ الصبر
جعلني أشعر أني في نعيم من الله ليس لأحد مثله بالرغم من وجود هموم
في حياتي أسأل الله الفرج والعافية
أبدعت في الكتابة
أسأل الله أن يجزيك خيرا ويرزقك زوجا صالحا محبا حنونا خلوقا
ويعلي شأنك ويوفقك في حياتك ...
قلمك فصيح ماشاء الله ووصاياك ثمينة
وفعلا برنامج أحلى رحلة حتى إخواني الصغار ينتظرونه بفارغ الصبر
جعلني أشعر أني في نعيم من الله ليس لأحد مثله بالرغم من وجود هموم
في حياتي أسأل الله الفرج والعافية

ما أجلها من نعمة عندما يكون المرء فردا
ثم يتفرع بقدرة الله ليصبح أفرادا
هم أحب إلى الإنسان من نفسه
ماأجملها
وماأعظمها
وماأقل الشاكرين لها
فعلاً ما أقل الشاكرين لها
غاليتي الزمن الجميل
لكتاباتك رونق خاص وعطر فواح.. يلامس شغاف القلب
كم هو جميل العيش في جنة الرضا !! فإنها نعيم وملك لا يبلى..
فرج الله همك وهم جميع المسلمين ورزقك من حيث لا تحتسبين
لا أزال متابعة وإن لم أسجل حضوري أحياناً فإستمري
لتعم الفائدة هنا .. فكثرٌ من هن بحاجةٍ الى بلسمك!!
دمت بحفظ الله
الصفحة الأخيرة
ويترجم أحاسيساً غارقة في قاع الذات..!
سطوراً نورانية تضيء عتمة الروح
وتموج أشراعة الأمل في بحار اليقين
وترمز لإيمانيات لا تقبع إلا بقلب المؤمن الصابر..!
سلمت يمناكِ يارائعة..!
حماكِ المولى ورعاكِ!!