لم يفرض الاسلام حق الجار عبثاً أو ترفاً. وانما أراد بهذا الحق ان يحقق للجسد الإسلامي تماسكه وترابطه وقوته. كما أراد ان يقضي علي ادني درجات التعصب والعنصرية للدم والنسب بما يحققه من قوة الرابطة في علاقة الجوار لأن حق الجار في الاسلام حق مطلق بصرف النظر عن طبيعة هذا الجار من حيث الدين أو العرق أو اللون.. فالجار جار وله حقوقه التي ان ضعفت بين الجيران كان ذلك علامة علي ضعف الايمان بدرجة ضعف هذه الرابطة وكان هذا الضعف هو البداية لانهيار الجسد الاسلامي سواء علي مستوي التجمعات السكنية أو علي مستوي الدول فحقوق الجار الفرد تنطبق بما يناسبها علي حقوق الجار الدولة لذلك كان سر قوله صلي الله عليه وسلم مقسما" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لم يأمن جاره بوائقه" فانحسار الشعور بحق الجار يقابله انحسار في الايمان حتي يتلاشي وتتحول انسانية الانسان التي ارادها الإسلام الي توحش.
من علامات الايمان ايضاً الا يبيت الانسان شبعان وجاره جائع لان ذلك يعني انفصام العلاقات الانسانية بين المتجاورين يقول صلي الله عليه وسلم وسلم" والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع".
وقد ظل جبريل عليه السلام يوصي رسول الله بالجار حتي ظن الرسول انه قد ينزل وحي بتوريث الجار قال صلي الله عليه وسلم" مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه".
فالايمان يزيد بدرجة علاقات الجوار وبدرجة ما يتمتع الجار به من حرمة فلا يؤذي نفسيا أو شعوريا فضلا عن ايذائه ماديا فاذا تحقق ذلك تحقق الانسجام العام للمجتمع الاسلامي ولم يعد هناك جائع ولا فقير ولا عريان ولان رسولنا الكريم اعرف الناس بحقوق الجار فقد سأل عن جاره اليهودي الذي توقف عن ايذائه فاكتشف انه مريض فعاده واطمأن عليه. عالمنا الجليل ابو حنيفة النعمان الذي بحث عن جاره الفتي الذي توقف عن صخبه وصياحه كل ليلة قائلا اضاعوني واي فتي اضاعوا واكتشف انه في السجن فسعي في اخراجه وقال له هل اضعناك يافتي.
منقول :27:

Muslima @muslima
محررة
هذا الموضوع مغلق.

~أم طلال ~
•
جزاك الله خيرا اخيتي على هذا النقل الممتاز..فعلا اخيتي ما احوجنا في هذا الوقت الى ان نذّكر بحقوق الجار التي كدنا ان ننسى ابسطها واقلها وهي معرفة من تجاوره ويجاورك..والسؤال عنه ..فالكل غارق حتى الثماله في اموردنياه.. ومشاغله التي لاتنتهي ..الا بانتهاء اجله..جزى الله من كتبها ونقلها وذكرنا بقيم وتعاليم هذا الدين العظيم.

شروق
•
لقد بلغ من تقدير السلف للجار الصالح أنهم كانوا يعدون جواره نعمة لاتقدر بمال وغنيمة لا يعدلها عرض من أعراض الدنيا .. ومما يروى في ذلك أن جار سعيد بن العاص ساوم على مئة ألف درهم في داره .. ثم قال للمشتري : هذا ثمن الدار .. وبكم تشتري جوار سعيد ؟؟ فلما علم سعيد بعث إليه بالثمن واستبقاه في داره .. سبحان الله أين نحن منهم ؟!
جزاك الله خير أختي مسلمة على هذا الطرح المتميز
وزادك الله حرصا علي الخير ونفع بك 000
جزاك الله خير أختي مسلمة على هذا الطرح المتميز
وزادك الله حرصا علي الخير ونفع بك 000

Muslima
•
صدقت يا umtalal ..فالكل فعلا غارق حتى الثماله في اموردنياه اعاننا الله عليها حتي أنه لينسي حتي أهل بيته و ليس جاره فقط .
نعم يا شروق أين نحن من السلف الصالح !!!!!!!!
بارك الله فيكما
أختكم مسلمة
نعم يا شروق أين نحن من السلف الصالح !!!!!!!!
بارك الله فيكما
أختكم مسلمة
الصفحة الأخيرة