بسم الله الرحمن الرحيم
أخرجه الامام الترميذي في جامعه _ باب حفت الجنة بالمكاره _ ج2ص92.
عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
قال : لما خلق الله الجنة والنار , أرسل جبريل الى الجنة , فقال : انظر اليها ,
والى ما أعددت الى أهلها فيها , قال : فجاءها ونظر اليها والى ما أعد الله لأهلها فيها , قال: فرجع اليه , قال : فوعزتك لا يسمع بها أحد الا دخلها , فأمر
بها فحفت بالمكاره فقال : ارجع اليها , فانظر الى ما أعددت لأهلها فيها ,
قال : فرجع اليها , فاذا هي قد حفت بالمكاره , فرجع اليه , فقال : وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد _ قال : اذهب الى النار فانظر اليها , والى ما أعددت لأهلها فيها , فاذا هي يركب بعضها بعضا , فرجع اليه , فقال : وعزتك لا يسمع
بها أحد فيدخلها , فأمر بها فحفت بالشهوات , فقال : ارجع اليها , فرجع اليها , فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد الا دخلها .
قال أبو عيسى الترمذي _ رحمة الله تعالى :*حديث حسن صحيح *
الكلام على التمثيل , فقد شبه حال التكاليف الشاقةعلى النفوس , التي لا يصل
أحد الى الجنة الا بأدائها , والقيام بها , والمحافظة عليها , _ ومنها :
الصبر على البلايا والمحن والمصائب ._ شبه ذلك كله بحال أسوار كثيفة من الأشواك , التي
يكمن فيها كل حيوان ضار : من الوحوش والحيات والعقارب وهذه الأسوار
الكريهة محيطة ببستان عظيم , تلتف به من كل مكان , بحيث لا يصل أحد الى هذا البستان , ولا يحظى بالتنعم بما فيه من النعيم , الا بعد أن يتخطى هذه الأسوار البغيضة , ويتجشم المشاق التي تلحقه حين سلوكه فيها , من وخز أشواكها , ولدغ عقاربها وحياتها , ومقارعة حيواناتها المفترسة .
ولا شك أن ذلك يحتاج الى جهاد شاق طويل , وصبر دائم , فكذلك الجنة لا ينالها
ويحظى بنعيمها الدائم السرمد , الا من تخطى شدائد دنياه , مجاهدا لنفسه , صابرا على ما يصيبه فيها , راضيا بقضاء الله تعالى ,
قائما بتكاليف الاسلامخير قيام , مستهينا بكل شدة تعترضه , مسترخصا كل تضحية أمام مرغوبه
مضحيا بالنفس والمال أمام مطلوبه _ من الجنة .
وأما النار فقد حفت بالشهوات التي تميل اليها النفوس بطبعها , ولا يحتاج
مرتكبها الى تعب وعناء في ملابسها , بل ان نفسه تجذبه الى الانحدار اليها
والتردي فيها .
فالنار بئس المستقر , وساءت مرتفقا , ولكن أحيط بها كل ما ترغب فيه النفوس وتستلذه الأعين , فتقرب النفوس هذه الشهوات , وتجني من تلك اللذات
وهي تظن أنها بعيدة من الوقوع في النار , وكلما جنت منها لذة أوقعتها في لذة أحسن منها _ والنفس راغبة دائما في الزيادة , ولا تزال تنغمس في لذة
تحبها الى لذة أحسن منها , ولا تفيق حتى تقطع سور الملذات , فتقع في النار وهي لا تشعر , وتريد الخلاص منها , فلا تقدر .
فكل انسان يميل بطبعه الى الشهوات , لا سيما من كان في مجتمع سوء , وبيءة فاسدة , ولا يزال ينغمس في الشهوات , حتى يأته الموت , وهو غارق
في شهواته , غافل عما ينجيه من الايمان والعمل الصالح , فيقع في النار .
لذلك قال جبريل _عليه السلام_ بعد أن رآها قد حفت بالشهوات :
* وعزتك , لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد , الا دخلها *
أي دخلها مخلدا ان كان كافرا مشركا بالله غيره _ أو دخلها معذبا للتطهير
من ذنوبه ان كان مؤمنا عاصيا , اغترفت نفسه من الشهوات المحرمة .
نجانا الله تعالى من النار , وأدخلنا الجنة . آمين _ والحمد لله رب العالمين
منقول

زهرة العالم3 @zhr_alaaalm3
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ام بودى68
•


جزااك الله خير الجزاء وأفاض عليك من نعمه ظاهرة وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
الصفحة الأخيرة