- الحب في الله والأخوة في الله أوثق عرى الإيمان، وهي أعظم من أخوة النسب إن كان النسب على غير طاعة الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثق عُرَى الإِيمَانِ الْمُوَالاةُ فِي اللَّهِ، وَالْمُعَادَاةُ فِي اللَّهِ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
- تذكير بنعمة الأخوة في الله؛ قال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) (آل عمران:103).
من حقوق الأخوة في الله:
بيان أن هذه الحقوق منها ما يتعلق باللسان، ومنها ما يتعلق بالقلب، ومنها ما يتعلق بالبدن، ومنها ما يتعلق بالمال، ومنها ما يتعلق بكل ذلك.
1- المواساة بالمال:
قال الله -عز وجل- في الحديث القدسي: (حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِىَّ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
وهي على ثلاث مراتب:
- أدناها: أن تقوم بحاجته من فضل مالك من غير أن تحوجه للسؤال:
جاء رجل من السلف إلى صديق له فخرج إليه فقال:
"ما جاء بك؟
قال: عليَّ أربعمائة درهم.
فدخل الدار فوزنها ثم خرج فأعطاه ثم عاد إلى الدار باكيًا، فقالت زوجته: هلا تعللت عليه إذا كان إعطاؤه يشق عليك؟!
فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله، فاحتاج أن يقول ذلك"!! "ترطيب الأفواه 1/361".
- أوسطها: أن تنزله منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في المال:
رأى أحد الصالحين رجلين يصطحبان لا يفترقان فسأل عنهما، فقيل: "صديقان". فقال متعجبًا: "ما بال أحدهما فقير والآخر غني؟!". ولله در سعد بن الربيع -رضي الله عنه- يعرض شطر ماله وإحدى زوجتيه على أخيه المهاجري.
أعلاها: أن تقدمه على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك:
قال -تعالى-: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر:9)، وذكر سبب النزول.
وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "لعشرون درهمًا أعطيها أخي في الله أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة درهم على المساكين".
2- الإعانة بالنفس والبدن على قضاء الحاجات:
- وهي كذلك درجات كالمال؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) (رواه مسلم).
- أفضل من الاعتكاف في المسجد النبوي؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
- أرسل الحسن البصري جماعة من أصحابه في قضاء حاجة لأخ لهم، وقال: "مرُّوا بثابت البناني فخذوه معكم". فمرُّوا بثابت فقال: "أنا معتكف". فرجعوا إلى الحسن فأخبروه، فقال لهم: قولوا له يا أعمش أما علمت أن سعيك في حاجة أخيك خير لك من حجة بعد حجة؟ فرجعوا إلى ثابت فأخبروه فترك اعتكافه وخرج معهم.
3- ذكره بما يحب في حضوره وغيابه:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحب أحدُكم أخاه في الله فَلْيُعْلِمْهُ فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة) (رواه وكيع في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن مجاهد مرسلاً، وحسنه الألباني).
- دعوته بأحب الأسماء إليه؛ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول للصبي: (يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ) (متفق عليه).
بل ترفق بالكافر الذي جاء يعاند دعوته؛ فقال له: (أفرغت يا أبا الوليد؟) (أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر).
- الدفاع عنه إذا أكل لحمه؛ قال -تعالى-: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) (الحجرات:12).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
4- زيارته في الله:
- هي سبب حب الله؛ قال -تعالى- في الحديث القدسي: (حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِىَّ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وتقدم حدث الملك مع الرجل.
- ذكر ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد -رحمه الله- عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: "لما أُطلق أبي من المحنة خشي أن يجيء إليه إسحاق بن راهويه؛ فرحل أبي إليه فلما بلغ الري دخل إلى مسجد فجاء مطر كأفواه القرب فلما كانت العتمة قالوا له: "اخرُج من المسجد فإنا نريد أن نغلقه.
فقال لهم: هذا مسجد الله وأنا عبد الله.
فقيل له: أيهما أحب إليك أن تخرُج أو نجُر رجلك؟
قال أحمد: فقلت سلامًا، فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رجلي، ولا أين أتوجه فإذا رجل قد خرج من داره فقال لي: يا هذا أين تمر في هذا الوقت؟
فقلت: لا أدري أين أمر؟ فقال لي: ادخل. فأدخلني دارًا ونزع ثيابي، وأعطوني ثيابًا جافة وتطهرت للصلاة فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم ولبود، ومائدة منصوبة فقيل لي: كل. فأكلت معهم.
فقال لي: من أين أتيت؟
فقلت: من بغداد.
فقال لي: تعرف رجلاً يقال له أحمد بن حنبل؟
فقلت: أنا أحمد بن حنبل.
فقال لي: وأنا إسحاق بن راهويه".
قال الشافعي:
قـالوا يزورك أحمد وتـزوره قـلتُ المكارم لا تـفارق مـنـزله
إن زارني فبفضله أو زرتـه فلفضله فالفضل في الحالين له
5- الدعاء له في حياته وبعد مماته:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (دُعَاءُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ لاَ يُرَدُّ) (رواه البزار، وصححه الألباني).
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
6- العفو عن زلاته وهفواته:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَفْرَكْ -يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ) (رواه مسلم).
- وقال -صلى الله عليه وسلم- في أخلاق بعض النساء: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ) (متفق عليه).
فاحذر أن تتشبه بالنساء مع أخيك.
ونسأل الله أن يجمعنا إخوة متحابين في ظله يوم لا ظل إلا ظله
للامانه منقول
مرمر الحنونه @mrmr_alhnonh
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فكرة جديدة
•
شكراً لك أختي في الله..مرمر..بارك الله فيك
مرررررررررررررررررررررررررة خطييييييييييييييييييييييير الموضوع بس كيف نفرق بين الاخوة في الله والاعجاب الو العششششششق المدمر بين البنات ياليت تفيدينا جزاااااااااااااااااااااااااااااااااك الله خير
جزآك الله كَل خيرَ وجعلهآ الله في ميزآن حسنآتَك
وجعلك الله من عباده الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
وجعلك الله من عباده الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الصفحة الأخيرة