حظوظ الدنيا

نزهة المتفائلين

🔺 حين تنظر للحظوظ لا تنظر إلى من كثر عطاء الله له على أنه ذو حظ عظيم - فهذا تفكير قوم قارون، وليس تفكير المؤمنين باسم الله ( المؤمن)- ولكن اعلم أنه ما ضاق عليك أمر هنا إلا ليكون رصيدًا لك في الآخرة،
واعلم أن كل قدر يمر عليك هنا فإنه يدفعك لبناء مستقبلك الحقيقي هناك :
- يضيق عليك المال؛ فتصبر؛ فتبني بصبرك مستقبلك في الآخرة !
- يضيق عليك بصرف قلب زوجك عنك؛ فتصبر؛ فتبني مستقبلك في الآخرة !
- تنزل عليك مصيبة العقم؛ فتفرغ للعلم والطاعات؛ فتبني مستقبلك في الآخرة !
وهكذا كل إنسان تُقدَّر عليه أقدار تناسبه؛ ليعظم نصيبه وحظه في وطنه الحقيقي، فلا تضيع فرصك، ولا تحول ما فتحه الله لك من أبواب للعلو في الآخرة إلى مضائق تغلق بها على نفسك!
ليس كل أحد ينتفع من أقدار الله عليه؛ فكن كأولئك الذين أوتوا العلم في قصة قارون حين قالوا لمن لم يعرف كيف ينظر لعطايا الله :
{وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ }(80) القصص.
أي : ما ينتظرك أيها المؤمن عند الله خير من كل ملك قارون، فتدبر، وانتفع، وتاجر مع الله لتصفو لك الدنيا والآخرة .
واعلم أن كل ما قدر لك هو الذي يناسبك بكل دقة:
فلو زاد عمرك يوما لفسدت !
ولو زاد مالك درهما لطغيت !
ولو زاد أولادك ولدا لشقيت !
حتى جارك، وحيك، وتفاصيل تفاصيل حياتك مناسبة لك، فاغتنمها مقربات إلى الله، واعلم أنك مختبر أترضى عنه عند النقص، وتشكره عند العطاء، أم تكون كقوم سبأ الذين ملُّوا نعم الله عليهم وبطروها ؟!
من اسم الله المؤمن.
Telegram: Contact @zadaltareq
1
379

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام ميــرال
ام ميــرال
سبحان الله
جزاك الله خيرآ
أسعدك ووفقك ربي .