حـــــــــــــــــوار مــــع سيئــــــة

ملتقى الإيمان

حوار مع سيئة
ليلة الجمعة ....وبالتحديد الساعة 11 مساءً انتهيت من كل أعمالي ...
ماذا أفعل ؟؟أين أذهب ؟؟لدي فراغ كثير ..إختلوت بنفسي ..وتركت أهلي وأصحابي ..وأنا أفكر ماذا أفعل !!

خطرت لي خاطرة ,عزمت على فعلها , وكانت الخاطرة سيئة ,أغلقت الأبواب والنوافذ, وأطفأت الأنوار ,وخيم الظلام في غرفتي , وقلت للمعصية"هيت لكِ."
فسمعت صوتا ًينشد يقول :
أسفاً لعبد كلما كثرت أوزارة قلٌ استغفارة.وكلما قرب من القبور قوى عنده الفتور "يامدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكما "
"غرك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا "
فانتبهت ...وخفت ...وتلفت حولي ...وأخذت أردد ياويلي !!من صاحب الصوت ؟!ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفه فقمت خائفا ًو فتحت الأنوار ,فرأيت شيئاً أسود لا أستطيع وصفة ..
قلت من أنت ؟!
قالت :أنا سيئتك .
قلت :وماسبب مجيئك إلي في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟.
السيئة : جئت لأنصحك ,وإن كان النصح لايقبل مني , ولكن "الحق ماشهدت به الأعداء "
قلت: هيا تكلمي ,ماذا عساك أن تقولين .
السيئة :هل تظن أنك وحيدُ هنا ؟!
قلت :وماذا وراء هذا السؤال ؟.
السيئة :أنني رايتك مطمئن أثناء فعل المعصية ,وكأنك أمنت من حساب الله تعالى !!
قلت غاضباً:هذا ليس من شأنك , ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي ..
السيئة مبتسمة :لقد قلت أني ناصحه , ويبدو أنك لا تريد النصيحة .
ثم تحركت "السيئة " خارجة من الغرفة وهي تقول :
"توارى بجدران البيوت عن الورى وأنت بعين الله والله ينظر"
"وتخشى عيون الناس إن ينظُروا بها ولم تخشى عين اللهِ واللهُ ينظرُ "
فتدبرت ماقالت ,وتأثرت به وقلت لها ,كرري علىٌ ماذكرت ,فأعادت الكلام على حتى ندمت على ماكنت ناوياً فعله....
فناديتها قائلاً:تعالِ,يا سيئة وهات ماعندك .
السيئة :وشرطي أن تسمع ماعندي , ولاتكون متكبراً علي , وعلى نصيحتي .
قلت : تفضلي .
السيئة :
إني أراك كثيراً ماتخلو بمعاصي الله , وهذه صفه سيئة , تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالى , وتبطل أعمالك كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
قلت مقاطعاً:وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ؟.
السيئة: قال "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء , فيجعلها الله هباءً منثوراً.
قال الصحابي ثوبان :يا رسول الله صفهم لنا ,جلهم لنا ,أن لالنكون منهم ونحن لا نعلم ؟قال :أما إنهم إخوانكم ,ومن جلدتكم ويأخذون منم الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ,فسكتت السيئة وسكت عبد الله .ثم ...قال :إنه لحديث خطير ومخيف ..
السيئة :_نعم ولهذا أنا أشفقت عليك وأردت نصحك , قبل أن تكون أعمالك هباءً منثوراً, فالحق بنفسك يا عبد الله .
ثم قالت :زكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله كما أوضحنا ,فكذلك هي تفسد علاقتك بالناس.
قلت :ولكن الناس لايعلمون أني أفعل المعاصي ؟فكيف تفسد العلاقة معهم ؟
السيئة :هذا ماحكاه الصحابي أبو الدرداء –رحمه الله- حين قال :
"إن العبد يخلو بمعاصي الله ,فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لايشعر "
فأنتبه لنفسك يا عبد الله ,........وأحكم زمام هواك ,فلا تفلته إلا لرضاء مولاك ..
قلت :ولكني وإن عصيت الله فان أكثر أعمالي السيئة صغيرة,وأعتقد أنها لاتؤثر في صحيفتي يوم القيامة .
السيئة :لاتكن كتلك"المرأه الجاهلية "التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة .
وماعلمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطاً خيطاً ..وأنا سيئة ولكني اعلم منك في مدى تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة , وكما قيل :
"النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النمله "
قلت متسائلاً/:أين أنا من هذه المفاهيم ؟ لقد كنت في غفلة عمياء ,وإني غررت بالدنيا والله...
السيئة :تحرك يا عبد الله ومازلت في الوقت متسع لتعوض تقصيرك :بحق ربك ...فأنا السيئة ....
*أنا سبب هلاكك يوم القيامة .
*أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا .
*أنا سبب ضعف حفظك وعملك.
قلت مقاطعاً: وكل ذلك من آثارك.
السيئة:بل وأكثر من ذلك فأنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا:
"إن من الثواب الحسنة الحسنة بعدها وإن من عقاب السيئة السيئة بعدها "
قلت :وما العمل الآن ,وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ..
السيئة: أعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فأنه تكتب له حسنه,إن تركها من أجل الله تعالى ,كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن ربه..."ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة"
فتب إلى الله يا عبد الله ,واستغفر لذنبك فإن الله غفوراً رحيم .. وأحكم غلق الأبواب والنوافذ...وأطفأ الأنوار في غرفتك ولكن!لطاعة الله تعالى ... فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر "وهذه بتلك "
(من كتاب حوارات إيمانية)
2
480

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

راوية الجزائرية
القلم اللامــع
جــــــــــــزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة