شام

شام @sham_1

مستشاره بعالم حواء -

حقيقة عبادتنا لله -عزوجل-

ملتقى الإيمان

الحمد لله رب العالمين
جلست يوما أختتم الصلاة وأردد الألفاظ المأثورة من تسبيح وتحميد واستغفارو.....,
بيد أن الشيطان سرق مني فكري دون أن أدري,فإذا أنا أسرح في إحدى القضايا أستعرض أحداثها وأتتبع مراحلها وأتوجس من نتائجها.
وغصت في أعماق القضية العارضة حتى ارتطمت في قاعها ولساني يحصي آخر الكلمات التي تعقب الصلوات المكتوبة,لتكون ذكرا بعد ذكر وتحية بعد تحية.
وشعرت بتناقض بين حالي ومقالي ,وساءلني ضميري:أكنت حقا تذكر ربك ,وتسبحه,وتحمده,وتكبره؟
ولم يكن للكذب مجال ,لقد كان فؤادي في واد آخر,وإن كان لساني يردد ما تعوده من كلمات.

لو كانت إدارة الألفاظ على الشفتين تثبت معانيها للفور كما تدير أزرار الكهرباء فتسطع المصابيح للنور,لكنا في حال غير الحال,ووضع غير الوضع,ولكن المسافة شاسعة بين الكلمات ودلالاتها.
وكم فينا من ببغاوات تجري على أفواههم كلمات جليلة ,فإذا ذهبت تلتمس حقائقها في نفوس القائلين,وجدت الفراغ أو وجدت النقيض.

والمؤسف أن أغلب معاملتنا لله يسيل من هذه العين الحمئة..؟؟
1
551

هذا الموضوع مغلق.

شام
شام
إن أسوأ ما يعتري الفرائض المكتوبة والعبادات الرتيبة أن يؤديها المكلفون وهم في شبه غيبوبة ,لا تلاحق عقولهم معانيها ولا تحصل أنفسهم حكمتها .

إن الله شرع الدين موضوعا وشكلا , معنى ولفظا , يقظة نفسية وحركة بدنية , فمن أخذ الظاهر من هذا كله وترك الباطن فهو يعبث بالدين ويتخذه لعبا ولهوا.
ويحسن أن نفرق هنا بين عدة أحوال,فإن المؤمن الجاد الصادق عندما يشرع في نسك,يقبل على الله معقود العزم ,وربما اختلس الشيطان شيئا من عبادته فهو يحزن لذلك ويتعلم الحرص والحذر , ومراتب المؤمنين في مدافعة هذه الغارات لا حصر لها.
وخيرهم من تنجح مجاهدته في صياغة عمله جوهرا ومظهرا , وأعجزهم من اسغفله الشيطان فشتت لبه في متاهات ليس لها آخر كلما تقرب إلى الله -عزوجل-.

هل تتبعت مجالس القرآن التي تحف بنفر من القراء المشهورين . ورأيت ما يسود تلك المجالس من صخب وخفة...؟؟
إن الصياح الطائش الذي يفتعله بعض السامعين يستخف بهؤلاء القراء فتراهم ينسون الكتاب ومنزله(بتشديد الزاي)وما ينبغي له من إجلال وتوقير , ويحولون الآي إلى نغم معجب للجهال يزيدهم ولها على وله..؟؟

إن ما يطلب من الناس ليس شيئا صعب التصور أو المنال , مطلوب من الإنسان العاقل أن يعي ما يقول , ان يعنيه ,وأن يفقه ما يسمع ويستوعبه,
فهل هذا تكليف بما يبهظ الهمم.....؟؟؟؟
مطلوب من المصلي إذا وقف بين يدي الله أن يعرف من يناجي , فإذا قال :الله أكبر كان شعوره في حضرة الكبير المتعالي عاصما له من الالتفات إلى غيره , ومحرما عيه الاشتغال بأمر دونه , وهذا سر تسمية افتتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام.
مطلوب من التالي للوحي أن يفك أغلاق قلبه فإذا نودي سمع , وإذا بصر رأى , وإذا استثير نشط
وقد جاء في وصف عباد الرحمن:
*والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا*

______________________________-
من كتاب :(ركائز الإيمان بين القلب والعقل) للشيخ محمد الغزالي
بتصرف

<font face="MS Dialog"