الامــيــرة01 @alamyr01
عضوة مميزة
--§§☆ ( حقيقـة لكنهـا خيـال .. " فتنـة الحـب ،، ( دَاءٌ وَدَوَاءْ ) ... ) ☆§§--
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
إخواني الكرام ،، أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل الخير والبركة
:: حَقِيقَـة لَكِنَّهَـا خَيَـالْ ::
إن الإنسان يتعرض للمحن والإبتلاءات والكربات والشدائد ، جهاراً نهاراً وليلاً ، فمنهم من يتعرض للمحن في أمواله .. ومنهم من في بيته ومنهم في ولده ومنهم من في أخلاقه ونفسه وهي أشد أنواع المحن والكربات .
وكل ذلك مصداقاً لقوله تعالى : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
وقال تعالى : "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "
ولقد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن المحن والفتن التي تصيب الإنسان فقال : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم .... "
فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا وإياكم من الكرب والفتن والشدائد .
هذه مقدمة بسيطة لما سيتناوله الموضوع بشكل عام ... وسنتناول موضوعاً من أهم المواضيع الدائرة في نفوس الشباب المسلم ...
* حقيقة لكنها خيال *
فتنة الحب ( 1 )
إن الإنسان يتعرض للفتن في البيت وفي النت وأحياناً يتعرض لها في الجامعة وهذا حال الأكثر ،، ولكن كيف السبيل إلى النجاة منها ؟ وكيف يتخلص المسلم من هذه الآفة وخاصة أنها منتشرة " تجاوزاً " بين الوسط الملتزم إن صح المقال !!
أولاً : يجب أن تعلم أيها المسلم أن الإنسان بشر يخطئ ويصيب ، يزل في موقف ويعز في آخر ، ومن وقع في الخطأ ليس معناه انه انتهى بل هو إنسان يحبه الله تعالى ويرضى عنه .. وذلك مصداقاً لقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ "
ثانياً : يجب أن تعلم أخي المسلم أن الحب لا يكون إلا مع من ذكرهم الله عز وجل في الآية الكريمة في سورة النساء الآية ( 23 ) فقط على الخصوص من النساء وهم " الأم والبنت والأخت والعمة والخالة وبنات الاخ وبنات الاخت والأم من الرضاعة والأخوات من الرضاعة وامهات نسائنا وزوجتك ولها نصيب الأسد بعد الأم وزوجة الإبن " هذا من حيث التفصيل
ثالثاً : يجب أن تعلم أخي الحبيب أنه يجب أن يحب أهل الطاعة أجمعين ، فإننا نحب كل شاب ملتزم بالجملة ونحب كل شابة ملتزمة من حيث الجملة ، أي أننا نحب أهل الطاعة ذكوراً وإناثاً بشكل عام في كل أنحاء الأرض وليس فقط في بلدنا .
رابعاً : لا يجوز أن نحب أهل الطاعة من النساء بشكل خاص كأن نحبها لإلتزامها فهذا من تزيين الشيطان ، أو أن تحب الفتاة الرجل لأجل إلتزامه بشكل خاص وهذا مدخل من مداخل الشيطان لإبن آدم . واعلم ان الشيطان يفتح لإبن آدم بابا في الخير لكن يغلق عليه آلاف الأبواب الأخرى الأعظم خيراً وأجراً .
خامساً : البنات والنساء من تحب على وجه الخصوص : " الأب والإبن والأخ والعم والخال والأب من الرضاعة وإخوانها من الرضاعة وأزواج بناتها وزوجها وله نصيب الأسد بعد الوالدين " هذا على وجه التفصيل
** دعوة للتفكير ..! **
* أخي الحبيب إنك تعلم داخل قرارة نفسك أنك لست على الحق وأنك يجب أن تقلع عن هذا الفعل وأنك لا ترضاه لأقرب الناس إليك .. فكيف ترضاه لنفسك !؟
* الخيال الذي هو حقيقة : أنك كلمت من تدعي حبه ساعات طويلة وقضيت الأيام والليالي فماذا أخذت بعد ذلك ؟ هل فرحت ؟ هل سررت ؟ ... إسأل نفسك عندما تخلو بها عما جنيته بعد كل ذلك وما ربحته ..!
أؤكد لك أن الجواب هو : لذة ساعة ،، وندم الدهر !!
وأريد أن أسألك سؤالاً جازما : هل تعتقد أنها تحبك ؟ إذا قلت نعم فأنت كاذب وإن قلت لا فما الذي يدفعك إلى المكالمة .؟؟
إنه الخيال الذي بناه الشيطان وزينه لك ..!
لو قلت بعد ذلك أنه حب صادق .. أنت تتوهم الصدق وتوهم نفسك وتحاول أن تصدق الكذب الذي بنيته ..!
إن الحب الذي يتبادله النس بطريقة خفية او السر وتبادل المكالمات والرسائل والمواعدة ،، إنه ليس حباً بس هو الخيال ..
