بسم الله الرحمن الرحيم
بإذن الله هذا الموضوع فتحته لي نتدارس أسماء الله الحسنى
ومن أراد أن يحفظهآ
كل يوم راح أنزل أسم وتحته شرح بسيط
545294
بإذن الله سننطلق وعلى بركة الله ~
فنحتاج اولاً اخلاص نيه لله عزوجل
واحتساب ووضع بظع دقائق للحفظ
..
فإن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله وحده لا شريك له،
قال تعالى: {وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ،
ولا يتحقق الإيمان إلا بمعرفة الخالق تبارك وتعالى، وكلَّما ازدادت معرفة الإنسان بربه
فأيُّ عبادةٍ أعظم من معرفة الله تعالى، بأسمائه وصفاته وأفعاله، فهذا علم مطلوبٌ لذاته، وإنما يشرف العلم بشرف المعلوم، وذلك أن النفس تطيب وتُسعد عند ذكر معبودها سبحانه وتعالى، وتأنس وترتاح إذا تعرَّفت على فاطرها ومولاها سبحانه وتعالى.
545296
وإن العلم بأسماء الله وصفاته علم مبارك، له فوائد عدَّة، منها:
(1) أن هذا العلم أشرف العلوم، وأفضلها وأعلاها.
(2) أن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبته وتعظيمه.
(3) أن الله تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه.
(4) أن الله خلق الخلق وأوجدهم من العدم، وسخَّر لهم ما في السماوات وما في الأرض ليعرفوه ويعبدوه.
(5) أن أحد أركان الإيمان الستة هو الإيمان بالله وصفاته وأسمائه الحسنى.
(6) أن العلم بالله تعالى أصل العلوم كلها.
(7) أن معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته تجارة رابحة.
(8) أن العلم بأسماء الله وصفاته هو الواقي من الزلل والمقيل من العثرات.
فهذه جملة من الأسباب العظيمة الدالة على فضل العلم بأسمائه وصفاته وشدة حاجة العباد إليها.
والله يوفقنا للقيام بحفظها والعمل بها
زائرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زائرة
•
ثاني أسم من أسماء
الله
(الرَّبُّ) تبارك وتعالى
قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} .
وقال سبحانه: {سلام قولاً من رب رحيم} .
- المعنى اللغوي: يطلق الرب على: المالك، والسيَّد، والمُدبِّر، والمربِّي، والقيِّم، والمُنعم، والمُصلح، والمعبود.
والربُّ في الأصل من التربية، وهو ***** الشيء حالًا فحالًا إلى التمام. ولا يقال (الرب) مطلقًا إلا لله عز وجل، ويطلق مضافًا لـه ولغـيـره، نحو: {رب العالمين}، وإذا أطلق على غيره أضيف، كربِّ الدار، وربِّ الفرس، لصاحبهما.
- المعنى الشرعي: الله سبحانه هو الربُّ: ربُّ الأرباب، ومعبود العُبَّاد، يملك المالك والمملوك وجميع العباد، لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكلُّ مَنْ في الأرض والسموات، عبدٌ له في قبضته، وتحت قهره، فهو سبحانه وتعالى الذي ربَّى جميع المخلوقات بنعمه، وأوجدها وأعدَّها لكل كمال يليق بها، وأمدَّها بما تحتاج إليه، أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَه اللّائق به، ثمَّ هدى كلَّ مخلوق لما خُلق له، وأغدق على عباده بالنِّعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يكن لهم البقاء.
وهذا الاسم الجليل يجمع الكثير من صفات الأفعال، (بل إنه إذا أُفرِد يتناول في دلالته، سائر أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا).
ولهذا كان هذا الاسم العظيم الكبير الشأن، عزيزٌ في نفوس وقلوب الأنبياء، والأولياء، وأولي الألباب، لتضمنه معاني الجلال والجمال والكمال، لهذا كان تصدير الدعاء في غالب أدعية القرآن الكريم، وسنَّة الحبيب صلى الله عليه وسلم به، فمِن دعاء أبوينا عليهما السلام: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ، ودعاء موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} ، ودعاء إبراهيم عليه السلام: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} ، ودعاء نبيِّنا صلى الله عليه وسلم: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين} ، ودعاء أولي العلم: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} ، ودعاء عباد الرحمن الأصفياء: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} .
فقد ورد هذا الاسم المبارك (في أكثر من (900) موضع في كتاب الله تبارك وتعالى)، ناهيك عن كثرة وروده في السنة المطهرة، فقد عدَّه بعض أهل العلم من الصحابة (كأبي الدرداء، وابن عباس رضي الله عنهم، أنه اسم الله الأعظم).
وربوبيَّته جل وعلا لخلقه نوعان:
(1) ربوبيَّة عامة: وهي لجميع الخلائق بَرِّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، حتى الجمادات، وهي تربيته لهم بالخلق، والتدبير، والإصلاح، والرزق، والإنعام، والسيادة، والملك.
