بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى
والصلاة والسلام على النبي المصطفى
أخواتي في الله
لله عباد اختصهم الله بفضل من عنده
فهم يصبحون على ذكره ويمسون على ذكره
ويعيشون في طمأنينة وحصن من الله سبحانه وتعالى
فهم متوكلون على ربهم ومتحصنون بآياته وأذكاره
راضين بما قسم الله لهم في الحياة متوكلين عليه ذاكرين شاكرين له في كل حين
وفي كل صباح ومساء يقولون ويرددون
رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً وبحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
رضاً حقيقي عن الله .. رضاً نابعاً من القلب
قول مع عمل
توافقت ألسنتهم مع قلوبهم
كيف رضوا؟
رضوا بالله رباً أي بما قسم لهم وبما شرع لهم وبما ابتلاهم
ورضوا بالإسلام ديناً فهم لا يعارضون حكماً
ولا يجادلون ولا يقصرون في أداء الواجبات المفروضة
رضوا بنبيهم فاتبعوا سنته واهتدوا بهديه
وأطاعوه فيما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر
فما أحلاها من حياة تعيشها بقلب راضٍ عن الله وعن الإسلام والرسول
وما أسعدها من حياة يعيشها هذا المؤمن عندما يتحقق الرضا بمعناه التام .
حتى إذا ابتلاه الله بالأمراض والآلام يتلذذ بها
وبالتكاليف الشرعية أيضاً مهما كانت شاقة عليه
لأنه يعلم أن هذا ما قدره لله له
فيرضى ولا يسخط وهو يعلم ويثق بأن الله لا يضيع عمل عامل
فالمرأة المسلمة ترضى بحجابها وتتحمل
ترضى بكل ما فرض الله لها
لأنها تعلم أنها في دنيا الكد والنكد والتكاليف والآخرة خير وأبقى
وتعلم عما أعده الله للمؤمنين الصابرين في الآخرة.
فهي راضية باللسان والقلب والعمل
لكن ما فائدة هذا الرضا إذا كان باللسان فقط!
كثير من الأخوات يحافظن على هذه الأذكار فيسردنها سرداً من غير أن يستشعرن شيء من معانيها
فلا تحقق لهن السعادة والطمأنينة
تجدها تقول رضيت بالله ربا
وهي ساخطة ناقمة طوال الليل والنهار
لماذا حصل لي كذا ؟
ولماذا ابتليت بكذا ؟
سبحان الله
لا تغضبي من مصيرك
ولا تجزعي من حياتك
فهي من صنع يديكِ
نعم
فالجزاء من جنس العمل
فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
أنت ناقمة
ساخطة من حياتك
فلك السخط
لماذا فلانة سعيدة .. أو حياتها أفضل مني؟
مع أنها لا تملك ما أملكه !!!
مهلاً أنا سأخبرك
لأنها رضيت بحياتها كما هي فزادها الله رضاً وأرضاها
هي قانعة وراضية بما قسم الله لها
ولم تنظر فيما عند أخواتها
لكن غيرها سخطت ونظرت فيما عند غيرها
فزادها الله سخطاً
وأعماها عن النعم التي حولها
فأصبحت لا ترى ما أنعم الله لها
وترى نعمة غيرها وتطلبها
وتتمنى زوالها من غيرها
فأنت يا أخيتي
عندما تنظرين إلى نعمة غيرك
فأنت غير راضية
عندما تتسخطين
فأنت غير راضية
عندما تشتكين
فأنت غير راضية
عندما لا تحمدين الله على ما أعطاك
فأنت غير راضية
ولو أعطاك الله القليل
لأن من رضي بالقليل أعطاه الله الكثير
فكيف تقولين رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
دون تحقيق معناها!
كيف ترضي بالله وأنت هذا حالك ؟
كيف ترضين بالرسول وأنت لا تتبعيه ؟
كيف ترضين بالإسلام وأنت معترضة على شرائعه ولا تطبقيها؟
قال الله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عند الله أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
سورة الصف
أخواتي
سبحان الله بالرضا يتحقق لك ما تريدين ويزيدك الله رضاً على رضا
أختم بهذا المثال البسيط
لأبين فيه أن من رضي يرضيه الله أكثر
مثلاً أنت الآن راكبة في السيارة تسيرين في الطريق
مع والدك أو زوجك أياً كان هذا السائق
وطلبتي منه شيئاً
إما مقابلة صديقة في مكان ما
أو شراء شيء
أو تصفيف شعر
أو غيره
وحصل رفض من هذا السائق
إذا حمدتِ الله ورضيت وقلتي في نفسك
عساه خير لي
وعسى أن تحبوا شيء وهو شر لكم
سبحان الله يرضيك الله بأن يجلي لك السبب
فتزيدين رضا
ما معنى هذا الكلام؟
مثلاً عندما تعودين للبيت تسمعين خبر سيئ عن هذا المكان الذي أردتِ الذهاب إليه
فتقولين الحمد الله أني لم أذهب أو لم أفعل
أو تسمعين عن مكان أفضل منه
فتحمدين الله على كل حال
حتى تذهبي لذاك الذي رفض وتقبليه وتقولي الحمد الله أنك رفضت
هنا زادك الله رضا لأنك رضيتي
لكن منهن من تظل ساخطه لليوم التالي بسبب هذا الرفض وتجلب لنفسها الضيقة والكرب
وهي لا تعلم أن في هذا الرفض خير لها
فسبحان الله
من رضي فله الرضا
أسأل الله أن يرضا عنا ويرضينا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنت لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
نقلته لروعته.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى