حــــــــــــــوار مع يتيم .....

ملتقى الإيمان

السلام عليكم وحمة الله وبركاته

وانا اتصفح النت ..لقيت موضوع أعجبني ..
يتكلم فيه عن فضل كفالة اليتيم ..
والله العظيم يابنات قريت قصص واقعيه لبنات كفلوا اليتيم .. وأغلبهم يقولوا حياتهم تغيرت للأحسن
والمبلغ كله 100 ريال شهريا .. ومو شرط تدفعي شهريا .. على راحتك
سبـــــــــــحان الله ..

وفيه حوار مع يتيم .. يتكلم فيه عن حياته كيف ..

تفضلوا الحوار ..
نواف شاب تربى في دار التربية وكان عصاميا عاش حياته يتيماً منذ الصغر بلا أب أو أم يعرفهم، لا يكترث كثيراً كبقية أقرانه عندما يتحدث عن وضعه الاجتماعي بل يجد نفسه أكثر ارتياحاً من غيره كونه يعيش كما يريد دون أن يسأل أو يهتم به أحد، كان ذلك قبل أن يقرر ترك عالمه الصغير في دار التربية ويبدأ في بناء حياته الخاصة•

بعد أن بلغت من العمر >26▪ عاماً•• هل مازلت تحفظ شيء من أيام طفولتك؟

البداية كانت في دار الحضانة منذ ولادتي إلى أن بلغت السابعة من عمري


▪ وكيف كانت رعايتكم في هذا العمر؟

ممتازة جدا•


▪ عندما كنت في دار الحضانة وفي سن الطفولة هل كنت تسأل عن والديك كبقية الأطفال؟

لا•

▪ ألم يكن هناك إحساس يشدك إلى حنين الوالدين؟

لا

كيف كان تقسيمك مع زملائك؟

كنا مقسمين حسب مراحل الفئة العمريةCOLOR]

ما الذي يتبادر إلى ذهنك الآن عند سماع كلمة مهجع؟

أحس بالحنين يشدني إلى تلك الأيام لأنها أيام طفولة فبالتالي لها ذكريات عزيزة وباقية في الذاكرة•

▪ هل تروي لنا شيئاً من تلك الذكريات؟

أيام الطفولة كلها أيام سعيدة ولحظات ممتعة، فتخيل أنك بوسط 150 شخص ما بين طالب وطالبة أقصى همومكم الأكل والشرب والمرح واللعب ليس لدينا هموم أو إحساس بالوقت أو أي أحزان وفي العيد كان هنالك برنامج جميل يتخلله زيارة الملاهي وإقامة احتفال خاص بالدار وتوزع الحلوى•

ما هو تقييمك لدار الحضانة؟

كانت جميلة فلك أن تتخيل دار يشرف عليها نساء فاضلات يخفن الله تعالى ويبحثن عن الأجر فكنا كالأمهات في رعاية أبنائهن مع العلم أنني لا أعلم عن الأم سوى الاسم ولم أجرب يوماً أن أقول أمي أو أبي•

متى كنتم تنامون؟

الساعة التاسعة مساء لا تجد أحد مستيقظ وعند 12 ليلاً يتم إيقاظنا لقضاء الحاجة بسبب كثرة حدوث التبول من الأطفال في أسرته والذي ينتج عادة عن تعرضهم للمكيفات•

▪ بعد بلوغك سن الرشد إلى أين انتقلت؟

لا تذكرني فهذه أصعب لحظات عشتها في حياتي ولكن صدقني أنها أصعب من لحظة معرفتي بوضعي وأنني طفل بلا أم أو أب!!

▪ لماذا؟

لأننا انتقلنا من جنتنا الصغيرة وعالمنا الذي كنا نعتقد بعدم وجود غيره إلى عالم آخر مليء بالألم والحزن تخيل أن تحاول خطف طفل من أسرته من أحضان أمه وعطف أبيه هكذا كان حالنا فبعد ست سنوات من الحياة الجميلة السعيدة نتفاجأ بمن يحرمنا ذلك وكان الموقف الأصعب في ذلك مشاركة الاختصاصيات اللاتي كن نحبهم كثيراً في هذا•

▪ كيف؟

بعد أن تم تحديد وجهتنا من قبل مسؤولي الدار حضرت إلينا المشرفات وقلن لي أنا والمجموعة التي كانت معي وعددنا (15) على ما أذكر سوف تذهب معنا لعمل جولة ومن ثم العودة (لعب أطفال) ولم نعترض في حينها حيث لم نكن نعلم بأنه الوداع الأخير لهذا المكان الجميل•

ولدى وصولنا دار التربية وبعد استقبالنا من قبل مسؤولي الدار وعمل واجب الضيافة والذي كان أبغض واجب ضيافة لي في حياتي رأينا المشرفات يودعننا فحاولنا الحاق بهم ولكن منعنا من ذلك وأخذنا بالصراخ والبكاء لعلهم يرحموننا عندها فقد أحسست بأن أجمل لحظات حياتي قد ولت إلى غير رجعة (قالها وهو يمسح دموع عينيه)•

▪ الجو تغير عليك؟


نعم فلم نعد نشعر بأننا الأطفال المدللون وكان أول القرارات فصلنا عن بعضنا البعض (البنين) فلم يسمح لنا بالاختلاط مع من هم في سن الحادية عشر وهكذا•

▪ كيف كان أول يوم لك في المدرسة؟

لا أذكره جيداً ولكن بصورة عامة كانت المدرسة عادية لا تحمل الشيء الكثير مما يهم ذكره•


▪ ومدير المدرسة والمدرسين هل يعلمون بوضعكم؟

نعم•


▪ هل هنالك مواقف معينة تعرضت لها خلال دراستك في المرحلة الابتدائية؟

أذكر جيداً موقف أحد المدرسين عندما كلفني أن أكون عريف الفصل وأنا في الصف الثاني الابتدائي وكان بالفصل ابن ذلك المدرس فكنت أخيف الطلاب بحركات عفوية بسبب الجرح الذي أعاني منه في وجهي فلم يتمالك الطالب نفسه وبكى ولدى دخول والده (المدرس) للفصل وشاهد ما حدث قام بصفعي كف على وجهي أبكاني كثيراً علماً أنه كان يعلم أنني (يتيم)•



حدثنا عن السلوكيات الإيجابية أو السلبية التي تكونت لديك في تلك المرحلة؟

حياتي طبيعية وسوية ولم اكتسب أي سلوكيات سلبية في دار التربية الاجتماعية والحمد لله•


▪ كم كان عمرك عندما انتقلت من دار التربية؟


ما يقارب الـ>15 عاماً▪ تقريباً•


▪ وهل كنت تفضل النقل إلى الرياض؟


نعم

▪ كيف تم نقلكم؟

بواسطة القطار ونحن عبارة عن مجموعة مكونةمن >25▪ طالب•


▪ وهل أخبروكم بأنكم سوف تنقلون إلى الرياض؟

نعم أخبرونا وشرحوا لنا بأننا أنهينا تلك المرحلة وأننا مقبلون على مرحلة أخرى•



▪ هل تذكر في أي عام دخلت دار التربية بالرياض؟


على ما أذكر أنه كان في عام >1414▪•


▪ وكم بقيت في المؤسسة؟

سنتين تقريباً•


▪ ألم يكن يشغل تفكيرك في تلك المرحلة الانتماء الأسري؟
لا•• فنحن كنظام التربية والحضانة كما أن الدار لا تسمح لنا بالخروج إلا مرة واحدة في الأسبوع ويكون جل تفكيرنا >الوناسة▪ واللعب•


▪ وماذا عن وضعكم بين الطلاب في المدرسة؟

كان الطلاب يعرفون بوضعنا والأمر عادي ولا أحد يسيء لنا أو يتلفظ بكلام جارح•

▪ ألم تسأل نفسك يوماً عن أسرتك؟

نعم، قبل خروجي من المؤسسة بدأت تلك الأسئلة تخطر على بالي•


▪ هل يطرأ على بالك شيء من الذكريات خلال فترة السنتين في المؤسسة؟

كانت المعاملة جافة وقاسية وكأنهم يريدون أن يجعلوا منا رجالاً قادرين على مواجهة الحياة•


▪ هل تعاني من كلمة >ذوو الظروف الخاصة▪؟

على العكس أفتخر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتيماً•

▪ ألم تسأل نفسك يوماً ما أين عائلتي؟

نعم سألت نفسي وسألت الاخصائي وقال >لي▪: كل ما ذكر في ملفك أنهم جاءوا بك من المستشفى وعليك آثار جروح في وجهك كما أنه نصحني وقال هذا أمر الله ويجب أن ترضى به•


▪ هل تتوقع أن تلتقي بعائلتك؟

لا•• لا أتوقع•

▪ هل هذه حالة يأس؟


لا أنا هكذا أفضل ومرتاح••!!


