بسم الله الرحمن الرحيم
أما الحق الثاني فهو عيادة المريض . المريض إذا مُرض
وانقطع في بيته فإن له حقا على إخوانه المسلمين أن
يعودوه ويذكروه ما ينبغي أن يذكروه به , من التوبة
والوصية وكثرة الذكر والاستغفار وقراءة القرآن وغير
ذلك من الأعمال الصالحة , وكذلك يدعون له بالشفاء
مثل أن يقولوا : لابأس طهور إن شاء الله وما أشبه ذلك.
وعيادة المريض فرض كفاية, لابد أن يعود المسلمون
أخاهم , وإذا عاده واحد منهم حصلت به الكفاية, وقد
تكون فرض عين إذا كان المريض من الأقارب , وعُدت
عيادته من الصلة فإن صلة الأرحام واجبة فتكون فرض عين
واعلم أن العلماء رحمهم الله ذكروا لعيادة المريض
آدابا منها :
ألا يكثر العائد للمريض محادثته بالسؤال عن حاله وعن
نومه وأكله وشربه وما أشبه ذلك , إلا إذا كان يأنس
بهذا ويُسر به , أما إذاكان يتضجر ولا يحب أن يكثر أحد
الكلام معه كما هو حال بعض المرضى, فإنك لا تتبع معه
الكلام ولا تضجره بالمساءلات . لذلك قالوا ينبغي ألا
يُكثر المقام عنده ويطيل , لأنه قد يكون له حاجة مع
أهله أو في نفسه , ولا يحب أن يطيل الجلوس عنده أحد
لكن إذا علمت أنه يستأنس بهذا ويفرح فإنك تنظر ما
فيه المصلحة .
قالوا ينبغي أيضا ألا يزوره في الأوقات التي يكون
الغالب فيها النوم والراحة كالقيلولة والليل وما
أشبه هذا , لأن ذلك يضجره وينكد عليه , بل يكون بكرة
وعشيا حسب ما تقتضيه الحال .
قالوا ولا ينبغي أيضا أن يكثر من عيادته , بحيث يأتيه
صباحا ومساءاً إلا إذا اقتضت الحاجة ذلك . والحاصل أن
العائد للمريض ينبغي أن يراعي المصلحة في كل ما يكون
مع المريض وفي كل ما يترك , ثم إنه إذا كان المرض
مما يُعلم أن له دواء معينا فينبغي أن تذكر له هذا
الدواء , لأن الدواء مباح بل هو سنة إذا رُجي نفعه
وغلب على الظن , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( تداووا ولا تداووا بحرام ) أخرجه أبو داود.
وكذلك ينبغي أن يسأله كيف يصلي ؟ لأن كثيرا من المرضى
يجهل هل يصلي بالماء أو بالتيمم ؟ وهل يصلي كل صلاة
في وقتها أو يجمع ؟ لأن هذا أمر مهم قد يخفى على بعض
المرضى. حتلى إن بعض المرضى يظنون أنه إذا جاز لهم
الجمع جاز لهم القصر وهم في بلا دهم , وهذه من الأشياء
التي يجب التنبه لها , نعم إذا كان المريض مسافرا
إلى مستشفى في غير بلده فله أن يقصر ويجمع , أما
إذا كان في بلده فلا يقصر , لكن إن شق عليه أن يصلي
كل صلاة في وقتها فله الجمع ولو كان في بلده , لكنه
جمع بلا قصر , لأن الجمع والقصر لا يتلازمان, قد يُشرع
القصر دون الجمع , وقد يُشرع الجمع دون القصر , وقد
يشرعان جميعا , فالمسافر الذي يشق عليه أن يصلي كل
صلاة في وقتها بحيث يكون قد جد به السير يشرع له
الجمع والقصر, والمسافر المقيم يشرع له القصر دون
الجمع , وإن جمع فلا بأس .
.......................
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد , وإلى اللقاء في المرة
القادمة مع الحق الثالث بمشيئتة الله تعالى وعونه
******************
المصدر: شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح
العثيمين , رحمه الله تعالى رحمة وا سعة

khl @khl
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.

الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك أختي على هالتذكير بحق المسلم على المسلم ..
وجزاك الله كل خير ..