
الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مـــرحبا يابنات ، اتمنى الجميع يكونون بخير
حقيقة ظاهرة ضعف الإيمان أسبابه ، خطورته ، وعلاجه .
ان الله عز وجل يبلي العباد ولابد في ذلك حكمة ، لن أتدخل في شؤون الله عز وجل
والبلاء والشفاء من الله ولا شك في ذلك .
بالنسبة لظاهرة ضعف الإيمان فهي بلاء منشق عن بقية اصناف البلاء ، فيبتلي بها العبد بإرادته
وغالبية العباد لايدركون مدى خطورة هذا البلاء على انفسهم وعلى المجتمع
وهذي الظاهرة في عداد الأمراض المميته نفسياً .
حيث يصل ضعيف الإيمان الى نقطة يعجز فيها عن أداء ابسط الأمور، ويشعر ان الحياة لا معنى لها ، وان وجوده
في هذه الحياة ذنب ارتكبه والديه !
لن اطيل الحديث
سنتطرق الى
بعض من أعراض ضعف الإيمان :
1- إكتئاب شديد .
2-قسوة القلب والعصبية وتضخيم الأمور .
3- الندم الشديد والتفكير والخوف .
4- اختلاق الأفكار الغريبة والشكوك والأوهام ( الوساوس الشيطانية ).
5- اليأس من كل شيء وإنعدام الثقة .
7- لايؤمن العبد بوجود ربه .
8- الوقوع في المعاصي بسهولة.
9- سوء الحظ وتعسير الأمور.
10- الفشل في كل شيء.
11- وجود الجن والشياطين في محيطة وتعج بالسيطرة عليه .
وهو بإختصار أساس كل مصيبة ونقص وبلية.
أسباب ضعف الإيمان :
1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة : وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس ، يقول الله عز وجل : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } .
2- ومن الأسباب : الابتعاد عن طلب العلم الشرعي والاتصال بكتب السلف والكتب الإيمانية ، التي تحيي القلب ؛ فهناك أنواع من الكتب يحس القارئ بأنها تستثير في قلبه الإيمان ، وتحرك الدوافع الإيمانية الكامنة في نفسه ؛ وعلى رأس هذه الكتب : كتاب الله تعالى وكتب الحديث ، ثم كتب العلماء المجيدين في الرقائق والوعظ الذين يحسنون عرض العقيدة بطريقة تحيي القلب ، مثل : كتب العلامة ابن القيم ، وابن رجب ، وغيرهما .
3- ومنها : وجود الإنسان في وسط يعج بالمعاصي ؛ فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها ، وآخر يترنم بألحان أغنية وكلماتها ، وثالث يدخن ، ورابع يبسط مجلة ماجنة ، وخامس لسانه منطلق باللعن والسباب والشتائم ... وهكذا ، أما القيل والقال والغيبة والنميمة وأخبار المباريات فمما لا يحصى كثرة .
4- طول الأمل : قال الله تعالى : {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } وقال علي رضي الله عنه : (إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل . فأما اتباع الهوى : فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل : فينسي الآخرة) وجاء في الأثر : (أربعة من الشقاء : جمود العين ، وقسوة القلب ، وطول الأمل ، والحرص على الدنيا) . وقيل : (من قصر أمله قصر همه وتنوّر قلبه ؛ لأنه إذا استحضر الموت اجتهد في الطاعة) .
5- ومن أسباب ضعف الإيمان وقسوة القلب : الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة ، وكثرة الضحك ؛ فإن الوقت الذي لا يُملأ بطاعة الله تعالى ينتج قلباً صلداً لا تنفع فيه زواجر القرآن ولا مواعظ الإيمان .
و ( العلاج ) :
ليس فقط علاج ضعف الإيمان وإنما غذاء للروح :
1- رأس العلاج وهو البدء في المواضبة على الصلوات الخمس المفروضه ، ليس فقط المطلوب
أدائها ، المطلوب ادائها في اوقاتها ، والتأمل في مايقال فيها وعدم التفكير بشيء اخر وقت اداء الصلاة .
فهي الدواء الأساسي فهي تشمل بعض السور القرآنية والإستغفار والركوع والسجود لله
والدعاء ، اي تحتوي على عناصر ايمانية مركبة تقاوم هذا المرض.
2- فتح القرآن الكريم وقراءة جزء يومياً ،
3- المحافظة على اذكار الصباح والمساء .
4- الإستغفار 100وقراءة بعض الأيات القرآنية قبل النوم .
ينبغي التوقف عن سماع الأغاني والشتم والغيبة وبعض الأمور التي تتلف العلاج
استمري اول اسبوع وعليكِ بالنية بأنك ستسمرين وسترين التغيير ، عليك بالتأمل والتفسير فيما تقولين وماتقرأين ، لتجنب الملل .
انا اتحدث الآن وبإختصار عن لجوءك لله عز وجل ، وبذلك تحصينين نفسكِ وتطردين الشياطين من محيطكِ .
وبذلك تنعكس الأعراض الى تغييرِ تام فلنتخيل معاً كيف ستكون النتائج ":
1- إكتئاب شديد . = (سعادة وإطمئنان).
2-قسوة القلب والعصبية وتضخيم الأمور . = ( الهدوء وراحة البال والتصبر)
3- الندم الشديد والتفكير والخوف . = ( الطمأنـــــــينة )
4- اختلاق الأفكار الغريبة والشكوك والأوهام (الوساوس الشيطانية). ( قد يستغرب المرء من اي فكرة او شك او وهم مختلق ولايستوعب ذلك ، تلك الأفكار مطلقاً . )
5- اليأس من كل شيء وإنعدام الثقة .( زيادة الثقة بالنفس ، التفاؤل ،الإرتقاء بالذات ، عموم الخير )
7- لايؤمن العبد بوجود ربه . (ان القرآن الكريم به ادله وبراهين كثيرة تثبت وجود الخالق عز وجل، حيث يجعل المرء يتأمل في كل شيء حوله يثبت وجود الله سبحانه)
8- الوقوع في المعاصي بسهولة . (وجود رادع ذاتي يمنع مجرد التفكير في تلك المعاصي )
9- سوء الحظ وتعسير الأمور. ( تيسير الأمور وتحسين الحظ)
10- الفشل في كل شيء. ( النـجــــــــــــاح في شيء).
11- وجود الجن والشياطين في محيطة وتعج بالسيطرة عليه . (طرد الشياطين وقهرهم)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) ، وقال ابن القيم رحمه الله : (هلاك النفس من إهمال محاسبتها ومن موافقتها واتباع هواها) ، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تجدد الإيمان في قلوبنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجهم وسلم تسليماً كثيراً .
كفانا الله شر هذا البلاء جميع
تقبلون تحياتي العطرة