▪ ماذا تقول والديك؟


إذا كانوا أحياء أقول لهم سامحكم الله، وإذا كانوا أمواتاً أقول رحمة الله عليكم•


▪ وهل هذا الشعور ينطبق على كل ذو الظروف الخاصة؟


أحدثك عن نفسي والحاقد لا يلام لأنه عاش حياة مرة••!


▪ هناك بعض السلبيات التي تتهمون بها كالخوف مثلاً•• ما تعليقك؟


هذا ربما يكتسب من الدار عند البعض ولكن خارج الدار لا توجد هذه السلبيات ونعيش حياتنا الطبيعية•

▪ هل تجدون حرجاً أمام المجتمع بأنكم من الدار؟

ليسوا سواء فهناك من يجد الحرج وهناك من لا يعني له الأمر شيئاً•

▪ هل هناك ميزة تميزكم عن الغير؟


مرتاحسن من الغثا لا صلة رحم ولا بر والدين ولا غيره••!! "يقولها ويضحك"•


▪ من هم أصدقائك الآن؟


أصدقائي ممن عاشوا معي في الدار وكذلك بعض الكبار الذين يبدون النصيحة لي•



▪ هل يوجد أبناء حققوا ذواتهم ونجاحاتهم؟

نعم كثير جداً من حققوا أحلامهم وتجاوزوا كل الصعاب التي أمامهم•


▪ متى فكرت في إكمال نصف دينك؟


منذ أن بلغت من العمر >22▪ عاماً فكرت في الارتباط لأنني رأيت زملائي تزوجوا واستقروا فحذيت حذوهم كذلك فقد وجهت لي النصائح بإكمال نصف ديني•


▪ هل الحياة الزوجية لذوي الظروف الخاصة مستقرة؟


نعم حالات كثيرة مستقرة ويعيشون حياة طبيعية هادئة حالهم حال الكثير من الناس•


▪ من أين تزوجت؟


من نفس الدار•




▪ من سعى لك في ذلك؟


لم يسعى أحد لي بذلك، فأنا ذهبت بنفسي وقدمت خطاب للوزارة بينت فيه رغبتي في الزواج وحولت على القسم النسائي وتم الأمر والحمد لله•



▪ ومن كان معك في تلك اللحظة؟


مديرة الدار•


▪ هل أخذت النظرة الشرعية؟


نعم وتم القبول بعد أن رفضت >اثنتين▪ من بنات الدار وهديت إلى الثالثة•


▪ وهل كانت موافقتك بنفس اللحظة؟


نعم لأنني وجدت ما يناسبني•


▪ بالنسبة للفتاة التي رغبت بالزواج منها هل بادلتك نفس الرغبة؟


نعم والحمد لله فقد كان القبول من الطرفين•


▪ من دفع لك تكاليف الزواج والتجهيزات؟


الوزارة وجمعية إنسان•••


▪ كيف تصف حياتك بعد الزواج؟

الحمد لله أعيش في استقرار وسعادة•


▪ هل رزقت بأطفال؟

نعم عندي >بنتين▪ حنان وجمانة•


▪ هل هناك إنسجام تام بينك وبين زوجتك؟

نعم• ونحن في سعادة واستقرار ولا شيء يعكر صفونا•


▪ زوجتك هل تعمل؟

لا•• هي ربة منزل•


▪ هل نقلت لك زوجتك ما عانته من أوضاع في الدار؟


لا لم نتطرق إلى مثل تلك المواضيع ونحاول دائماً أن يكون الوضع طبيعي ولا نعود بالتفكير إلى الخلف•


دعواتكم بنات لي ولجميع المسلمين بالرحمه والمغفره والنجاة من النار
أمين يارب


3
17K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حكايه صبر
حكايه صبر
رضي الله عنك وأرضاك .. وأعطاك .. وكفاك .. وهداك .. وأغناك .. وعافاك .. وشفاك .. ووفقك لخير الدعاء .. وأجاب لك الرجاء .. وأحبك بلا ابتلاء .. وجعلك ساعيا للخير .. مؤثرا ف الغير .. وآمنك بين أهلك وأدخلك الجنة .. آمين
KHA DI JA@
KHA DI JA@
موضوع قمة في جمال برك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك