حقوق الزوج على زوجته

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله بركاته
اخوات الغاليات
لقد كثرت المشاكل الزوجية في مجتمعنا وتبعه الطلاق وماأدراك مالطلاق تشريد وحرمان ومآسي
اليك اختي الطريق المستقيم وهو كيف تتجنبين الطلاق ومآسيه بآداك الحق الذي عليك ووالله وبإذن الله لن تحرصي عليها وتطبقيهاإلا عافاك الله من هذه المشاكل نبدأ بالكلام
لقد تبين أن أساس الخلاف بين بعض الأزواج وزوجاتهم راجع إلى مجرد سوء فهم وتقدير لهذه الحقوق، التي تتحكم فيها عوامل اجتماعية، ومادية، ونفسية، غالبا ما نغفل عنها، مما يولد العناد والإصرار على الرأي، وردود الفعل العصبية، وحب السيطرة، والتسرع في اتخاذ القرارات، المفضية إلى الغضب، والخصام، والشجار، والصياح، والسباب، والعنف، ثم الافتراق والطلاق، لتكون النتيجة الصادمة هي أن ما يقارب ثلث حالات الزواج تنتهي إلى هذا المصير المؤلم.

وإذا وصى الشرع الحكيم الزوج بأن يحسن قيادة أسرته، ويقوم عليها بشرع الله، فإن الزوجة لا شك لها نصيب وفير في ضبط التوازن داخل هذه الأسرة، وحفظها من عواصف الخلافات، وقواصم التشنجات، حتى قالوا: "لا يؤسس البيت على الأرض، بل على المرأة".

ولذلك كانت مطالبةً بدورها بمجموعة من الحقوق تجاه زوجها، عليها إن كانت تريد الله والدار الآخرة أن تمتثلها، وتعتني بها، وتصبر لها، حفاظا على دينها، ونفسها، وزوجها، وأبنائها، لقوله تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ . قال ابن عباس رضي الله عنه: "لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن".

وقال ابن زيد: "تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم".

وقَال ابْنُ قُدَامَةَ: قَال بَعْضُ أَهْل العلم: "التَّمَاثُل هَاهُنَا (أي: في الآية) فِي تَأْدِيَةِ كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ لِصَاحِبِهِ، وَلاَ يَمْطُلُهُ بِهِ، وَلاَ يُظْهِرُ الْكَرَاهَةَ، بَل بِبِشْرٍ وَطَلاَقَةٍ، وَلاَ يُتْبِعُهُ أَذًى وَلاَ مِنَّةً، لِقَوْل اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ وَهَذَا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَيُسْتَحَبُّ لِكُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَحْسِينُ الْخُلُقِ مَعَ صَاحِبِهِ، وَالرِّفْقُ بِهِ، وَاحْتِمَال أَذَاهُ".

وسنقتصر اليوم إن شاء الله تعالى على الحق الأول من حقوق الزوج على زوجته، وهو حق طاعته في المعروف.

قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ . نقل ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس قال: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾، يعني: أمراء عليهن، أي تطيعه فيما أمرها به من طاعته، وطاعتُه: أن تكون محسنة إلى أهله، حافظة لماله".

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره" ثم تلا هذه الآية: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"صحيح الجامع.

ولم يجعل الإسلام على المرأة حقا بعد حق الله تعالى أعظم من حق زوجها عليها. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج ". بل إن حق الله تعالى عليها متوقف على أدائها حقَّ زوجها. قال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها" صحيح سنن ابن ماجة.

فالجنة موكولة إلى طاعة زوجها، متوقفة على القيام بخدمته، و حسن معاشرته، وجميل الصبر عليه، والعمل على إسعاده، وإشاعة السرور في بيته.

فعن الحصين بن محصن أن عمة له أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَاجَةٍ، فقضى حاجتها، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أذات زوج أنت؟ قالت: نعم. قال: "كيف أنت له؟". قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك" الصحيحة. أي: ارقبي تصرفاتك معه، واحفظي الود في علاقتك به، واجتهدي ما استطعت في تلبية أوامره، فإن ذلك جواز مرورك إلى الجنة. فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه" صحيح الترغيب.

وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - طاعة الزوج من حلاوة الإيمان، التي لن تتذوقها إلا بأن تتعبد الله تعالى بهذه الطاعة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها".

ولذلك جعل - صلى الله عليه وسلم - هذه الطاعة مكنوفة بعبادة الصيم والصلاة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" صحيح الجامع.

ويعظم الأمر، حتى تخصص المرأة بالسجود لزوجها لو كان السجود لغير الله مباحا. لما قدم معاذ من الشام، سجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال له: "ما هذا يا معاذ؟". قال: أتيت الشام، فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تفعلوا، فإني لو كنت آمرا أحد أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" صحيح سنن ابن ماجة.

وأثر عن عائشة رضي الله عنها وصيتها للنساء بقولها: "يا معشر النساء، لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن، لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها".

وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - المثل الحسي لتقتنع المرأة بضرورة الاهتمام بهذا الخلق العظيم تجاه زوجها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "حق الزوج على زوجته، أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه" صحيح الجامع.

فكان عصيان الزوج معصية لله تعالى، حتى أغلظ السلف في بيان خطورته. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم لكارهون" صحيح سنن الترمذي.
0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️