رياح الغربة @ryah_alghrb
عضوة شرف في عالم حواء
حــضــر الإبــتـكار .. وغاب راكــان رحمه الله
حــضــر الإبــتـكار .. وغاب راكــان
فاطمة آل عمرو ـ جدة
باختصار حضر الابتكار، وغاب صاحبه راكان الحارثي (16 عاما) الذي وافته المنية قبل انطلاق معرض موهبة «ابتكار 2010» البارحة بنحو 90 يوما. حادث سيارة أودى بحياة الشاب المخترع، بيد أنه لم ينه قصة ابتكاره «النافذة الذكية»، لأن القاعدة تتلخص في مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة»، ووراء الفقيد والدته فاطمة التي حملت أمانيه ودعواته وأحلام ابنها الراحل إلى معرض الموهوبين، وهو تحت التراب.
تقول والدة راكان الحارثي إن «ابني كان حلمه المشاركة في هذا اليوم، ولكن القدر كان أسرع»، وتضيف «قبل أسبوع من وفاته، أبلغني بأن حلمه أن يتذكره الناس بابتكاراته».
وتقف والدة راكان الحارثي في صفوف الطلبة الموهوبين لعرض ابتكار النافذة الذكية، وشرح تفاصيله أمام الزائرين، إذ تقول «هو عبارة عن نافذة مزودة بجهاز لقياس درجة الحرارة، أو جهاز لتحديد نسبة الأكسجين، ودائرة كهربائية تسمح بفتح النافذة وغلقها آلياً عند ارتفاع درجة الحرارة عن الحد المطلوب، أو انخفاض الأكسجين».
وعن الفائدة المرجوة من الاختراع، توضح فاطمة أنه يقدم حلولا عملية لتخفيف الحرارة العالية أو الدخان عند وقوع حادثة حريق، ويمكن الاستفادة منه في غرف المنازل ودور المعوقين، والمعامل والمخازن.
ولا يقتصر العرض في زاوية فاطمة للمبتكرين السعوديين في معرض موهبة 2010 عند قصة الابتكار، بل يشمل حكاية 16 عاما قضاها راكان في الحياة. فهو ـ كما تروي والدته ـ لفت انتباه أسرته بكثرة أسئلته في دلالة على نهم للمعرفة، ويهوى قراءة الكتب ذات الطابع العلمي، إضافة إلى تملكه شخصية قيادية، وذو رأي مستقل عن باقي أشقائه، ولهذا فنتيجة المعادلة كان طالبا متفوقا.
تراجيديا سعودية تحكى عبر معرض ابتكار 2010 المنطلق في جدة في الأيام الجارية، وتؤكد ولادة جيل مبتكر ينبئ بمستقبل زاهر للمملكة مستقبلا، لكن حوادث السيارات تهدد بقاءه، وبالأخص في ظل اقتناصها شخصا كل 20 دقيقة.
غيب الموت راكان.. فأحضرت أمه اختراعه
توفي في حادث سير وهو في طريقه للمعرض
أم راكان وجده بجوار الاختراع
جدة: سامية العيسي
في زاوية ضمت مخترعي المملكة، وقفت أم الطالب المخترع راكان الذي فقدته أسرته قبل أيام في حادث سير وهو في طريقه للمشاركة في معرض ابتكار 2010 بجدة، أمام اختراعه المتخصص فى مقاومة الحرائق.
وقالت الأم لـ "الوطن" إنها تتمنى أن يسهم اختراع ابنها فى إنقاذ البشرية من ويلات الحرائق، وإنها صامدة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، ومثابرة على مواصلة حلم ابنها البكر راكان الحارثي الطالب بمجمع الأمير محمد بن سعود بالباحة.
وأكدت أنها تشعر بفخر كبير كون اختراع ابنها علق في الأفق، ونال إعجاب وزير التربية والتعليم الذي قدم لها العزاء، مشيرة إلى أن ابنها كان قد أكد لها أن اختراعه سينال الإجازة، وينافس الكثير من الموهوبين.
وقالت إن الاختراع عبارة عن جهاز لقياس درجة الحرارة لتحديد نسبة الأوكسجين، ومبرمج بدائرة كهربائية تسمح بفتح النافذة وغلقها آليا عند ارتفاع درجة الحرارة أو عند انخفاضها، مبينة أن الجهاز يقدم حلولا فورية عند اندلاع الحرائق بفتح النوافذ آليا، وبذلك يمنع الاختناق أو استنشاق الدخان ، كما أن له أهمية أخرى عند تسرب الغاز داخل البيت وانخفاض نسبة الأكسجين حيث تفتح النوافذ آليا. ويمكن الاستفادة من هذه النافذة في غرف الأطفال وكبار السن والمعاقين حركيا وفي المعامل والمخازن. وأكدت أم راكان أن ابنها أبرز قدرات خارقة، ففي عامه الثاني حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وكان دائم البحث عن هدف يخدم به وطنه، ودائم البحث عن الاختراعات، وكل ما يستجد في أمور التقنية.
الله يرحمه ويغفر له ويجبر مصاب أهله
35
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
إقتــدار
•
الله يرحمه ويعوض شبابه في الجنة ويصبر أمه
الصفحة الأخيرة