إذاً .. هي دعوة للتفكير ولو قليلاً .. علّك تخرج من الوهم الذي أنت فيه ... وأسأل الله أن يضيئ بصيرتك .
** أسباب المشكلة **
إن من أهم العلاج تحديد أسباب المشكلة وكما قيل إذا انتفى السبب بطل العجب وكما قالوا فالوقاية خير من العلاج والوقاية تكون من الأسباب لذلك سنحدد الأسباب بشكل عام على سبيل المثال لا الحصر دون تفصيل :
1- ضعف الوازع الديني
2- ترك غض البصر عن الحرام
3- الصحبة السيئة .
4- الفراغ .
5- خضوع البنت للشاب وخروجها متبرجة .
6- ضعف العلاقة بين الآباء والأبناء .
7- الإعلام الهدام والمسلسلات الهابطة والأفلام والإنترنت .
8- تعلّق بمبررات وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع .
** ما يعترض الحل " الشبهات " **
* يقول الشاب أو الفتاة : هذه علاقة طاهرة بريئة ولا نبحث إلا عن العفة بعدها الزواج ..
فنقول لهم : ما هو دليل البراءة وما هو دليل العفة ،،!! هل عدم التكلم بالكلام المعسول ؟ أم ماذا ؟
هل تقول أن دليل العفة والطهارة والبراءة أنك تأمرها بالصلاة والزكاة وقيام الليل ؟؟!!
إن العاقل يرى النور ويصدقه ويرى الكذب ويكذبه ، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، أبعد الحرام عن قولك وعن سمعك وعن بصرك لتكون طاهراً عفيفاً ،، ونقول لك بكل قوة .!! إن كانت العلاقة بريئة كما تقول فهل يخجل الإنسان من إعلان براءته ؟؟ لا طبعاً ، لذلك هل تستطيع أن تعلم عن حبّك هذا للناس ؟ لأهلك ؟ .. سيكون الجواب بلا شك لا أستطيع .!!
فياعجبي أيّ براءة هذه !
ونقول لمن يدعي أن علاقته صادقة بريئة أن الصادق يأتي الباب من أهله ولا يأتيه بطريق الحرام ..!
* يقول الشاب أو الفتاة : رأيته مرة ونظرة واحدة فدخل قلبي ..!!
فنقول : إن النظر لكلا الطرفين بعضهما لبعض حرام لذلك أمر الله عز وجل بحفظ البصر وغضه فقال تعالى في سورة النور : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... " وقال : " وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..." ،، لذا وجب علينا غض البصر امتثالاً لأمر الله عز وجل لأنه لا إلتزام بدون قيود من الله سبحانه وتعالى ،،
وصدق من قال :
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد مادام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوفاً على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضرر
حجّة حرمان حنان الأهل !
فنقول أن مشكلة التربية العاطفية عند الناس هي مشكلة كبيرة ، لأن الناس لا يعقلون معنى التربية العاطفية ، لكن حتى لو قصر الأب والأم في هذا الأمر فهل نتجه وقتها إلى الحرام ؟ هل الحرام يصبح حلال عند مواجهة مشكلة ؟
" الحرام حرام ولو زينه الشيطان وبهرجه "
بل يجب أن تعلم أن هذا الخلل العاطفي لن يُحل عند الإتجاه إلى الحرام
ونقول وبالله التوفيق { إن الله عز وجل ما جعل دواء أمته فيما حرمه الله عليهم }
تقول فتاة : إختبرته فوجدته ملتزماً !!
فنقول لها : من أنتِ حتى تختبريه ؟ ومن أنت لتوقعي نفسك في هذا البركان ؟ ثم من الذي يدعي الإلتزام ؟ ذلك الشاب الذي يتحدث عن الصلاة والزكاة ؟
يا سبحان الله ..! إن كان من يكلم الفتيات في منتصف الليالي ويسرق أعراضهن ملتزم !
فما أبقى لغير الملتزمين ؟
أهم صفات الشاب الملتزم هي طهر القلب ،، فكيف من انغمس في الحرام ان يكون قلبه طاهر ؟!!
العنوسة وقطار الزواج !
نقول : العنوسة هي مرض من أمراض الأمة ومشكلة تعاني منها أغلب المجتمعات ، فهل الإتجاه للحب والعشق هو البديل ؟ هل هذا هو الحل ؟
فلنتصور إذن كيف سيصبح العالم إذا أخذنا هذا حلاً وبديلاً !
الحل هنا طويل ولا يمكن حصره لكثرة التفصيل فيه
هي التي جرّأتني !
نقول لهذا الشاب : أين أنت من درب الأنبياء والشهداء والصالحين درب الثبات في المحن والفتن ، وقدوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرضت عليه كل اموال الدنيا والمناصب والنساء لكن رفض وثبت .
في ختام هذه الشبهات نقول :
- اعلم رحمك الله أن الله عز وجل ما جعل دواء امته فيما حرم عليهم ، وأن التقوى رأس الأمر وعموده .
