مريومه*_*

مريومه*_* @mryomh_2

كبيرة محررات

حقوق المرأة بين الشكل والجوهر..لسعوديـــات فقـــط

الملتقى العام

حقوق المرأة بين الشكل والجوهر

فاطمة القحطاني

في استطلاع أخير نشرته إحدى الصحف المحلية رفض قرابة 80 بالمائة من عينة عشوائية من السعوديات فكرة قيادة السيارة، وهو الموضوع الذي شغلنا جميعاً في السنوات الأخيرة، وتبودلت فيه التهم بين المعارضين والمؤيدين.. الجميع انشغل بموضوع القيادة وكأنه قضية وطنية كبرى بينما اعتبره البعض دخيلاً على المجتمع السعودي.
المؤسف أن كلا الفريقين تناسى إشكالية المرأة الحقيقية في المجتمع، والتي تعود لموروث بيئي ترسخ لسنوات طويلة أكثر منها كتشريع أو نص ديني صريح وهو ما اعتبرته القيادة السياسية سواء على لسان ولي العهد الأمير سلطان أو وزير الداخلية الأمير نايف بأنه أمر متروك للمجتمع وأن السنوات وحدها كفيلة بحله.
كامرأة لا يهمني أن أقود السيارة، لأنها في رأيي بالون اختبار لن يقدم أو يؤخر في مسيرة العمل النسوي المطلوب اجتماعياً، وأن هناك من الأولويات ما هو أجدر بالاهتمام، إيجاد مقعد جامعي مثلاً أو توفير فرصة عمل أهم ألف مرة من إشغال المرأة بالقيادة وكأنها ستتولى إحضار اسطوانة الغاز أو مقاضي المنزل أو توصيل الأطفال لمدارسهم في الصباح.
لا يهمني أن أقود سيارة بقدر ما أريد تطبيق التشريعات الإنسانية التي تراعي ما تواجهه المرأة عملياً من تهميش في الكثير من علاقاتها الأسرية ومعاملاتها الرسمية والوظيفية وعدم اعتراف البعض وإصرارهم على أن تظل تابعة بدون قرار أو احترام رغم ما يقال عن اهتمام بالمرأة وتقدير لها.
مشكلة الخطاب الاجتماعي العام أنه يعاني من تناقض فشلت ـ حتى الآن ـ جميع الفرص المتاحة في تشكيله وبلورته بشكل محدد ونقله من إطاره الشكلي إلى مناقشة جوهر القضية، ومشكلة الخطاب الفكري أنه شغل نفسه بالحديث عن المرأة دون أن يتطرق لمعاناتها الأساسية، حيث ما زلنا نشغل أنفسنا بما يخص المرأة بينما المرأة نفسها تتردد لسبب ذاتي نفسي تتحمل هي مسؤوليته أولاً، أو جراء منظومة ثقافية في الذهنية المحلية تقلل منها ونجعلها مجرد مقعد في الصف الأخير..
القضية ليست قيادة السيارة وإنما هي في الاستجابة لصرخات آلاف من النساء اللاتي يبحثن عن حقوقهن ومعاملاتهن، كالأرامل والمطلقات والباحثات عن مهنة..



آباء.. مع وقف التنفيذ

فاطمة القحطاني

تبقى قضية المرأة معلقة، حتى إشعار آخر رغم كل الجهود الحكومية لحلحلتها تدريجياً، لكن الواقع على الأرض يفصح عن مآس كثيرة تكتمها الجدران وأسقف البيوت التي تصبح المرأة فيها قطعة ديكور حائرة بين الأهل الذين يرون فيها دائماً ما يبعث على الريبة وينبغي التخلص منها بسرعة، وبين الزوج الذي لا يمنحها الثقة.. لتقبع الأنثى وسط جراحها تكتفي باللعن الصامت لنفسها قبل الآخرين.
وفي الحالين يخسر المجتمع نصفه الآخر الذي يصاب بأنفلونزا طيور نفسية، تنعكس على جيل كامل من الأطفال الذين هم كما نقول ونردد عدة الوطن، وبالمناسبة أتذكر إحصائية قرأتها أخيراً، تشير إلى أن حوالي 30 في المائة من السعوديين يعانون من أمراض نفسية؟ فماذا يعني ذلك؟ ببساطة ثلث المجتمع مريض نفسيا بشكل أو بآخر، بغض النظر عن نوعية هذا المرض أو أسبابه.. إحصائيات أخرى تقول إن نصف السعوديات يعانين من السمنة المفرطة، فما علاقة السمنة بالكآبة، إحصائية ثالثة تقول إن لدينا أعلى نسبة مدخنين في العالم وكلنا لاحظنا انتشار التدخين بين الفتيات والسيدات وطالبات المدارس.
الرقم المفزع الأخير يؤكد ارتفاع حالات الطلاق مقارنة بعدد الزيجات التي تتم يومياً بل أن إحصائية أكدت أن هناك حالة خلع واحدة من بين كل ثلاث حالات انفصال، فما الذي يدفع امرأة لطلب الانفصال؟ وما علاقة ذلك بما نسمعه عن حالات العنف الأسري التي اعترفت إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية يوم السبت الماضي بأنها عالجت 756 حالة لنساء وأطفال تحت سن 18 سنة حتى شهر جمادى الأولى الماضي؟ سؤال أعتقد أن الرجال وحدهم سيلقون تهمهم محملين المرأة وحدها أبغض الحلال الذي ستعاني ضريبته وحدها من المجتمع الذي لا يرحم، ومن الأهل الذي يراقبون كل تصرف ومن الزوج السابق الذي ينتهز أقرب فرصة للانتقام.
المطلقة التي تتكفل بأبنائها وتنفق عليهم لأنهم في حضانتها بصك شرعي بينما الأب يرفض تحمل أي نفقة، ولا يبالي بهم ولا باحتياجاتهم، تظل صورة باهتة لكيان ينتظر استجداء الأهل الذين ينشغلون عنها في زحمة الحياة ويحاولون التملص منها ومن أطفالها، وهناك نماذج محزنة لنساء يعملن ويحاولن إعالة ابنائهن ويصطدمن بضرورة موافقة ولي الأمر للحصول على جواز سفر للابن كي يسافر معها في رحلة علاج أو حتى للاكتتاب في البنوك. وهناك رجال هربوا من المسئولية وتركوا زوجاتهم بعد أن امتصوا رواتبهن لآخر قطرة. وهناك من أخذ الأطفال دون أن يسمح للأم بأن تراهم مرة أخرى!
الصحف نشرت وتنشر العديد من القصص، آخرها امرأتان حاولتا الانتحار ، والانتحار ملف شائك قد يكون مرتبطاً بحالات نفسية واجتماعية يحتاج لأن نتعامل معه بواقعية وعطف وإحسان خصوصاً إذا عرفنا أن غالبية المحاولات بين نساء وفتيات في عمر الزهور.. وهذا يكفي لأن نشعر ببعض الوخز للضمير.



صورة طبق الأصل لكن من يهمه الأمر؟

فاطمة القحطاني

بمجرد نشر مقال الأسبوع الماضي، انهال على بريدي العديد من الرسائل التي تنضح ألماً وحزناً ويأساً جراء ممارسات مهولة وغير معقولة عن آباء وأزواج تناسوا إنسانيتهم ، ومارسوا جبروتهم على امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة بفعل التسلط والتقاليد ونوازع شيطانية في ثوب رجولة.
قارئة لم تذكر اسمها أرسلت رسالة، أكتفي بنقلها كما هي، دون تدخل أو تصرف، أضعها أمام المجتمع، وأمام أولي الأمر، وأمام كل من له ضمير إنساني وأخلاقي، وهذا هو نص رسالة القارئة :
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا اشكر لك جزيل الشكر على الموضوع اللي تكلمتي عنه الثلاثاء الماضي في جريدة (اليوم ) بصراحة عندي مشكلة من نفس النوع لكني أتوقع أنها أعظم والله أعلم ، على كل حال أختي أنا أتمنى انك تكتبي عن مشكلتي ويا ليت إذا تقدري تنشريها في كل الصحف السعودية لأني في الواقع ناوية أسوي انفجار في المكان اللي أنا فيه (يعني مو بس انتحر ).
أنا في البداية تقدم لي رجل معدوم - غير معروف وفقير لدرجة الموت بعد - لأجل كذا أنا حبيت أوضح لغيري أن الحياة ما تعني شيئا إذا الإنسانية انعدمت... على كل حال أنا وافقت عليه بكل قناعة لكني بعدين اكتشفت انه يعرف الزواج بس على حرفين (مصلحته الشخصية،الفلوس ) لأجل كذا أنا رفضته و عندي الحق بكذا لكن والدي له رأي تاني وقام بتهديدي بأشياء ما تخطر على بال أي إنسان عاقل لكني حالياً اذكر منها : انه قال إذا طلقك أنت مطرودة من بيتي ما تسكني عندي فيه... فتزوجته غصباً عني بعد 8 شهور انفصلت عنه و رجعت بيت والدي و شفت أنواع من العذاب اللي ما يخطر على بال لكني ظللت مصرة على أني ما أبي ارجع له، واستمر التعذيب إلى حد ما خلاص سواها وطردني من البيت وخلاني أعيش حياة وأنا ميتة فيها ، بعدين رجعني بيته بالغصب لأني ما أبي أرجع إلى بيته وإلى أفعاله هو مع أمثاله ... بس الحين هالمرة الحال اصعب و أعظم لأنه ردني غصبا علي لكن أغراضي كلها تركها في شقتي - يعني أنا في وادي وأغراضي في وادي تاني - شفتي كيف هالحياة التعجيزية و الحين بعد رافع ضدي قضية في المحكمة باسم زوجي على انه غصب يبي يرجعني له مع ان زوجي خلاص مايبيني لكن والدي مصر على انه غصب ارجع له والقضية موعدها في هذا الشهر في تاريخ 14/11, وللمعلومة وصلتني أخبار مؤكدة إن والدي متعاهد مع زوجي على ورقة بأنه إذا طلقني بيخسر وإذا عذبني ، ذبحني المهم انه ما يطلقني بيربح ..... وهذا حالي وفي أشياء واجد ما قلتها لكن أظن هذا يكفي.
فيا ليت أختي لو تعملي معروفا لأجلي ......).
انتهت الرسالة التي نقلتها بكل أمانة، وكما هي، لكن من يقرأ ؟ أو يسمع؟
2
444

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مريومه*_*
مريومه*_*
...
مريومه*_*
مريومه*_*
..