كانت نظرة المجتمعات القديمة قبل الإسلام إلى المرأة نظرة مشوبة بالاحتقار حيث كانت نظرتهم أنها مخلوق لخدمة ومتاع الرجل وكانت تباع وتشترى ولازالت هذه الأحوال في مجتمعات الغرب وكذلك الوثنية في آسيا حيث يقومون بحرقها وهي حية مع جثمان زوجها وما زالت تمارس هذه العادة إلى وقتنا الحاضر .
أما اليهود فإذا حاضت المرأة ينظرون إليها نظرة دونية فلا يسمح لها بأن تقرب فراش زوجها أو تمسه أو تجلس عليه .
وأيضاً كان العربي الجاهلي يعتبر إنجاب الإناث عاراً وقد عبر عن ذلك القران الكريم في قوله تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ) وجاء الإسلام ليهدم أركان الظلم التي فرضها المجتمع الجاهلي على المرأة وليؤكد على أنهن ( شقائق الرجال ) . ووضع التشريعات التي تحفظ لها كرامتها ويحقق لها المساواة بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية والشخصية والأهلية والمسؤولية .
ومن الحقوق التي وضعها الإسلام للمرأة حق التعليم فالإسلام أقر للمرأة حقوقها التعليمية كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها , وأدبها فأحسن تأديبها , ثم أعتقها وتزوجها فله أجران ) رواه البخاري .. وظهر ذلك في سعي الصحابيات للتعلم فاشتهرت عائشة رضي الله عنها بعلمها وفقهها , وكان أكابر الصحابة أذا أشكل عليهم أمر ما في الدين يستفتونها , ومن الصحابيات العالمات والمتعلمات حفصه رضي الله عنها فقد نالت شرف حفظ النسخة الأولى من القران الكريم فهي المختصة بحفظ المخطوطات والوثائق .
وأيضاً أم سلمه رضي الله عنها وفاطمة الزهراء وأم سليم وأم حرام وأم عطية وأم الدرداء وأسماء بنت أبي بكر وأم كرز وفاطمة بنت قيس رضي الله عنهن وغيرهن الكثير .
وأيضاً من الحقوق حقها في اختيار الزوج فقد أعطها الإسلام للمرأة البالغة العاقلة بكر أو ثيب كامل الحرية في رفض من لا ترضاه لها زوجاً كما جاء في السنة النبوية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأيم أحق بنفسها من وليها , والبكر تستأذن في نفسها ,وإذنها صمتها ) رواه مسلم
وأيضاً لها حق فسخ العقد كما أخرجه البخاري أن (خنساء بنت خذام زوجها أبوها وهي كارهة وكانت ثيبا فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها ).. ولكن اختيار زوجها ليس مطلقاً فقد تختار زوجاًًً غير كفء تحت تأثير الهوى أو رغبة طائشة فهنا للولي رد الزواج من غير الكفء الذي لا يرضاه أولياؤها.
كذلك لها الحق في الصداق فهو حق واجب ورمز التقدير فالحال لها إشعار بتكريمها والعزم على إسعادها وجاء الكتاب ليؤكد أن الصداق حق واجب في قوله تعالى ( واتوا النساء صدقاتهن نحلة فأن طبن لكم عن شيء منه نفساًً فكلوه هنيئاً مريئاً )
وأوجب الإسلام النفقة على المرأة على أبيها أو ولي أمرها قبل الزواج وعلى الزوج بعد زواجها وقد ثبت وجوب النفقة للزوجة في الكتاب العزيز قال تعالى ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) وقال تعالى ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف )
ومن أهم حقوقها على زوجها حسن معاشرتها وعدم الإضرار بها ,قال تعالى ( وعاشروهن بالمعروف )
فهذا هو الإسلام الذي حفظ ويحفظ حقوق المرأة وكل فرد في هذا الدين منذ 1400 سنة مضت وإلى قيام الساعة فكل دين غير هذا الدين فهو ظالم لأفراد المجتمعات وخاصة المرأة التي ظلمت ولازالت مظلومة عند المجتمعات الغربية حيث أنها تباع وتشترى كما الحيوان أعزكم الله ولكن هذا الدين الوحيد الذي حفظها وكرمها وأعزها فنحمد الله على هذا الدين ونسأل أن يحفظ لنا ديننا وإسلامنا والحمد لله رب العالمين.
أ.ماجد محمد الشمدين
دراسات إسلامية

جردينيا ولوتس @grdynya_olots
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️