(2) ربوبية خاصَّة: وهي تربيته سبحانه لأصفيائه، بإصلاح قلوبهم، وأرواحهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، فيغذيهم بالإيمان، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وتيسيرهم لليسرى، وتجنيبهم للعسرى، وتيسيرهم لكلِّ خير، وحفظهم من كلِّ شرّ، ولهذا كان أكثر دعائهم بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه الربوبية الخاصة.
- حمد جميع المخلوقات على ربوبيَّته: (قال تعالى: {وقيل الحمد لله رب العالمين} ، هذا إخبارٌ عن حمد الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين، عقيب قضائه بالحق والعدل بين الخلائق أجمعين، ولهذا حذف فاعل الحمد من قوله: ((وقيل)) ليفيد العموم والإطلاق، حتى لا يسمع إلا حامد لله تعالى من أوليائه ومن أعدائه، ومن جميع مخلوقاته، فهو تعالى المحمود بربوبيَّته في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى عن أهل الجنة: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} ).
- جلال الربّ: من جلال ربوبيَّته تبارك وتعالى أنها ربوبيَّة لكلِّ العالمين، قال تعالى: {وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} . والعالمين: كل ما سوى الله تعالى، ومن جلالها أنها ربوبية منزهة عن كل النقائص والعيوب المتضمنة لكل كمال وتعظيم، قال سبحانه: {وسبحان الله رب العالمين} ، وهي ربوبية عظمة وجلال، منزهة عن الشبيه والمثال، قال تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم} ، وهي ربوبيَّة عطف ورحمة، قال جلَّ جلاله: {الحمد لله رب العالمين * االرحمن الرحيم} . وقال تعالى: {سلام قولاً من رب رحيم} .
فاقتران ربوبيَّته برحمته، كاقتران استوائه على عرشه برحمته، قال عزَّ شأنه: {الرحمن على العرش استوى} ، فوسع تعالى كل شيء بربوبيته، ورحمته، ومن جلالها أنها ربوبية سترٍ ومغفرة، قال تعالى: {بلدة طيبة ورب غفور} ، فدل على أن من أخص صفات ربوبيته الرحمة، والرأفة، والمغفرة، وأنها من موجبات ربوبيته الجليلة، وهي ربوبيَّة عزة، وقوة، وغلبة، ومنعة، قال سبحانه: {رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار} ، ومن جلالها أنها ربوبية كرم، وعطاء، وجود بلا حدود، قال تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} .
ومن جلال ربوبيته أنه (قد استوى على عرشه وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده، على أيدي ملائكته في كلِّ ساعة وحين: يخلق ويرزق، يحيي ويميت، يخفض ويرفع، يعطي ويمنع، يقبض ويبسط، يعزُّ ويُذل، يكشف الكرب عن المكروبين، ويجيب دعوة المضطرِّين) فـ{تبارك الله رب العالمين} .
- الثمرات: ينبغي للعبد أن يكتسي ثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبيَّة، لعلمه أن ربه هو المنفرد بها، من علوِّ الشأن، والقهر، والفوقية، فيربّي نفسه على الطاعة والعبودية لرب البرية، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل سننه السنية، (وأن يحسن تربية من جُعلت تربيته إليه، فيقوم بأمره ومصالحه كما قام الحق به) ، ومن آمن بربوبية الله تعالى العلية، ذاق طعم الإيمان الذي عليه الفلاح في الدنيا، وفي الدار الأخروية، قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً))، وينبغي للعبد أن يتوسل إلى ربه بهذا الاسم الجليل في كل مطلوب ومرغوب، فإن الإجابة من لوازم ربوبيته العليَّة.
الله
(الرَّبُّ) تبارك وتعالى
قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} .
وقال سبحانه: {سلام قولاً من رب رحيم} .
- المعنى اللغوي: يطلق الرب على: المالك، والسيَّد، والمُدبِّر، والمربِّي، والقيِّم، والمُنعم، والمُصلح، والمعبود.
والربُّ في الأصل من التربية، وهو ***** الشيء حالًا فحالًا إلى التمام. ولا يقال (الرب) مطلقًا إلا لله عز وجل، ويطلق مضافًا لـه ولغـيـره، نحو: {رب العالمين}، وإذا أطلق على غيره أضيف، كربِّ الدار، وربِّ الفرس، لصاحبهما.
- المعنى الشرعي: الله سبحانه هو الربُّ: ربُّ الأرباب، ومعبود العُبَّاد، يملك المالك والمملوك وجميع العباد، لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكلُّ مَنْ في الأرض والسموات، عبدٌ له في قبضته، وتحت قهره، فهو سبحانه وتعالى الذي ربَّى جميع المخلوقات بنعمه، وأوجدها وأعدَّها لكل كمال يليق بها، وأمدَّها بما تحتاج إليه، أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَه اللّائق به، ثمَّ هدى كلَّ مخلوق لما خُلق له، وأغدق على عباده بالنِّعم العظيمة، التي لو فقدوها لم يكن لهم البقاء.
وهذا الاسم الجليل يجمع الكثير من صفات الأفعال، (بل إنه إذا أُفرِد يتناول في دلالته، سائر أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا).
ولهذا كان هذا الاسم العظيم الكبير الشأن، عزيزٌ في نفوس وقلوب الأنبياء، والأولياء، وأولي الألباب، لتضمنه معاني الجلال والجمال والكمال، لهذا كان تصدير الدعاء في غالب أدعية القرآن الكريم، وسنَّة الحبيب صلى الله عليه وسلم به، فمِن دعاء أبوينا عليهما السلام: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} ، ودعاء موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} ، ودعاء إبراهيم عليه السلام: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} ، ودعاء نبيِّنا صلى الله عليه وسلم: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين} ، ودعاء أولي العلم: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} ، ودعاء عباد الرحمن الأصفياء: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} .
فقد ورد هذا الاسم المبارك (في أكثر من (900) موضع في كتاب الله تبارك وتعالى)، ناهيك عن كثرة وروده في السنة المطهرة، فقد عدَّه بعض أهل العلم من الصحابة (كأبي الدرداء، وابن عباس رضي الله عنهم، أنه اسم الله الأعظم).
وربوبيَّته جل وعلا لخلقه نوعان:
(1) ربوبيَّة عامة: وهي لجميع الخلائق بَرِّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، حتى الجمادات، وهي تربيته لهم بالخلق، والتدبير، والإصلاح، والرزق، والإنعام، والسيادة، والملك.
(2) ربوبية خاصَّة: وهي تربيته سبحانه لأصفيائه، بإصلاح قلوبهم، وأرواحهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، فيغذيهم بالإيمان، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وتيسيرهم لليسرى، وتجنيبهم للعسرى، وتيسيرهم لكلِّ خير، وحفظهم من كلِّ شرّ، ولهذا كان أكثر دعائهم بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه الربوبية الخاصة.
- حمد جميع المخلوقات على ربوبيَّته: (قال تعالى: {وقيل الحمد لله رب العالمين} ، هذا إخبارٌ عن حمد الكون أجمعه ناطقه وبهيمه لله رب العالمين، عقيب قضائه بالحق والعدل بين الخلائق أجمعين، ولهذا حذف فاعل الحمد من قوله: ((وقيل)) ليفيد العموم والإطلاق، حتى لا يسمع إلا حامد لله تعالى من أوليائه ومن أعدائه، ومن جميع مخلوقاته، فهو تعالى المحمود بربوبيَّته في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى عن أهل الجنة: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} ).
- جلال الربّ: من جلال ربوبيَّته تبارك وتعالى أنها ربوبيَّة لكلِّ العالمين، قال تعالى: {وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} . والعالمين: كل ما سوى الله تعالى، ومن جلالها أنها ربوبية منزهة عن كل النقائص والعيوب المتضمنة لكل كمال وتعظيم، قال سبحانه: {وسبحان الله رب العالمين} ، وهي ربوبية عظمة وجلال، منزهة عن الشبيه والمثال، قال تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم} ، وهي ربوبيَّة عطف ورحمة، قال جلَّ جلاله: {الحمد لله رب العالمين * االرحمن الرحيم} . وقال تعالى: {سلام قولاً من رب رحيم} .
فاقتران ربوبيَّته برحمته، كاقتران استوائه على عرشه برحمته، قال عزَّ شأنه: {الرحمن على العرش استوى} ، فوسع تعالى كل شيء بربوبيته، ورحمته، ومن جلالها أنها ربوبية سترٍ ومغفرة، قال تعالى: {بلدة طيبة ورب غفور} ، فدل على أن من أخص صفات ربوبيته الرحمة، والرأفة، والمغفرة، وأنها من موجبات ربوبيته الجليلة، وهي ربوبيَّة عزة، وقوة، وغلبة، ومنعة، قال سبحانه: {رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار} ، ومن جلالها أنها ربوبية كرم، وعطاء، وجود بلا حدود، قال تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} .
ومن جلال ربوبيته أنه (قد استوى على عرشه وتفرد بتدبير ملكه، فالتدبير كله بيديه، ومصير الأمور كلها إليه، فمراسيم التدبيرات نازلة من عنده، على أيدي ملائكته في كلِّ ساعة وحين: يخلق ويرزق، يحيي ويميت، يخفض ويرفع، يعطي ويمنع، يقبض ويبسط، يعزُّ ويُذل، يكشف الكرب عن المكروبين، ويجيب دعوة المضطرِّين) فـ{تبارك الله رب العالمين} .
