دمعه وحزن

دمعه وحزن @dmaah_ohzn

محررة ماسية

** حقيقة مروعة **

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



لو أنّ طبيباً مشهوداً له ، قال لإنسان يتردد على عيادته :

اسمعها مني صريحة ناصحة ، لا أراك ستعيش أكثر من شهرين ، فاحتــط لنفسك ، وتهيأ بما تستطيع ، فلا فائدة تُرجى لك من طب الناس تحت أي سماء ..!

هذه وصيتي لك ، وشفقتي عليك ، وأنت وشأنك ..!
* *

أما أنا فأحسب أنّ هذا الإنسان سيتحطم كلياً ،

وسيموت كل جزء فيه على حدة ، كأنه جدار كان يتماسك في جهد ، فلما تعرض لهزة عارضة ، إذا بأحجاره كلها تتتابع إلى القاع ..!

ثم إني أحسب أنّ إنقلاباً هائلاً سيحدث في حياة هذا الإنسان ،

يجعله ينتقل من النقيض إلى النقيض بين يوم وليلة..

- - -

ولقد قرأت منذ زمن ، قصة رجل ثري ، حدث له مثل هذا الذي نقوله ، ولكن النهاية كانت هي الأعجب ..

لقد أصيب بمرض عضال ، وتردد على مشافي كثيرة في بلدان مختلفة ، من بلاد العالم ، وفي كل مرة لا يرى فائدة تُذكر ، بل إنه يحس أن الأمر يستفحل مع الأيام

ويحدث أن يقال له بملء الفم :

بحسابات الطب التي نملكها ، فإنه لا أمل في شفائك

، ولقد أصبحت أيامك في دنيا الناس معدودة ، لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة ،

فبقاؤك بين أهلك وأحبائك خير لك ..

وجحظت عينا الرجل ، وارتعشت كل خلية فيه ، وانتصبت كل شعرة في جسده تنتفض مذعورة ،

ولما أيقن بما أخبروه ، عاد إلى بلده منهاراً محطماً ، يحمل نفسه في جهد ،

وفي رأسه تثور عشرات الآلاف من الخواطر والأفكار والأسئلة ،

ولأن الأمر جدّ ولا مجال للمزح فيه ، فقد بقي يخبط يداً بيد ، ويضرب أخماساً في أسداس ،

ثم لمعت في رأسه فكرة ، فرح لها كل الفرح ،

وما إن وضع عصى الترحال في بيته ، حتى بادر يستدعي محاميه الخاص إلى مكتبه ، وأغلق في إحكام الباب من ورائه ، ثم شرع يملي عليه وصيته العجيبة الغريبة :

تبرعات سخية لأطفال أفريقيا ، ومثلها لأطفال فلسطين ،

ومشاريع خيرية في هذا البلد وذاك ،وصدقات ،

وزكوات ، وملايين يذكرها ويوزعها ،

والمحامي يكتب في ذهول وعجب ودهشة ،

وكلما حاول أن يتكلم ، زجره صاحبه قائلاً :

لقد أيقنت أنني مودّع هذه الدنيا ، وأريد أن أغتسل من ذنوبي وما أكثرها ..

ثم شرع يقسّم بقية ميراثه على ورثته ..!

كل ذلك على الورق ، ولذا طلب من محاميه أن لا ينفذ شيئاً من هذا إلاّ بعد

موته ..

ومن يومها انقلبت حياة الرجل رأسا على عقب ،

لم تعرف رجلاه ، منذ ذلك اليوم ، سوى الطريق إلى المسجد ، وأصابعه لا تزال تدير مسبحته الطويلة ، على مدار الأنفاس ،

حتى كلامه ، أصبح معدوداً محسوباً موزوناً ، لا يدور لسانه إلاّ بذكر أو تذكير

أو نصح أو إرشاد ووعظ ونحو ذلك ..

وكلما حاول أهله وذووه أن يثنوه ، ازداد إصراراً ، ومع إصراره إزداد شحوباً ..

وتمضي الأيام والرجل يكاد يكون من العُبّاد القلائل في مدينته ،

كان أول الداخلين إلى المسجد ، وآخر الخارجين منه ، كثير الاعتكاف ، غزير

الدمعة .. ومع كل يوم يموت بعضه ، ومع نهاية كل ليلة ، يكون قد انتصب فزعاً في جوف الظلام يبكي وينوح على نفسه ..

ويمرّ الشهر ووراءه الشهر ، وفي الشهر الثالث

يتضح لك أن الرجل قد أصبح من أبناء الآخرة .!!

ولما انقضى الشهر بكله ، ثم تتابعت أيام من الشهر التالي ، ورأى أنه لا يزال في

كامل عافيته ، برقت عيناه ، وانعقد لسانه ، وفغر فاه ،

وأشرق أمل جديد في صدره ، وظل يترقب الأيام الجديدة ، ومضت أسابيع ، فإذا هو يصيح لاعناً الطب والأطباء ، وسارع يخلع ثياب الزهد والعبادة ،

ودعا صحبته القديمة _ التي كان قد طلّقها _

وقبل ذلك كان قد دعا محاميه ، ومزّق تلك الوصية وهو يقهقه ساخراً ولاعناً ..

وقرر أن يعوّض كل تلك الأيام بسهرة لم يسهر مثلها إنسان ..!

واجتمع لفيف من صعاليك الأرض ، ليس لهم همّ إلاّ بطونهم وشهواتهم ،

وكانت ليلة أشبه ما تكون بليالي ألف ليلة وليلة المسطرة في الكتب ..

وعلى المائدة الكبيرة ، ووسط روائح الخمور وعطور الغانيات و..و..

يُقبل الرجل يأكل بشراهة وفي نهم ، غير أنه لم يكد يمضغ لقيمات حتى خرّ صريعاً ميتاً وسط هذه الزينات ، وهذا الصخب والضجيج ..!

- - -

يا لله …. ! ماذا تفعل الحماقة بأصحابها ...!

لقد كان - فيما يبدو - على باب الجنة ليس بينه وبينها إلاّ ساعات ،

ولكن الشقاوة أبت عليه إلاّ أن ينحرف عن الطريق عند آخر محطة ...!

نسأل الله العفو والعافية لنا ولجميع المسلمين والمسلمات ..

- - -

والفكرة التي امتلأت بها نفسي من هذه القصة كلها هي :

كيف أنّ هذا الرجل ، قد انقلبت حياته كلها ، حين أخبره طبيب( مخلوق ) بأنه على وشك أن يموت ..

ونحن يُخبرنا الخالق عز وجل في محكم آياته ،

أننا على وشك أن نغادر هذه الحياة الدنيا ، في أية لحظة ،

ثم نحن لا نتأثر أبداً .!؟

أتُرانا لا نؤمن بالله وبما أنزل من كتاب _ وإن كنا ندّعي ذلك _

أم أنها مجرد غفلة بلغت بنا حد الحماقة .؟

كلّ ابنِ أُنثى وإن طالتْ سـلامتهُ ***** يوماً على آلةٍ حــدباء محمــولُ

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


واخيرا وصلت لكم بعد محاوله 9 شهور ........
:o

الله يسامحكم :44:
0
334

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️