- اعلم اننا بشر نخطئ ونصيب وننجح ونفشل ولكن العاقل القويم هو من يستطيع أن يتعلم من أخطاءه ولا يعود إليها ، فإن العاقل من يفكر بالطريقة الصحيحة التي يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره .
- اعلم أن الإلتزام الحقيقي هو الإبتعاد عمّا حرم الله وفعل ما أمر الله به .
- اعلم أخي الحبيب جيداً قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهي الـقـلب " فاتق الشبهات وابتعد عنها .
- اعلم علم القين أنه إن اختلط الحلال والحرام قُدِّم الترك على الأمور كلها .. وكما قلنا فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
** العلاج **
أولا / النية : النية هي قصد الشيء مقترناً بفعله مع البدء فيه ، والنية ثابتة بنص الكتاب والسنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ... "
فالنية أصلٌ في كل العبادات والمعاملات وكافة شؤون الحياة ، لذلك إبتدأنا الحديث فيها إقتداءاً بأهل العلم والمحديثين .
ثانياً / التوبة : وهي ثاني خطوة عملية على طريق النصر والتمكين للنفس والذات بل هي من أهم الأساسات التي في دين الله تعالى حيث قال الله : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... " ، فالتوبة تكون من الصغائر والكبائر ومن الأمور المحقرات .
ثالثاً / الدعاء : الدعاء هو التضرع والخضوع والخشوع والتذلل لله عز وجل بطلب المغفرة منه وكل أمور الحياة الدينية والدنيوية بقلب صادق ، وتذكروا أن الدعاء هو سلاح المؤمن .
رابعاً / العبادة : إن من أهم الأسباب التي تنجي الإنسان من هذا المرض هي العبادة وهي إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال ، والعبادة تعين على ترك المعاصي والتقرب من الله تعالى .
خامساً /الصحبة الصالحة : وهي من أهم الأسباب التي تعين على الطاعة لأنه كما هو معروف ( الصاحب ساحب ) ولأن ( المرء على دين خليله ) ولأن القرآن حذّر من إتخاذ أصدقاء السوء وأمرنا بإتخاذ الأصدقاء المحسنين ، قال تعالى : " الأخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلاّ الْمُتّقِينَ "
وقال صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح والسوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك : إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة "
سادساً / إشغال وقت الفراغ : هذا من أكبر الأسباب التي تقتل الإنسان وتردي به بين فكّي الشيطان لذلك حذّر الله عز وجل وحذّر نبيه الكريم من هذا المرض فقال صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " ، وما أكثر الناس اليوم التي تُقْتل بالفراغ وأعلم رعاك الله أن " النفس إن لم تشغلها بالطاعة أشغلتك بالمعصية " .
سابعاً / قراءة القرآن : وهذا من أهم الأسباب بل هي ركن من أركان الهداية والإلتزام فإن فيه كل الأخبار والأسرار والقصص التي تحدتث عن التوبة وعن غيرها ، ونذكركم بقوله تعالى : "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ... "
ثامناً / الإبتعاد عن أهل المعصية : وهذا الجزء يكاد يكون صعباً في زمن يكثر فيه هؤلاء ، لكن الترك يسير على من يسره الله له ونذكركم بقصة الذي قتل تسعة وتسعين نفساً فإنه قيل له اذهب إلى أرض كذا فإن بها قوماً يعبدون الله فاعبده معهم وغير الأرض وابتعد عن أهل المعصية .. والقصة في البخاري .
تاسعاً / إتخاذ البطانة الصالحة : واستشارة أهل العلم وسؤالهم والبطانة الصالحة هي البطانة التي ترشد إلى الخير والصلاح بُغية رضا الله عز وجل .
والبطانة الصالحة هي التي تحببك في الله من غير مصلحة وهي التي ذكرها النبي في حديث " حق المسلم على المسلم .... إذا استنصحك فانصح له "
** الخاتمة **
أخي الكريم ... أختي الكريمة .. حفظكما الله تعالى .
اعلموا ان الله عز وجل يقبل التوبة من عباده ما لم يغرغر وتخرج روحه ، واعلم اننا معرضون للفتن الظاهرة والباطنة لكن علينا بعد كل هذا أن نصدق الله بالتوبة إليه ، قال تعالى : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ... "
تذكر أخي وأختي قوله تعالى : " وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ... "
واعلم أنه قيل ( كن كما شئت كما تدين تدان )
إن الزنا دين لو استقرضته ... كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
والأيام دول يوم لك ويوم عليك ..
دع المقادير تجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خالي البالِ
ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يغير الله من حال إلى حالِ
ختاماً
هذا جهد المقل ، فما كان صوابا فمن الله تعالى ، وماكان خطأ فمنا ومن الشيطان الرجيم ، اللهم انا نعوذ بك منه .
م.ن
15
857
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يعطيك العافية