- الثمرات: ينبغي للعبد أن يكتسي ثوب العبودية، ويخلع عن نفسه رداء الربوبيَّة، لعلمه أن ربه هو المنفرد بها، من علوِّ الشأن، والقهر، والفوقية، فيربّي نفسه على الطاعة والعبودية لرب البرية، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل سننه السنية، (وأن يحسن تربية من جُعلت تربيته إليه، فيقوم بأمره ومصالحه كما قام الحق به) ، ومن آمن بربوبية الله تعالى العلية، ذاق طعم الإيمان الذي عليه الفلاح في الدنيا، وفي الدار الأخروية، قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً))، وينبغي للعبد أن يتوسل إلى ربه بهذا الاسم الجليل في كل مطلوب ومرغوب، فإن الإجابة من لوازم ربوبيته العليَّة.
زائرة
•
الله (الرحمن الرحيم) جل ثناؤه
قال تعالى: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}
- المعنى اللغوي: هذان الاسمان الكريمان مشتقَّان من (الرحمة) على وجه المبالغة، والرحمة في اللغة هي: (الرقة، والشفقة، والحنان، والعطف، والرأفة).
- المعنى الشرعي: الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، وهو أرحم الراحيمن، ذو الرحمة الواسعة، التي لا غاية بعدها في الرحمة، ولا نظير لها، فبحار رحمته تبارك وتعالى لا شاطِئَ لها، ولا حدود لها، قد وسعت كلَّ شيءٍ، (فجميع ما في العالم العلوي والسفلي، من حصول المنافع، والمسارِّ والخيرات، من آثار رحمته تعالى، كما أن ما صرف عنهم من المكاره، والنِّقم، والسيِّئات، من آثار رحمته تعالى)، قال سبحانه: {ورحمتي وسعت كل شيء} ، فهو تعالى أرحم بنا من كل راحم، أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأولادنا أنفسنا.
الفرق بين (الرحمن) و(الرحيم):
الأول: أن (الرحمن): أشدُّ مبالغة من (الرحيم)، لأن بناء فعلان أشدُّ مبالغة من فعيل، فهو يدل على السَّعة والشمول، فهو يجمع كل معاني الرحمة، ولذلك لا يُثَنَّى ولا يجمع، فدل على أنه تعالى ذو الرحمة الشاملة، التي وسعت كل الخلائق في الدنيا، إنسهم وجنِّهم، مؤمنهم وكافرهم، فما من موجودٍ في هذا الوجود، إلا وقد شملته رحمته، أما (الرحيم): فهو ذو الرحمة الواسعة للمؤمنين يوم الدين، فكان للمؤمنين الحظُّ والنصيب الأكبر من هذين الاسمين في الدارين.
الثاني: أن (الرحمن) دالٌّ على الصفة الذاتية، التي لا تنفكُّ عن الله تعالى، و(الرحيم) دالٌّ على الصفة الفعلية التي تتعلق بمشيئته.
الثالث: أن (الرحمن): مختصٌّ به لا يجوز أن يُسَمَّى به أحدٌ غير الله تعالى، ولا يوصف به غيره، قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} ، فعادل به اسم الجلالة (الله)، الذي لا يشركـه فيـه غيره. أمـا (الرحيم): فيوصف بــه المخلوق، قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} . هذا إن ذكرا جميعًا، أما إن ذكر أحدهما منفردًا عن الآخر فهو متضمن له.
- أنواع رحمته تعالى لعباده:
أولاً: رحمة عامة: وهي لجميع الخلائق، فكلُّ الخلق مرحومون برحمة الله تعالى، بإيجادهم وتربيتهم، ورزقهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتصحيح أبدانهم، وتسخير المخلوقات والجمادات لهم، وغير ذلك من النعم، التي لا تُعدُّ ولا تُحصى.
ثانيًا: رحمة خاصة: التي تكون بها سعادة الدنيا والآخرة، وهي لا تكون إلا لخواصِّ عباده المؤمنين، فيرحمهم تعالى في الدنيا: بتوفيقهم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم، وينصرهم على أعدائهم، ويدفع عنهم الشرور والمهالك والمصائب، ويرزقهم الحياة الطيبة النافعة، التي تعود عليهم بالمنافع الدنيوية، والدينية، وتتجلى في الآخرة: في أعلى مظاهرها وكمالها، في السعادة الأبدية، في دخولهم جنات الله تعالى العليَّة، والتمتع برؤية ربِّ البرية.
- الرحمن على العرش استوى: يقرن الله تبارك وتعالى استواءه على العرش بهذا الاسم الجليل كثيرًا، قال تعالى: {ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً} ، وذلك أن العرش هو أعظم المخلوقات على الإطلاق، المحيط بها من جميع الجهات، والرحمة محيطة بجميع الخلائق، وسعت من في الأرض والسموات، فاستوى على أوسع المخلوقات، وهو عرشه، بأوسع الصفات، وهي رحمته.
- رحمته سبقت غضبه: قال صلى الله عليه وسلم: ((لما قضى الله الخلق، كتب في كتابٍ فهو عنده، موضوع على العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي))، (وهذا الكتاب العظيم الشأن، كالعهد منه سبحانه للخليقة كلهم، بالرحمة لهم، والعفو عنهم، والمغفرة والتجاوز والستر، والإمهال والحلم، فكان قيام العالم العلوي والسفلي، بمضمون هذا الكتاب، الذي لولاه لكان للخلق شأن آخر).
- من لطائف الاقتران: (1) قال تعالى: {وهو الغفور الرحيم} ، اقترن في كتاب الله تعالى بين اسم (الرحيم) مع (الغفور) في اثنين وسبعين موضعًا، فدل هذا الاقتران على مزيد من صفات الكمال، إضافة على الكمال في كل اسم بمفرده، ففيه (تكثير طرق التعظيم للمحمود سبحانه، بتكثير صفات كماله، الدالة على عظمته): فمن ذلك: (أن مغفرة الله تعالى لعبده، مع استحقاقه للعقوبة بمقتضى عدله، إن هو إلا أثر من آثار رحمة الله تعالى، وهذا من مقتضى رحمته التي كتبها على نفسه، وإلا لكان مقتضى العدل، أن يؤاخذ العبد على ذنبه، كما يجزيه على صالح عمله) .
والكمال الآخر: أن المغفرة تخلية عن الذنوب، التي بها زوال المكروه، والرحمة تحلية، أي: بها حصول المطلوب، وهو النعمة، والإحسان، لهذا قدم سبحانه (الغفور) على (الرحيم) وهو أولى بالطبع: لأن المغفرة سلامة، والرحمة غنيمة، والسلامة تطلب قبل الغنيمة، فجمع بينهما لفائدة عظيمة وهي: الجمع بين الوقاية، وهي: النجاة من كل مرهوب، والعناية: التي بها حصول كل مرغوب.
(2) قال تعالى: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم} ، دل هذا الاقتران على غاية الكمال من الرحمة لعباده، وأعلى درجاتها، فلولا رأفته وهي: أشد الرحمة، وأبلغها، ما أبقى الله تعالى أحدًا من الكفرة، والفجرة، والظلمة يدبُّ على الأرض، لكن لشدَّة رحمته أن أبقاهم على ذنوبهم، ويسبغ عليهم آلاءه وإنعامه، وإمهاله، كذلك إمساكه السموات أن تقع على الأرض، إن هو إلا أثر من آثار رحمته سبحانه.
- جلال الرحمن الرحيم: من جلالهما: ((أن الله خلق مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس، والبهائم، والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم عباده يوم القيامة))، وفي لفظ: ((كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض)). فاشترك كل الخلائق بهذه الرحمة، واستأثر الله جل جلاله المؤمنين بتسعة وتسعين رحمةً يوم القيامة، فكانت لهم الرحمة التامة، في الدنيا والآخرة.
ومن جلالها أنها عمَّت حتى الكافر، (فإنه تعالى قرن الرحمة مع العلم في السعة والشمول، قال تعالى: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً} ، فكل ما بلغه علم الله تعالى، وعلم الله تعالى بالغ لكل شيء، فقد بلغته رحمته، فكما يعلم تعالى الكافر، يرحم الكافر، لكن رحمته للكافر رحمة جسديَّة، بدنيَّة، دنيوية، مختصة بالدنيا، من الرزق، والطعام، والشراب، والملبس، والمسكن، والمنكح، وغير ذلك، أما المؤمنون فرحمتهم أخصُّ من هذه وأعظم، لأنها رحمة إيمانية، دينية، دنيوية)، أخروية، أبدية.
ومن جلال رحمته: أنها رحمة بعزة، وقوة، وغلبة، ومنعة، لا رحمة ضعف وذلة كالبرية، قال الله العظيم: {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} .
ومن جلالها: (أنه تعالى أوجب على نفسه الرحمة، وهو إيجاب تفضل وإنعام، ليس إيجاب استحقاق، قال تعالى: {كتب على نفسه الرحمة} ).
ومن جلال رحمته تعالى: أنها لا تقتصر على المؤمنين فقط، بل تمتدُّ لتشمل ذريتهم من بعدهم، تكريمًا لهم، قال تعالى: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} .
ومن جلالها: أنه كما (خلق الجنة برحمته النار أيضًا برحمته، فإنها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته، ويطهر بها أدران الموحِّدين من أهل معصيته، وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته).
ومن جلال رحمته: أنها تتضمن أنه لا يهلك عليه أحدٌ من المؤمنين، من أهل توحيده ومحبَّته.
- الثمرات: إنَّ هذين الاسمين يثمران تجريد محبة الله عز وجل، وعبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى، والتعرض للأسباب التي تستوجب رحمته تعالى الخاصة التي من أعظمها، طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم {وأطيعو الله والرسول لعلكم ترحمون} ، وامتلاء القلب بالرحمة والعطف مع الإنسان، والحيوان، قال صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء))، وقال صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: ((ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر لكم)).
قال تعالى: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}
- المعنى اللغوي: هذان الاسمان الكريمان مشتقَّان من (الرحمة) على وجه المبالغة، والرحمة في اللغة هي: (الرقة، والشفقة، والحنان، والعطف، والرأفة).
- المعنى الشرعي: الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، وهو أرحم الراحيمن، ذو الرحمة الواسعة، التي لا غاية بعدها في الرحمة، ولا نظير لها، فبحار رحمته تبارك وتعالى لا شاطِئَ لها، ولا حدود لها، قد وسعت كلَّ شيءٍ، (فجميع ما في العالم العلوي والسفلي، من حصول المنافع، والمسارِّ والخيرات، من آثار رحمته تعالى، كما أن ما صرف عنهم من المكاره، والنِّقم، والسيِّئات، من آثار رحمته تعالى)، قال سبحانه: {ورحمتي وسعت كل شيء} ، فهو تعالى أرحم بنا من كل راحم، أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأولادنا أنفسنا.
الفرق بين (الرحمن) و(الرحيم):
الأول: أن (الرحمن): أشدُّ مبالغة من (الرحيم)، لأن بناء فعلان أشدُّ مبالغة من فعيل، فهو يدل على السَّعة والشمول، فهو يجمع كل معاني الرحمة، ولذلك لا يُثَنَّى ولا يجمع، فدل على أنه تعالى ذو الرحمة الشاملة، التي وسعت كل الخلائق في الدنيا، إنسهم وجنِّهم، مؤمنهم وكافرهم، فما من موجودٍ في هذا الوجود، إلا وقد شملته رحمته، أما (الرحيم): فهو ذو الرحمة الواسعة للمؤمنين يوم الدين، فكان للمؤمنين الحظُّ والنصيب الأكبر من هذين الاسمين في الدارين.
الثاني: أن (الرحمن) دالٌّ على الصفة الذاتية، التي لا تنفكُّ عن الله تعالى، و(الرحيم) دالٌّ على الصفة الفعلية التي تتعلق بمشيئته.
الثالث: أن (الرحمن): مختصٌّ به لا يجوز أن يُسَمَّى به أحدٌ غير الله تعالى، ولا يوصف به غيره، قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} ، فعادل به اسم الجلالة (الله)، الذي لا يشركـه فيـه غيره. أمـا (الرحيم): فيوصف بــه المخلوق، قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} . هذا إن ذكرا جميعًا، أما إن ذكر أحدهما منفردًا عن الآخر فهو متضمن له.
- أنواع رحمته تعالى لعباده:
أولاً: رحمة عامة: وهي لجميع الخلائق، فكلُّ الخلق مرحومون برحمة الله تعالى، بإيجادهم وتربيتهم، ورزقهم، وإمدادهم بالنعم والعطايا، وتصحيح أبدانهم، وتسخير المخلوقات والجمادات لهم، وغير ذلك من النعم، التي لا تُعدُّ ولا تُحصى.
ثانيًا: رحمة خاصة: التي تكون بها سعادة الدنيا والآخرة، وهي لا تكون إلا لخواصِّ عباده المؤمنين، فيرحمهم تعالى في الدنيا: بتوفيقهم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم، وينصرهم على أعدائهم، ويدفع عنهم الشرور والمهالك والمصائب، ويرزقهم الحياة الطيبة النافعة، التي تعود عليهم بالمنافع الدنيوية، والدينية، وتتجلى في الآخرة: في أعلى مظاهرها وكمالها، في السعادة الأبدية، في دخولهم جنات الله تعالى العليَّة، والتمتع برؤية ربِّ البرية.
- الرحمن على العرش استوى: يقرن الله تبارك وتعالى استواءه على العرش بهذا الاسم الجليل كثيرًا، قال تعالى: {ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً} ، وذلك أن العرش هو أعظم المخلوقات على الإطلاق، المحيط بها من جميع الجهات، والرحمة محيطة بجميع الخلائق، وسعت من في الأرض والسموات، فاستوى على أوسع المخلوقات، وهو عرشه، بأوسع الصفات، وهي رحمته.
- رحمته سبقت غضبه: قال صلى الله عليه وسلم: ((لما قضى الله الخلق، كتب في كتابٍ فهو عنده، موضوع على العرش: إنَّ رحمتي تغلب غضبي))، (وهذا الكتاب العظيم الشأن، كالعهد منه سبحانه للخليقة كلهم، بالرحمة لهم، والعفو عنهم، والمغفرة والتجاوز والستر، والإمهال والحلم، فكان قيام العالم العلوي والسفلي، بمضمون هذا الكتاب، الذي لولاه لكان للخلق شأن آخر).
