ظل الناس لسنين عديدة يعتقدون أن الدهون هي العفريت الذي يسبب المرض. لكن الأبحاث أخذت تظهر بشكل متزايد أن الدهون ليست جميعاً متساوية حيث أن بعض الزيوت والأغذية الغنية بالدهون تحتوي على مواد كيماوية تسمى الأحماض الدهنية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم من أجل صحة جيدة.
وهناك نوعان مهمان من الأحماض الدهنية الأساسية التي تحتاج إليها أجسامنا وهما أوميغا 3 وأوميغا 6 ولكننا نحتاج إلى هذه الأحماض بشكل متوازن وصحيح من أجل حماية القلب، المفاصل، البنكرياس، اعتدال المزاج وصحة الجلد.
لسوء الحظ يتناول الناس الكثير جداً من أوميغا 6 الموجود في زيت الذرة والزيت النباتي المستخدمين كثيرا في طهي الطعام. وقد وجد أن الكثير من حامض أوميغا 6 يسبب ارتفاع ضغط الدم وتخثر الدم الذي يؤدي بالتالي إلى النوبات القلبية والجلطات الدماغية وتراكم السوائل في الجسم.
كذلك لا يتناول الناس ما تحتاج إليه أجسامهم من حامض أوميغا 3 الذي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. ويوجد الحامض الدهني في زيت السمك، الخضار الورقية بذور الكتان، القنب والجوز.
وينصح معظم الخبراء بتناول 30% من السعرات الحرارية على شكل دهون على الرغم من أن الإنسان يمكن أن يتمتع بصحة جيدة إذا تناول 20% منها فقط وحتى 10%. ويتساءل الخبراء ما إذا كان الناس هذه الأيام يتناولون كميات كافية من الدهون الضرورية للجسم.
ولإجراء تغيرات في العادات الغذائية نحو صحة أفضل للقلب والأعضاء الأخرى، ينصح العلماء بالبدء بتجنب الدهون الضارة الموجودة في الزيوت النباتية والتي عدلت كيميائياً لتصبح صلبة كالزبدة.
وبسبب مقاومتها للتلف أكثر من الزبدة تستخدم هذه الزيوت المعدلة في عمليات الطهي وتحضير البسكويت، رقائق البطاطا، البسكويت المحمص، والأطعمة المخبوزة الأخرى التي تباع في الأسواق المركزية بالإضافة إلى المارجرين.
وتسمى عملية تعديل الزيوت النباتية بالهدرجة حيث تصبح قابلة للخزن مدة أطول ولكن هذه العملية تحول الزيوت الغير مشبعة إلى نوع من الكوليسترول من صنع الإنسان.
ويمكن أن تؤدي هذه الزيوت المعدلة إلى زيادة مستوى الكولسترول الضار LDL وبذلك تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ومما يزيد من خطر هذه المواد أن الجسم يمتصها بسرعة أكثر من أحماض أوميغا 3 ولذا فإن هذه الزيوت المعدلة لا تضر الجسم وحسب بل تعطل امتصاص الدهون الضرورية للصحة.
أما مدى الضرر الذي تحدثه هذه الدهون فيعتمد على الكمية التي يتناولها الإنسان. وينصح الخبراء الناس بقراءة التعليمات الموجودة على عبوات هذه المواد وخاصة ما إذا كانت عملية الهدرجة جزئية أو كلية. كذلك ينصح الناس بالابتعاد عنها كلية إذا كان ذلك بالإمكان.
الوجبات الدهنية الخفيفة والمفيدة
يقول العلماء إن كمية المكسرات التي يتناولها المرء ليست بتلك الأهمية طالما لم تتم إضافة الملح والزيوت لها. وأظهرت الأبحاث الحديثة أن السيدات اللواتي يتناولن زبدة الفستق خمس مرات أو أكثر أسبوعياً أظهرن استعداداً أقل بنسبة 30% للإصابة بالسكري نوع 2 وهكذا تتوالى الاكتشافات تباعاً.
ومن المكسرات الأخرى المفيدة اللوز، الجوز، والبقان وقد أظهرت هذه فوائد للقلب حيث تعمل على تخفيض الكولسترول الضار. (تذكر أيضاً أن الجوز مصدر مهم للحامض الدهني أوميغا 3).
المكسرات التي يجب تجنبها
في الحقيقة لا توجد مكسرات ضارة بالصحة طالما لم تكن الأملاح أو الزيوت الضارة أضيفت إليها. ولكن من المهم أن نتذكر أن كافة أنواع المكسرات غنية بالسعرات الحرارية.
تناول الأسماك.
دخلت الأسماك عالم الأضواء منذ مدة ليست بالقصيرة وخاصة تلك التي تعيش في المياه الباردة بما في ذلك السلمون، التونا، التراوت، السمك البحري المخطط، السردين والرنغة كأفضل مصادر غنية بالبروتين والأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون السمك مرتين في الأسبوع يتعرضون لأمراض القلب بنسبة أقل من غيرهم. كذلك وجد بأن نسبة أمراض السرطان بينهم أقل بالإضافة إلى تحسن في صحتهم العقلية ووظائفها.
تجنب الدهون الحيوانية
دأب الأخصائيون على إسداء النصح للناس بالإقلال من تناول اللحوم الحمراء ولكن الدراسات التي أجريت لمدة طويلة حول تأثير عادات الأكل على الصحة لم تحمل معها الأساطير التي طالما اعتقد بها الناس. فالأشخاص يودون سماع أن القليل من اللحوم الحمراء سوف لن يضرهم ولكن العلوم الحديثة تقول لنا إن إجراء تغيرات على أنماط الحياة كالتوقف عن التدخين وممارسة الرياضة والتوقف عن تناول الخضراوات فاقت في تأثيرها كل المسائل الأخرى في تحسين الصحة.
ولا يعني هذا بالضرورة أننا يجب أن نتناول شرائح اللحم الأحمر كل ليلة وحتى إذا كان الشخص غير معرض لأمراض القلب فإن عليه أن يحد من تناول الدهون المشبعة. ولكن الأبحاث الأكثر حداثة تشرح الأسباب التي تحدو بالعديد من المنظمات الصحية بالتوقف عن إخافة الناس من الأطعمة "الرديئة".
يقول أحد العلماء،: نصحنا الناس لسنين طويلة يتناول لحوم الدواجن بدل اللحوم الحمراء لأن الأولى تحتوي على دهون مشبعة أقل من الثانية. ولكنك عندما تنتظر إلى البيانات الخاصة بالكيفية التي تؤثر فيها هذه المأكولات على مستوى الكولسترول في الجسم فإنك سوف لن ترى ذلك الفرق الشاسع.
الزيوت الجيدة
لم تختلف الرسالة الصحية حول الزيوت وهي بكل بساطة، أكثروا من تناول زيت الزيتون وزيت الكانولا.
ويعتبر زيت الزيتون غنياً بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والتي لا تزيد من ضغط الدم أو مستوى الكولسترول في الدم، وكذلك مصدرا جيداً لفيتامين E المضاد للأكسدة.
أما زيت الكانولا فيحتوي على الأحماض الدهنية الأحادية المشبعة على شكل حامض الأوليك.
وقد تبين أن هذا الحامض يخفض من مستويات الكولسترول الكلي ويمكن أن يخفض من مستوى الكولسترول الضار LDL دون التأثير على مستوى الكولسترول النافع HDL. كذل يعتبر زيت الكانولا غنياً بالأحماض الدهنية الغير مشبعة التي يحتاج إليها الجسم.
الزيوت التي يجب تجنبها
علينا بكل بساطة أن نتجنب الزيوت النباتية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 6 مثل الزيوت النباتية العادية، زيت الذرة، زيت عباد الشمس وزيت الصويا وزيت بذرة القطن.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
متمسكة بالصبر
•
الله يعطيك العافية :)
الصفحة الأخيرة