بسم الله الرحمن الرحيم
والحق الخامس : تشميت العاطس :
يعني أن من حقوق المسلم على المسلم أن يشمته إذا
عطس , هكذا في الرواية الأولى التي أخرجها البخاري
ومسلم،وفي الرواية الثانية التي أخرجها مسلم :
( إذا عطس فحمد الله فشمته ) فقيد ذلك بما إذا حمد
الله . فإذا عطس الرجل وحمد الله وسمعته فشمته, فإذا
قلت ذلك وجب عليه أن يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم,
هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه
يقول في الجواب : ( يهديكم الله ويصلح بالكم ) أخرجه
البخاري . لكن هل تشميت العاطس إذا حمِدفرض عين أو
فرض كفاية ؟ والجواب : أنه ذهب بعض العلماء إلى أن
التشميت فرض كفاية , فإذا كنا جماعة وعطس رجل وقال
الحمد لله , فقال أحدنا له : يرحمك الله كفى .
وقال بعض العلماء بل تشميته فرض عين على كل من سمعه
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان حقا على كل من
سمعه أن يقول يرحمك الله, وظاهر هذا أنه فرض عين ,
فعلى هذا كل من سمعه يقول له : يرحمك الله , ويقول
هو: يهديكم الله ويصلح بالكم , ويكفي منه رد واحد على
الجميع , إذا نواه للجميع كفى .
فإن عطس ولم يحمد الله فلا تقل : يرحمك الله تعزيراً له
على عدم حمده لله عز وجل , ثم هل تذكره وتقول قل
الحمد لله أولا تذكره ؟
والجواب : ظاهر الحديث ( فحمد الله ) فإذا لم يحمد
فلا تشمته ولا تذكره مطلقا . ولكن يمكنك فيما بعد أن
تعلمه وتقول له إن الإنسان إذا عطس فإنه يحمد الله على
هذا العطاس ، لأن العطاس من الله , والتثاؤب من
الشيطان , العطاس دليل على نشاط الإنسان ولهذا يجد
الإنسان بعد العطاس خفة .
ثم إن التشميت مقيد بثلاث ، فإذا عطس الرابعة فقل :
عافاك الله , إنك مزكوم.
ثم إن ما يقوله بعض العامة إذا قلت له : يرحمك الله
حيث يقول : يهدينا ويهديكم الله , فهذا ليس بصحيح لأن
الرجل دعا لك أنت فقال يرحمك الله , فكيف تقول :
يهدينا ويهديكم الله فتدعوا لنفسك قبله , نعم لو قال
يرحمنا ويرحمك الله , فقل يهدينا ويهديكم الله.
وذكر أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله
عليه وسلم - يتعاطسون يعني يتكلفون العطاس - من أجل
أن يقول لهم : يرحمكم الله لأنهم يعلمون أنه نبي وأن
دعاءه بالرحمة قد ينفعهم , ولكنه لاينفعهم , لأن
الكفار لو دعوت لهم بالرحمة لاينفعهم ذلك , ولا يحل
لك أن تدعو لهم بالرحمة إذا ماتوا ولا بالمغفرة ,
لقول الله تعالى ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن
يستغفروا للمشركين ولو كانوا أُولي قربى من بعد ما
تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) التوبة, الآية:113
ـــــــــــــــــــــ
المرجع : شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح
العثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته , مع شيء
من الا ختصار.
*********************
وبذلك تم بحمد الله وتوفيقه موضوع حقوق المسلم على
أخيه المسلم , سائلة المولى عز وجل أن ينفع به
وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.

khl @khl
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️