حتى نحصل على الثمره المرجوه من الصيام لابد أن يكون صيامنا كماكان عليه سلفنا الصالح تنافسآ في الطاعات وتزودآ من النوافل والقروبات , ومن أهمها أداء الفرئض مع جماعة المسلمين , والحرص على أداء صلاة التراويح والقيام وبذل الصدقات للمحتاجين , وتجنب كل مايطعن ويفسد الصيام من الأقوال والأفعال ..
لقد كان السلف مثالآ رائعآ في الحرص على النوافل ,وروي عنهم قصصآ عجيبه .:
*أن قومآ من السلف باعو جاريه لهم لأحد الناس ,فلما أقبل رمضان أخذ سيدهاالجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان _ كما يصنع كثير من الناس اليوم _ فلما رأت الجاريه ذلك منهم , قالت : لماذا تصنعون ذلك ؟ قالوا : لاستقبال شهر رمضان , قالت وأنتم لاتصومون إلا في رمضان ؟! والله لقد جئت من عند قوم السنه عندهم كلها رمضان , لاحاجة لي فيكم ردوني إليهم , ورجعت إلاسيدها..
*ويروي أن الحسن بن صالح _ وهو من الزهاد العباد الورعين الأتقياء _ كان يقوم الليل ,هو وأخوه وأمه أثلاثآ فلما ماتت أمه تناصف هو وأخوه الليل , فيقوم نصفه , زيقوم أخوه النصف الأخر , فلما مات أخوه صار يقوم الليل كله ..!!
*وكان لدى الحسن بن صالح _هذا _ جاريه فاشتراها منه بعضهم , فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار : ياقوم . . الصلاة . . الصلاة . . , فقاموا فزعين , وسألوها : هل طلع الفجر ؟ فقالت : وأنتم لاتصلون إلا المكتوبه ؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح , وقالت له : لقد بعتني إلى قوم سوء لايصلون إلا الفريضه ولا يصومون إلا الفريضه فردني فردها..
*وذكر السائب بن يزيد أن القارئ كان يقرأ بالمئين _ ىيعني بمئات الآيات _ حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام , قال وماكانوا ينصرفون إلا عند الفجر .
*وقد كان من حال أسلافنا أنهم يعتنون بكتاب الله تعالى خاصه في هذا الشهر المبارك فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان , وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان كل ثلاث ليال , وبعضهم في سبع , وبعضهم في كل عشر , فكانو يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها , فكان قتاده يختم في سبع دائمآ وفي رمضان في كل ثلاث , وفي العشر يختم في كل ليله , وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف , وكان سفيان إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على القرآن ..
*وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم , منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنه وداود الطائي ومالك بن دينار وأحمد ابن حنبل , وكان ابن عمر لايفطر إلا مع اليتامى والمساكين , وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليله..
_ وكان السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمتهم ويروحهم , منهم الحسن وابن المبارك , وقال أبو السوار العدوي :كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد , ماأفطر أحد منهم على طعام قط وحده , إن وجد من يأكل معه أكل , وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
نقلته من كتاب : رمضان بين الواقع والمأمول ..
نبراس الجود @nbras_algod
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بدايات
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة