حقق آمالك و حل مشاكلك بكلمة واحدة

قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا قال العبد لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله : أسلم عبدي واستسلم ))
و مر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على إبراهيم فقال: ( يا محمد مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة ، قال: وما غراس الجنة ؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله )
وعن قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى النبي يخدمه قال: فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صليت فضربني برجله وقال: ((ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟ قال: بلى ، قال: لاحول ولا قوة إلا بالله ))
وقـال لعبد الله بن قيس رضي الله عنه : (( ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، فيقول الله عز وجل : أسلم عبدي واستسلم ))
وقال عليه الصلاة والسلام : (( أكثروا من قول لاحول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة ))
*** والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع ، وذلك أنها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ***

وقال عليه الصلاة والسلام: (( من قال لاحول ولا قوة إلا بالله مائة مرة في كل يوم لم يصبه فـقر أبداً ))
وقال أيضاً: (( لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم ))

وجاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( أسر ابني عوف فقال له: أرسل إليه إن رسول الله يأمرك أن تكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ، فأتاه الرسول فأخبره فأكب عوف يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه ، فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها ، فأقبل فإذا هو بسرح القوم الذين كانوا شدوه ، فصاح بهم فاتبع آخرها أولها ، فلم يفاجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب فقال أبوه : عوف ورب الكعبة فقالت : أمه واسوأتاه عوف كئيب بألم ما فيه من القد ، فاستبق الأب والخادم إليه فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلاً ، فقص على أبيه أمره وأمر الإبل ، فأتى أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل ، فقال له رسول الله : اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعاً بإبلك ، ونزل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ))
و كان حبيب بن سلمة يستحب إذا لقي عدواً أو ناهض حصناً قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وأنه ناهض حصناً للروم فانهزم ، فقالها المسلمون وكبروا فانهدم الحصن .

معــــنى هــذه الــــكلــمة :
إنها كلمة استعانة و إسلام واستسلام ، وتفويض وتبرؤ من الحول والقوة إلا بالله ، وأن ا لعبد لا يملك من أمره شيئاً ، وليس له حيلة في دفع شر، ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى . فلا تحول للعبد من معصية إلى طاعة ، ولا من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة ، ولا من نقصان إلى كمال وزيادة إلا بالله ، ولا قوة له على القيام بشأن من شؤونه ، أو تحقيق هدف من أهدافه أو غاية من غاياته إلا بالله العظيم .

سئل زهير بن محمد عن تفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله ) فقال: لا تأخذ ما تحب إلا بالله ولا تمتنع مما تكره إلا بعون الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه :
إن الملائكة لما أمروا حمل العرش قالوا : يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ؟ فقال : قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله ، فلما قالوا حملوه .
وقال رحمه الله : بلا حول ولا قوة إلا بالله تحمل الأثقال ، وتكابد الأهوال ، وينال شريف الأحوال .
وأيضاً لا حول ولا قوة إلا بالله توجب الإعانة لذلك سنها النبي عليه الصلاة والسلام .. كما قال شيخ الإسلام .
رحم الله ابن تيميه فوالله لقد تحمل أثقال البلاء .. وكابد المغول الغـزاة وأهل البدع .. ونال شرفاً جليلاً في أحواله وعلمه وصار شــــــيـخ الإســـــــلام .

وقال ابن القيم : وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة وتحمل المشاق والدخول على الملوك ومن يُخاف وركوب الأهوال ، ولها تأثير في دفع الفقر .
قال ابن العراقي :
يا صاح أكثر قول لا حول ولا *** قوة إلا بالله فهي للـــداء دوا
وإنها كـنز من الـجنة يا فـوز *** امـــرئ لــجـنـة الـمـأوى أوا
له يــقـول ربـــــنا أســـلم لـي *** عبدي واستـســلم رضـــياً هو


نستخلص في النهاية فضل الحوقلة من هذه الأحاديث الشريفة وهي :

-1 زوال الهم
-2 فك الأسر
-3 طرد الفقر
4 - طرد الكبر

5 - رضا الله
6 - تحقيق للتوكل ونيل ثوابه
7 - تحقيق للتسليم ونيل ثوابه

8 - غراس الجنة
9 - باب من أبواب الجنة
10- كنز من تحت العرش من الجنة

فيا من يريد المحافظة على الصلوات والخشوع فيها ..
و يا من يريد صيام النهار وقيام الليل ..
و يا من ظلم ويريد النصر ..
و يا من يؤذى ويريد الكفاية من أهل شر ..
و يا من مرض فاحتار في شفاءه ..
و يا من تعسرت عليه أموره وتـفرق شمله ..
و يا من ضعـفـت قوته وقـلة حيلته ..

أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله .. أشغلوا بها أوقاتكم .. إياكم ثم إياكم أن تهملوهـا .. ألزموها .. داوموا عليها .. عودوا لسانكم عليها .. وستروا بإذن الله خيراااااً عظـــيماً في أمور الدنيا والدين .
*******************
أنصحكم بالإستزادة في معرفة فضلها بقراءة هذين الكتابين :
1/ الحوقلة (( فضلها ودلالاتها العقدية ))
2/ فقه الأدعية والأذكار الجزء الأول
للمؤلف : عبد الرزاق البدر