- من لطائف الاقتران: (1) قال تعالى: {وهو الغفور الرحيم} ، اقترن في كتاب الله تعالى بين اسم (الرحيم) مع (الغفور) في اثنين وسبعين موضعًا، فدل هذا الاقتران على مزيد من صفات الكمال، إضافة على الكمال في كل اسم بمفرده، ففيه (تكثير طرق التعظيم للمحمود سبحانه، بتكثير صفات كماله، الدالة على عظمته): فمن ذلك: (أن مغفرة الله تعالى لعبده، مع استحقاقه للعقوبة بمقتضى عدله، إن هو إلا أثر من آثار رحمة الله تعالى، وهذا من مقتضى رحمته التي كتبها على نفسه، وإلا لكان مقتضى العدل، أن يؤاخذ العبد على ذنبه، كما يجزيه على صالح عمله) .
والكمال الآخر: أن المغفرة تخلية عن الذنوب، التي بها زوال المكروه، والرحمة تحلية، أي: بها حصول المطلوب، وهو النعمة، والإحسان، لهذا قدم سبحانه (الغفور) على (الرحيم) وهو أولى بالطبع: لأن المغفرة سلامة، والرحمة غنيمة، والسلامة تطلب قبل الغنيمة، فجمع بينهما لفائدة عظيمة وهي: الجمع بين الوقاية، وهي: النجاة من كل مرهوب، والعناية: التي بها حصول كل مرغوب.
(2) قال تعالى: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم} ، دل هذا الاقتران على غاية الكمال من الرحمة لعباده، وأعلى درجاتها، فلولا رأفته وهي: أشد الرحمة، وأبلغها، ما أبقى الله تعالى أحدًا من الكفرة، والفجرة، والظلمة يدبُّ على الأرض، لكن لشدَّة رحمته أن أبقاهم على ذنوبهم، ويسبغ عليهم آلاءه وإنعامه، وإمهاله، كذلك إمساكه السموات أن تقع على الأرض، إن هو إلا أثر من آثار رحمته سبحانه.
- جلال الرحمن الرحيم: من جلالهما: ((أن الله خلق مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس، والبهائم، والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم عباده يوم القيامة))، وفي لفظ: ((كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض)). فاشترك كل الخلائق بهذه الرحمة، واستأثر الله جل جلاله المؤمنين بتسعة وتسعين رحمةً يوم القيامة، فكانت لهم الرحمة التامة، في الدنيا والآخرة.
ومن جلالها أنها عمَّت حتى الكافر، (فإنه تعالى قرن الرحمة مع العلم في السعة والشمول، قال تعالى: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً} ، فكل ما بلغه علم الله تعالى، وعلم الله تعالى بالغ لكل شيء، فقد بلغته رحمته، فكما يعلم تعالى الكافر، يرحم الكافر، لكن رحمته للكافر رحمة جسديَّة، بدنيَّة، دنيوية، مختصة بالدنيا، من الرزق، والطعام، والشراب، والملبس، والمسكن، والمنكح، وغير ذلك، أما المؤمنون فرحمتهم أخصُّ من هذه وأعظم، لأنها رحمة إيمانية، دينية، دنيوية)، أخروية، أبدية.
ومن جلال رحمته: أنها رحمة بعزة، وقوة، وغلبة، ومنعة، لا رحمة ضعف وذلة كالبرية، قال الله العظيم: {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} .
ومن جلالها: (أنه تعالى أوجب على نفسه الرحمة، وهو إيجاب تفضل وإنعام، ليس إيجاب استحقاق، قال تعالى: {كتب على نفسه الرحمة} ).
ومن جلال رحمته تعالى: أنها لا تقتصر على المؤمنين فقط، بل تمتدُّ لتشمل ذريتهم من بعدهم، تكريمًا لهم، قال تعالى: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} .
ومن جلالها: أنه كما (خلق الجنة برحمته النار أيضًا برحمته، فإنها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنته، ويطهر بها أدران الموحِّدين من أهل معصيته، وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته).
ومن جلال رحمته: أنها تتضمن أنه لا يهلك عليه أحدٌ من المؤمنين، من أهل توحيده ومحبَّته.
- الثمرات: إنَّ هذين الاسمين يثمران تجريد محبة الله عز وجل، وعبودية الرجاء والتعلق برحمة الله تعالى، والتعرض للأسباب التي تستوجب رحمته تعالى الخاصة التي من أعظمها، طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم {وأطيعو الله والرسول لعلكم ترحمون} ، وامتلاء القلب بالرحمة والعطف مع الإنسان، والحيوان، قال صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء))، وقال صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: ((ارحموا تُرحموا، واغفروا يغفر لكم)).


الصفحة الأخيرة
اسم الجلالة (الله) جل شأنه
قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} آية الكرسي
هذا الاسم الجليل هو أعظم الأسماء الحسنى وأعلاها، تفرَّد الله به تبارك وتعالى عن جميع العالمين، وقد قبض الله تعالى أفئدة الجاهلين وألسنتهم عن التسمِّي به، من غير مانع ولا وازع، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} .
وهذا الاسم العظيم جامع لجميع الأسماء الحسنى، والصفات العلا، دالٌّ عليها بالإجمال، فإذا دعا به العبد، فقال: (اللهم) فقد دعا بكلِّ أسمائه تعالى الحسنى، وصفاته العلى ، الذَّاتيَّة والفعليَّة.
- المعنى اللغوي: (الله) أصله (الإلـه)، (والإلـه في لغة العرب، أطلق لمعانٍ أربعة هي: المعبود، والملجأ، والمفزوع إليه، والمحبوب حبًّا عظيمًا، والذي تحتار العقول فيه).
- المعنى الشرعي: الله تبارك وتعالى هو الذي تؤلِّهه قلوب العباد، حبًّا وذُلًّا، وخوفًا، وطمعًا، ورجاءً، وتعظيمًا، وخضوعًا، وفزعًا إليه في الحوائج، والنوائب، فهو سبحانه الإلـه الحقُّ، وكلُّ ما عبد من دونه باطل من عرشه إلى قرار أرضه، فهو جل وعلا الجامع لكلِّ صفات الكمال، والجلال، والعظمة بغاياتها على الكمال الأقصى، له أجمل الأسماء الحسنى، التي لا أحسن منها، المنزَّه عن كلِّ النَّقائص والشوائب والعيوب، لا شريك له، ولا شبيه له، ولا مثيل له، ولا نِدَّ له، ولا نظير له، ولا معين له، لكماله من كل الوجوه.
- جلال (الله) جلَّ جلاله: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) كيف يُحْصَى جلال هذا الاسم الجليل الذي له من كلِّ كمال أكمله وأعلاه، وأوسعه، وأعظمه، فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثَّره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هَمٍّ وغَمٍّ إلا فرَّجه، ولا عند ضِيقٍ إلا وَسَّعه، ولا تعلَّق به ضعيف إلا قوَّاه، ولا ذليل إلا أعزَّه، ولا فقير إلا أغناه، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوبٍ إلا نصره، فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتُستنزل به البركات، وتُجاب به الدعوات، وتُرفع به الدرجات، وتُستجلب به الحسنات، وتُستدفع به السيِّئات، فلا أعظم من جلال (الله) تبارك وتعالى.
(الله) الاسم الأعظم: ذهب معظم أهل العلم إلى أنَّ اسم الجلالة (الله) هو الاسم الأعظم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى، قال الإمام الغزالي: (اعلم أن هذا الاسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين، لأنه دالٌّ على الذات الإلهية الجامعة لصفات الإلهية كلها حتى لا يشذ منها شيء...). وذلك لما يلي من الأدلة:
(1) أنه أكثر الأسماء ذِكْرًا في القرآن، حيث ذُكر (2724) مرَّة، وافتتح سبحانه به في كتابه الكريم ثلاثًا وثلاثين آية.
(2) أنَّه الاسم الوحيد الذي ورد في كلِّ الأحاديث التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن فيها اسم الله الأعظم.
(3) أن الله تبارك وتعالى يضيف سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} ، يقال: (الله) الرحمن، والرحيم، والقُدُّوس، والسلام... من أسماء الله، ولا يقال: (الله) من أسماء الرحمن، ولا من أسماء العزيز، ونحو ذلك، فعُلم أن اسمه (الله) جلَّ وعلا مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دالٌّ عليها بالإجمال.
(4) أنه أكثر ما يدعى الله جلَّ وعلا بلفظ: (اللهم) ومعناه: يا الله، قال الحسن البصري: (اللهم مجمع الدعاء)، (فإذا قال السائل: اللهم إني أسألك: كأنه قال: أدعو الله الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى بأسمائه وصفاته).
(5) أن الله تبارك وتعالى قبض عنه الأفئدة والألسنة، فلم يتجاسر أحدٌ على التَّسمِّي به.
(6) أنه الذي يفتتح به كلُّ أمر تبرُّكًا وتيمُّنًا.
(7) أنه متعارف عند الجميع، لم تنكره أمَّةٌ من الأمم.
(8) أنه إذا ارتفع من الأرض قامت الساعة.
- الثمرات: عندما يعلم المؤمن أن الله تعالى متَّصفٌ بهذا الاسم العظيم، ينبغي له أن يقوم بحقِّه من التعبُّد، الذي هو كمال الحب، مع كمال الذل والتعظيم، الذي لا شيء أطيب للعبد، ولا ألذَّ، ولا أهنأ، ولا أنعم لقلبه وعيشه، من محبَّته تعالى، ودوام ذكره، في لسانه، وقلبه، وعقله، والسعي في مرضاته والخشوع والخضوع له ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو الكمال الذي لا أكمل للعبد بدونه "ومن كان كذلك فقد تمَّ له غناه بالله تعالى، وصار من أغنى العباد، ولسان حاله يقول:
غنيت بلا مالٍ عن الناس كلهم
وإن الغنى العالي عن الشيء لا به
فياله من غنى ما أعظم خطره وأجلَّ قدره".